رحلتِ.. فهل يرحل أثرك؟
رحلتِ.. فهل يرحل أثرك؟
د. مها السنان
فجعنا الأسبوع الماضي بفقدان امرأة عظيمة، عالمة، وفنانة تشكيلية، أ.د خديجة زارع أستاذ الفيزياء النووية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، التي كانت عضو في مجموعة الفنانات التشكيليات السعوديات بمنطقة الرياض منذ عام 1997م تقريباً، إلى أن تلاشى عمل المجموعة بسبب إيجاد منافذ أخرى لتنشيط العمل التشكيلي الخاص بالنساء من خلال القنوات الرسمية كأحد أهداف المجموعة حين أنشئت. وعلى قدر ما ألم بنا من حزن على فقدانها، على قدر ما تبادر إلى ذهني الأثر الذي بقي منها ومدى فاعلية توثيقه ليكون متاحا للأجيال القادمة، سواء من خلال دورها كعضو هيئة تدريس أو كفنانة تشكيلية ممارسة أو فاعلة في مجال الأنشطة التشكيلية والمجموعات الفنية، فهل ستقوم الجامعة بتتبع أثرها من خلال تسمية قاعة من قاعات أحد المباني الجديدة في المدينة الأكاديمية العظيمة وذات الصيت العالمي؟ لتكون من خلاله التسمية تشريفا وفخرا ونموذجا للطالبات والزوار على حد سواء، كما نراه في الجامعات العالمية التي تؤرخ للأعضاء المتميزين لديها من خلال تسمية القاعات أو المنصات أو من خلال كتابة أسمائهم على واجهات تشريفية.
أما دورها وعملها في مجال الفنون التشكيلية، فهو ما أخشى ضياعه مع غيرها العديد من الفنانين الذين غيبهم الموت، فلا آلية رسمية أو من خلال قنوات القطاع الخاص تُعنى بهذا الأمر بشكل جاد، وكل ما شهدنا خلال السنوات السابقة محاولات من هنا وهناك معظمها للأسف لم يكتب له النجاح أو الاستمرارية، فهل سنخسر هذا التاريخ؟ أليس من المهم تدوين وتسجيل هذا النتاج التشكيلي؟ وسؤالي الأخير هنا: هل يوجد أرشيف لتاريخ وأعمال د. خديجة زارع بل هل يوجد أرشيف لكل من فقدنا من الفنانين التشكيليين؟ أخيرا أضيف إلى مزايا الفقيدة ميزة أخرى هي بالأحرى سمة من سمات العلماء المخلصين، لقد كانت على الدوام مرجعا علميا في المجال الأكاديمي ولم تبخل أبداً بالنصح والإرشاد لكل من سأل، بل كان ديدنها السؤال عن الآخرين حتى وهي تعاني من تبعات المرض الذي تمكن منها لفترة طويلة.
رحمك الله وأثابك على عمرك ووقتك الذي أفنيتِه في سبيل العلم، رحلتِ ولكن أثرك باقٍ ما بقينا.
المصدر: صحيفة الجزيرة
د. مها السنان
فجعنا الأسبوع الماضي بفقدان امرأة عظيمة، عالمة، وفنانة تشكيلية، أ.د خديجة زارع أستاذ الفيزياء النووية بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، التي كانت عضو في مجموعة الفنانات التشكيليات السعوديات بمنطقة الرياض منذ عام 1997م تقريباً، إلى أن تلاشى عمل المجموعة بسبب إيجاد منافذ أخرى لتنشيط العمل التشكيلي الخاص بالنساء من خلال القنوات الرسمية كأحد أهداف المجموعة حين أنشئت. وعلى قدر ما ألم بنا من حزن على فقدانها، على قدر ما تبادر إلى ذهني الأثر الذي بقي منها ومدى فاعلية توثيقه ليكون متاحا للأجيال القادمة، سواء من خلال دورها كعضو هيئة تدريس أو كفنانة تشكيلية ممارسة أو فاعلة في مجال الأنشطة التشكيلية والمجموعات الفنية، فهل ستقوم الجامعة بتتبع أثرها من خلال تسمية قاعة من قاعات أحد المباني الجديدة في المدينة الأكاديمية العظيمة وذات الصيت العالمي؟ لتكون من خلاله التسمية تشريفا وفخرا ونموذجا للطالبات والزوار على حد سواء، كما نراه في الجامعات العالمية التي تؤرخ للأعضاء المتميزين لديها من خلال تسمية القاعات أو المنصات أو من خلال كتابة أسمائهم على واجهات تشريفية.
أما دورها وعملها في مجال الفنون التشكيلية، فهو ما أخشى ضياعه مع غيرها العديد من الفنانين الذين غيبهم الموت، فلا آلية رسمية أو من خلال قنوات القطاع الخاص تُعنى بهذا الأمر بشكل جاد، وكل ما شهدنا خلال السنوات السابقة محاولات من هنا وهناك معظمها للأسف لم يكتب له النجاح أو الاستمرارية، فهل سنخسر هذا التاريخ؟ أليس من المهم تدوين وتسجيل هذا النتاج التشكيلي؟ وسؤالي الأخير هنا: هل يوجد أرشيف لتاريخ وأعمال د. خديجة زارع بل هل يوجد أرشيف لكل من فقدنا من الفنانين التشكيليين؟ أخيرا أضيف إلى مزايا الفقيدة ميزة أخرى هي بالأحرى سمة من سمات العلماء المخلصين، لقد كانت على الدوام مرجعا علميا في المجال الأكاديمي ولم تبخل أبداً بالنصح والإرشاد لكل من سأل، بل كان ديدنها السؤال عن الآخرين حتى وهي تعاني من تبعات المرض الذي تمكن منها لفترة طويلة.
رحمك الله وأثابك على عمرك ووقتك الذي أفنيتِه في سبيل العلم، رحلتِ ولكن أثرك باقٍ ما بقينا.
المصدر: صحيفة الجزيرة