طق يا مطر
طق يا مطر
عبده خال
أنبأتنا الأرصاد الجوية بأن اليوم هو بداية إعلان موسم الأمطار وحين امتلأت الأفئدة رعبا بناء على ذاكرة كارثة جدة السابقة، أرادت هيئة الأرصاد تخفيف هذا الجزع من خلال إعلانات متكررة كلها تحاول تهوين ذلك الجزع وطمأنة الناس بأن أمطار هذا اليوم لن تكون بالصورة المخيفة إلا أن المخيف ما نشرته «عكاظ» عن حدوث خطأ هندسي أدى إلى تأجيل تسليم أجزاء من مشروع تصريف مياه الأمطار بسبب عدم التنسيق بين الشركات العاملة في تنفيذ مشاريع السدود شرقي جدة، وأنابيب الربط المؤدية إلى قنوات التصريف، لحدوث خطأ في تحديد نقطة التقاء المخارج الخاصة بسد وادي مثوب بالأنابيب.
ووجود هذا الخطأ وكذلك تأخر تسليم المشروع لفترة لم تحدد هو المخيف حقا كونه استخفافا بكل الوعود السابقة الصادرة من جهات مختلفة أكدت أن المشاريع الخاصة بتصريف السيول سوف تكون جاهزة قبل موسم الأمطار إلا أن الخبر الذي نشر بالأمس يعيدنا إلى نقطة التلاعب بالمشاريع وتنفيذها الناقص أو المغلوط وهذا ما حدث سابقا حتى غدت الأخطاء والتأخر سمة من سمات مدينة جدة.
والخوف والغرابة من عدم تسليم مشاريع تصريف الأمطار منشؤه أن عين المسؤول وكذلك المواطن مركزة على إتمامه وخضوعه لتجربة أمطار هذا الموسم، ومع كل هذا الترقب حدث أن أعلن عن تأخر تسليم المشروع كاملا بسبب خطأ هندسي وهذه هي المصيبة الحقيقية التي تدل على بقاء الإهمال وعدم المراقبة في المشاريع على عمومها، فإذا كان هذا المشروع متابعا بكل هذا الالتصاق ويحدث فيه خطأ وتأخر تسليم فكيف هي المشاريع التي لا توجد عين تراقبها.
فهل نحمل هذا التأخر الفساد الإداري مرة أخرى؟
ولأن الفساد أمر متواجد بنسب مختلفة في أي موقع من العالم تظل محاربته اللصيقة هي الأمر المعول عليه والقارئ ناصر عبدالله التركي علق قبل يومين على مقال الذي نشر في هذه الزاوية بعنوان (عودة المفسدين) مشيرا إلى أن أحد المهندسين كان مديرا للمشاريع وطلبت منه جهة عمله استلام مشروع فرفض محتجا بعدم مطابقة المشروع للمواصفات وما هي إلا أيام وتم تحويله إلى مدير للطوارئ وتعيين مهندس آخر في موقعه من أجل تسيير المراكب المتعثرة والتي أوقفها ذلك المهندس النزيه.
وهذه القصة قد تتكرر في مواقع مختلفة وبشكل يومي، ومع تكرارها يبقى أن هناك من يرفض الفساد حتى وإن حورب في عمله ورزقه.
وتعقيب القارئ ناصر حمل اقتراحا بأن تضع هيئة محاربة الفساد نموذجا خاصا على الشبكة العنكبوتية (موقعها الخاص) بحيث يمكن ذلك النموذج المسؤولين المرغمين من جهات أعمالهم على أداء عمل مخل بأن يسجلوا اعتراضاتهم وإظهار الفساد الحاصل من أجل محاربة الفساد في مستوياته المتعددة.
وأعتقد أن هذا اقتراح سيمثل عيونا مبثوثة في كل مكان لمحاربة الفساد والمفسدين، ويا ليت يتم تبني هذا الاقتراح مع التوصية بأن تؤخذ الملاحظات المسجلة في النموذج مأخذ الجد والمتابعة والمحاسبة.
على أيه حال نسأل الله أن يكون مطر اليوم سقيا خير لا سقيا عذاب وسلامتكم.
