تناول أدوية الاكتئاب مع العلاجات الأخرى.. العلاقة قد تكون متضادة!
تناول أدوية الاكتئاب مع العلاجات الأخرى.. العلاقة قد تكون متضادة!
بعضها يتعارض مع كثير من المأكولات وعلى المريض إدراك خطورتها قبل تناولها 2 -2
د. إبراهيم حسن الخضير
تحدثنا في الأسبوع الماضي عن الأعراض الجانبية لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب ، وذلك نظراً لكثرة الأشخاص الذين يُعانون من مرض الاكتئاب ، ويتناولون أدوية قد لا يعرفون ماهية هذه الأدوية و ماهي أعراضها الجانبية وكذلك تفاعلها مع الأغذية والأدوية الأخرى.
اليوم سوف نتحدّث عن بقية الأدوية المضادة للاكتئاب لمعرفة ماهي هذه الأدوية وماهي مضاعفاتها و أعراضها الجانبية وتفاعلها مع بقية الأدوية الأخرى و كذلك مع الأغذية.
لقد تحدّثنا في الأسبوع الماضي عن الأدوية ثلاثية الحلقات المضادة للاكتئاب و كذلك الأدوية المثُبطة للسيروتونين.
اليوم سنتحدث عن أدوية أخرى ؛ أولها : الأدوية المعروفة
Monoamine-Oxidase Inhibitors
وهي التي تقوم بتكسير أنزيم مهم ولذلك له تفاعلات كثيرة مع الأغذية والأدوية والتي يجب على المريض أن يعرف هذه الأدوية والأغذية.
هذه المجموعة من الأدوية المضادة للاكتئاب لا تُستخدم بشكل كبير مثل الأدوية الأخرى التي كتبنا عنها في الأسبوع الماضي ، ولكن بعض من هذه المجموعة له تأثير جيد جداًعلى اضطرابات الرُهاب ، مثل الرُهاب الاجتماعي.
هذه الأدوية تتعارض مع كثير من المأكولات ، لذا يجب على الشخص أن يعرف بأن ماهي خطورة أن يأكل هذه المأكولات التي تتعارض مع الدواء الذي يتعاطاه. هناك خطورة في أن يتم تناول هذه الدواء و أكل أنواع معينة من الجبن ، وكذلك بعض المأكولات التي تُستخدم بها الخميرة ، وهذه قد تكون خطيرة إذا تم التفاعل بينهما.
بعض الأدوية التي تُستخدم في علاج الكحة وأدوية للأنف ، خاصة القطرات الخاصة بالأنف.
يجب ألا يتم استخدام هذا النوع من الأدوية والأدوية الأخرى المضادة للاكتئاب قبل أسبوعين من توقيف هذا النوع من الدواء.
أما الأعراض الجانبية لهذه المجموعة فهي قد تكون كالتالي: إنخفاض الضغط إذا تحرّك الشخص ، فعندما مثلاً يكون جالساً ويقف يتعرض لإنخفاض حاد في ضغط الدم. الشعور بالدوار قد يكون أحد الأعراض الجانبية لهذه المجموعة من الأدوية المضادة للاكتئاب. الشعور بالدوخة والصداع والضعف العام و كذلك الشعور بالإجهاد المستمر. جفاف الحلق ، الإمساك المزمن وبعض الأعراض المتعلقّة بالجهاز الهضمي. الشعور بعدم الأستقرار النفسي والرجفة في الأطراف و كذلك العصبية والتوتر ، احياناً يكون هناك اختلال في ضربات القلب وعدم انتظامها. يمكن أن يحدث للمرء زغللة في النظر وصعوبة في التبول. أحياناً يُعاني الشخص الذي يتعاطى هذه الأدوية من نوبات صرع ، إفراز شديد للعرق وظهور حبوب وطفح على الجلد. ايضاً من الأعراض الجانبية قلة عدد كريات الدم البيضاء. اضطراب في الوظائف الجنسية و زيادة في الوزن واختلال في الشهية للطعام. أحياناً تحدث بعض الأعراض الذُهانية مثل الهلاوس والضلالات ، وقد يحدث نوبات هوس عند الأشخاص الذين لديهم القابلية للإصابة بهذا الأمر.
هناك مجموعة أخرى من الأدوية المضادة للاكتئاب ، تجتمع فيها أكثر من مادة مثل دواء ال Mitrazapine و اسمه التجاري Remirone ويحوي على مادتين لهما مفعول مضاد للاكتئاب هما تثبيط مادة السيروتونين Serotonine و كذلك العمل على الموصلات العصبية المعروفة ب Noradrinaline.
