صعوبات التعلّم لدى الأطفال.. أسبابها قد تكون في المشاكل الهضميّة؟
صعوبات التعلّم لدى الأطفال.. أسبابها قد تكون في المشاكل الهضميّة؟
د. شريفة محمد العبودي
من المهم أن يُدرك الإنسان أن لديه القدرة على التحكم بصحته التي تشمل أيضاً صحته النفسيّة. وهذه حقيقة يؤكدها كتاب Gut and Psychology Syndrome القناة الهضميّة والصحة النفسيّة الذي صدر عام 2010م من تأليف الدكتورة ناتاشا كامبل مكبرايد، والذي تدحض فيه الاعتقاد السائد بأن أسباب معظم الأمراض العقلية النفسية تعود إلى اختلالات كيميائية في المخ أو إلى أسباب وراثية.
والمؤلفة طبيبة تخصصت في طب وجراحة الأعصاب وعملت في هذا المجال لعدة سنوات، ثم درست وتخصصت أيضاً في التغذية بعد معاناة شخصية بسبب إصابة ابنها بالتوحد. فقد أدركت الدكتورة وجود فجوة بين الطب وبين التغذية، وعدم وضوح رؤية بين التغذية والإصابة بالأمراض المختلفة (وهذا من موقعها الشخصي). وعند زيارة موقعها www.doctor-natasha.com يقرأ الزائر تأكيدها (وهي المتخصصة في الطب والتغذية) أن منشأ جميع الأمراض، مهما كان موضعها في الجسم، هو القناة الهضميّة. فتقول إن حوالي 90% من خلايا الجسم الإنساني ومواده الوراثية ذات صلة بأحياء الأمعاء (وهي خليط من المخلوقات الدقيقة المختلفة التي تستوطن القناة الهضميّة)، والتي لها دور مهول في الوضع الصحي العام.
ومؤلفة الكتاب اليوم صاحبة عيادة، في بريطانيا، متخصصة في المعالجة الطبيعية لأمراض مختلفة من أهمها الآفات المتعلقة بالأداء العقلي ومنها التوحد والاكتئاب والفصام وعسر القراءة وغيرها من صعبوات التعلّم. وقد أدى كتاب الدكتورة ناتاشا إلى ظهور أسلوب معالجة غذائي جديد يسمى نظام الجابز GAPS Diet من الأحرف الأولى من عنوان الكتاب لأنه يحتوي على جزء عملي يبيّن ما هي الأطعمة التي يجب أن يتناولها الإنسان وتلك التي يجب تجنبها لكي يتمتع بقناة هضمية معافاة ينعكس أداؤها على صحة الجسم ككل.
وأبرز ما يسمح المجال لذكره هنا من كتابها أن:
أ) أسلوب الحياة (الذي يشمل ما يتناوله الإنسان من أطعمة) يمكن أن يبطل القابليّة الوراثية.
ب) يمكن أن تكون أساليب الحياة (من طرق تناول الأطعمة وخلافها) هي الأسباب القوية الكامنة خلف عدم التوازن الكيميائي أو الخلل الوظيفي في المخ.
ومن هذا المنطلق، يجب إعادة النظر فيما يضعه الإنسان في فمه، أو فيما يعرض نفسه له من ملوثات (كالتدخين مثلاً) عند الرغبة في علاج مشكلة صحية ما أو الوقاية منها.
وتذكر الدكتورة حجة مهمة كثيرا ما يذكرها المعارضون لآرائها، وهي ان الأطفال الذين يصابون بالتوحد لم يتسن لهم الوقت الكافي للتعرض لأساليب حياة خاطئة. وتجيب ان أطفال اليوم يولدون اليوم وهم يعانون من قلّة الأحياء الدقيقة النافعة في أمعائهم بسبب معاناة أمهاتهم من نفس المشكلة. وعند توفّر الأحياء الدقيقة النافعة في الأمعاء (عن طريق الحدّ من الأطعمة المكررة التي تزيد من الأحياء الضارة على حساب النافعة مما يؤدي إلى حالة تسمم للأمعاء تضر الجسم كله، والحرص على تناول الأطعمة الطبيعية المخمرة) يكون بمقدور القناة الهضمية إنتاج مقدار أكبر مما ينتجه المخ من الناقل العصبي السيروتينين الذي يلعب دوراً مهماً في الصحة العقليّة.