المصدر: صحيفة عكاظ
عبده خال
أنبأتنا الأرصاد الجوية بأن اليوم هو بداية إعلان موسم الأمطار وحين امتلأت الأفئدة رعبا بناء على ذاكرة كارثة جدة السابقة، أرادت هيئة الأرصاد تخفيف هذا الجزع من خلال إعلانات متكررة كلها تحاول تهوين ذلك الجزع وطمأنة الناس بأن أمطار هذا اليوم لن تكون بالصورة المخيفة إلا أن المخيف ما نشرته «عكاظ» عن حدوث خطأ هندسي أدى إلى تأجيل تسليم أجزاء من مشروع تصريف مياه الأمطار بسبب عدم التنسيق بين الشركات العاملة في تنفيذ مشاريع السدود شرقي جدة، وأنابيب الربط المؤدية إلى قنوات التصريف، لحدوث خطأ في تحديد نقطة التقاء المخارج الخاصة بسد وادي مثوب بالأنابيب.
ووجود هذا الخطأ وكذلك تأخر تسليم المشروع لفترة لم تحدد هو المخيف حقا كونه استخفافا بكل الوعود السابقة الصادرة من جهات مختلفة أكدت أن المشاريع الخاصة بتصريف السيول سوف تكون جاهزة قبل موسم الأمطار إلا أن الخبر الذي نشر بالأمس يعيدنا إلى نقطة التلاعب بالمشاريع وتنفيذها الناقص أو المغلوط وهذا ما حدث سابقا حتى غدت الأخطاء والتأخر سمة من سمات مدينة جدة.
والخوف والغرابة من عدم تسليم مشاريع تصريف الأمطار منشؤه أن عين المسؤول وكذلك المواطن مركزة على إتمامه وخضوعه لتجربة أمطار هذا الموسم، ومع كل هذا الترقب حدث أن أعلن عن تأخر تسليم المشروع كاملا بسبب خطأ هندسي وهذه هي المصيبة الحقيقية التي تدل على بقاء الإهمال وعدم المراقبة في المشاريع على عمومها، فإذا كان هذا المشروع متابعا بكل هذا الالتصاق ويحدث فيه خطأ وتأخر تسليم فكيف هي المشاريع التي لا توجد عين تراقبها.
فهل نحمل هذا التأخر الفساد الإداري مرة أخرى؟
ولأن الفساد أمر متواجد بنسب مختلفة في أي موقع من العالم تظل محاربته اللصيقة هي الأمر المعول عليه والقارئ ناصر عبدالله التركي علق قبل يومين على مقال الذي نشر في هذه الزاوية بعنوان (عودة المفسدين) مشيرا إلى أن أحد المهندسين كان مديرا للمشاريع وطلبت منه جهة عمله استلام مشروع فرفض محتجا بعدم مطابقة المشروع للمواصفات وما هي إلا أيام وتم تحويله إلى مدير للطوارئ وتعيين مهندس آخر في موقعه من أجل تسيير المراكب المتعثرة والتي أوقفها ذلك المهندس النزيه.
وهذه القصة قد تتكرر في مواقع مختلفة وبشكل يومي، ومع تكرارها يبقى أن هناك من يرفض الفساد حتى وإن حورب في عمله ورزقه.
وتعقيب القارئ ناصر حمل اقتراحا بأن تضع هيئة محاربة الفساد نموذجا خاصا على الشبكة العنكبوتية (موقعها الخاص) بحيث يمكن ذلك النموذج المسؤولين المرغمين من جهات أعمالهم على أداء عمل مخل بأن يسجلوا اعتراضاتهم وإظهار الفساد الحاصل من أجل محاربة الفساد في مستوياته المتعددة.
وأعتقد أن هذا اقتراح سيمثل عيونا مبثوثة في كل مكان لمحاربة الفساد والمفسدين، ويا ليت يتم تبني هذا الاقتراح مع التوصية بأن تؤخذ الملاحظات المسجلة في النموذج مأخذ الجد والمتابعة والمحاسبة.
على أيه حال نسأل الله أن يكون مطر اليوم سقيا خير لا سقيا عذاب وسلامتكم.
المصدر: صحيفة عكاظ