تفاحات غيرت العالم
تفاحات غيرت العالم
فهد عامر الأحمدي
ثلاث تفاحات غيرت العالم وانعطفت بحياة البشر:
الأولى كانت "التفاحة المحرمة" التي أكل منها أبونا آدم وخرجنا بسببها من الجنة الى حيث الشقاء والمعاناة والبحث عن الرزق.
والثانية هي التي وقعت فوق رأس نيوتن وأوحت له بنظرية الجاذبية وغيرت بالتالي نظرتنا للكون وطريقة تفكيرنا بخصوص قوانين المادة على الأرض.
أما الثالثة فظهرت عام 1976 حين أسس ستيف جوبز شركة أبل أو (التفاحة) وتعرفت البشرية لأول مرة على مايعرف بالكمبيوتر الشخصي!!
والتفاحة الأخيرة توازي في أهميتها أهمية "الكمبيوتر" في حياتنا اليومية وصعوبة استغنائنا عنه في أي مجال.. ورغم أن ستيف جوبز كان قد أصبح معروفا في كل العالم حين توفي قبل أسابيع قليلة (بفضل هواتف الآيفون وأجهزة الآي بود وكمبيوترات الآيباد) إلا أن أهم انجازاته في نظري تعود إلى 35 عاما مضت حين أنزل "الكمبيوتر" من برجه العاجي إلى حيز الاستعمال الشخصي.
فحتى بداية الثمانينيات كانت الكمبيوترات ضخمة ومعقدة وتشغل أقساما كاملة في الشركات والمختبرات والجامعات الكبرى.. أما تشغيلها فكان حكرا على علماء الرياضيات وخبراء البرمجة والفرق المتخصصة وبالتالي لم يتصور إمكانية وضعها على طاولة المنزل لتدار من قبل انسان عادي لا يفقه شيئا في الرياضيات واللوغاريتمات وبرامج التشغيل.
غير أن جوبز كان بعيد النظر وأقنع في أواخر السبعينيات صديقيه ستيف وزنياك ومايك ماركيولا بإمكانية تصنيع حاسبات شخصية صغيرة تباع لعامة الناس (عرفت لاحقا بسلسة أبل II).. وبالطبع لم تكن فكرته لتنجح لولا ابتكارين إضافيين سهلا استخدام "الكمبيوترات الشخصية".. الابتكار الأول "فارة" تستخدم واجهات رسومية جذابة، والثاني تصميم برنامج تفاعلي يتجاوز بالناس تعقيد البرامج النصية (ومن هذه الثغرة دخل بيل غيتس الذي تسلق على أكتاف ستيف جوبز وأسس شركة ميكروسوفت التي احتكرت برامج التشغيل فأصبح أغنى رجل في العالم).. غير أن جوبز طور من جهة أخرى فكرة "الفارة" وطريقة عملها بالضغط على "الروابط" وحقق بالتالي قفزة كبرى في بيع حواسيب ماكنتوش الشخصية.
العجيب أن ستيف جوبز بعد هذا كله طرد من شركة آبل بسبب خلافه مع المساهمين الكبار.. وسرعان ما أسس شركة ناجحة أخرى تدعى بيكسار (لم يسمع بها معظمنا) طورت إنتاج الأفلام عبر الكمبيوتر وقدمت أفلاما ناجحة مثل "سيارات" و"البحث عن نيمو" و"حكاية لعبة" و"شركة المرعبين المحدودة"..!!
ولم يقف جوبز عند هذا الحد بل أسس أيضا شركة برمجيات متخصصة تدعى نيكست سعت شركة أبل لشرائها لاحقا (بعد سلسلة الإخفاقات التي مرت بها).. ومن خلال هذه الصفقة عاد ستيف لشركته القديمة وعين فيها عام 2000 مديرا تنفيذيا بمبلغ يعد الأقل في أمريكا (دولار واحد في العام فقط).
وفي عام 2001 فاجأ العالم بتقديم جهاز "الآي بود" الذي يقوم بتخزين آلاف الصوتيات والأغاني ويحملها من الانترنت على شريحة لا تتجاوز حجم الاظفر.. وبسرعة تسبب هذا الجهاز المدمج في القضاء على صناعة الموسيقى حيث لم يعد أحد يشتري الاسطوانات أو يهتم بمراعاة حقوق الملكية (الأمر الذي اضطر الفرق الفنية وشركات الانتاج الى منحه حقوق بيع منتجاتها عبر الانترنت بثمن بخس).
أما قفزته التالية فأتت عام 2007 حين قدم لأول مرة تلفون الآيفون الذي أحدث انقلابا في عالم الهواتف النقالة وتسبب بخسارة شركات عريقة متخصصة في هذا المجال (مثل نوكيا أو موتوريلا رغم أن آبل ليست متخصصة في إنتاج الهواتف أصلا).
ولم يكد جوبز يغير طريقة استماعنا للموسيقى وتواصلنا عبر الهاتف حتى غير طريقة مشاهدتنا للتلفزيون (من خلال تلفزيون آبل) وطريقة استعمالنا للكمبيوتر من خلال ابتكار الكمبيوتر اللوحي أو الآيباد!!
على أي حال.. رغم أن معظمنا يعرف هذه الأجهزة، إلا أن معظمنا لا يعرف الأسرار الشخصية الغريبة في حياة جوبز نفسه؛ مثل عيشه لفترة راهبا في الهند، وسبب اختياره للتفاحة المقضومة شعارا لشركته، وموته زاهدا رغم تجاوز ثروته الستة مليارات دولار، وحقيقة أنه ولد لأب سوري مسلم يدعى عبدالفتاح الجندلي!!
والتفاصيل في مقالنا التالي..
