• ×
admin

مزاج العالم

مزاج العالم

فهد عامر الأحمدي

في مناسبات مختلفة قرأت عن استطلاعات رأي تحاول تقييم أمزجة الشعوب وتفاوت آرائها حيال "قضية معينة"؛ فقبل أيام مثلا أجرت مؤسسة رايت مانجمانت (وهي مؤسسة للاستشارات الاقتصادية في الولايات المتحدة) استطلاعا في 18 دولة لمعرفة مستوى التفاؤل وثقة الناس في مستقبلهم الاقتصادي. وقد توجهت باستطلاعها للعمال والموظفين في الدول الصناعية وسألتهم سؤالا موحدا هو: هل تتوقع فقْد وظيفتك خلال العام القادم!؟.. وبعد فرز النتائج اتضح أن عمال هونغ كونغ هم الأكثر تشاؤما في العالم حيث قال 30% إنهم يتوقعون انضمامهم الى قائمة العاطلين عن العمل خلال هذه المدة، وأتى في المركز الثاني عمال اليابان ثم عمال الفلبين.. وفي المقابل اتضح أن النرويجيين أكثر الشعوب تفاؤلا حيث توقع 9% منهم فقد وظائفهم يليهم الأسبان ب 9.7% ثم الكوريون الجنوبيون (الذين أتوا في مقدمة الشعوب المتفائلة في آسيا).. الغريب هنا أن الوضع الاقتصادي في هونغ كونغ واليابان ليس أسوأ من النرويج وأسبانيا ولكن يمكن القول ان سكان الدولتين الأخيرتين (بطبعهم) متفائلين!!

أما بخصوص آرائنا (نحن) في شعوب العالم؛ فرغم أنني لا أتقبل بسهولة تعميم الأوصاف على (أي مجموعة كبيرة) ولكن يبدو أن حتى الاختلافات الفردية الصغيرة (حين توضع في خلاط كبير) تخرج بنكهة خاصة تميز كل أمة عن غيرها.

فجميعنا مثلا لاحظ وجود صفات مزاجية وأخلاقية مشتركة تميز (أو بتعبير أدق تطغى) على أبناء الجنسية الواحدة.. ومن خلال احتكاكنا بالعمالة الوافدة لاحظنا (بيننا وبين أنفسنا) وجود صفات "معينة" تميز الهنود عن الفلبينيين والبنغاليين عن الاندونيسيين والأفارقة عن بعضهم البعض!

وخبراء السفر الى الخارج يمرون أيضا بهذه التجربة ويتبنون "فكرة جاهزة" وقالبا مزاجيا وأخلاقيا عاما لشعوب الدول التي يزورونها.. ولأنني مغرم بالسفر لاحظت - رغما عني - وجود فوارق مزاجية وأخلاقية بين الأمم المختلفة يصعب التصريح بها علنا خشْية تفسيرها بطريقة "عنصرية".. وفي فترة متقدمة أصبحت أحاول في كل زيارة التأكد من الصفات المشهورة عن كل شعب على حدة، والتأكد إن كان الخجل يطغى فعلا على اليابانيين، والحذر على الكوريين، وسرعة الاختلاط على الأمريكان، والتحفظ على الانجليز، والصرامة على الألمان، والغرورعلى الفرنسيين!!

.. ومن جهة أخرى هناك دراسة صدرت من جامعة كاليفورنيا تقول ان الدنماركيين هم اسعد شعوب الأرض.. ولأن السعادة "شعور شخصي" يقيمها كل إنسان بمعياره الخاص قرر الدكتور مايكل هاجرتي (منظم الدراسة) تقييم سعادة الشعوب بمعيارين مختلفين:

- الأول سؤال المواطن نفسه: هل أنت سعيد؟

- والثاني قياس أربعة عناصر مهمة في حياة كل إنسان هي: الدخل المرتفع، والتقارب بين الناس، وتوفر الحرية الفردية والسياسية، وعدم وجود فوارق كبيرة بين الأغنياء والفقراء!!

وحسب المعيار الأول أجاب معظم الدنماركيين انهم سعداء وحققوا 7.96 درجة (من مقياس يتدرج من واحد الى عشر درجات). وبهذه الدرجة احتلوا المركز الأول في حين جاء الهولنديون في المركز الثاني ثم النرويجيون في المركز الثالث (وأتينا نحن السعوديين في المركز الرابع حسب آخر بحث ظهر في أبريل الماضي)!

.. ولأنني (بصراحة) غير مقتنع بتحقيقنا للمركز الرابع اسمحوا لي بطرح هذا السؤال:

- لو توجهنا الى 100 مواطن بهذا السؤال البسيط (هل أنت سعيد؟) فكم برأيك عدد من سيجيبون ب "نعم"؟

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1379