• ×
admin

أمراض القلب والأوعية الدموية.. السبب الأول لوفيات البشر!

أمراض القلب والأوعية الدموية.. السبب الأول لوفيات البشر!
قلوبنا تهرم وتشيخ وكل إنسان يستطيع أن يحسن نوعية حياة قلبه

د. خالد عبد الله النمر

سبحان من كتب الفناء على مخلوقاته فقال جل شأنه (كل شيء هالك إلا وجهه).....فمن مخلوقاته في الوقت الحالي من يعيش يوما واحدا فقط مثل (حشرة مايو) فدورة حياتها كاملة من ولادتها الى شبابها ثم الى هرمها وموتها مجرد أربعة وعشرين ساعة وربما أقل .......ومنها ماهو متوسط مايعيش حوالي 25ألف يوم مثل (الإنسان الحالي) ومنها مايعيش آلاف السنين مثل شجرة (مستعمرة باندو) حيث يصل عمرها إلى 29 مليون يوم .

إن السبب الأول لوفيات البشر في العالم هو امراض القلب والاوعية الدموية... ومهما طال عمر الانسان وسلم من عوادي الليل والنهار فسيموت بلا شك من مشكلة في الجهاز الدوري الدموي ...فتعالوا نتحدث قليلا عن شيخوخة القلب : فهل القلب يشيخ ؟ وهل يصل الى وقت ينتهي فيه عمره الافتراضي ؟وهل من الممكن للإنسان أن يزيد من عمر القلب الافتراضي او ينقص؟

إن القلب كباقي الاعضاء في جسم الانسان يهرم ويشيخ ....وهو ساعة الحياه فهو يعطي إشارة الحياة ويبدأ بالنبض من يوم 22 بعد تلقيح البويضة..... قبل تنفس الجنين للسائل الامنيوسي وقبل عمل الدماغ وقبل حركة الاطراف ...وهو من يعطي اشارة الموت بتوقف النبض، ولذلك فهو اطول اعضاء الانسان عمرا .

هرم القلب :

هرم القلب يشمل جميع انسجة القلب من شرايين وعضلة وصمامات وألياف النبض الكهربائي ..واهم وأخطر هذه التغيرات هي تكلس شرايين القلب ويدخل في تلك التغيرات ضمنا تكلس الشرايين الاخرى مثل شرايين الرقبة والدماغ والارجل ولذلك فإن من اكثر انواع القسطرة تحديا هي قسطرة من هم فوق الثمانين سنة وبالذات النساء لأنه يكثر في هؤلاء المرضى انسداد الشرايين وتعرجها وكثرة ترسب الكلسترول داخلها وبالتالي تزداد ايضا احتمالية المضاعفات مثل جلطات الدماغ خلال القسطرة بسبب تحريك ترسبات الكلسترول في الاورطي خلال تحريك انابيب القسطرة .

اما من ناحية الصمامات : فتبدأ بالتكلس الطرفي لوريقات الصمامات مثل الاورطي والمترالي وتزداد سرعة تلك الترسبات بوجود السكري والتدخين وارتفاع الكلسترول وذلك يسبب اما تضيقا يزداد تدريجيا او ارتجاعاً يزداد تدريجيا او كلاهما ....ومن ناحية المنظم الكهربائي: فهو يصبح اقل انتظاما كما ان توصيلاته داخل القلب تتليف وتصبح اقل توصيلا ويكثر في ذلك الوقت في كبار السن الرجفان الاذيني ...وبسبب هرم المنظم الكهربائي تقل السرعة القصوى للقلب كلما تقدم العمر MHRوكمية الدم الذي يضخه القلب في الدقيقه C.Oبسبب قلة مرونة العضلة في الانبساط .

