السكري والمشاكل العظمية والعضلية
السكري والمشاكل العظمية والعضلية
وائل فايز كعوش
معروف طبيا أن التشوهات على مستوى الأوعية الدموية الدقيقة الضرر على الأوعية الدموية والأعصاب إلى جانب تحطم البروتين، كما أن تراكم فائض الكولاجين في الجلد والنسيج الضام يعد بعضا من الاضطرابات الأيضية التي يعتقد أنها تلعب دورا في تطوير أمراض الجهاز العظمي والحركي لدى مرضى السكري.
وعلى الرغم من أنه في كثير من الأحيان لا «شفاء» لهذه المشاكل، لكن هناك أنواعا من العلاج المتاح الذي يمكن أن يحسن إلى حد كبير مهمة ونوعية الحياة لمرضى السكر مع المشاكل العضلية والعظمية.
ويلاحظ أن أبرز الاضطرابات العضلية والعظمية المنتشرة في الأشخاص الذين يعانون من داء السكري أو بدونه هي:
_ مرض الكف والمفاصل: ويظهر في 8 في المائة إلى 50 في المائة من مرضى السكري من النوع 1، ويظهر أيضا عند المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2، ويتميز بجلد صلب وسميك وشمعي فوق الأيدي، وكذلك قد يشكو المرضى من الآم أو خدر في ما بعد، ومن العلامات أيضا محدودية حركة مفاصل اليد ويظهر أيضا تصلب الأوتار، والانحناء الانكماشي للأصابع قد يحدث في مراحل متقدمة،
وهناك «علامة الصلاة» حيث يظهر عجز المريض للضغط على الأكف بكلتا يديه يمكن ملاحظتها في مرض الكف والمفاصل عند مرضى السكري، ولا يوجد علاج معروف لمرض اليد والمفاصل لدى مرضى السكري، والحل الأمثل هو السيطرة على نسبة السكر في الدم والذي أثبت فاعليته في وقف تقدمه.
ومن الاضطرابات انكماش دبيترن وعلاجه مازال تحت التجربة، ويعد العلاج الطبيعي مفيدا في وقت مبكر، أو الحالات الخفيفة، وحققت حقن الستيرويدات القشرية درجات متفاوتة من النجاح وأفادت التقارير المحلية أن التدخل الجراحي قد يكون ضروريا بالنسبة للحالات الشديدة.
_ أما العضلة القابضة ( تنسو سينفيتس) التي تعتبر من الاضطرابات: حيث يشكو المرضى من شعور بإقفال الأصابع (ظاهرة إصبع الزناد)، ويتكون العلاج المبدئي من حقن الستيرويدات القشرية موضعيا في غمدة الأربطة، إذا فشل هذا النهج فيلجأ للعلاج الجراحي وذلك عن طريق الإفراج عن العصب.
_ كما تعد الكبسولة المتجمدة من عوامل الاضطرابات وتوجد في حوالى خمس مرضى السكري، ويشكو المرضى من تجمد في الكتف ومن نقص في مدى الحركة للكتف. قلما يكون هناك تواجد للألم ويهدف العلاج إلى زيادة مدى حركة الكتف وتخفيف التجمد عن طريق تمارين التمدد في العلاج الطبيعي، ويمكن أيضا استخدام المسكنات أو الحقن داخل مفصليه (الستيرويدات القشرية والمحاليل المالحة).
_ ويعتبر سكري العضلات (إحتشاء العضلات) من المضاعفات النادرة فقط وتحدث عند المرضى الذين لا يتحكمون بمرض السكري، وهذا الاحتشاء التلقائي الذي هو بدون أي تاريخ يظهر إصابة مسبقة، يوجد أكثر في الحالات المعتمدة على الإنسولين.
ويلاحظ وجود متلازمة نفق الرسغ عند 20 بالمائة من مرضى السكري، ويظهر المرض تقليديا على شكل شكوى من الحرق، والألم، وخدر، أو فقدان الحسية في توزيع العصب الوسيط، والعلاج يعتمد على شدة الحالة ويتضمن: داعمات الرسغ، ومضادات الالتهاب الخالية من الاستيرويد، وحقن من الستيرويدات القشرية الموضعية من نفق الرسغ، بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الحالات الشديدة فإن التحرير الجراحي للعصب هو الأمثل.
وأخيرا لا يوجد دليل على أن السيطرة على السكري قد تبطئ من تقدم المرض.
المصدر: صحيفة عكاظ