تأثير الهرمونات على حياة المرأة
تأثير الهرمونات على حياة المرأة
د. دلال السفياني
إن المرأة آية من آيات الله تعالى ومن أجمل مخلوقات الدنيا ونعمة عظيمة أنعم الله بها عز وجل على الرجل بدءاً بآدم عليه السلام ثم لسائر الذكور من ذريته.
لعظمة شأنها وقدرها الكبير انعكاس مهم جدا في دورها في الحياة والمجتمع حتى أصبحت عضواً فعالاً لا يرضى البديل سواء أكانت ربة منزل أو امرأة عاملة.
حتى تستطيع تأدية دورها على الشكل المطلوب لابد أن تعي طبيعة جسدها وتغيراته للتعامل معها.
سنستعرض بشكل خاص تأثير الهرمونات في حياة المرأة لأنها بدون شك لها تأثير ضخم في حياتها سلبيا وايجابيا ومن معرفتكن بآليتها وتأثيرها يمكنكن تسخيرها وتعزيز تأثيرها الايجابي.
جسم المرأة معقد بطبيعته أي أن كل مرحلة من حياتها مختلفة عن الأخرى وسبب هذا الاختلاف هو هرمونات الأنوثة (الاستروجين والبروجسترون).
الهرمونات هي مواد كيميائية تنتج من الغدد الصماء وتتحرر بالجسم لتؤثر على أعضائه ووظائفها، وتغيراتها تلازم الانثى منذ الحياة الرحمية وتكمن في تكوين الأعضاء التناسلية وأهمها المبيضان اللذان بدورهما يكملان افراز الهرمونات بعد الولادة.
في مرحلة الطفولة: تتضخم الثديين تضخماً خفيفاً في العامين الأولين، يزداد ويتضائل بصورة متكررة قبل أن يختفي في النهاية خلال مرحلة الطفولة، وتبدأ الهرمونات بنشاطها وتحررها في مرحلة البلوغ حيث ينمو الثديان وشعر الإبط والعانة وتحدث زيادة ملحوظة في طول الفتاة ثم تبدأ الدورة الشهرية.
في هذه الأثناء يقوم الهيبوثالاموس المتحكم في جميع هرمونات الجسم بافراز هرمونين أساسيين هما LH, FSH، واللذين دورهما الأساسي تحفيز المبيض لانتاج الاستروجين والبروجستيرون. وبالتالي استمرار الدورة الطمثية.
تعتبر الهرمونات الأنثوية مسؤولة عن كل التطور الأنثوي الخاص الذي يحدث للفتاة أثناء عملية تحولها لامرأة، وتستغرق حوالي أربع سنوات، تجد فيها الفتاة صعوبة في التكيف مع درجة من الاضطراب العاطفي بسبب تباين الهرمونات.
في فترة الحمل تبقى مستويات الاستروجين والبروجيسترون مرتفعة في الدم لانه بعد تخصيب البويضة المتحررة من المبيض، اذا لم يحدث حمل يهبط مستوى الهرمونين مما يؤدي الى تهدم بطانة الرحم ونزول الدورة الشهرية، أما اذا حدث حمل تبقى مستويات الهرمون عالية لتثبيت الحمل ومصدرها من كيس البويضة ثم من المشيمة عند تكونها.
بعد الولادة تنخفض مستويات الاستروجين والبروجيسترون انخفاضاً حاداً ويعود الجسم لوضعه الطبيعي، من جهة أخرى يحدث لبعض النساء تغيرات نفسية منها اكتئاب ما بعد الولادة ويعتمد على سهولة تأثر بعض النساء بهذه التغيرات أكثر من غيرهن.
التغيرات النفسية في (فترة ما قبل الطمث premenstrual symptoms)
هي عبارة عن تشكيلة من الأعراض الجسمية والنفسية في أوقات تتكرر في الأسبوع الأخير قبل الطمث التي تبدأ بالاختفاء في اليوم الأول من الطمث، عادة تكون خفيفة ولا تحتاج للعلاج لكن بنسبة 5% تكون شديدة بحيث تؤثر على سير الحياة المعتادة.
الأعراض النفسية: تقلب المزاج، شعور بالغضب وعدم الاستقرار، التوتر الشديد وعدم الثقة بالنفس، شعور بالاحباط والحزن، تناقص في الاهتمام بالنشاطات والعمل، عدم القدرة على التركيز، الشعور بالتعب والارهاق، النوم المتزايد، تغير واضح في الشهية من انعدامها الى زيادتها.
الأعراض البدنية: ألم وانتفاخ في الثدي، الصداع، تجمع السوائل في الجسم.
سن اليأس هو العمر الذي تفقد فيه المبايض فعاليتها، عادة ما يكون بين 49 الى 52 عاما.
تسبقه اضطرابات في الهرمونات تؤدي الى عدم انتظام في الدورة الطمثية، وتصاحبه هبات حرارية مزعجة وفقدان كثافة العظم على المدى البعيد وتعتمد فقدان هذه الكثافة على عوامل تسرعها مثل السمنة المفرطة، التدخين، استعمال بعض الأدوية كالكورتيزون.
