مريض وخطأ في التشخيص
مريض وخطأ في التشخيص
د. مسعود بن بشير المحمدي
انتابه إعياء شديد صاحبته آلام في صدره وسعال أليم فذهب إلى طبيب يثق في علمه وخبرته في أحد المشافي الخاصة فطلب منه الطبيب إشاعة للصدر وأرسله إلى مشفى آخر لديهم أخصائي أشعة شهير، وبعد انتهاء عمل الإشاعة قال أخصائي الأشعة لديك تضخم في القلب وماء في الرئتين ،فزع الرجل وقضى ليلته حزينا وهو يقول سبحان الله ما أضعف ابن آدم كنت معافى قبل ليال وها هو قلبي ورئتاي على أعتاب الفشل. ومرت تلك الليلة وهو وأهله في مصاب جلل،لكن ثقته بربه رافقته في تلك اللحظات. وفي غمرة مخاوفه تذكر أحد أصدقائه القدامى. إنه طبيب استشاري في تخصص علم «القلب». فشكا إليه الحال فقال الطبيب يا صديقي التشخيص خاطئ. وحبذا تمرني في العيادة، وأثناء الفحص قال الطبيب لصديقه أبشرك بأنك لست مريضا، وأنك بخير وقلبك سليم قال يا دكتور إنك تجاملني فقال الطبيب هل تكذب إشاعة تلفزيونية دقيقة وتصدق إشاعة عادية، خذ هذه الإشاعة واسأل من شئت ستجدني صادقا ناصحا. مر صاحبنا على أخصائي الأشعة آنف الذكر ووضع بين يديه بتأدب إشاعة الطبيب الاستشاري والتي يسمونها «دبلر» شعر الأخصائي ذو الخبرة الطويلة بالحرج، واستدعى الفني فسأله كيف عملت الإشاعة فأخبره فعرف الطبيب أن الفني لم يحسن ولم يتقن عمل الإشاعة، وأعيدت الإشاعة العادية بإشراف الطبيب فكانت نتيجتها بعد حسن الإتقان في عملها موافقة لما قرره استشاري القلب. خرج صاحبنا وتجاذبه شعور بالغضب وآخر بالفرح، هاتف أحد أصدقائه من صناع القرار الإداري في قطاع الصحة في مدينته وذكر له القصة فقال المسؤول أين المشفى، وما اسم الفني فقال سأخبرك شريطة أن لا تضره فأخبره، وبعد بحث لم يستغرق كثيرا قال له المسؤول هل تعلم أن ذلك الفني المقيم لم يتجاوز اختبار الجهة المختصة بعد، وأن عمله في ذلك المشفى مخالف للأنظمة. مضى صاحبنا فرحا متناسيا خطأ الفني وقرر صرف النظر عن تبليغ الجهة الصحية، أو صاحب المشفى واكتفى بالدعاء للفني بأن يعلمه الله ويعفو عنه.
أحبتي القراء إني مطلع على هذه القصة، ووصلني التقريران «الإشاعتان» والذي يعنينا هنا أنه تحدث الكتاب ونشر الصحفيون أخبارا تشبه خبر صاحبنا، وحتى متى نقرأ ونتلاوم فيما بيننا. إنه يجب أن يتقي الله من يمارس المهن خاصة مهنة الطب وحقيق به أن يتقن عمله قال النبي عليه الصلاة والسلام «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» رواه البيهقي وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله. إنني أظن ظنا حسنا بملاك المشافي الخاصة، وأنهم حريصون على أن لا يوظفوا إلا كفؤا من الذين اجتازوا اختبار الجهات المختصة. وهناك قلة من الملاك للمشافي لديهم تفريط. فلْيحذروا من الكسب الحرام المترتب على توظيفهم من ليس أهل للوظائف الطبية، قال النبي عليه الصلاة والسلام «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا»رواه مسلم في صحيحه وغيره. ولْيتخوفوا من وعيده عليه الصلاة والسلام الذي جاء في قوله «من غشنا فليس منا» رواه مسلم في صحيحه وغيره . وليتذكروا أنهم مؤتمنون على أرواح الناس وأجسامهم قال النبي عليه الصلاة والسلام «أد الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك» رواه أبو داوود والترمذي في سننهما وهو حديث صحيح. وسيحاسب الله سبحانه كل من أضر بالناس وقد قال عليه الصلاة والسلام «لا ضرر ولا ضرار» رواه أحمد في مسنده وغيره وهو حديث صحيح.
وختاما فإننا نتطلع من إدارات الشؤون الصحية أن تجري عمليات تفتيش دورية «في كل عام» واسعة تراقب كفاءات العاملين في القطاع الصحي الخاص من الذين تستقدمهم المشافي الخاصة.
