ما هي حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة؟
ما هي حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة؟
أ*. د. طلال علي زارع
يوافق يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد حددته الأمم المتحدة منذ عام 1992. وفي هذا العام، يهتم برنامج الاحتفال على وجوب جعل الأهداف الإنمائية للألفية متضمنة للإعاقة كما حددها برنامج العمل العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي صادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1982. ويواكب هذا اليوم الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حتى يتم تذكر حقوق المعاقين ومدى التزامات الحكومات والمجتمعات تجاههم. فكثيراً ما يتم حرمان هذه الفئة من فرص التعليم والعمل والخدمات الصحية والمشاركة الفعالة في المجتمع، ممّا يحد من تفجير طاقاتهم ويضر بصحتهم. ويهدف هذا اليوم إلى تحقيق فهم أفضل للمشاكل والصعوبات المتعلقة بالإعاقة، وحشد الطاقات لضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة واحترام كرامتهم ورفاهيتهم، واندماجهم في المجتمع ومشاركتهم في العطاء والبناء..
ويتعايش ملايين الأشخاص مع أشكال مختلفة من حالات العجز الناجمة عن الأمراض المزمنة والإصابات والعنف والأمراض المعدية وسوء التغذية وغير ذلك.. ومعظمهم فقراء يستفيدون بشكل محدود من الخدمات الأساسية، بما في ذلك خدمات التأهيل..
وتعتبر اتفاقية حقوق المعوقين هامة لأنها تضمن لهم الاستفادة من الحقوق والفرص ذاتها التي تستفيد منها الفئات الأخرى. فهي تحثّ الناس على فهم الإعاقة واعتبارها إحدى قضايا حقوق الإنسان، بدلاً من اعتبارها مجرّد مسألة طبية أو صنع معروف أو الاتكّال على الغير.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذه المناسبة أنه: «لا بد أن نحسن مستويات المعيشة ونوعية الحياة للجميع.. وكل فرد عرضة للإعاقة، سواء كانت مؤقتة أو دائمة، خاصة مع التقدم في السن.. وفي كثير من الدول هناك شخص واحد على الأقل من بين كل عشرة أشخاص يعاني من إعاقة\". وأضاف: \"أن ذوو الإعاقة يواجهون كثير من الصعوبات، فهم غالبا الأكثر فقرا والأكثر استبعادا من أفراد المجتمع، وبرغم ذلك فإنهم كثيرا ما يظهرون قدرا هائلا من المرونة، ويحققون مستويات متفوقة في مختلف المجالات، وعندما يتم تمكينهم من المشاركة في عملية التنمية وقيادتها، فإن ذلك يسهم في انفتاح المجتمع بأكمله..\".
وفي كل عام يتم اختيار موضوع معين للتركيز عليه من قبل الجهات المختلفة. وقد تم اختيار موضوع \"الأهداف الإنمائية للألفية والإعاقة\" ليكون محور الاحتفال بهذا اليوم العالمي في هذا العام، وذلك يتطلب الكثير من الاهتمام والعمل والمثابرة حيث أنه يهدف إلى الربط بين قضية الإعاقة والأهداف الإنمائية كالقضاء على الفقر والجوع والأمية وتوفير الرعاية الصحية وكفالة الاستدامة البيئية وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية..
وهكذا يشكل هذا اليوم فرصة هامة لجميع المهتمين لربط قضية الإعاقة بعجلة التنمية الشاملة للمجتمع والسعي لتوعية أفراد المجتمع بهذه القضية لتحقيق الأهداف المرجوة..
قال أبو العلاء المعري:
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها **** ففي وجه من تهوى جميع المحاسن
الصحة والحياة talalzari.com