الرخويات البحرية.. دهونها تقوي عضلة القلب وتخفض ضغط الدم والكوليسترول!
الرخويات البحرية.. دهونها تقوي عضلة القلب وتخفض ضغط الدم والكوليسترول!
الكركند والمحار والجمبري لا تمثل تهديداً للصحة بل تحتوي كميات هائلة من الفيتامينات والمعادن والمركبات المفيدة
أ.د. جابر سالم القحطاني
بالرغم من أن الرخويات مثل الكركند والأسقلوب والمحار والجمبري تحتوي على كميات كبيرة من الكوليسترول والصوديوم ، وهما عنصران عادة ما يحرص متناولو الطعام الصحي على تجنبها. لكن العلماء قالوا ان مثل تلك العناصر لا تمثل تهديداً للصحة كما كان يعتقد الناس فيما سبق والرخويات تحتوي على كميات هائلة من الفيتامينات والمعادن والمركبات المفيدة للصحة الأخرى التي تعوض عن محتواها من العناصر الأخرى التي لا تحمل نفس الفائدة .
من المفارقة أن الشيء الذي يجعل الرخويات صحية للغاية هو نفس الشيء يتجنبه معظم الناس وهي الدهون. لكن وجد العلماء أن الدهون الموجودة بالرخويات والتي تعرف باسم أحماض دهنية أوميجا-3 مفيدة جداً للقلب . فقد وجد الباحثون بجامعة واشنطن سياتل بأمريكا أن الأشخاص الذين تناولوا كميات من الأطعمة البحرية كافية لأن تمدهم بمقدار 6 جرامات من دهون أوميجا-3 في الشهر انخفض لديهم خطر الإصابة بالسكتة القلبية بمقدار النصف عن هؤلاء ممن لم يتناولوا أياً من هذه الأطعمة .
إذا تمعنا في صحة القلب ، فإن هؤلاء الذين تناولوا الكثير من الأطعمة البحرية يعتبرون أفضل كثيراً من النباتيين. ففي إحدى الدراسات ، لوحظ لدى الأشخاص الذين تناولوا الأطعمة البحرية التي تحتوي على تركيز عال من أوميجا-3 انخفاضاً ملحوظاً في ضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية أو ما يعرف بالدهون ثلاثية الجليسريد وهي دهون دموية قد تؤدي الكميات الكبيرة منها إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب عن النباتيين الذين تناولوا الرخويات. وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات التي أجريت على الرخويات قامت على أسماك مثل السالمون والماكريل ، فإن كل الأسماك بما فيها الرخويات تحتوي على بعض دهون أوميجا-3 ، كما يقول دكتور دان شارب مدير برنامج هونولولو للقلب .
إن دهون أوميجا-3 في الرخويات تتمتع بالعديد من الفوائد فهي تقوي عضلة القلب وبالتالي تساعدها على النبض بقوة وبانتظام ، كما أنها تساعد على خفض ضغط الدم والكوليسترول ومنع الصفائح الدموية من التكتل مما يسبب الجلطات.
يعتبر محار المحيطين الهادي والأطلنطي أغنى المحارات الأخرى بأوميجا-3 . فتناول 6 محارات متوسطة الحجم خمس إلى سبع مرات في الشهر سوف تمد الجسم بكل دهون أوميجا-3 التي يحتاجها.
بالإضافة إلى ما تلعبه المحارات من دور في حماية القلب ، فإنها تعد مصدراً عظيماً لمجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن النادرة الوجود في أغذية أخرى. فتحتوي الرخويات على سبيل المثال على كميات عالية من فيتامين ب12 والذي يحتاجه الجسم لكي يحافظ على صحة الأعصاب ولصنع كرات الدم الحمراء . وعندما تنخفض نسبة هذا الفيتامين فإن كلاً من الجسم والعقل يتأثران سلباً مما يتسبب في فقدان الذاكرة والارتباك وردود الأفعال المنعكسة البطيئة والإرهاق ويقول الأطباء ان ما قد يشخص في بعض الأحيان على أنه خرف لدى كبار السن قد لا يعدو كونه أكثر من نقص في فيتامين ب12 .
إن 3 أوقيات من السرطان البحري تحتوي على 10 ميكروجرام من فيتامين ب12 ، أي 167% من المقدار اليومي. ويعد البطلينوس أفضل من السرطان البحري ، حيث ان 3 أوقيات من البطلينوس المطهو على البخار يمد الجسم بنحو 1400% من المقدار اليومي .
