• ×
admin

إزالة الشعر بالليزر

إزالة الشعر بالليزر


د. عمرو مصطفى

يعتبر الشعر الزائد مشكلة تؤرق الكثير من السيدات لما يسبب لهن من حرج بالغ و لما له من تأثير نفسي سلبي كبير. وقد تكون هذه المشكلة مرتبطة بعوامل وراثية أو إضطرابات هرمونية نتيجة تكيس المبيض أو إضطرابات بالغدد الصماء أو نتيجة تناول بعض الهرمونات أو الأدوية أو بعض الدواجن و الثمار على مواد هرمونية و هناك العديد من الطرق التقليدية القديمة التي تستخدم في إزالة الشعر من الأماكن غير المرغوب فيها و من هذه الطرق استخدام الكريمات الموضعية و الحلاقة باستخدام الشفرة و نزع الشعر بالشمع أو السكر و كلها طرق مؤلمة و مؤقتة إذ سرعان مايعود الشعر للنمو من جديد لتتجدد المعاناة، علاوة على أن تكرار مثل هذه الوسائل يؤدي في النهاية إلى زيادة سمك الشعرة و زيادة كثافة الشعر كما يحدث تغيير في ملمس و لون الجلد. و من الوسائل التقليدية أيضا إستخدام التحليل الكهربائي لإزالة الشعر الزائد و هي وسيلة قديمة و بطيئة و مؤلمة جدا و غير مجدية و لها بعض الآثار الجانبية المحققة مثل ظهور الندبات و تغير لون الجلد و هذه الآثار الجانبية تكون مستديمة وبسؤال د. عمرو مصطفى ( امراض الجلدية والليزر مراكز د. سمير عباس الطبية) عن أحدث الطرق لإزالة الشعر أجاب أن الليزر يعتبر من أحدث الطرق المتبعة لإزالة الشعر الزائد بصورة نهائية و هي طريقة تناسب كل مناطق الجسم تقريبا، فبالنسبة للسيدات يستخدم الليزر لإزالة الشعر الزائد من منطقة الشارب و الذقن و الإبطين و الساقين و أعلى الفخذين و أيضا من منطقة الظهر و الكتفين و الذراعين، و بالنسبة للرجال فهناك مشكلة إضافية و هي نمو شعر الذقن و إنغرازه تحت الجلد مما يسبب حبوبا كثيرة بمنطقة الوجه و الرقبة و تعددت طرق العلاج بالكريمات الموضعية و المضادات الحيوية و لكنها تعطي تحسنا وقتيا و تعود المشكلة في الظهور من جديد مع تكرار حلاقة الذقن، هذا و يعتبر الليزر هو الطريقة المثلى للتخلص من هذه المشكلة بصورة نهائية و أيضا التخلص من الحلاقة اليومية كما يستخدم الليزر أيضا في تحديد الذقن عند الرجال إضافة إلى استخدامه أيضا لإزالة الشعر من منطقة الظهر و الكتف و الذراعين. و إذا استعرضنا دورة حياة الشعر نجد أن الشعرة تمر بثلاث مراحل هي:
1. مرحلة النمو Aragen Phase و هي المرحلة التي تستجيب فيها الشعرة لأشعة الليزر حيث يحتوي الجزء الأسفل من بصيلة الشعر الموجود في هذه المرحلة على جزء سميك يسمى النتوء hair bulb و هو الجزء الذي يحتوي على خلايا تلعب دورا مهما في تجديد بصيلة الشعر كما يحتوي أيضا على الميلانين و هي الصبغة التي تمتص ضوء الليزر مما ينتج عنه تدمير كامل و نهائي لبصيلة الشعر بنتوئها مما يؤدي إلى توقف نمو الشعرة نهائيا و عدم قدرتها على إنتاج شعر جديد.
