• ×
admin

الرضوض والكدمات..

الرضوض والكدمات.. الكمادات الباردة تخفف الألم والالتهاب لكنها لا تحسّن من التغيرات اللونية!
الجسم يبذل جهداً كبيراً لإصلاح الضرر الحاصل في الطبقات الموجودة تحته

د. عبد العزيز بن ناصر السدحان

من المعلوم أن الكدمات تحدث نتيجة الإصابات. وأن هناك ثلاثة أنواع من الكدمات وأنها احدى العلامات الطبيعية المصاحبة لعمليات الالتئام في الجسم؟ تعرف فيما يلي على كل ما يتعلق بهذه العلامات غير المرغوبة من الناحية العلمية والعملية.

فما زال هناك المزيد من المعلومات عن الكدمات تتجاوز ما يمكن أن تراه عيناك. حيث يقتصر نظرك على السطح الخارجي للجلد بينما يبذل جسمك جهداً كبيراً لإصلاح الضرر الحاصل في الطبقات الموجودة تحته. في هذا المقال سنتعرف على العملية الدقيقة التي تتكون من خلالها الكدمات وكيفية التئامها فيما بعد، إلى جانب الأنواع الشائعة منها والأنواع التي تستدعي القلق، وما الذي يجعل بعضهم أكثر عرضة للكدمات من غيرهم، وأخيراً بعض النصائح المفيدة في الاسعافات الأولية عند ظهور الأعراض الأولى للكدمة.

ما هية الكدمة

تحدث الكدمات إثر إصابة ما، صغيرة كانت أو كبيرة، كالتي تنجم عن حادث دراجة أو في إصابات الملاعب أو حتى بمجرد التعثر في طاولة صغيرة. تنشأ الكدمة عن إصابة تؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية تحت الجلد من دون تمزق الجلد ذاته ما يسبب تسرب الدم من الشعيرات الدموية وتجمعه بشكل محصور في منطقة الإصابة تحت الجلد. ويعتبر اندفاع الدم إلى منطقة الإصابة جزءًا من عملية الالتئام الطبيعية الحاصلة في الجسم والمصحوبة بالتهاب وتغيرات لونية تعرف بالكدمات.

أنواع الكدمات والرضوض

إضافة إلى حدوث الكدمات في الجلد فإنها قد تحدث في العضلات وفي العظام أيضاً. هناك ثلاثة أنواع من الكدمات مصنفة وفقاً لمدى عمق الإصابة:

الكدمات تحت الجلد: وهي أكثر الأنواع شيوعاً ولا تبعث على القلق.

الكدمات داخل العضل: ويحدث هذا النوع عندما تتسبب إصابة ما في احتقان الدم بين الأنسجة العضلية. ما يؤثر في قدرة المصاب في تحريك العضلة لفترة من الزمن.

الكدمات بالعظم: وهي أخطر أشكال الكدمات والرضوض العميقة وتقع في أقصى الطبقة الخارجية من العظم.

الاسعافات الأولية

يمكن للكدمات والرضوض أن تكون مؤلمة على مختلف أنواعها، ولذا لابدّ من الاهتمام بالالتهاب الناتج عن أي إصابة في أسرع وقت ممكن. وذلك كالتالي:

أولاً: ضع كمادات باردة على موضع الإصابة والمنطقة المتورمة مع رفع الجزء المصاب من الجسم إلى الأعلى. وعلى الرغم من أن الكمادات لن تحسّن من التغيرات اللونية إلا أنها تخفف من الألم والالتهاب وتحدّ من تدفق الدم في المنطقة مما يسرّع من عملية الشفاء والالتئام. يمكن استخدام كمادات الثلج الخاصة فهي مرنه وتشكل خياراً جيداً لكونها تبقى باردة وقتاً أطول من مكعبات الثلج. كما يمكنك استخدام كيس من الثلج ملفوف في منشفة أو كيس من الخضروات المجمدة. تجنب دائماً وضع الثلج على الجلد مباشرة حتى لا تتلف أنسجته نتيجة التعرض المفاجئ لانخفاض شديد في درجة الحرارة أو ما يعرف بلسعة البرد.

