الأمراض الجنسية التناسلية.. البرامج التثقيفية والإرشادية تكافح العدوى!
الأمراض الجنسية التناسلية.. البرامج التثقيفية والإرشادية تكافح العدوى!
معظمها قد تبقى كامنة لدى المصاب حتى بعد العلاج على الرغم من اختفاء الأعراض والعلامات السريرية
أ.د. محمد بن حسن عدار
تزايدت في الآونة الاخيرة الامراض الجنسية التناسلية بشكل يستوجب معه زيادة التركيز على مسببات هذه الامراض ونشر الوعي والتثقيف الصحي للوقاية من هذه الامراض. إن هذه الامراض تحمل عواقب وخيمة وتؤثر على حياة الانسان الصحية والاجتماعية وحتى الاقتصادية. إن هذه الامراض تصيب البريئات من الفتيات عندما ينتقل لهن المرض من ازواج مصابين دون معرفتهن بذلك وهذا بالتالي يهدد حياتهن الصحية والزوجية. معظم الامراض التناسلية الجنسية قد تبقى كامنة لدى المصاب حتى بعد العلاج على الرغم من اختفاء الاعراض والعلامات السريرية. إن مجموعة الامراض الجنسية التناسلية تتضمن السيلان (الجنوريا) والكلاميديا والزهري (السفلس)، والهربس، التهاب فيروس الكبد الوبائي " ب، سي"، الفيروس الحليمي البشري (HPV) بانواعه والمسببة للثآليل الجنسية وسرطان عنق الرحم وفيروس نقص المناعة المكتسبه الايدز. تتدرج مشاكل الامراض المنتقلة جنسياً لدى المرأة من التهابات وافرازات مهبلية متكررة وتقرحات في عنق الرحم والمهبل الى التهابات حوضية مزمنة مصاحبة لاضطرابات في الدورة الشهرية والأم قد تكون شديدة اثناء الجماع ودونه. وقد تكون هذه الامراض من الاسباب الرئيسية للعقم والاجهاض اتو الولادة المبكرة وتشوهات الاجنة هذا بالاضافة لوجود تقرحات مزمنة مشوهة في الفرج والمهبل وعنق الرحم وكذلك امراض مزمنة في القلب والكبد والاوعية الدموية والعظام وسرطان عنق الرحمو المهبل والكبد وحتى الوفاة كما يحدث مع مرضى الايدز.
ويعاني معظم مرضى الامراض الجنسية من اضطرابات نفسية كالاكتئاب والاحباط المزمن وضعف التركيز واضطرابات النوم وضعف التركيز وقلة الانتاجية وربما الفشل الوظيفي وباختصار فإن نزوة دقائق بلا مبالة تهدم العمر كله.
يجب ان تكون هناك طرق علمية ممنهجة بالتوعية الصحية لهذه الامراض للشباب والفتيات على ان تبدا في سن مبكرة. وان يكون موضوع المنهج التعليمي الخاص بالامراض الجنسية التناسلية ضمن خطة متكاملة في مناهج المدارس الإعدادية والثانوية التي تضم المراهقين والمراهقات بجميع اعمارهن وذلك من خلال المضامين والاساليب التعليمية المتطورة التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية بحيث يشكل الجزء العلمي والجزء الديني والجزء الاجتماعي اجزاء متساوية من هذا المنهج المتكامل.
صحيح ان الأمراض المنقولة جنسياً قد لا تشكل ظاهرة خطيرة في مجتمعنا كما هي في البلدان الغربية وبعض الدول المجاورة وذلك بفضل الله ثم العادات والتقاليد ونمط الحياة الاجتماعية والتمسك بالشريعة الإسلامية التي تحرم الزنا والعلاقات الجنسية خارج اطار الزواج ولكن بدات هذه الأمراض التناسلية بالتزايد بنسب متفاوتة وتستحق ان تؤخد بجدية واهتمام في جميع الخطط الصحية على مستوى المجتمع كما يجب على مقدمي الرعاية الصحية من اطباء ومسؤولين ايجاد سجل لمتابعة هذه الحالات حتى لا يتم انتشارها.
يجب التعريف الشامل بجميع انواع العدوى التناسلية بالامراض المنقولة جنسياً والهدف هو جعل الفتاة والشاب قادرين على تعريف هذه الامراض ومعرفة طرق العدوى وطرق تجنبها والوقاية منها ويمكن للمدارس ان تلعب الدور الرئيسي الكبير على توصيل المعلومة وفقاً للأسس العلمية للتثقيف الصحي الفردي والجماعي وذلك باستخدام وسائل التثقيف الصحي المتعددة الشفهية والكتابية واستخدام الصوت والصورة كما يتم توزيع نشرة مطبوعة صادرة من جهات موثوقة تتضمن النظرة الاسلامية الشاملة للوقاية من العدوى التناسلية بالامراض المنقولة جنسياً.