وهذه الفصيلة من الأدوية التي تحوي الآن الكثير من الأدوية ، ولها أعراض جانبية تقريباً تماثل الأعراض الجانبية للأدوية التي تقوم بتثبيط مادة السيروتونين والتي ذكرناها في الأسبوع الماضي. بالإضافة لهذه الأعراض الجانبية التي تقوم بها المادة الخاصة بالسيروتونين فإن هناك أعراضاً أخرى لهذه الأدوية المتعلقة بفاعليتها مع الموصل الكيميائي العصبي ال Noradrinaline .
علاج ال Mitrazapine (Remirone) فإن له عرض جانبي مؤثر ، خاصة بالنسبة للسيدات وهو زيادة الوزن بشكل كبير. فالأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء يزيد وزنهم بشكل كبير ، حتى أن بعضهم قد يكتسب ما بين 12 إلى 20 كلغم خلال أشهر قليلة ، برغم أن هذا العلاج فاعل وله خاصية أنه يُدخل المرء في النوم بشكل جيد وإن كان الدواء يسبب بعض الخدر حتى بعض الاستيقاظ من النوم.
هناك دواء آخر هو ال Mianserin وهو من الأدوية الرباعية الحلقات وكذلك له بعض خصائص الأدوية المُثبطة للأدوية لمادة السيروتونين ، وهو دواء جيد ، ولكنه لم يعد يُستخدم بشكل كبير ، ولكنه كان يعُطى عادةً للمساعدة على النوم لأن له خاصية الخدر والنعاس.
في الأعوام الأخيرة ظهر دواء جديد يختلف كلياً عن الأدوية المضادة للاكتئاب من حيث أنه يُصنعّ من مادة الميلاتونين Meltonergic ويعتبر دواء الفالدوكسان Valdoxan وهو أول دواء من هذا الفصيل من الأدوية ، وحتى الآن لم يتوفّر هذا الدواء في المملكة العربية السعودية ولكن في أوربا بدأ يأخذ جزءاً ليس سهلاً من المبيعات من الأدوية المضادة للاكتئاب وسوف يتوّفر قريباً في الأسواق السعودية.
وحسب الدراسات فإن هذا العلاج واعد بشكل جيد لعلاج الاكتئاب وكذلك علاج اضطرابات النوم التي يعاني منها أكثر الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب الاكتئاب.
يعتمد علاج ال Valdoxan على التأثير لكلٍ من الموصلات العصبية الميلوتونين و السيروتونين. وتُشير الدراسات إلى أن هذا الدواء يُعالج معظم أعراض الاكتئاب حتى الاكتئاب الشديد ، وهذا حسب الدراسات ، ولكن لم نُجرّبه نحن هنا. كما تُشير الدراسات إلى أن هذا الدواء أكثر فاعلية من معظم الأدوية الموجودة في الأسواق الآن كمضاد للاكتئاب. ويعمل هذا الدواء لمدة 24 ساعة ، فيحتاج المريض لأن يتناول العلاج عند المساء ، قبل النوم و هذا يكفي لكي يعمل الدواء على مدار الساعة طوال اليوم ، ونظراً لتأثير الميلوتونين على النوم ، فإن النوم يتحسّن والساعة البيولوجية قد تتعدّل ، فيما لو كانت قد اختلّت بسبب الاكتئاب.
من خصائص دواء الفالدوكسان هو أنه سريع المفعول ، حيث تقول الدراسات بأن هذا العلاج قد يكون فعّالاً خلال أسبوع وهذا عكس كثير من مضادات الاكتئاب التي يستغرق وقت فعاليتها إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وخلال أثنى عشر أسبوعاً كما تُشير الدراسات- فإن التحسّن من الاكتئاب يكون قد وصل إلى ذروته ، ويحدث التحسّن بشكلٍ جيد جداً.