المصدر: صحيفة عكاظ
د. مسعود بن بشير المحمدي
انتابه إعياء شديد صاحبته آلام في صدره وسعال أليم فذهب إلى طبيب يثق في علمه وخبرته في أحد المشافي الخاصة فطلب منه الطبيب إشاعة للصدر وأرسله إلى مشفى آخر لديهم أخصائي أشعة شهير، وبعد انتهاء عمل الإشاعة قال أخصائي الأشعة لديك تضخم في القلب وماء في الرئتين ،فزع الرجل وقضى ليلته حزينا وهو يقول سبحان الله ما أضعف ابن آدم كنت معافى قبل ليال وها هو قلبي ورئتاي على أعتاب الفشل. ومرت تلك الليلة وهو وأهله في مصاب جلل،لكن ثقته بربه رافقته في تلك اللحظات. وفي غمرة مخاوفه تذكر أحد أصدقائه القدامى. إنه طبيب استشاري في تخصص علم «القلب». فشكا إليه الحال فقال الطبيب يا صديقي التشخيص خاطئ. وحبذا تمرني في العيادة، وأثناء الفحص قال الطبيب لصديقه أبشرك بأنك لست مريضا، وأنك بخير وقلبك سليم قال يا دكتور إنك تجاملني فقال الطبيب هل تكذب إشاعة تلفزيونية دقيقة وتصدق إشاعة عادية، خذ هذه الإشاعة واسأل من شئت ستجدني صادقا ناصحا. مر صاحبنا على أخصائي الأشعة آنف الذكر ووضع بين يديه بتأدب إشاعة الطبيب الاستشاري والتي يسمونها «دبلر» شعر الأخصائي ذو الخبرة الطويلة بالحرج، واستدعى الفني فسأله كيف عملت الإشاعة فأخبره فعرف الطبيب أن الفني لم يحسن ولم يتقن عمل الإشاعة، وأعيدت الإشاعة العادية بإشراف الطبيب فكانت نتيجتها بعد حسن الإتقان في عملها موافقة لما قرره استشاري القلب. خرج صاحبنا وتجاذبه شعور بالغضب وآخر بالفرح، هاتف أحد أصدقائه من صناع القرار الإداري في قطاع الصحة في مدينته وذكر له القصة فقال المسؤول أين المشفى، وما اسم الفني فقال سأخبرك شريطة أن لا تضره فأخبره، وبعد بحث لم يستغرق كثيرا قال له المسؤول هل تعلم أن ذلك الفني المقيم لم يتجاوز اختبار الجهة المختصة بعد، وأن عمله في ذلك المشفى مخالف للأنظمة. مضى صاحبنا فرحا متناسيا خطأ الفني وقرر صرف النظر عن تبليغ الجهة الصحية، أو صاحب المشفى واكتفى بالدعاء للفني بأن يعلمه الله ويعفو عنه.
أحبتي القراء إني مطلع على هذه القصة، ووصلني التقريران «الإشاعتان» والذي يعنينا هنا أنه تحدث الكتاب ونشر الصحفيون أخبارا تشبه خبر صاحبنا، وحتى متى نقرأ ونتلاوم فيما بيننا. إنه يجب أن يتقي الله من يمارس المهن خاصة مهنة الطب وحقيق به أن يتقن عمله قال النبي عليه الصلاة والسلام «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» رواه البيهقي وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله. إنني أظن ظنا حسنا بملاك المشافي الخاصة، وأنهم حريصون على أن لا يوظفوا إلا كفؤا من الذين اجتازوا اختبار الجهات المختصة. وهناك قلة من الملاك للمشافي لديهم تفريط. فلْيحذروا من الكسب الحرام المترتب على توظيفهم من ليس أهل للوظائف الطبية، قال النبي عليه الصلاة والسلام «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا»رواه مسلم في صحيحه وغيره. ولْيتخوفوا من وعيده عليه الصلاة والسلام الذي جاء في قوله «من غشنا فليس منا» رواه مسلم في صحيحه وغيره . وليتذكروا أنهم مؤتمنون على أرواح الناس وأجسامهم قال النبي عليه الصلاة والسلام «أد الأمانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك» رواه أبو داوود والترمذي في سننهما وهو حديث صحيح. وسيحاسب الله سبحانه كل من أضر بالناس وقد قال عليه الصلاة والسلام «لا ضرر ولا ضرار» رواه أحمد في مسنده وغيره وهو حديث صحيح.
وختاما فإننا نتطلع من إدارات الشؤون الصحية أن تجري عمليات تفتيش دورية «في كل عام» واسعة تراقب كفاءات العاملين في القطاع الصحي الخاص من الذين تستقدمهم المشافي الخاصة.
المصدر: صحيفة عكاظ