• ×
admin

الخصوبة والإنجاب بعد سرطان الثدي

الخصوبة والإنجاب بعد سرطان الثدي

د. محمد عثمان الشبانة

لعل من الأمور التي تشغل بال السيدة التى اصيبت بسرطان الثدي في عمر مبكر (هذه المجموعة تشكل حوالي 40 % من الحالات المسجلة في المملكة) بعد تجاوزها مرحلة التشخيص والعلاج هو تأثير المرض على الخصوبة والقدرة على الإنجاب، وذلك للرغبة في الإنجاب ولترسيخ الشعور بأن حياتها قد عادت إلى طبيعتها.

إن مرض سرطان الثدي بحد ذاته لا يسبب اي ضرر من حيث قدرة المرأة على الانجاب ولكن التأثير يأتى من البرنامج العلاجي.

يتضمن علاج سرطان الثدي: الجراحة، والعلاج الاشعاعي وكلاهما لايؤثران على الإنجاب ولا على الخصوبة، الا اذا كان العلاج الاشعاعي موجهاً مباشرة للمبايض وهذا الطريقة في العلاج لاتُستخدم الا في الحالات التى انتشر فيها المرض وهو استخدام غير شائع لوجود بدائل اخرى.

العلاج الكيميائي يؤثر بشكل مباشر على القدرة على الحمل حيث يسبب توقفاً مبكراً لعمل المبيضين، ويتضح ذلك التأثير بتوقف الدورة الشهرية لدى المريضة (قبل السن الانقطاع المعتاد) و هذا التوقف قد يكون مؤقتاً أو دائماً.

ان المرأة تولد ولديها عدد محدد من البويضات في المبيضين وكلما تقدم بها العمر نقص عدد البويضات بشكل طبيعي، ولكن العلاج الكيميائي يؤثر على قدرة المبيضين على افراز الهرمونات التى تنظم الحيض أو قد يتلف البويضات.

ان فقد المبيض لوظيفته تعتمد على نوع الدواء المستخدم (من الأدوية التي تستخدم في علاج سرطان الثدي وتؤثر على المبايض: السايكلو فسفومايد - السسبلاتين - الادرياميسين) وكذلك كمية الجرعة المعطاة المتجمعة على مدى مجموع الجرعات، وايضاً عمر المريضة حيث تزداد احتمالية التأثير على المبيض كلما تقدم عمر المريضة.

الحمل بعد العلاج:

إن اكثر مايقلق الفريق الطبي عند حدوث حمل للمريضة (بعد إكمالها للعلاج) هو هاجس وجود بعض الخلايا الكامنة التي قد يتم تنشيطها بسبب حدوث التغيرات الهرمونية الكبيرة التي يمر بها جسم المرأة اثناء الحمل. يضاف إلى ذلك انه من المعروف علمياً ان سرطان الثدي الذي يصيب النساء في أعمار مبكرة يكون أكثر نشاطاً.

إن إعطاء نصيحة محدد لمريضة بعينها حول احتمالات عودة المرض بسبب الحمل أمر بالغ الصعوبة.. وذلك لتداخل عدة عوامل.

الأبحاث المتوفرة حالياً لم تبين وجود اي أثر للحمل على رفع معدل الانتكاسة للمرض ولكنها أشارت إلى أن المدة بين تشخيص الإصابة بالمرض والحمل قد تكون ذات تأثير.. لذلك فإن النصيحة المتبعة على نطاق واسع هو أن تؤجل المريضة الحمل لمدة لا تقل عن سنتين إلى خمس سنوات.

بالنسبة للمريضات اللاتي يتناولن أدوية هرمونية مثل التاموكسفين فإن المنع من الحمل يستمر طوال مدة أخذ العلاج التي تمتد عادة الى خمس سنوات.

من ناحية أخرى أشارت بعض الدراسات الى أن اللاتي عولجن من سرطان الثدي يكون لديهن احتمال أعلى قليلاً لحدوث الاجهاضات ولكن العلاج من سرطان الثدي ليس له تأثير في رفع إحتمالية إصابة الجنين بالتشوهات أو التأخر في النمو.

أخيرا فإنه من الأنسب للمريضة وللفريق الطبي مناقشة مثل هذه الأمور قبل بدء البرنامج العلاجي لمعرفة الخيارات المتاحة.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1232