2. مرحلة التوقف أو البيات Catagen Phase
3. مرحلة سقوط الشعر Telogen Phase
و في المرحلتين الأخيرتين لا يستجيب الشعر لأشعة الليزر و لا يتأثر به و هذا يفسر إحتياج المريض لعدة جلسات حتى يتم التخلص من الشعر الزائد نهائيا في منطقة ما، حيث إن أي منطقة بالجسم تحتوي على شعر في مراحل نمو مختلفة و الذي يستجيب فقط للعلاج بالليزر هو الشعر الموجود في مرحلة النمو فقط Aragen Phase
ويضيف عمرو مصطفى فيقول: إن الليزر يعمل عن طريق إرسال حزمة ضوئية تمر عبر الجلد وتمتص بواسطة بصيلات الشعر فقط ، فتتحول الطاقة الضوئية إلى طاقة حرارية تؤدي إلى تدمير كامل و نهائي لبصيلات الشعر دون أن تعرض الأنسجة المحيطة إلى أي ضرر. و من هنا يتضح أن إزالة الشعر بالليزر وسيلة آمنة حيث يؤثر الليزر بطريقة انتقائية على الجزء المراد علاجه و لا يتعدى الهدف المحدد له حيث يعتمد الليزر على استخدام تقنية عالية من حيث انتقاء طول الموجة المناسب و زمن النبضة المناسب و القوة الضوئية المناسبة للوصول إلى الهدف بصورة مثالية و في العمق المناسب فيؤثر فيه تأثيرا مباشرا و يدمره تدميرا نهائيا. هذا و تتعدد أجهزة الليزر المستخدمة في إزالة الشعر ليناسب الاحتياجات المختلفة بالنسبة للمرضى و يعتمد اختيار جهاز الليزر المناسب على عدة عوامل منها لون بشرة المريضة و طبيعة الشعرة من حيث لونها و سمكها و كثافتها و معدل نموها فمثلا جهاز «إن دي ياج» ليزر ND:YAG Laser يناسب البشرة السمراء و جهاز «الأليكساندرايت» ليزر Alexandrite Laser يناسب البشرة البيضاء و من أحدث أجهزة ليزر إزالة الشعر جهاز «الإيليت» ليزر Elite Laser حيث يجمع هذا الجهاز بين جهازي «إن دي ياج» ليزر و «الأليكساندرايت» ليزر في جهاز واحد ليناسب جميع المرضى أيا كان لون بشرتهم. و من المعروف أيضا أن استجابة الشعرة لليزر يعتمد على لونها و سمكها، فالشعر الأسود السميك يستجيب لليزر «إن دي ياج» و ليزر «الأليكساندرايت» بصورة ممتازة، أما الشعر الأشقر و الأفتح لونا و الأخف سمكا تكون استجابته لليزر غير مشجعة و في هذه الحالة نلجأ إلى جهاز الوميض الضوئي IPL و الذي يعطي نتائج رائعة في حالات الشعر الوبري الناعم.
و من الملاحظ أيضا أن درجة لون البشرة و طبيعة الشعرة من حيث لونها و سمكها و كثافتها و معدل نموها يختلف من مريض لآخر و من منطقة إلى أخرى في نفس المريض، فنجد أن لون البشرة و طبيعة الشعرة مثلا يختلفان في منطقتي الشارب و الذقن عنهما في منطقتي الإبطين و أعلى الفخذين و اللذان يختلفان بدورهما عن مناطق الذراع و الساق و الظهر و البطن، لذا لابد من اختيار جهاز ليزر إزالة الشعر الذي يناسب كل مريض على حدة بل و يناسب المناطق المختلفة لدى نفس المريضة و هذا لا يتأتى إلا إذا توافرت أجهزة ليزر إزالة الشعر غير المرغوب فيه عند جميع المرضى أيا كانت درجة لون بشرتهم و أيا كانت طبيعة الشعر عندهم.
و العلاج بالليزر صالح لكل أنواع البشرة حتى السمراء و لكن لابد من اختيار جهاز الليزر المناسب و القوة الضوئية المناسبة لكل بشرة فمثلا لابد من تقليل قوة الليزر الضوئية عند علاج البشرة السمراء و ذلك باستخدام التبريد المصاحب لأشعة الليزر و الذي يعطي أيضا مزيدا من الراحة للمريض من خلال تخفيف الألم أثناء المعالجة.