المصدر: صحيفة الرياض
فهد عامر الأحمدي
ثلاث تفاحات غيرت العالم وانعطفت بحياة البشر:
الأولى كانت "التفاحة المحرمة" التي أكل منها أبونا آدم وخرجنا بسببها من الجنة الى حيث الشقاء والمعاناة والبحث عن الرزق.
والثانية هي التي وقعت فوق رأس نيوتن وأوحت له بنظرية الجاذبية وغيرت بالتالي نظرتنا للكون وطريقة تفكيرنا بخصوص قوانين المادة على الأرض.
أما الثالثة فظهرت عام 1976 حين أسس ستيف جوبز شركة أبل أو (التفاحة) وتعرفت البشرية لأول مرة على مايعرف بالكمبيوتر الشخصي!!
والتفاحة الأخيرة توازي في أهميتها أهمية "الكمبيوتر" في حياتنا اليومية وصعوبة استغنائنا عنه في أي مجال.. ورغم أن ستيف جوبز كان قد أصبح معروفا في كل العالم حين توفي قبل أسابيع قليلة (بفضل هواتف الآيفون وأجهزة الآي بود وكمبيوترات الآيباد) إلا أن أهم انجازاته في نظري تعود إلى 35 عاما مضت حين أنزل "الكمبيوتر" من برجه العاجي إلى حيز الاستعمال الشخصي.
فحتى بداية الثمانينيات كانت الكمبيوترات ضخمة ومعقدة وتشغل أقساما كاملة في الشركات والمختبرات والجامعات الكبرى.. أما تشغيلها فكان حكرا على علماء الرياضيات وخبراء البرمجة والفرق المتخصصة وبالتالي لم يتصور إمكانية وضعها على طاولة المنزل لتدار من قبل انسان عادي لا يفقه شيئا في الرياضيات واللوغاريتمات وبرامج التشغيل.
غير أن جوبز كان بعيد النظر وأقنع في أواخر السبعينيات صديقيه ستيف وزنياك ومايك ماركيولا بإمكانية تصنيع حاسبات شخصية صغيرة تباع لعامة الناس (عرفت لاحقا بسلسة أبل II).. وبالطبع لم تكن فكرته لتنجح لولا ابتكارين إضافيين سهلا استخدام "الكمبيوترات الشخصية".. الابتكار الأول "فارة" تستخدم واجهات رسومية جذابة، والثاني تصميم برنامج تفاعلي يتجاوز بالناس تعقيد البرامج النصية (ومن هذه الثغرة دخل بيل غيتس الذي تسلق على أكتاف ستيف جوبز وأسس شركة ميكروسوفت التي احتكرت برامج التشغيل فأصبح أغنى رجل في العالم).. غير أن جوبز طور من جهة أخرى فكرة "الفارة" وطريقة عملها بالضغط على "الروابط" وحقق بالتالي قفزة كبرى في بيع حواسيب ماكنتوش الشخصية.
العجيب أن ستيف جوبز بعد هذا كله طرد من شركة آبل بسبب خلافه مع المساهمين الكبار.. وسرعان ما أسس شركة ناجحة أخرى تدعى بيكسار (لم يسمع بها معظمنا) طورت إنتاج الأفلام عبر الكمبيوتر وقدمت أفلاما ناجحة مثل "سيارات" و"البحث عن نيمو" و"حكاية لعبة" و"شركة المرعبين المحدودة"..!!
ولم يقف جوبز عند هذا الحد بل أسس أيضا شركة برمجيات متخصصة تدعى نيكست سعت شركة أبل لشرائها لاحقا (بعد سلسلة الإخفاقات التي مرت بها).. ومن خلال هذه الصفقة عاد ستيف لشركته القديمة وعين فيها عام 2000 مديرا تنفيذيا بمبلغ يعد الأقل في أمريكا (دولار واحد في العام فقط).
وفي عام 2001 فاجأ العالم بتقديم جهاز "الآي بود" الذي يقوم بتخزين آلاف الصوتيات والأغاني ويحملها من الانترنت على شريحة لا تتجاوز حجم الاظفر.. وبسرعة تسبب هذا الجهاز المدمج في القضاء على صناعة الموسيقى حيث لم يعد أحد يشتري الاسطوانات أو يهتم بمراعاة حقوق الملكية (الأمر الذي اضطر الفرق الفنية وشركات الانتاج الى منحه حقوق بيع منتجاتها عبر الانترنت بثمن بخس).
أما قفزته التالية فأتت عام 2007 حين قدم لأول مرة تلفون الآيفون الذي أحدث انقلابا في عالم الهواتف النقالة وتسبب بخسارة شركات عريقة متخصصة في هذا المجال (مثل نوكيا أو موتوريلا رغم أن آبل ليست متخصصة في إنتاج الهواتف أصلا).
ولم يكد جوبز يغير طريقة استماعنا للموسيقى وتواصلنا عبر الهاتف حتى غير طريقة مشاهدتنا للتلفزيون (من خلال تلفزيون آبل) وطريقة استعمالنا للكمبيوتر من خلال ابتكار الكمبيوتر اللوحي أو الآيباد!!
على أي حال.. رغم أن معظمنا يعرف هذه الأجهزة، إلا أن معظمنا لا يعرف الأسرار الشخصية الغريبة في حياة جوبز نفسه؛ مثل عيشه لفترة راهبا في الهند، وسبب اختياره للتفاحة المقضومة شعارا لشركته، وموته زاهدا رغم تجاوز ثروته الستة مليارات دولار، وحقيقة أنه ولد لأب سوري مسلم يدعى عبدالفتاح الجندلي!!
والتفاصيل في مقالنا التالي..
المصدر: صحيفة الرياض