وحسب الدراسات فإن علاج الفالدوكسان (Valdoxan) يُحسّن المزاج بشكلٍ كبير خلال فترة قصيرة و كذلك يُحسّن الأرق سواء كان الأرق المبّكر أو تقطّع النوم أثناء الليل و كذلك الاستيقاظ المبكر ، و كذلك يقوم هذا الدواء التعب والإجهاد و تحسّن القدرة على العمل وكذلك تساعد على علاج القلق والألم الجسدي وكذلك تزيد النشاط البدني وكذلك يمنع الانتكاسات للاكتئاب بعد توقّف العلاج. هذا العلاج لا يُزيد الوزن لذلك فإن الاستمرار بالنسبة للمرضى يستمر نظراً لعدم وجود أعراض جانبية قوية. نظراً لأن هذا الدواء حديث فلم تظهر الأعراض الجانبية بشكلٍ واضح ، ولكن كأي علاج فإن هناك أعراض جانبية سوف تظهر بعد فترة من تداوله واستخدامه بكثرة ولفترة طويلة.
الأدوية المضادة للاكتئاب ليست هي الوحيدة التي تُعطى للمرضى الذين يُعالجون من مرض الاكتئاب ، فبعض الأدوية المضادة للذُهان تُعطى مع الأدوية المضادة للاكتئاب ، مثل الريسبريدون والأولانزابين و كذلك من الأدوية القديمة مثل الهالوبيردول وأدوية أخرى كثيرة من هذه الأدوية المضادة للذُهان والتي لها بعض الأعراض الجانبية التي تتراوح بين أعراض بسيطة وأعراض أخرى شديدة قد تقود إلى عدم القدرة على الاستمرار في تناول مثل هذه الأدوية.
أدوية أخرى مثل الأدوية المهدئة المعروفة ب Benzodiazepines وهذه الأدوية تُساعد كثيراً على تخفيف القلق بالنسبة للاشخاص الذين يُعانون من اضطراب الاكتئاب ، والذي كثيراً ما يعاني الشخص المكتئب من القلق ، وتساعد هذه الأدوية في المساعدة على تحسين حالة الشخص المكتئب. لكن هذه المجموعة من الأدوية قد يتعوّد عليها الشخص بسهولة إذا استمر فيها لمدة طويلة. أشهر هذه الأدوية هي الفاليوم و الزاناكس واليكسوتنيل والريفوتريل وغيرها من الأدوية المعروفة من هذه الفصيلة من الأدوية. قد تُساعد هذه الأدوية لفترة قصيرة ولكن يجب ألا تستمر لأشهر لأن ذلك قد يقود إلى الإدمان والتعوّد ويُصبح صعباً الاستغناء عنها. بعض هذه الأدوية قد تُساعد أيضاً في تحسين المزاج ويتضاعف إذا كان ذلك مقروناً بأدوية مضادة للاكتئاب.
الاكتئاب مرض منُتشر بشكلٍ كبير في جميع بلدان العالم ، وكما ذكرنا في مقالاتٍ سابقة حيث إن الاكتئاب هو المرض الثاني انتشاراً في الولايات المتحدة الامريكية بعد الإدمان على الكحول. و للأسف فإن هناك بعض الأشخاص الذين لايستجيبون للأدوية المضادة للاكتئاب فقط ولكن يجب أن يُضاف إلى الأدوية المضادة للاكتئاب أدويةً أخرى ، ذكرنا منها الأدوية المضادة للذُهان و كذلك الأدوية المهدئة. ثمة احياناً يكون هناك حاجة لإضافة أدوية تعرف بالأدوية المثبتة للمزاج مثل اللميكتال والدباكين وهذه أدوية أساساً من الأدوية المضادة للصرع ، ولكنها تستخدم لتثبيت المزاج وتُضيف فاعلية للأدوية المضادة للاكتئاب. أحياناً يكون هناك حاجة لإضافة دواء مثل الثيروكسين وهو دواء يُعالج نقص إفراز الغدة الدرقية ، ولكن بتزاوج هذا الدواء مع الأدوية المضادة للاكتئاب قد يزيد فاعلية العلاج في مقاومة الاكتئاب.
الاكتئاب مرض مُعقّد ، ويحتاج إلى علاج قد يطول و ربما يحتاج المريض بالاكتئاب لتناول العلاج المضاد للاكتئاب لمدة سنوات ، وهذا للأسف يحدث مع كثير من المرضى ، وهذا يجعل المرضى الذين يُعانون من الاكتئاب يتذمّرون من طول المدة التي يتناولون فيها هذه الأدوية ، ولكن هذا الأمر قد يكون ضرورياً لعلاجهم وعدم انتكاستهم مرةً أخرى ، وهناك الكثير من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم التي يتناول فيها المريض العلاجات طول حياته ، وهذه طبيعة الأمراض المزمنة التي قد يكون الاكتئاب واحداً من هذه الامراض المزمنة والتي قد يحتاج المريض فيها أن يتناول العلاج لسنوات وربما مدى الحياة.
