المواصلات.. عقدة.. أم مشكلة؟!
المواصلات.. عقدة.. أم مشكلة؟!
يوسف الكويليت
أضيف هنا إلى مأزق السكن والوظيفة موضوع المواصلات في المدن وخارجها، فقطار الدمام - الرياض انتهى زمنه الافتراضي، وحتى مع بعض (المكاييج) التي يقال إنها تحسينات، فإن علامات الشيخوخة بدت عليه منذ سنوات طويلة، وعملية الإحلال الجديدة بالقطار الأسباني، المشكوك بصحته، توفي بالحضانة، وثارت الشكوك حول تقنيته لأن أسبانيا، المصنعة، لا توضع في صف اليابان وكوريا وألمانيا، واللجوء إليها بصفقة خاطئة لم تبرَّر أسبابها، ونتائج تعطل قطارها خلقت مشكلا جديدا، إذ كانت هي من سيسيّر الخطوط الأخرى لو نجحت، ودعونا نعترف، هل لدينا الكفاءة الحقيقية التي تدرس وتقارن ثم تختار هذا النوع من المواصلات ووسائل النقل، أم أننا اعتمدنا تقويماً من قبل مختصين أوروبيين لا نشك برأيهم، لكن لا نستطيع الاعتماد عليه، طالما هذه الدول يجمعها اتحاد واحد، ومصالح واحدة؟
دبي اختارت اليابان ونجحت ب«المترو» والعملية، حتى لو لم تكن اقتصادية، فهي من الأمور المعانة كقطاع خدمات وطنية، وسيرة انقلاب القطار الأخيرة تفتح الباب للتساؤل بالتدقيق في كل الأمور والأسباب لأنها ألحقت بسمعة المملكة موقفاً لم تختره، ولا يكفي فقط حفظ القضية على مجهول، بل يُفتح تحقيق ينصف من لم يخطئ ويعاقب المتسبب..
المواصلات الداخلية، وأمام اكتظاظ السيارات الخاصة والعامة، وخاصة في المدن الكبرى، أصبحت عائقاً للحركة، ونحن دولة في مرحلة النمو وجزء من التنمية سهولة المواصلات بين مختلف القطاعات، وقد وجدت دول أكثر غنى منا وتقدماً، حلولاً هائلة، وحتى بلدان الكثافة السكانية، مثل الهند والصين، وأندونيسيا، استطاعت أن تتغلب على قضية المواصلات الخاصة بالعامة، وقطارات الأنفاق والحافلات، وقطارات كهربائية، وفرت العديد من التكاليف، والوقت لا يزال مناسباً في وضع خطط شاملة للمواصلات البرية والطيران، والبحرية، وفي المدن، حتى لا تتفاقم المشكلة، ونعجز عن الحل إلا بتكاليف مضاعفة وشلل في الحركة في المستقبل..
بلدان العالم المتقدم، تعتبر المواصلات بالقطارات جزءاً من التنمية الاقتصادية، بما توفره من نقل أحمال كبيرة، وركاب لا تضغط على مداخيل المواطنين ووسيلة لم تعد ترفيهاً، بل ضرورية، وقد تأخرنا كثيراً رغم أننا أدركنا منافع قطار الرياض - الدمام، والذي أغلق على هذا الشريان، ولو طوّر منذ ذلك التاريخ، لما احتجنا إلى الاعتماد على الطيران أو المواصلات التي لم تؤد أغراضها بشكل إيجابي وتدفع بخسائر مادية وبشرية، وكلفة هائلة بالوسائل والطرق واستهلاك الوقود، وتلويث البيئة وغيرها..
الاستراتيجية الوطنية في مختلف المجالات، متداخلة بشكل جذري سواء تعليمية أو صناعية، أو اتصالات ومواصلات، ومثل هذه العمليات الكبرى، تحتاج لجهاز متمرس يحتضن مختلف الكفاءات والخبرات الأجنبية إذا ما أردنا أن ننتقل من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد الانتاج وبناء المعرفة، وفتح الأبواب للأجيال التي لديها الطموح والإرادة في العمل والإنجاز..