من ناحية اخرى، تكون المرأة عرضة لأمراض القلب والشرايين بسبب انعدام الاستروجين.
بعض الهبات الحرارية محتملة من قبل النساء ولكن اذا دعت الحاجة لاستخدام الهرمونات البديلة يجب أن تكون تحت اشراف عناية طبية كاملة للتأكد من عدم وجود سبب يمنع من استخدامها كارتفاع شديد في ضغط الدم الشرياني، ارتفاع السكر في الدم، حدوث تخثرات سابقة في الأوردة أو الشرايين، اصابة سابقة باورام خبيثة في الثدي.
لذلك من الأفضل قبل البدء باستخدامها اجراء فحص شامل للدم، السكر، مستوى الدهون، اشعة صوتية للثدي، صورة لتحديد كثافة العظم.
بعد أن اتضحت لنا طبيعة الهرمونات، وكيفية تنظيمها وتأثيرها على حياة المرأة، بقي أن ندرك أهميتها ومضارها خصوصا عند حدوث خلل في كمية افرازها، وقد أطلق على الاستروجين هرمون الأنوثة فهو يلعب كل الدور في المحافظة على الصفات الأنثوية في المرأة كالصوت، وجلد البشرة، والشكل الخارجي للجسم.
عند نقصان مستواه في الدم نتيجة لخلل في بعض الغدد أو بسبب ازالة المبيض جراحيا نتيجة لورم أو ماشابه ذلك، لا شك أن المرأة ستتأثر سلبيا ويتضح التأثير بشكل خاص على العظام فتصبح هشة وضعيفة الكتلة مما يؤدي الى سهولة تعرضها للكسر مقارنة بامرأة محتفظة بهما.
وينصح في هذه الحالة استخدام علاج هرموني بديل بعد استشارة الطبيب.
والعكس صحيح اذا كان هناك زيادة في نسبة افراز الاستروجين من قبل الجسم كما هو في حالة الأورام المفرزة للاستروجين، السمنة المفرطة (مصدر الاستروجين في هذه الحالة من الدهون)، أو أخذ علاجات تحتوي على نسبة عالية منه، أورام الثدي، الرحم، حدوث خثرات وريدية.
قيل وما زال يقال: الوقاية خير من العلاج، وبناء عليه لكي تحظي بحياة صحية وتتجنبي كل هذه المشاكل عليك وكل النساء ببعض النصائح التي سأسردها الآن:
1- مبدئيا التوازن في كل صغيرة وكبيرة وخاصة في الوزن.
2- المشي على الأقل نصف ساعة يوميا.
3- الغذاء الصحي الغني بالعناصر والمعادن المهمة.
4- محاولة اجتناب الأملاح والقهوة قبل الدورة الطمثية للحد من آلام عسر الطمث.
5- شرب الحليب أو تناول الكالسيوم من سن مبكرة.
6- تجنب التدخين.
تمنياتي بدوام الصحة للجميع..
المصدر: صحيفة الرياض
د. دلال السفياني
إن المرأة آية من آيات الله تعالى ومن أجمل مخلوقات الدنيا ونعمة عظيمة أنعم الله بها عز وجل على الرجل بدءاً بآدم عليه السلام ثم لسائر الذكور من ذريته.
لعظمة شأنها وقدرها الكبير انعكاس مهم جدا في دورها في الحياة والمجتمع حتى أصبحت عضواً فعالاً لا يرضى البديل سواء أكانت ربة منزل أو امرأة عاملة.
حتى تستطيع تأدية دورها على الشكل المطلوب لابد أن تعي طبيعة جسدها وتغيراته للتعامل معها.
سنستعرض بشكل خاص تأثير الهرمونات في حياة المرأة لأنها بدون شك لها تأثير ضخم في حياتها سلبيا وايجابيا ومن معرفتكن بآليتها وتأثيرها يمكنكن تسخيرها وتعزيز تأثيرها الايجابي.
جسم المرأة معقد بطبيعته أي أن كل مرحلة من حياتها مختلفة عن الأخرى وسبب هذا الاختلاف هو هرمونات الأنوثة (الاستروجين والبروجسترون).
الهرمونات هي مواد كيميائية تنتج من الغدد الصماء وتتحرر بالجسم لتؤثر على أعضائه ووظائفها، وتغيراتها تلازم الانثى منذ الحياة الرحمية وتكمن في تكوين الأعضاء التناسلية وأهمها المبيضان اللذان بدورهما يكملان افراز الهرمونات بعد الولادة.
في مرحلة الطفولة: تتضخم الثديين تضخماً خفيفاً في العامين الأولين، يزداد ويتضائل بصورة متكررة قبل أن يختفي في النهاية خلال مرحلة الطفولة، وتبدأ الهرمونات بنشاطها وتحررها في مرحلة البلوغ حيث ينمو الثديان وشعر الإبط والعانة وتحدث زيادة ملحوظة في طول الفتاة ثم تبدأ الدورة الشهرية.