المصدر: صحيفة الرياض
بعضها يتعارض مع كثير من المأكولات وعلى المريض إدراك خطورتها قبل تناولها 2 -2
د. إبراهيم حسن الخضير
تحدثنا في الأسبوع الماضي عن الأعراض الجانبية لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب ، وذلك نظراً لكثرة الأشخاص الذين يُعانون من مرض الاكتئاب ، ويتناولون أدوية قد لا يعرفون ماهية هذه الأدوية و ماهي أعراضها الجانبية وكذلك تفاعلها مع الأغذية والأدوية الأخرى.
اليوم سوف نتحدّث عن بقية الأدوية المضادة للاكتئاب لمعرفة ماهي هذه الأدوية وماهي مضاعفاتها و أعراضها الجانبية وتفاعلها مع بقية الأدوية الأخرى و كذلك مع الأغذية.
لقد تحدّثنا في الأسبوع الماضي عن الأدوية ثلاثية الحلقات المضادة للاكتئاب و كذلك الأدوية المثُبطة للسيروتونين.
اليوم سنتحدث عن أدوية أخرى ؛ أولها : الأدوية المعروفة
Monoamine-Oxidase Inhibitors
وهي التي تقوم بتكسير أنزيم مهم ولذلك له تفاعلات كثيرة مع الأغذية والأدوية والتي يجب على المريض أن يعرف هذه الأدوية والأغذية.
هذه المجموعة من الأدوية المضادة للاكتئاب لا تُستخدم بشكل كبير مثل الأدوية الأخرى التي كتبنا عنها في الأسبوع الماضي ، ولكن بعض من هذه المجموعة له تأثير جيد جداًعلى اضطرابات الرُهاب ، مثل الرُهاب الاجتماعي.
هذه الأدوية تتعارض مع كثير من المأكولات ، لذا يجب على الشخص أن يعرف بأن ماهي خطورة أن يأكل هذه المأكولات التي تتعارض مع الدواء الذي يتعاطاه. هناك خطورة في أن يتم تناول هذه الدواء و أكل أنواع معينة من الجبن ، وكذلك بعض المأكولات التي تُستخدم بها الخميرة ، وهذه قد تكون خطيرة إذا تم التفاعل بينهما.
بعض الأدوية التي تُستخدم في علاج الكحة وأدوية للأنف ، خاصة القطرات الخاصة بالأنف.
يجب ألا يتم استخدام هذا النوع من الأدوية والأدوية الأخرى المضادة للاكتئاب قبل أسبوعين من توقيف هذا النوع من الدواء.
أما الأعراض الجانبية لهذه المجموعة فهي قد تكون كالتالي: إنخفاض الضغط إذا تحرّك الشخص ، فعندما مثلاً يكون جالساً ويقف يتعرض لإنخفاض حاد في ضغط الدم. الشعور بالدوار قد يكون أحد الأعراض الجانبية لهذه المجموعة من الأدوية المضادة للاكتئاب. الشعور بالدوخة والصداع والضعف العام و كذلك الشعور بالإجهاد المستمر. جفاف الحلق ، الإمساك المزمن وبعض الأعراض المتعلقّة بالجهاز الهضمي. الشعور بعدم الأستقرار النفسي والرجفة في الأطراف و كذلك العصبية والتوتر ، احياناً يكون هناك اختلال في ضربات القلب وعدم انتظامها. يمكن أن يحدث للمرء زغللة في النظر وصعوبة في التبول. أحياناً يُعاني الشخص الذي يتعاطى هذه الأدوية من نوبات صرع ، إفراز شديد للعرق وظهور حبوب وطفح على الجلد. ايضاً من الأعراض الجانبية قلة عدد كريات الدم البيضاء. اضطراب في الوظائف الجنسية و زيادة في الوزن واختلال في الشهية للطعام. أحياناً تحدث بعض الأعراض الذُهانية مثل الهلاوس والضلالات ، وقد يحدث نوبات هوس عند الأشخاص الذين لديهم القابلية للإصابة بهذا الأمر.
هناك مجموعة أخرى من الأدوية المضادة للاكتئاب ، تجتمع فيها أكثر من مادة مثل دواء ال Mitrazapine و اسمه التجاري Remirone ويحوي على مادتين لهما مفعول مضاد للاكتئاب هما تثبيط مادة السيروتونين Serotonine و كذلك العمل على الموصلات العصبية المعروفة ب Noradrinaline.