وباستثناء الجمبري ، فإن الرخويات تحتوي كذلك على كمية كبيرة من الزنك والذي يعد ضرورياً للحفاظ على قوة الجهاز المناعي. ويعتبر المحار أفضل مصادر معدن الزنك حيث تحتوي 6 محارات على حوالي 27 ملليجراماً ، أي 181% من المقدار اليومي . لقد وجد أن بلح البحر يحتوي على كمية كبيرة من معدن الحديد الذي نحتاجه لتجنب الإصابة بأنيميا نقص الحديد . لقد وجد أن 3 أوقيات من بلح البحر تمد الجسم بنحو 6 ملليجرامات من الحديد ، أي 60% من الجرعة اليومية الموصى بها للرجال وَ 40% من هذه الجرعة للنساء .
لقد وجد أن العديد من الرخويات تعد مصدراً جيداً للبوتاسيوم والماغنسيوم وفيتامين ج ، ويعتبر فيتامين ج بمثابة مكافأة لجسم الإنسان ذلك لأنه يساعده على امتصاص المزيد من الحديد الذي يوجد بهذه الأطعمة .
على الرغم من خشية الناس من تناول الرخويات بسبب محتواها العالي من الكوليسترول والصوديوم ، فإن أياً من هذه العناصر لا يسبب أي مشاكل لمعظم الناس .
يقول دكتور جرودنر « بخلاف الأطعمة الأخرى الغنية بالكوليسترول مثل اللحم الأحمر فإن الرخويات لا تحتوي على أية دهون مشبعة « . إن تناول الأطعمة عالية الدهون المشبعة من شأنه أن يجعل الكوليسترول في جسم الإنسان يصل إلى عنان السماء ، الأمر الذي لا يحدث إن تناول الشخص الكوليسترول نفسه من الرخويات .
وإذا نظرنا إلى الصوديوم ، فإن الرخويات تحتوي على كميات لا بأس بها من الصوديوم حوالي ما بين 150 إلى 900 ملليجرام في كل حصة غذائية مقدارها 3 أوقيات حسب النوع . ولكن ما لم يكن قد نصحك طبيبك بتقليل كمية الملح في طعامك فإن الرخويات لن تشكل أية مشكلة. إن حصة غذائية من الرخويات تحتوي على المقدار اليومي من الصوديوم الذي يبلغ 2400 ملليجرام.
وحيث ان الرخويات غنية بالحديد الذي يحتاجه الجسم ولكن امتصاصه صعب وقد وجد العلماء أن استعمال فيتامين ج مع وجبة الرخويات يسرع في امتصاص الحديد وعليه فإن إضافة البروكلي والفلفل على قائمة الطعام بجانب وجبة الرخويات .
المصدر: صحيفة الرياض
الكركند والمحار والجمبري لا تمثل تهديداً للصحة بل تحتوي كميات هائلة من الفيتامينات والمعادن والمركبات المفيدة
أ.د. جابر سالم القحطاني
بالرغم من أن الرخويات مثل الكركند والأسقلوب والمحار والجمبري تحتوي على كميات كبيرة من الكوليسترول والصوديوم ، وهما عنصران عادة ما يحرص متناولو الطعام الصحي على تجنبها. لكن العلماء قالوا ان مثل تلك العناصر لا تمثل تهديداً للصحة كما كان يعتقد الناس فيما سبق والرخويات تحتوي على كميات هائلة من الفيتامينات والمعادن والمركبات المفيدة للصحة الأخرى التي تعوض عن محتواها من العناصر الأخرى التي لا تحمل نفس الفائدة .
من المفارقة أن الشيء الذي يجعل الرخويات صحية للغاية هو نفس الشيء يتجنبه معظم الناس وهي الدهون. لكن وجد العلماء أن الدهون الموجودة بالرخويات والتي تعرف باسم أحماض دهنية أوميجا-3 مفيدة جداً للقلب . فقد وجد الباحثون بجامعة واشنطن سياتل بأمريكا أن الأشخاص الذين تناولوا كميات من الأطعمة البحرية كافية لأن تمدهم بمقدار 6 جرامات من دهون أوميجا-3 في الشهر انخفض لديهم خطر الإصابة بالسكتة القلبية بمقدار النصف عن هؤلاء ممن لم يتناولوا أياً من هذه الأطعمة .
إذا تمعنا في صحة القلب ، فإن هؤلاء الذين تناولوا الكثير من الأطعمة البحرية يعتبرون أفضل كثيراً من النباتيين. ففي إحدى الدراسات ، لوحظ لدى الأشخاص الذين تناولوا الأطعمة البحرية التي تحتوي على تركيز عال من أوميجا-3 انخفاضاً ملحوظاً في ضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية أو ما يعرف بالدهون ثلاثية الجليسريد وهي دهون دموية قد تؤدي الكميات الكبيرة منها إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب عن النباتيين الذين تناولوا الرخويات. وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات التي أجريت على الرخويات قامت على أسماك مثل السالمون والماكريل ، فإن كل الأسماك بما فيها الرخويات تحتوي على بعض دهون أوميجا-3 ، كما يقول دكتور دان شارب مدير برنامج هونولولو للقلب .
