يا إلهي.. حتى المطر؟
يا إلهي.. حتى المطر؟
حمود أبو طالب
حينما يهطل المطر في أرض الله، يخرج الناس لكي يستمتعوا بعطر السماء ورائحة الأرض. يبحثون عن اللذة في دفء أجسادهم، ويمارسون الطقوس العذبة عندما تبتل أرواحهم بالنشوة.. هم ينتظرون المطر كي يشعروا بطقس جميل للحياة.
ونحن..
نخاف من انتظار المطر..
حتى المطر نخاف منه..
لا رائحة للأرض سوى التي تزكم الأنوف.. لا أجساد تتأبط بعضها وتستمتع بلآلئ السحاب..
لا حبور بهدية السماء، بل قلق وتوجس، من الفواجع التي ستحدث.. تتعطل الحياة لأننا عطلنا كل شيء يجعل من المطر موسما جميلا.. ينطلق الناس فرحا بالمطر، بينما نحن نظل محتجزين في المنازل رعبا منه..
يستمتعون بموسيقى المطر، بينما نحن نستعد لتراتيله الجنائزية..
هم يخرجون لكي يستمتعوا بفرح السماء، ونحن نتابع أخبار حزن الأرض والإنسان.
المدارس مقفلة..
الأبواب مقفلة..
البسطاء الأنقياء الذين عبرت زمنهم سحابة المليارات لم تبلل شفاههم بقطرة واحدة، يجلسون أمام بقايا أكواخهم ومنازلهم المتهالكة التي تهدمت..
الأودية تجرف أحلام الحياة..
هناك تتسابق الأقدام إلى حفلة الحياة.. وهنا، تسير سيارات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ متثائبة كسلى لكي تجهز القوائم بأسماء الضحايا..
هناك ينتظر البشر المواعيد الحميمة التي تهبط مع المطر..
وهنا.. ينتظر اللصوص العقود السمينة لكي يستمر الخراب والموت..
يا إلهي!!
حتى المطر؟؟.
المصدر: صحيفة عكاظ
حمود أبو طالب
حينما يهطل المطر في أرض الله، يخرج الناس لكي يستمتعوا بعطر السماء ورائحة الأرض. يبحثون عن اللذة في دفء أجسادهم، ويمارسون الطقوس العذبة عندما تبتل أرواحهم بالنشوة.. هم ينتظرون المطر كي يشعروا بطقس جميل للحياة.
ونحن..
نخاف من انتظار المطر..
حتى المطر نخاف منه..
لا رائحة للأرض سوى التي تزكم الأنوف.. لا أجساد تتأبط بعضها وتستمتع بلآلئ السحاب..
لا حبور بهدية السماء، بل قلق وتوجس، من الفواجع التي ستحدث.. تتعطل الحياة لأننا عطلنا كل شيء يجعل من المطر موسما جميلا.. ينطلق الناس فرحا بالمطر، بينما نحن نظل محتجزين في المنازل رعبا منه..
يستمتعون بموسيقى المطر، بينما نحن نستعد لتراتيله الجنائزية..
هم يخرجون لكي يستمتعوا بفرح السماء، ونحن نتابع أخبار حزن الأرض والإنسان.
المدارس مقفلة..
الأبواب مقفلة..
البسطاء الأنقياء الذين عبرت زمنهم سحابة المليارات لم تبلل شفاههم بقطرة واحدة، يجلسون أمام بقايا أكواخهم ومنازلهم المتهالكة التي تهدمت..
الأودية تجرف أحلام الحياة..
هناك تتسابق الأقدام إلى حفلة الحياة.. وهنا، تسير سيارات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ متثائبة كسلى لكي تجهز القوائم بأسماء الضحايا..
هناك ينتظر البشر المواعيد الحميمة التي تهبط مع المطر..
وهنا.. ينتظر اللصوص العقود السمينة لكي يستمر الخراب والموت..
يا إلهي!!
حتى المطر؟؟.
المصدر: صحيفة عكاظ