وهذه الفصيلة من الأدوية التي تحوي الآن الكثير من الأدوية ، ولها أعراض جانبية تقريباً تماثل الأعراض الجانبية للأدوية التي تقوم بتثبيط مادة السيروتونين والتي ذكرناها في الأسبوع الماضي. بالإضافة لهذه الأعراض الجانبية التي تقوم بها المادة الخاصة بالسيروتونين فإن هناك أعراضاً أخرى لهذه الأدوية المتعلقة بفاعليتها مع الموصل الكيميائي العصبي ال Noradrinaline .
علاج ال Mitrazapine (Remirone) فإن له عرض جانبي مؤثر ، خاصة بالنسبة للسيدات وهو زيادة الوزن بشكل كبير. فالأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء يزيد وزنهم بشكل كبير ، حتى أن بعضهم قد يكتسب ما بين 12 إلى 20 كلغم خلال أشهر قليلة ، برغم أن هذا العلاج فاعل وله خاصية أنه يُدخل المرء في النوم بشكل جيد وإن كان الدواء يسبب بعض الخدر حتى بعض الاستيقاظ من النوم.
هناك دواء آخر هو ال Mianserin وهو من الأدوية الرباعية الحلقات وكذلك له بعض خصائص الأدوية المُثبطة للأدوية لمادة السيروتونين ، وهو دواء جيد ، ولكنه لم يعد يُستخدم بشكل كبير ، ولكنه كان يعُطى عادةً للمساعدة على النوم لأن له خاصية الخدر والنعاس.
في الأعوام الأخيرة ظهر دواء جديد يختلف كلياً عن الأدوية المضادة للاكتئاب من حيث أنه يُصنعّ من مادة الميلاتونين Meltonergic ويعتبر دواء الفالدوكسان Valdoxan وهو أول دواء من هذا الفصيل من الأدوية ، وحتى الآن لم يتوفّر هذا الدواء في المملكة العربية السعودية ولكن في أوربا بدأ يأخذ جزءاً ليس سهلاً من المبيعات من الأدوية المضادة للاكتئاب وسوف يتوّفر قريباً في الأسواق السعودية.
وحسب الدراسات فإن هذا العلاج واعد بشكل جيد لعلاج الاكتئاب وكذلك علاج اضطرابات النوم التي يعاني منها أكثر الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب الاكتئاب.
يعتمد علاج ال Valdoxan على التأثير لكلٍ من الموصلات العصبية الميلوتونين و السيروتونين. وتُشير الدراسات إلى أن هذا الدواء يُعالج معظم أعراض الاكتئاب حتى الاكتئاب الشديد ، وهذا حسب الدراسات ، ولكن لم نُجرّبه نحن هنا. كما تُشير الدراسات إلى أن هذا الدواء أكثر فاعلية من معظم الأدوية الموجودة في الأسواق الآن كمضاد للاكتئاب. ويعمل هذا الدواء لمدة 24 ساعة ، فيحتاج المريض لأن يتناول العلاج عند المساء ، قبل النوم و هذا يكفي لكي يعمل الدواء على مدار الساعة طوال اليوم ، ونظراً لتأثير الميلوتونين على النوم ، فإن النوم يتحسّن والساعة البيولوجية قد تتعدّل ، فيما لو كانت قد اختلّت بسبب الاكتئاب.
من خصائص دواء الفالدوكسان هو أنه سريع المفعول ، حيث تقول الدراسات بأن هذا العلاج قد يكون فعّالاً خلال أسبوع وهذا عكس كثير من مضادات الاكتئاب التي يستغرق وقت فعاليتها إلى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
وخلال أثنى عشر أسبوعاً كما تُشير الدراسات- فإن التحسّن من الاكتئاب يكون قد وصل إلى ذروته ، ويحدث التحسّن بشكلٍ جيد جداً.
وحسب الدراسات فإن علاج الفالدوكسان (Valdoxan) يُحسّن المزاج بشكلٍ كبير خلال فترة قصيرة و كذلك يُحسّن الأرق سواء كان الأرق المبّكر أو تقطّع النوم أثناء الليل و كذلك الاستيقاظ المبكر ، و كذلك يقوم هذا الدواء التعب والإجهاد و تحسّن القدرة على العمل وكذلك تساعد على علاج القلق والألم الجسدي وكذلك تزيد النشاط البدني وكذلك يمنع الانتكاسات للاكتئاب بعد توقّف العلاج. هذا العلاج لا يُزيد الوزن لذلك فإن الاستمرار بالنسبة للمرضى يستمر نظراً لعدم وجود أعراض جانبية قوية. نظراً لأن هذا الدواء حديث فلم تظهر الأعراض الجانبية بشكلٍ واضح ، ولكن كأي علاج فإن هناك أعراض جانبية سوف تظهر بعد فترة من تداوله واستخدامه بكثرة ولفترة طويلة.