لماذا يزداد الضغط الشرياني كلما هرم بني ادم :

من ناحية عضلة القلب فهي تصبح اقل مرونة ولاتنبسط بسهولة وذلك التغير يؤدي الى ارتفاع الضغط التدريجي كلما كبر الانسان في السن بسبب مقاومة الشرايين وتكلسها وبسبب قلة مرونة العضلة، ولذلك فإن فشل القلب بعد سن 65 سنة اكثر بسبعين ضعفا ممن هم في سن 25 سنة . ولذلك لو ذهب احدنا الى أي طوارئ مستشفى لوجد ان حوالي 40% (حسب الدراسات الطبية من المرضى المدخلين (المنومين) في ذلك المستشفى هم مرضى القلب والغالبية العظمى هم مرضى فشل القلب وثمانين بالمئة من هؤلاء عمرهم فوق الخامسة والستين سنة .... وضعف عضلة القلب الانبساطي بسبب السن هو اكثر انواع فشل القلب انتشارا وكذلك اصعبها علاجا لأنه من التغيرات الحتمية لكبر السن بالطبع يمكن ازالة السوائل وتحسين ضيقة التنفس ولكن لايمكن ايقاف تلك العملية ... ولذلك تلاحظ ان كبير السن تقل قدرته على الحركه حتى ولو اراد- بسبب التغيرات الفسيولوجية في عضلة القلب وهذا يؤدي الى ضمور العضلات الطرفية حيث تزيد من عدم قدرته على التحرك ويدخل المريض في دائره مغلقة تنتهي بأقعاده نهائيا.

العمر مسألة نسبية

تكلس شرايين القلب هي مسألة مستمرة وغير قابلة للتوقف او التراجع ولكنها قابلة لعاملين هامين :

اولهما زيادة سرعة التكلس، وبالتالي شيخوخة الشرايين بعوامل معينه مثل السمنة و التدخين والكلسترول والضغط والعامل الوراثي لذلك تجد عوائل تتوارث طول العمر فتجد ان كثيرا منهم يصل التسعين والمئة سنة ويتعداها وصحته مقبولة نسبيا وتجد عوائل يتوفي افرادها في اعمار مبكرة وقد رأيت عائلة يتوفى افرادها في سن الاربعين بسبب شيخوخة القلب وكانوا مصابين بمرض وراثي نادر يسمى الشيخوخة المبكرة.progeria))

ثانيا : هناك طرق تبطئ تكلس الشرايين وشيخوختها واشهرها الحمية و ادوية الكلسترول فهي تبطئ ولاتمنع التكلس نهائيا....فقد اثبتت التجارب الطبية ان الحمية قليلة السعرات الحراريه تطيل اعمار المخلوقات التي اجريت عليها تلك التجارب ووجد ان السبب كان في تبطئ عملية شيخوخة شرايين القلب وتراكم الدهون داخلها...ولذلك فمريض السمنة المفرط يعاني من ضيق التنفس ويدخل في تلك الحلقة المفرغة التي تكلمنا عنها سابقا حتي يقعد نهائيا.

عمر القلب نسبي فتجد ان ان هناك شبابا اسرفوا في حياتهم من كل شيء وبلا حدود فتجدوهم يحملون قلوبا تماثل قلوب أشخاص في الستينات من عمرهم وفي المقابل تجد رجلا محافظا على نفسه يصل السبعين والثمانين من عمره وشرايين قلبه تماثل شابا في الثلاثين ... بمعنى انه من الممكن ان يحافظ الانسان على شبابه (وخذ من شبابك لهرمك ) .

والخلاصة :

الحياه والموت هي ظاهرتان بيد الله سبحانه وتعالى ولايستطيع أحد منا ان يقدم يومه و لا يؤخره ولايستطيع ان يهرب من يومه (ولو كنتم في بروج مشيدة) ولكن بكل تأكيد يستطيع كل منا ان يحسن نوعية حياة قلبه بالابتعاد عن التدخين والسمنة والاهتمام بالرياضة والتحكم بضغطه والكلسترول والأهم من ذلك العمل لذلك اليوم (ليبلوكم أيكم أحسن عملا).

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1633