إن دهون أوميجا-3 في الرخويات تتمتع بالعديد من الفوائد فهي تقوي عضلة القلب وبالتالي تساعدها على النبض بقوة وبانتظام ، كما أنها تساعد على خفض ضغط الدم والكوليسترول ومنع الصفائح الدموية من التكتل مما يسبب الجلطات.
يعتبر محار المحيطين الهادي والأطلنطي أغنى المحارات الأخرى بأوميجا-3 . فتناول 6 محارات متوسطة الحجم خمس إلى سبع مرات في الشهر سوف تمد الجسم بكل دهون أوميجا-3 التي يحتاجها.
بالإضافة إلى ما تلعبه المحارات من دور في حماية القلب ، فإنها تعد مصدراً عظيماً لمجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن النادرة الوجود في أغذية أخرى. فتحتوي الرخويات على سبيل المثال على كميات عالية من فيتامين ب12 والذي يحتاجه الجسم لكي يحافظ على صحة الأعصاب ولصنع كرات الدم الحمراء . وعندما تنخفض نسبة هذا الفيتامين فإن كلاً من الجسم والعقل يتأثران سلباً مما يتسبب في فقدان الذاكرة والارتباك وردود الأفعال المنعكسة البطيئة والإرهاق ويقول الأطباء ان ما قد يشخص في بعض الأحيان على أنه خرف لدى كبار السن قد لا يعدو كونه أكثر من نقص في فيتامين ب12 .
إن 3 أوقيات من السرطان البحري تحتوي على 10 ميكروجرام من فيتامين ب12 ، أي 167% من المقدار اليومي. ويعد البطلينوس أفضل من السرطان البحري ، حيث ان 3 أوقيات من البطلينوس المطهو على البخار يمد الجسم بنحو 1400% من المقدار اليومي .
وباستثناء الجمبري ، فإن الرخويات تحتوي كذلك على كمية كبيرة من الزنك والذي يعد ضرورياً للحفاظ على قوة الجهاز المناعي. ويعتبر المحار أفضل مصادر معدن الزنك حيث تحتوي 6 محارات على حوالي 27 ملليجراماً ، أي 181% من المقدار اليومي . لقد وجد أن بلح البحر يحتوي على كمية كبيرة من معدن الحديد الذي نحتاجه لتجنب الإصابة بأنيميا نقص الحديد . لقد وجد أن 3 أوقيات من بلح البحر تمد الجسم بنحو 6 ملليجرامات من الحديد ، أي 60% من الجرعة اليومية الموصى بها للرجال وَ 40% من هذه الجرعة للنساء .
لقد وجد أن العديد من الرخويات تعد مصدراً جيداً للبوتاسيوم والماغنسيوم وفيتامين ج ، ويعتبر فيتامين ج بمثابة مكافأة لجسم الإنسان ذلك لأنه يساعده على امتصاص المزيد من الحديد الذي يوجد بهذه الأطعمة .
على الرغم من خشية الناس من تناول الرخويات بسبب محتواها العالي من الكوليسترول والصوديوم ، فإن أياً من هذه العناصر لا يسبب أي مشاكل لمعظم الناس .
يقول دكتور جرودنر « بخلاف الأطعمة الأخرى الغنية بالكوليسترول مثل اللحم الأحمر فإن الرخويات لا تحتوي على أية دهون مشبعة « . إن تناول الأطعمة عالية الدهون المشبعة من شأنه أن يجعل الكوليسترول في جسم الإنسان يصل إلى عنان السماء ، الأمر الذي لا يحدث إن تناول الشخص الكوليسترول نفسه من الرخويات .
وإذا نظرنا إلى الصوديوم ، فإن الرخويات تحتوي على كميات لا بأس بها من الصوديوم حوالي ما بين 150 إلى 900 ملليجرام في كل حصة غذائية مقدارها 3 أوقيات حسب النوع . ولكن ما لم يكن قد نصحك طبيبك بتقليل كمية الملح في طعامك فإن الرخويات لن تشكل أية مشكلة. إن حصة غذائية من الرخويات تحتوي على المقدار اليومي من الصوديوم الذي يبلغ 2400 ملليجرام.
وحيث ان الرخويات غنية بالحديد الذي يحتاجه الجسم ولكن امتصاصه صعب وقد وجد العلماء أن استعمال فيتامين ج مع وجبة الرخويات يسرع في امتصاص الحديد وعليه فإن إضافة البروكلي والفلفل على قائمة الطعام بجانب وجبة الرخويات .
المصدر: صحيفة الرياض