و نود أن نشير إلى أن أفضل النتائج نحصل عليها عند معالجة ذوي البشرة البيضاء و الشعر الأسود و يختلف عدد الجلسات المطلوبة من شخص لآخر حيث يعتمد هذا على نوع و لون و كمية الشعر المراد إزالته و أيضا على لون بشرة المريضة فكلما كان الشعر كثيفا و أسودا كانت النتائج أفضل نظرا لإحتواء الشعر على نسبة عالية من الميلانين الذي يمتص الضوء بنسبة كبيرة أما الشعر الأشقر فيحتاج إلى جلسات أكثر للوصول إلى النتيجة المطلوبة مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الشعر الأبيض (الشايب) أو الرمادي لا يتأثر بالليزر لعدم إحتوائه على مادة الميلانين التي تمتص ضوء الليزر.
ويقول د. عمرو أنه يجب أن ننوه إلى أنه سوف يظهر شعر غامق على سطح الجلد بعد 1-2 أسبوع من المعالجة بالليزر و هذا هو الشعر الذي تمت معالجته و ليس بنمو شعر جديد و يمكن إزالته بدون أي مقاومة بمسحه بالماء و المنشفة مثلا. إلا أنه في بعض الحالات النادرة قد يعاود الشعر في الظهور بعد إزالته لكنه في هذه الحالة يعود بشكل أنعم و أقل سمكا و أقل كثافة و أقل قدرة على النمو كما أنه أفتح لونا و يكون بشكل وبري غير مرئي و أيضا يمكن إزالته بجهاز الوميض الضوئي بكل سهولة.
هذا و يمكن عمل الليزر لجميع الأعمار بدءا من حديثي الولادة الذين يعانون من وحمات غزيرة الشعر كما انه آمن بالنسبة للسيدة الحامل و لا يشكل أي خطر على المرأة الحامل أو على جنينها حيث أن ضوء الليزر المستخدم لإزالة الشعر لا يتجاوز في اختراقه طبقة الجلد السطحية فلا يمكنه الاختراق و الوصول إلى الرحم.
و جدير بالذكر أيضا أن أشعة الليزر غير متأينة لا تتسبب في أي تغيرات سرطانية بالجلد عكس ما يعتقده بعض المرضى عن طريق الخطأ. و في بعض الحالات الخاصة قد يطلب من المريضة فحص الهرمونات و فحص الموجات الصوتية للمبيض قبل الشروع في إزالة الشعر بالليزر و ذلك لضمان عدم حدوث انتكاسة معاودة نمو الشعر مرة أخرى.
و عملية إزالة الشعر بالليزر إجراء بسيط و يتم داخل العيادة و بدون الحاجة إلى تخدير فالألم بسيط جدا و محتمل و لكن إذا رغب المريض في عدم الشعور بالألم نهائيا فيمكن وضع كريم مخدر لمدة نصف ساعة قبل الجلسة. و نادرا ما يطلب المريض ذلك. و يفضل عمل اختبار بسيط لليزر على منطقة صغيرة من الجلد للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات عند استخدامه بصورة صغيرة من الجلد للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات عند استخدامه بصورة أوسع على مساحة كبيرة من الجلد. و تعتمد مدة الجلسة العلاجية بالليزر على المساحة المعالجة فمثلا تستغرق جلسة معالجة الشارب و الذقن بالليزر حوالي 10 دقائق و لكنها قد تصل إلى ساعة عند معالجة الفخذين و الساقين مثلا.
و بعد العلاج قد يظهر إحمرار أو تورم خفيف و يزول في ساعات قليلة بمساعدة كمادات باردة أو قطع من الثلج توضع بصورة متقطعة لمدة ربع ساعة مع استخدام كريم مرطب للبشرة و كريم كورتيزون خفيف لمدة يومين فقط. و قد يحدث اسمرار أو تفتيح في لون البشرة في حالات نادرة و لكنها أيضا مؤقتة و هذا يسمح للمريض بممارسة حياته الطبيعية من حيث الاستحمام و استخدام مواد التجميل و ممارسة الرياضة و مباشرة عمله بعد ساعات قليلة من الجلسة العلاجية و غالبا ما يحتاج المريض إلى 6- 10 جلسات يفصل بين كل منها من 4 6 أسابيع للتخلص من الشعر الزائد نهائيا.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  1  5709