• ×
admin

اليوم العالمي للسرطان.. قف وافعل شيئا

اليوم العالمي للسرطان.. قف وافعل شيئا

د. غازي عبداللطيف جمجوم

صادف يوم الأحد الماضي (4 فبراير) اليوم العالمي للسرطان، والمطلوب منا جميعا في مثل هذا اليوم أن نتذكر أنه يمكننا عمل الكثير في كل يوم من أيام العام لمكافحة هذا المرض، وأنه لن ينفعنا الاكتفاء بالخوف منه أو تجاهله أو تمني زواله.
السرطان هو أحد أشد الأمراض فتكا بالبشر، فهو يصيب حاليا حوالى 7و12 مليون شخص كل عام ويفتك بـ6و7مليون منهم سنويا. هذه الأرقام مرشحة للازدياد، ومن المتوقع أن تصل إلى 26 مليون إصابة و17 مليون وفاة سنويا بحلول عام 2030م إذا لم تتضاعف الجهود لكبحها. هذا يعني أن حوالى ثلث سكان الكرة الأرضية سوف يواجهون خطر الإصابة بالمرض خلال فترة حياتهم. وقد فاقت تكلفة الأمراض السرطانية كافة الأمراض الأخرى.
كذلك زادت نسبة الإصابة بالسرطان في الدول النامية بشكل ملحوظ. في مقابل ذلك يقدر المختصون أن ثلث حالات السرطان يمكن منعها وأن ثلثا آخر يمكن الشفاء منه إذا تم اكتشافه مبكرا وعلاجه.
كيف يمكن مكافحة السرطان والحد من فتكه؟ أولا ينبغي لنا التعرف على مسبباته الرئيسة. التدخين وحده يسبب أكثر من ربع حالات السرطان في العالم، وهو من أهم الأسباب التي يمكن تجنبها. السمنة الزائدة وقلة النشاط البدني وممارسة الرياضة والإقلال من تناول الغذاء الصحي الذي يحتوي على الخضروات والفواكه تؤدي جميعها إلى زيادة الإصابة بعدة أنواع من السرطان.
الأمراض المعدية المزمنة مثل التهاب الكبد الفيروسي (ب) و(ج) والفيروس الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم من الأسباب المهمة للسرطان خاصة في الدول النامية وتتوفر لبعضها لقاحات فاعلة يمكن لها خفض الإصابة بهذه الأمراض. كذلك يمكن علاج البكتيريا (هيليكوباكتر بايلوري) المسببة لسرطان المعدة. ملوثات الهواء والماء والغذاء التي منها على سبيل المثال لا الحصر الأسبستوس والديوكسين تقتل الكثيرين وكذلك التعرض لإشعاع الرادون الموجود في بعض المناطق أو التعرض المفرط لأشعة الشمس الذي قد يؤدي إلى سرطان الجلد.
ويأتي شرب الكحول في المرتبة الخامسة بين مسببات السرطان. منظمة الصحة العالمية أوضحت ستة مبادئ لمكافحة السرطان ينبغي على الحكومات والأفراد اتباعها.
أولا: وضع خطة شاملة للتصدي لهذا المرض.
ثانيا: تطبيق طرق الوقاية الفاعلة مثل مكافحة التدخين والكحول وضمان سلامة الهواء والماء والغذاء من الملوثات وتجنب السمنة وتشجيع النشاط البدني.
ثالثا: الكشف المبكر عن السرطان.. وأفضل مثال على ذلك سرطان الثدي الذي يمكن علاجه والشفاء منه إذا تم اكتشافه مبكرا، كما يشمل ذلك سرطان القولون وأنواع أخرى من السرطان.
رابعا: إتاحة إمكانيات التشخيص والعلاج الجيدين للمواطنين بسهولة. خامسا: تقديم الرعاية المناسبة لمرضى السرطان عند تشخيصهم وعلاجهم.
سادسا: وضع سياسات فاعلة لتوعية المواطنين بالمرض وطرق الوقاية منه..
من المؤسف أن تقع وفيات كثيرة بسبب السرطان كان يمكن بمشيئة الله منعها.
ومن المؤسف أن يتخاذل كثير من الناس والحكومات عن فعل أي شيء بينما هناك الكثير الذي يمكن عمله أمام هذا المرض الفتاك.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1624