يعد تدريب المعلمين والمعلمات من العناصر الضرورية والهامة لانجاح اي برنامج تعليمي توعوي وخاصة البرامج التي تحتوي معلومات طبية ونفسية واجتماعية وفي معظم الدول المتقدمة يتم اعداد المدرسين اعداداً جيدا وتقام لهم دورات متخصصة في كيفية تقديم وتعليم الوعي الصحي للطلاب والطالبات. ان موضوع الوقاية من العدوى التناسلية بالامراض المنتقلة جنسياً يعني بوجه خاص بسلوكيات الفتى والفتاة ولذلك يجب التزكيز في تعليم الطلاب والطالبات على هذا العنصر اي السلوكيات الحميدة.
ويجب ان لا ننسى دور البيت وهو الاهم والاساسي فدور الوالدين مهم جدا بالتحدث مع الابناء بمنتهى الصراحة ونقاش هذه الامور وشرحها وضرب الامثلة بخطورة المرض الآنية والمستقبلية وشرح الوسائل لتجنبها وعدم تركهم دون فهم لذلك حتى عندما يصلوا لسن الزواج. ولكن للاسف في مجتمعنا يتحرج الوالدين في مناقشة مثل هذه الامور مع الابناء وقد يعتبرونها خارجة عن اطر التربية السليمة الصحيحة.
ان للبرامج التثقيفية والارشادية الأثر البالغ في مكافحة عدوى الامراض الجنسية وهي فرصة ملائمة لارشاد المجتمعو الافراد وتوعيتهم بطرق العدوى بهذه الامراض وغيرها ويجب ان تؤكد البرامج على تجنب الممارسات الجنسية غير المشروعة والمحرمة وتسليح الشباب والشابات بالاخلاق الفاضلة واتباع السلوك القويم كما يجب التاكيد على العلاج الكامل في حال اصابة المريض والحاجة الى العودة الى الطبيب في حال استمرار الاعراض المرضية ومعرفة طرق انتقال العدوى ومضاعفاتها واهمية استخدام الوسائل الوقائية المتاحة وشرح كيفية استخدامها بالشكل السليم. كما يجب معالجة الشريك كان زوجاً او زوجة في حال اكتشاف المرض عند احدهما فانه يجب فحص ومعالجة الآخر وعدم التكتم على المرض خصوصا الرجال خوفاً من الفضيحة بينما المرض قد يكون قد انتقل للزوجة دون علمها وبدا في التطور واحدث مضاعفات خطيرة.
المصدر: صحيفة الرياض
معظمها قد تبقى كامنة لدى المصاب حتى بعد العلاج على الرغم من اختفاء الأعراض والعلامات السريرية
أ.د. محمد بن حسن عدار
تزايدت في الآونة الاخيرة الامراض الجنسية التناسلية بشكل يستوجب معه زيادة التركيز على مسببات هذه الامراض ونشر الوعي والتثقيف الصحي للوقاية من هذه الامراض. إن هذه الامراض تحمل عواقب وخيمة وتؤثر على حياة الانسان الصحية والاجتماعية وحتى الاقتصادية. إن هذه الامراض تصيب البريئات من الفتيات عندما ينتقل لهن المرض من ازواج مصابين دون معرفتهن بذلك وهذا بالتالي يهدد حياتهن الصحية والزوجية. معظم الامراض التناسلية الجنسية قد تبقى كامنة لدى المصاب حتى بعد العلاج على الرغم من اختفاء الاعراض والعلامات السريرية. إن مجموعة الامراض الجنسية التناسلية تتضمن السيلان (الجنوريا) والكلاميديا والزهري (السفلس)، والهربس، التهاب فيروس الكبد الوبائي " ب، سي"، الفيروس الحليمي البشري (HPV) بانواعه والمسببة للثآليل الجنسية وسرطان عنق الرحم وفيروس نقص المناعة المكتسبه الايدز. تتدرج مشاكل الامراض المنتقلة جنسياً لدى المرأة من التهابات وافرازات مهبلية متكررة وتقرحات في عنق الرحم والمهبل الى التهابات حوضية مزمنة مصاحبة لاضطرابات في الدورة الشهرية والأم قد تكون شديدة اثناء الجماع ودونه. وقد تكون هذه الامراض من الاسباب الرئيسية للعقم والاجهاض اتو الولادة المبكرة وتشوهات الاجنة هذا بالاضافة لوجود تقرحات مزمنة مشوهة في الفرج والمهبل وعنق الرحم وكذلك امراض مزمنة في القلب والكبد والاوعية الدموية والعظام وسرطان عنق الرحمو المهبل والكبد وحتى الوفاة كما يحدث مع مرضى الايدز.
