• ×
admin

«شوفوا لنا دبرة»

«شوفوا لنا دبرة»

عبده خال

ما هي الأمراض المنتشرة بالبلد؟
حيال هذا السؤال يستطيع أي منا سرد العديد من الأمراض كجواب على السؤال.
فهناك تواجد مكثف ومتغلغل لكثير منها كأمراض الدم والتهاب وفيروسات الكبد والانفلونزا الفيروسية والتهابات الرئة والسرطانات المختلفة والسكر والضغط وأمراض معروفة وغير معروفة تسرح وتمرح في أجسادنا ونحن مستسلمون لها عن طيب خاطر..
ومع أننا نحفظ القاعدة الذهبية عن ظهر قلب (الوقاية خير من العلاج) إلا أن الوصول لهذه الوقاية يحتاج إلى أموال أو إلى واسطات من العيار الثقيل وكلا الوسيلتين ليس بمقدور المجتمع في عمومه الوصول إليها..
ومع ذلك لو جلس أي منا لمتابعة البرامج الطبية سوف يصاب بالذعر من كمية ونوعية الأمراض المتواجدة بيننا وسوف يخرج بجملة يحملها أي متحدث من أولئك الأطباء تؤكد على ضرورة الفحص المبكر.
إذا مفتاح تقليل نسبة انتشار أو استفحال تلك الأمراض هو الفحص المبكر..
وبما أننا نمسك بهذا المفتاح المعروف تماما في ميدالية تضج بالمفاتيح إلا أن استعماله ليس بالسهولة التي نتصورها.
ويعود ذلك لتواضع الخدمات الصحية بالبلد بالرغم من الإنفاق المهول الذي يضخ في ميزانية وزارة الصحة..
وتواضع تلك الخدمات يعود لقلة المستشفيات في المدن الكبيرة قبل الصغيرة، ولو أخذنا مدينة جدة كنموذج لهذا التواضع فسنجد أن المستشفيات الحكومية المتواجدة بها كمرجع حقيقي لاستقبال المرضى لا تتعدى مستشفيين وهي تعاني من تدفق المرضى والمراجعين لدرجة الاختناق، مما يجعل مواعيد المراجعات تتباعد لشهور، ولم يكن تواجد المراكز الصحية الأولية إلا محطة لإيقاف التدفق على المستشفيات كون هذه المراكز لا تمتلك المقدرة على كشف أي مرض مستعص في مراحله الأولى كونها لا تمتلك المختبر أو الأجهزة والمختبر القادرة على كشف أي شيء..
ومن هنا تكون جميع الأمراض القاتلة قد تغلغلت بالفرد قبل اكتشافها المبكر، فإذا كانت مدينة كبيرة كمدينة جدة لا يستطيع فيها المواطن القيام بالكشف المبكر، فكيف هو الحال بالنسبة للقرى والهجر؟
وعلى وزارة الصحة قبل رفع شعار «الوقاية خير من العلاج» توفير الخدمات التي تمكن المواطن من إجراء الفحوصات الطبية في مراجعاته الأولية قبل استفحال المرض.
وأكاد أجزم أن الآلاف من المرضى لو توفر لهم الكشف المبكر لربما تفادوا تلك الأمراض الخطرة أو قضوا على تواجدها قبل وصولها إلى مرحلة الخطر.
نحن ووزارة الصحة نمسك بالمفتاح، إلا أننا كالأعمى تماما نمسك بالمفتاح ونبحث عن ثقب الباب وتستمر محاولات الفتح مئات المرات وفي كل مرة يكون الوصول إلى الثقب عسيرا..
لهذا أرجو من الأطباء الذين يظهرون في البرامج الطبية ألا ينصحونا بإجراء الفحوصات المبكرة، فبعض المستشفيات لا تستقبلك إلا وأنت في الرمق الأخير.
بالبلدي (سيبونا من كلمة الفحص المبكر وشوفوا لنا دبرة) ..

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1193