ضع الكمادة الباردة على موضع الإصابة لمدة 15 دقيقة في الساعة الواحدة. مع تكرار العملية عدة مرات على مدار اليوم ولبضعة أيام عقب الإصابة. راقب الإصابات الكبيرة في القدم أو الساق لمدة 24 ساعة الأولى مع رفع الساق قدر الإمكان. فبينما يتدفق الدم من القلب فإن رفع الساق يساعد في إبطاء التدفق مما يقلص من جريان الدم واحتقانه حول منطقة الجرح. للتخفيف من الألم يمكن تناول المسكنات المتوفرة في الصيدليات. وفي حالات الألم الشديد يفضل استشارة الطبيب. وفي كل الأحوال تجنب دواء الأسبرين نظراً لدوره في منع الدم من التخثر بالشكل المطلوب.

بعد الإصابة بيومين يمكن وضع منشفة دافئة لإعادة تدفق الدم إلى المنطقة الأمر الذي يساعد على تلاشي اللون. ويُنصح بالقيام بذلك مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم مع الاستمرار 10 دقائق في كل مرة.

ما الذي يحدث طبيعيا؟

يختلف كل جسد عن غيره في قابليته لظهور الكدمات. فبينما يتعرض بعضهم بسهولة لحدوثها وربما بشكل متكرر تزداد مقاومة أجسادٍ أخرى لظهورها. وهكذا تصبح الكدمات أكثر شيوعاً بين فئات من الناس دوناً عن غيرهم:

الأشخاص الرياضيون ولاعبو كمال الأجسام: قد تؤدي التمارين المفرطة إلى تمزقات دقيقة في الأوعية الدموية المنتشرة تحت سطح الجلد.

كبار السن: تحدث الكدمات والرضوض بسهولة أكبر عند هذه الفئة من الناس نظراً لضعف الأوعية الدموية ورقة الأنسجة الجلدية وضآلة طبقة الدهون الداعمة الواقعة تحت الجلد. الأشخاص ممن يتعاطون أدوية تزيد من سيولة الدم. على سبيل المثال يمكن حدوث الكدمات بشكل عفوي عند من يتناول دواء Coumadin الذي يوصف لمنع تخثر الدم. وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية بما في ذلك الأدوية المسكنة للألم مثل ibuprofen و naproxen وأيضاً الأسبرين aspirin. كما أن بعض الأعشاب مثل الجنكو بيلوبا ginkgo biloba ونبتة سانت جون Saint Johns Wort تعمل هي الأخرى على تمييع الدم وبالتالي تزيد من فرصة حدوث الكدمات. يمكن أن يكون ظهور الكدمات من دون سبب واضح حالة شائعة بين أفراد الأسرة ذاتها مقارنة مع غيرهم من العائلات الأخرى.

النساء: تساعد طبيعة جسم المرأة في سهولة حدوث الكدمات مقارنة بجسم الرجل، وتحديداً في مناطق الفخذين وأعلى الذراعين.

فصيلة الدم: حيث إن الأشخاص من الفصيلة O هم الأكثر عرضة لحدوث الكدمات، في حين تتضائل احتمالاتها عند ذوي الفصيلة A.

فيتامين K والعلاجات الموضعية

يلعب فيتامين K دوراً أساسياً في عملية تخثر الدم في جسمك. والنقص في الفيتامين نادر الحدوث، ولكن إذا كان نقصه هو المسئول عن الكدمات المتكررة فإن المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين K تساعد في حل المشكلة. وهناك في الأسواق من العلاجات الموضعية المختلفة التي تمت صناعتها للتحفيز نوعاً ما من سرعة تلاشي الكدمات تحتوي في معظمها على فيتامين K. وبالرغم من عدم التوصل إلى نتيجة قطعية حول هذه الكريمات الموضعية إلا أن بحوثاً واعدة تظهر فعاليتها في اختصار مدة العلاج وتعجيل الشفاء كما في حالات الكدمات الناتجة عن جراحات التجميل. وتستخدم خلاصة عشبة زهرة العُطاس Arnica على نطاق واسع في الكريمات والمكملات الغذائية التي تؤخذ عن طريق الفم للتخفيف من أعراض الكدمات.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1769