ويعاني معظم مرضى الامراض الجنسية من اضطرابات نفسية كالاكتئاب والاحباط المزمن وضعف التركيز واضطرابات النوم وضعف التركيز وقلة الانتاجية وربما الفشل الوظيفي وباختصار فإن نزوة دقائق بلا مبالة تهدم العمر كله.
يجب ان تكون هناك طرق علمية ممنهجة بالتوعية الصحية لهذه الامراض للشباب والفتيات على ان تبدا في سن مبكرة. وان يكون موضوع المنهج التعليمي الخاص بالامراض الجنسية التناسلية ضمن خطة متكاملة في مناهج المدارس الإعدادية والثانوية التي تضم المراهقين والمراهقات بجميع اعمارهن وذلك من خلال المضامين والاساليب التعليمية المتطورة التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية بحيث يشكل الجزء العلمي والجزء الديني والجزء الاجتماعي اجزاء متساوية من هذا المنهج المتكامل.
صحيح ان الأمراض المنقولة جنسياً قد لا تشكل ظاهرة خطيرة في مجتمعنا كما هي في البلدان الغربية وبعض الدول المجاورة وذلك بفضل الله ثم العادات والتقاليد ونمط الحياة الاجتماعية والتمسك بالشريعة الإسلامية التي تحرم الزنا والعلاقات الجنسية خارج اطار الزواج ولكن بدات هذه الأمراض التناسلية بالتزايد بنسب متفاوتة وتستحق ان تؤخد بجدية واهتمام في جميع الخطط الصحية على مستوى المجتمع كما يجب على مقدمي الرعاية الصحية من اطباء ومسؤولين ايجاد سجل لمتابعة هذه الحالات حتى لا يتم انتشارها.
يجب التعريف الشامل بجميع انواع العدوى التناسلية بالامراض المنقولة جنسياً والهدف هو جعل الفتاة والشاب قادرين على تعريف هذه الامراض ومعرفة طرق العدوى وطرق تجنبها والوقاية منها ويمكن للمدارس ان تلعب الدور الرئيسي الكبير على توصيل المعلومة وفقاً للأسس العلمية للتثقيف الصحي الفردي والجماعي وذلك باستخدام وسائل التثقيف الصحي المتعددة الشفهية والكتابية واستخدام الصوت والصورة كما يتم توزيع نشرة مطبوعة صادرة من جهات موثوقة تتضمن النظرة الاسلامية الشاملة للوقاية من العدوى التناسلية بالامراض المنقولة جنسياً.
يعد تدريب المعلمين والمعلمات من العناصر الضرورية والهامة لانجاح اي برنامج تعليمي توعوي وخاصة البرامج التي تحتوي معلومات طبية ونفسية واجتماعية وفي معظم الدول المتقدمة يتم اعداد المدرسين اعداداً جيدا وتقام لهم دورات متخصصة في كيفية تقديم وتعليم الوعي الصحي للطلاب والطالبات. ان موضوع الوقاية من العدوى التناسلية بالامراض المنتقلة جنسياً يعني بوجه خاص بسلوكيات الفتى والفتاة ولذلك يجب التزكيز في تعليم الطلاب والطالبات على هذا العنصر اي السلوكيات الحميدة.
ويجب ان لا ننسى دور البيت وهو الاهم والاساسي فدور الوالدين مهم جدا بالتحدث مع الابناء بمنتهى الصراحة ونقاش هذه الامور وشرحها وضرب الامثلة بخطورة المرض الآنية والمستقبلية وشرح الوسائل لتجنبها وعدم تركهم دون فهم لذلك حتى عندما يصلوا لسن الزواج. ولكن للاسف في مجتمعنا يتحرج الوالدين في مناقشة مثل هذه الامور مع الابناء وقد يعتبرونها خارجة عن اطر التربية السليمة الصحيحة.
ان للبرامج التثقيفية والارشادية الأثر البالغ في مكافحة عدوى الامراض الجنسية وهي فرصة ملائمة لارشاد المجتمعو الافراد وتوعيتهم بطرق العدوى بهذه الامراض وغيرها ويجب ان تؤكد البرامج على تجنب الممارسات الجنسية غير المشروعة والمحرمة وتسليح الشباب والشابات بالاخلاق الفاضلة واتباع السلوك القويم كما يجب التاكيد على العلاج الكامل في حال اصابة المريض والحاجة الى العودة الى الطبيب في حال استمرار الاعراض المرضية ومعرفة طرق انتقال العدوى ومضاعفاتها واهمية استخدام الوسائل الوقائية المتاحة وشرح كيفية استخدامها بالشكل السليم. كما يجب معالجة الشريك كان زوجاً او زوجة في حال اكتشاف المرض عند احدهما فانه يجب فحص ومعالجة الآخر وعدم التكتم على المرض خصوصا الرجال خوفاً من الفضيحة بينما المرض قد يكون قد انتقل للزوجة دون علمها وبدا في التطور واحدث مضاعفات خطيرة.
المصدر: صحيفة الرياض