الأدوية المضادة للاكتئاب ليست هي الوحيدة التي تُعطى للمرضى الذين يُعالجون من مرض الاكتئاب ، فبعض الأدوية المضادة للذُهان تُعطى مع الأدوية المضادة للاكتئاب ، مثل الريسبريدون والأولانزابين و كذلك من الأدوية القديمة مثل الهالوبيردول وأدوية أخرى كثيرة من هذه الأدوية المضادة للذُهان والتي لها بعض الأعراض الجانبية التي تتراوح بين أعراض بسيطة وأعراض أخرى شديدة قد تقود إلى عدم القدرة على الاستمرار في تناول مثل هذه الأدوية.
أدوية أخرى مثل الأدوية المهدئة المعروفة ب Benzodiazepines وهذه الأدوية تُساعد كثيراً على تخفيف القلق بالنسبة للاشخاص الذين يُعانون من اضطراب الاكتئاب ، والذي كثيراً ما يعاني الشخص المكتئب من القلق ، وتساعد هذه الأدوية في المساعدة على تحسين حالة الشخص المكتئب. لكن هذه المجموعة من الأدوية قد يتعوّد عليها الشخص بسهولة إذا استمر فيها لمدة طويلة. أشهر هذه الأدوية هي الفاليوم و الزاناكس واليكسوتنيل والريفوتريل وغيرها من الأدوية المعروفة من هذه الفصيلة من الأدوية. قد تُساعد هذه الأدوية لفترة قصيرة ولكن يجب ألا تستمر لأشهر لأن ذلك قد يقود إلى الإدمان والتعوّد ويُصبح صعباً الاستغناء عنها. بعض هذه الأدوية قد تُساعد أيضاً في تحسين المزاج ويتضاعف إذا كان ذلك مقروناً بأدوية مضادة للاكتئاب.
الاكتئاب مرض منُتشر بشكلٍ كبير في جميع بلدان العالم ، وكما ذكرنا في مقالاتٍ سابقة حيث إن الاكتئاب هو المرض الثاني انتشاراً في الولايات المتحدة الامريكية بعد الإدمان على الكحول. و للأسف فإن هناك بعض الأشخاص الذين لايستجيبون للأدوية المضادة للاكتئاب فقط ولكن يجب أن يُضاف إلى الأدوية المضادة للاكتئاب أدويةً أخرى ، ذكرنا منها الأدوية المضادة للذُهان و كذلك الأدوية المهدئة. ثمة احياناً يكون هناك حاجة لإضافة أدوية تعرف بالأدوية المثبتة للمزاج مثل اللميكتال والدباكين وهذه أدوية أساساً من الأدوية المضادة للصرع ، ولكنها تستخدم لتثبيت المزاج وتُضيف فاعلية للأدوية المضادة للاكتئاب. أحياناً يكون هناك حاجة لإضافة دواء مثل الثيروكسين وهو دواء يُعالج نقص إفراز الغدة الدرقية ، ولكن بتزاوج هذا الدواء مع الأدوية المضادة للاكتئاب قد يزيد فاعلية العلاج في مقاومة الاكتئاب.
الاكتئاب مرض مُعقّد ، ويحتاج إلى علاج قد يطول و ربما يحتاج المريض بالاكتئاب لتناول العلاج المضاد للاكتئاب لمدة سنوات ، وهذا للأسف يحدث مع كثير من المرضى ، وهذا يجعل المرضى الذين يُعانون من الاكتئاب يتذمّرون من طول المدة التي يتناولون فيها هذه الأدوية ، ولكن هذا الأمر قد يكون ضرورياً لعلاجهم وعدم انتكاستهم مرةً أخرى ، وهناك الكثير من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم التي يتناول فيها المريض العلاجات طول حياته ، وهذه طبيعة الأمراض المزمنة التي قد يكون الاكتئاب واحداً من هذه الامراض المزمنة والتي قد يحتاج المريض فيها أن يتناول العلاج لسنوات وربما مدى الحياة.
المصدر: صحيفة الرياض