(توكل كرمان) رمزٌ رائد لامرأة عربية..
(توكل كرمان) رمزٌ رائد لامرأة عربية..
يوسف الكويليت
«توكل كرمان» ليست فنانة شباك، أو مغنية تُفتح لها الصالات والملاعب لتقيم حفلاً ساهراً، ولا هي مؤلفة لها قلة من القراء يتعرفون على فكرها، وهذا الاسم ربما لايعرفه في الوطن العربي إلا محيطها اليمني، ومفاجأة أن تخرج للعالم بجائزة نوبل، كأول امرأة عربية تحصل عليها ليست محاباة من منظمي الجائزة العالمية، بل جاء حصولها، مع «الليبيريتين» انتصاراً للسلام في شخصية ثلاث نساء..
المرأة العربية لم تدخل دائرة النسيان حتى لو لم تأخذ نصيبها في مجتمعاتها، لكنها حضرت كشخصية «زهاء حديد» العراقية بجنسية بريطانية كأعظم مهندسة في العالم، وآسيا جبار أديبة، وداليا مجاهد (مصرية) مستشارة أوباما لشؤون الأديان وغيرهن ممن اشتُهرن عربياً وعالمياً، ولعل توكل، وهي بلباسها الذي لا يحمل أي مظهر، وهي تدور في الميادين اليمنية تنقل ما تعتبره رسالة للحرية، لم تكن تأمل بجائزة صغيرة من أي منظمة لأن رسالتها ظلت إيماناً مطلقاً بتحرير شعبها، وجائزة نوبل جاءت مكافأة لنضال المرأة أياً كانت جنسيتها، وتكريمها يعزز دور المرأة في الوطن العربي برمته..
كثيرات دخلن المحافل العالمية، وقدن البحوث في جامعات كبرى لم يصل لنا ما قدمن من جهود خلاقة لأننا في غياب تام عن أي منجز لا يتعلق فقط بالمرأة، بل حتى بالرجل ممن هاجروا ووصلوا في بلاد المهجر إلى مراكز مرموقة في العالم كله..
نموذج المرأة العربية، ليس في من نراهن يحتللن أغلفة المجلات للترويج الإعلامي حين تتقدم فنانة ما بنصف كفاءة، إلا جمالها وملابسها، لتكون أشهر من (مي زيادة) أو بنت الشاطئ وسهير القلماوي وغادة السمان وغيرهن، لكن توسّع قاعدة الوعي والثقافة، وإنصاف المرأة بأن تأخذ دورها في التنمية والتعليم ومراكز العلوم، ستعطيها حجمها الطبيعي ليس في الميدان الداخلي فحسب ، بل العالمي، خاصة في زمن أصبحت الكفاءة عنواناً للصعود للأدوار العليا، وأسوة بأي امرأة اخترقت حواجز الزمن سنرى العشرات أو الآلاف ممن سيدفعن بالمجتمعات العربية إلى الواجهات العالمية..
هناك رائدات في الصحافة والثقافة استطعن أن يكون لاسمائهن الريادة في تأسيس نشاطات لا تقتصر على الدعوات المطالبة بحقوق المرأة، بل كن مشاعل في إضاءة الدروب المعتمة، والأسماء كثيرة، بل إن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد التي كانت جزءاً من قيادات الثورة ضربت المثل الأعلى في مقاومة السجون والضغوط بتضحية نادرة في زمن الاستعمار الفرنسي..
الحديث عن المرأة العربية لا يتصل فقط بمن اشتهرن أو وصلن إلى مراكز مهمة، بل إن الأم العصامية التي تربي وتقاوم ظروف الزمن وتنشئ جيلاً مثالياً في سلوكه وعلمه، هي شبيهة المعلمة في المدرسة، والأستاذة في الجامعة والطبيبة في المستشفى، أي عناوين للمفاخرة في أدوار كانت أساسية في مسيرة هذه الأمة.
(توكل) نموذج عالمي لامرأة تخطب في الجموع، وتكتب في الصحف وتواجه الأسئلة المحرجة بثقافة واسعة، ولعل المرأة اليمنية، أياً كان مستوى تعليمها، تجد في هذه المرأة صورتها الحقيقية، وهي الأم والموظفة، والقائدة في الشارع، وكل هذه الأفعال للمرأة تُشعرنا أننا أمام جيل جديد خلاق لا تغرقه الشكليات والمظاهر الكاذبة، وهذه المرة جاء الاعتراف بحقيقة دور المرأة العربية من أكبر جائزة عالمية..
