• ×
admin

تحذيرات من لحوم البقر المفرومة المستوردة المجمدة

تحذيرات من لحوم البقر المفرومة المستوردة المجمدة

د. شريفة محمد العبودي

يتداول الإعلام في الغرب مؤخراً مصطلحا يتعلق بمادة غذائية هي ما أصبح يُطلق عليه: Pink slime (بينك سلايم، أي اللزج الوردي). وهذه المادة مكونة من جميع ما يتبقى من هياكل البقر من أنسجة ضامّة وقصاصات بعد استخلاص كل اللحم منها وطحنها وتعقيمها بهيدروكسيد الأمونيوم ثم تشكيلها على هيئة أقراص لحم البرجر أو إدخالها في التصنيع الغذائي. وهذه المادة الورديّة التي تشبه اللحوم في لونها ورائحتها مادة معروفة تنتجها شركة Beef Products Incorporated (BPI) تحت أنظار المسؤولين عن الغذاء في الولايات المتحدة الأمريكية. وحسب القانون فيها يمكن أن تحل هذه المادة محل 15% من أي لحم بقري مفروم في أي منتج غذائي. وهي تستخدم للتقليل من تكلفة الأطعمة المصنعة التي تحتوي على لحوم. وطريقة إنتاج البينك سلايم تتم كالتالي: جمع البقايا من أنسجة ضامة تشمل كل شيء من الشحوم وحتى أمعاء البقر وتسخينها بدرجات حرارة منخفضة نسبياً حتى تنفصل الدهون عن الأنسجة، ثم تعريضها للطرد المركزي لإزالة المزيد من الدهون منها، ثم يضخ المزيج الناتج عبر أنابيب يتعرض خلال مروره فيها إلى الرش بمادة الأمونيا لقتل البكتريا. وبعدها يعلّب المزيج في قوالب ويجمّد ويُرسل إلى محلات البقالة الكبرى لبيعه على أنه لحم مفروم، أو إلى المصنعين ليستخدموه بديلا لبعض أو كل اللحم المفروم في منتجاتهم.

ولكن هذه المادة تثير الكثير من الجدل الذي ظهر إلى العلن في تقرير نشرته جريدة النيويورك تايمز عدد 31 ديسمبر عام 2009م. وعاود الظهور عام 2012م على موقع Daily.com يوم 5 مارس، ومن خلال أي بي سي نيوز يوم 7 مارس، وتحدث عنه الطاهي المعروف جيمي أوليفر. والجدل يدور حول ما ذكره عالمان في الأحياء الدقيقة هما كارل كستر وجيرالد زيرنستين أن "البينك سلايم" مادة خطرة لأن أغلبها يأتي من أجزاء البقر التي يزيد احتمال تعرضها لبكتريا شرسة مثل الآي كولي والسالمونيلا، وهذا هو سبب معالجة المادة بالأمونيا لقتل كل تلك البكتريا. والمشكلة، حسب التقارير، أن المعالجة لا تقضي على كل البكتريا، ولذا فهي ناقصة الفعالية.

وما يزيد من تفاقم المشكلة هو أن USDA لا تخضع منتج Beef Products Incorporated للفحوصات الروتينية لاعتقادهم أن الأمونيا تقتل كل البكتريا. أما من الناحية التغذوية فقد ذكرت مجلة ديلي أن تناول الأنسجة الضامة لا يعدّ مساوياً لتناول اللحم العادي، فالأنسجة الضامّة ليست لحماً. وهناك أيضا جدل حول مادّة الأمونيا فهي عامل معالجة وليست عنصرا غذائياً، ولذا لا تدخل ضمن معلومات التغذية على حاويات الأطعمة. وهذا يعني عدم إمكانية معرفة وجود مادة الأمونيا (التي تبقى أجزاء منها في الأطعمة بعد المعالجة) في أي طعام أو مادة غذائية مصنعة. ومن المعروف أيضاً أن الأمونيا مادة سامة يمكن أن تتحول إلى نيترات الأمونيوم المستخدمة في المخصبات ومواد التنظيف! والغرض من كل هذه المعلومات هو توخي الحذر من اللحوم المفرومة المستوردة مجمدة، حيث يذكر العالِم زيرنستين أن 70% منها يحتوي على المنتج المثير للجدل: البينك سلايم. والأسلم هو شراء اللحم الطازج من بائع موثوق به، ثم فرمه.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1209