• ×
admin

دعـوني وشعبـي!!

دعـوني وشعبـي!!

محمد أحمد الحساني

بعض حكام العالم الثالث يرون أن الشعوب التي يحكمونها هي جزء لايتجزأ من ممتلكاتهم الخاصة!، من حقهم التصرف بها كيف ما يشاؤون لأنهم «رعية» وهم الرعاة، فإن عن لزعيم منهم خوض حرب عبثية ضد دولة مجاورة لمجرد إثبات شجاعته المزعومة أعلن الحرب ودخلها دون دراسة أو دراية أو مبالاة بحجم الدمار أو عدد الضحايا لأن المهم لديه أن ينفذ رغباته الشريرة ونزواته اللئيمة ليمشي مختالا أمام كاميرات التصوير مهددا ومتوعدا الأعداء بالويل والثبور وعظائم الأمور!، واثقا أنه مهما طال أمد الحرب وتعاظمت الخسائر في الأنفس والأموال والثمرات فإنه بمنأى هو وأسرته ومن حوله عن أي مخاطر قد تنتج عن تلك الحرب، بل إن بعض أولئك الزعماء يجند الأطفال من شعبه ويرسلهم إلى حقول الموت إن ظهر له نقص في أعداد المحاربين على الجبهة بسبب ما وقع في صفوفهم من قتل وتدمير، فإن ناشدته المنظمات الإنسانية بالكف عما يقوم به من غطرسة ونزوات وحروب ومعارك لاطائل من ورائها تعجب من قولهم أشد العجب، وربما قال لهم: دعوني وشعبي فإنه حقي فلا تتدخلوا في الشؤون الداخلية لبلدي؟!.. والأمر نفسه ينطبق على زعماء يكونون قد حكموا شعوبهم بالحديد والنار، فإذا ثارت شعوبهم عليهم وقابلوا هم ثورة شعوبهم بالقمع والسحل والقتل والتنكيل والخطف والتعذيب وتحركت منظمات إنسانية لتلبية استغاثة الشعوب المقهورة أو تحركت دول إقليمية لوقف نزيف الدماء، فإن حواجب أولئك الزعماء ترتفع وتنخفض عدة مرات تعجبا من ذلك التدخل بينه وبين شعبه المطحون بسبب النظرة نفسها التي ينظرها كل زعيم منهم إلى شعبه وأنه يملكه ملكا خاصا وليس من حق أحد ــ كائنا من كان ــ أن يحاوره أو ينصحه، ناهيك عن أن يقوم أحد بالاحتجاج على فعله ومطالبته بالكف عن سفك دماء أبناء شعبه، لأن غضبه من مثل هذه المطالبة سيكون مضاعفا، فكيف يوجد من يجرؤ على مطالبته بحقن الدماء ووقف الدمار، وبأي حق يطالبونه بذلك ما دام أنه يرى أن له صلاحية مطلقة في أن يفعل بشعبه ما يشاء لأن الشعب حقه وملكه وليس كما يزعم الخونة والمرجفون والمتخاذلون بأن الحاكم خادم للشعب.. فمثل هذا الكلام والهراء لاقيمة له في نظر الزعيم الأوحد والقائد المفرد والطاغية الممجد، ومن الصعب التفاهم الإنساني مع أمثال هؤلاء الزعماء لأنهم يعيشون في عالم آخر مليء بالأوهام، وقد لايفيق الواحد منهم على الواقع إلا عندما لا تصبح لإفاقته أية فائدة ؟!.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1696