المصدر: صحيفة الرياض
يوسف الكويليت
«توكل كرمان» ليست فنانة شباك، أو مغنية تُفتح لها الصالات والملاعب لتقيم حفلاً ساهراً، ولا هي مؤلفة لها قلة من القراء يتعرفون على فكرها، وهذا الاسم ربما لايعرفه في الوطن العربي إلا محيطها اليمني، ومفاجأة أن تخرج للعالم بجائزة نوبل، كأول امرأة عربية تحصل عليها ليست محاباة من منظمي الجائزة العالمية، بل جاء حصولها، مع «الليبيريتين» انتصاراً للسلام في شخصية ثلاث نساء..
المرأة العربية لم تدخل دائرة النسيان حتى لو لم تأخذ نصيبها في مجتمعاتها، لكنها حضرت كشخصية «زهاء حديد» العراقية بجنسية بريطانية كأعظم مهندسة في العالم، وآسيا جبار أديبة، وداليا مجاهد (مصرية) مستشارة أوباما لشؤون الأديان وغيرهن ممن اشتُهرن عربياً وعالمياً، ولعل توكل، وهي بلباسها الذي لا يحمل أي مظهر، وهي تدور في الميادين اليمنية تنقل ما تعتبره رسالة للحرية، لم تكن تأمل بجائزة صغيرة من أي منظمة لأن رسالتها ظلت إيماناً مطلقاً بتحرير شعبها، وجائزة نوبل جاءت مكافأة لنضال المرأة أياً كانت جنسيتها، وتكريمها يعزز دور المرأة في الوطن العربي برمته..
كثيرات دخلن المحافل العالمية، وقدن البحوث في جامعات كبرى لم يصل لنا ما قدمن من جهود خلاقة لأننا في غياب تام عن أي منجز لا يتعلق فقط بالمرأة، بل حتى بالرجل ممن هاجروا ووصلوا في بلاد المهجر إلى مراكز مرموقة في العالم كله..
نموذج المرأة العربية، ليس في من نراهن يحتللن أغلفة المجلات للترويج الإعلامي حين تتقدم فنانة ما بنصف كفاءة، إلا جمالها وملابسها، لتكون أشهر من (مي زيادة) أو بنت الشاطئ وسهير القلماوي وغادة السمان وغيرهن، لكن توسّع قاعدة الوعي والثقافة، وإنصاف المرأة بأن تأخذ دورها في التنمية والتعليم ومراكز العلوم، ستعطيها حجمها الطبيعي ليس في الميدان الداخلي فحسب ، بل العالمي، خاصة في زمن أصبحت الكفاءة عنواناً للصعود للأدوار العليا، وأسوة بأي امرأة اخترقت حواجز الزمن سنرى العشرات أو الآلاف ممن سيدفعن بالمجتمعات العربية إلى الواجهات العالمية..
هناك رائدات في الصحافة والثقافة استطعن أن يكون لاسمائهن الريادة في تأسيس نشاطات لا تقتصر على الدعوات المطالبة بحقوق المرأة، بل كن مشاعل في إضاءة الدروب المعتمة، والأسماء كثيرة، بل إن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد التي كانت جزءاً من قيادات الثورة ضربت المثل الأعلى في مقاومة السجون والضغوط بتضحية نادرة في زمن الاستعمار الفرنسي..
الحديث عن المرأة العربية لا يتصل فقط بمن اشتهرن أو وصلن إلى مراكز مهمة، بل إن الأم العصامية التي تربي وتقاوم ظروف الزمن وتنشئ جيلاً مثالياً في سلوكه وعلمه، هي شبيهة المعلمة في المدرسة، والأستاذة في الجامعة والطبيبة في المستشفى، أي عناوين للمفاخرة في أدوار كانت أساسية في مسيرة هذه الأمة.
(توكل) نموذج عالمي لامرأة تخطب في الجموع، وتكتب في الصحف وتواجه الأسئلة المحرجة بثقافة واسعة، ولعل المرأة اليمنية، أياً كان مستوى تعليمها، تجد في هذه المرأة صورتها الحقيقية، وهي الأم والموظفة، والقائدة في الشارع، وكل هذه الأفعال للمرأة تُشعرنا أننا أمام جيل جديد خلاق لا تغرقه الشكليات والمظاهر الكاذبة، وهذه المرة جاء الاعتراف بحقيقة دور المرأة العربية من أكبر جائزة عالمية..
المصدر: صحيفة الرياض