المصدر: صحيفة الرياض
د. شريفة محمد العبودي
من المهم أن يُدرك الإنسان أن لديه القدرة على التحكم بصحته التي تشمل أيضاً صحته النفسيّة. وهذه حقيقة يؤكدها كتاب Gut and Psychology Syndrome القناة الهضميّة والصحة النفسيّة الذي صدر عام 2010م من تأليف الدكتورة ناتاشا كامبل مكبرايد، والذي تدحض فيه الاعتقاد السائد بأن أسباب معظم الأمراض العقلية النفسية تعود إلى اختلالات كيميائية في المخ أو إلى أسباب وراثية.
والمؤلفة طبيبة تخصصت في طب وجراحة الأعصاب وعملت في هذا المجال لعدة سنوات، ثم درست وتخصصت أيضاً في التغذية بعد معاناة شخصية بسبب إصابة ابنها بالتوحد. فقد أدركت الدكتورة وجود فجوة بين الطب وبين التغذية، وعدم وضوح رؤية بين التغذية والإصابة بالأمراض المختلفة (وهذا من موقعها الشخصي). وعند زيارة موقعها www.doctor-natasha.com يقرأ الزائر تأكيدها (وهي المتخصصة في الطب والتغذية) أن منشأ جميع الأمراض، مهما كان موضعها في الجسم، هو القناة الهضميّة. فتقول إن حوالي 90% من خلايا الجسم الإنساني ومواده الوراثية ذات صلة بأحياء الأمعاء (وهي خليط من المخلوقات الدقيقة المختلفة التي تستوطن القناة الهضميّة)، والتي لها دور مهول في الوضع الصحي العام.
ومؤلفة الكتاب اليوم صاحبة عيادة، في بريطانيا، متخصصة في المعالجة الطبيعية لأمراض مختلفة من أهمها الآفات المتعلقة بالأداء العقلي ومنها التوحد والاكتئاب والفصام وعسر القراءة وغيرها من صعبوات التعلّم. وقد أدى كتاب الدكتورة ناتاشا إلى ظهور أسلوب معالجة غذائي جديد يسمى نظام الجابز GAPS Diet من الأحرف الأولى من عنوان الكتاب لأنه يحتوي على جزء عملي يبيّن ما هي الأطعمة التي يجب أن يتناولها الإنسان وتلك التي يجب تجنبها لكي يتمتع بقناة هضمية معافاة ينعكس أداؤها على صحة الجسم ككل.
وأبرز ما يسمح المجال لذكره هنا من كتابها أن:
أ) أسلوب الحياة (الذي يشمل ما يتناوله الإنسان من أطعمة) يمكن أن يبطل القابليّة الوراثية.
ب) يمكن أن تكون أساليب الحياة (من طرق تناول الأطعمة وخلافها) هي الأسباب القوية الكامنة خلف عدم التوازن الكيميائي أو الخلل الوظيفي في المخ.
ومن هذا المنطلق، يجب إعادة النظر فيما يضعه الإنسان في فمه، أو فيما يعرض نفسه له من ملوثات (كالتدخين مثلاً) عند الرغبة في علاج مشكلة صحية ما أو الوقاية منها.
وتذكر الدكتورة حجة مهمة كثيرا ما يذكرها المعارضون لآرائها، وهي ان الأطفال الذين يصابون بالتوحد لم يتسن لهم الوقت الكافي للتعرض لأساليب حياة خاطئة. وتجيب ان أطفال اليوم يولدون اليوم وهم يعانون من قلّة الأحياء الدقيقة النافعة في أمعائهم بسبب معاناة أمهاتهم من نفس المشكلة. وعند توفّر الأحياء الدقيقة النافعة في الأمعاء (عن طريق الحدّ من الأطعمة المكررة التي تزيد من الأحياء الضارة على حساب النافعة مما يؤدي إلى حالة تسمم للأمعاء تضر الجسم كله، والحرص على تناول الأطعمة الطبيعية المخمرة) يكون بمقدور القناة الهضمية إنتاج مقدار أكبر مما ينتجه المخ من الناقل العصبي السيروتينين الذي يلعب دوراً مهماً في الصحة العقليّة.
المصدر: صحيفة الرياض