المصدر: صحيفة الرياض
يوسف الكويليت
أضيف هنا إلى مأزق السكن والوظيفة موضوع المواصلات في المدن وخارجها، فقطار الدمام - الرياض انتهى زمنه الافتراضي، وحتى مع بعض (المكاييج) التي يقال إنها تحسينات، فإن علامات الشيخوخة بدت عليه منذ سنوات طويلة، وعملية الإحلال الجديدة بالقطار الأسباني، المشكوك بصحته، توفي بالحضانة، وثارت الشكوك حول تقنيته لأن أسبانيا، المصنعة، لا توضع في صف اليابان وكوريا وألمانيا، واللجوء إليها بصفقة خاطئة لم تبرَّر أسبابها، ونتائج تعطل قطارها خلقت مشكلا جديدا، إذ كانت هي من سيسيّر الخطوط الأخرى لو نجحت، ودعونا نعترف، هل لدينا الكفاءة الحقيقية التي تدرس وتقارن ثم تختار هذا النوع من المواصلات ووسائل النقل، أم أننا اعتمدنا تقويماً من قبل مختصين أوروبيين لا نشك برأيهم، لكن لا نستطيع الاعتماد عليه، طالما هذه الدول يجمعها اتحاد واحد، ومصالح واحدة؟
دبي اختارت اليابان ونجحت ب«المترو» والعملية، حتى لو لم تكن اقتصادية، فهي من الأمور المعانة كقطاع خدمات وطنية، وسيرة انقلاب القطار الأخيرة تفتح الباب للتساؤل بالتدقيق في كل الأمور والأسباب لأنها ألحقت بسمعة المملكة موقفاً لم تختره، ولا يكفي فقط حفظ القضية على مجهول، بل يُفتح تحقيق ينصف من لم يخطئ ويعاقب المتسبب..
المواصلات الداخلية، وأمام اكتظاظ السيارات الخاصة والعامة، وخاصة في المدن الكبرى، أصبحت عائقاً للحركة، ونحن دولة في مرحلة النمو وجزء من التنمية سهولة المواصلات بين مختلف القطاعات، وقد وجدت دول أكثر غنى منا وتقدماً، حلولاً هائلة، وحتى بلدان الكثافة السكانية، مثل الهند والصين، وأندونيسيا، استطاعت أن تتغلب على قضية المواصلات الخاصة بالعامة، وقطارات الأنفاق والحافلات، وقطارات كهربائية، وفرت العديد من التكاليف، والوقت لا يزال مناسباً في وضع خطط شاملة للمواصلات البرية والطيران، والبحرية، وفي المدن، حتى لا تتفاقم المشكلة، ونعجز عن الحل إلا بتكاليف مضاعفة وشلل في الحركة في المستقبل..
بلدان العالم المتقدم، تعتبر المواصلات بالقطارات جزءاً من التنمية الاقتصادية، بما توفره من نقل أحمال كبيرة، وركاب لا تضغط على مداخيل المواطنين ووسيلة لم تعد ترفيهاً، بل ضرورية، وقد تأخرنا كثيراً رغم أننا أدركنا منافع قطار الرياض - الدمام، والذي أغلق على هذا الشريان، ولو طوّر منذ ذلك التاريخ، لما احتجنا إلى الاعتماد على الطيران أو المواصلات التي لم تؤد أغراضها بشكل إيجابي وتدفع بخسائر مادية وبشرية، وكلفة هائلة بالوسائل والطرق واستهلاك الوقود، وتلويث البيئة وغيرها..
الاستراتيجية الوطنية في مختلف المجالات، متداخلة بشكل جذري سواء تعليمية أو صناعية، أو اتصالات ومواصلات، ومثل هذه العمليات الكبرى، تحتاج لجهاز متمرس يحتضن مختلف الكفاءات والخبرات الأجنبية إذا ما أردنا أن ننتقل من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد الانتاج وبناء المعرفة، وفتح الأبواب للأجيال التي لديها الطموح والإرادة في العمل والإنجاز..
المصدر: صحيفة الرياض