في هذه الأثناء يقوم الهيبوثالاموس المتحكم في جميع هرمونات الجسم بافراز هرمونين أساسيين هما LH, FSH، واللذين دورهما الأساسي تحفيز المبيض لانتاج الاستروجين والبروجستيرون. وبالتالي استمرار الدورة الطمثية.
تعتبر الهرمونات الأنثوية مسؤولة عن كل التطور الأنثوي الخاص الذي يحدث للفتاة أثناء عملية تحولها لامرأة، وتستغرق حوالي أربع سنوات، تجد فيها الفتاة صعوبة في التكيف مع درجة من الاضطراب العاطفي بسبب تباين الهرمونات.
في فترة الحمل تبقى مستويات الاستروجين والبروجيسترون مرتفعة في الدم لانه بعد تخصيب البويضة المتحررة من المبيض، اذا لم يحدث حمل يهبط مستوى الهرمونين مما يؤدي الى تهدم بطانة الرحم ونزول الدورة الشهرية، أما اذا حدث حمل تبقى مستويات الهرمون عالية لتثبيت الحمل ومصدرها من كيس البويضة ثم من المشيمة عند تكونها.
بعد الولادة تنخفض مستويات الاستروجين والبروجيسترون انخفاضاً حاداً ويعود الجسم لوضعه الطبيعي، من جهة أخرى يحدث لبعض النساء تغيرات نفسية منها اكتئاب ما بعد الولادة ويعتمد على سهولة تأثر بعض النساء بهذه التغيرات أكثر من غيرهن.
التغيرات النفسية في (فترة ما قبل الطمث premenstrual symptoms)
هي عبارة عن تشكيلة من الأعراض الجسمية والنفسية في أوقات تتكرر في الأسبوع الأخير قبل الطمث التي تبدأ بالاختفاء في اليوم الأول من الطمث، عادة تكون خفيفة ولا تحتاج للعلاج لكن بنسبة 5% تكون شديدة بحيث تؤثر على سير الحياة المعتادة.
الأعراض النفسية: تقلب المزاج، شعور بالغضب وعدم الاستقرار، التوتر الشديد وعدم الثقة بالنفس، شعور بالاحباط والحزن، تناقص في الاهتمام بالنشاطات والعمل، عدم القدرة على التركيز، الشعور بالتعب والارهاق، النوم المتزايد، تغير واضح في الشهية من انعدامها الى زيادتها.
الأعراض البدنية: ألم وانتفاخ في الثدي، الصداع، تجمع السوائل في الجسم.
سن اليأس هو العمر الذي تفقد فيه المبايض فعاليتها، عادة ما يكون بين 49 الى 52 عاما.
تسبقه اضطرابات في الهرمونات تؤدي الى عدم انتظام في الدورة الطمثية، وتصاحبه هبات حرارية مزعجة وفقدان كثافة العظم على المدى البعيد وتعتمد فقدان هذه الكثافة على عوامل تسرعها مثل السمنة المفرطة، التدخين، استعمال بعض الأدوية كالكورتيزون.
من ناحية اخرى، تكون المرأة عرضة لأمراض القلب والشرايين بسبب انعدام الاستروجين.
بعض الهبات الحرارية محتملة من قبل النساء ولكن اذا دعت الحاجة لاستخدام الهرمونات البديلة يجب أن تكون تحت اشراف عناية طبية كاملة للتأكد من عدم وجود سبب يمنع من استخدامها كارتفاع شديد في ضغط الدم الشرياني، ارتفاع السكر في الدم، حدوث تخثرات سابقة في الأوردة أو الشرايين، اصابة سابقة باورام خبيثة في الثدي.
لذلك من الأفضل قبل البدء باستخدامها اجراء فحص شامل للدم، السكر، مستوى الدهون، اشعة صوتية للثدي، صورة لتحديد كثافة العظم.
بعد أن اتضحت لنا طبيعة الهرمونات، وكيفية تنظيمها وتأثيرها على حياة المرأة، بقي أن ندرك أهميتها ومضارها خصوصا عند حدوث خلل في كمية افرازها، وقد أطلق على الاستروجين هرمون الأنوثة فهو يلعب كل الدور في المحافظة على الصفات الأنثوية في المرأة كالصوت، وجلد البشرة، والشكل الخارجي للجسم.
عند نقصان مستواه في الدم نتيجة لخلل في بعض الغدد أو بسبب ازالة المبيض جراحيا نتيجة لورم أو ماشابه ذلك، لا شك أن المرأة ستتأثر سلبيا ويتضح التأثير بشكل خاص على العظام فتصبح هشة وضعيفة الكتلة مما يؤدي الى سهولة تعرضها للكسر مقارنة بامرأة محتفظة بهما.
وينصح في هذه الحالة استخدام علاج هرموني بديل بعد استشارة الطبيب.
والعكس صحيح اذا كان هناك زيادة في نسبة افراز الاستروجين من قبل الجسم كما هو في حالة الأورام المفرزة للاستروجين، السمنة المفرطة (مصدر الاستروجين في هذه الحالة من الدهون)، أو أخذ علاجات تحتوي على نسبة عالية منه، أورام الثدي، الرحم، حدوث خثرات وريدية.
قيل وما زال يقال: الوقاية خير من العلاج، وبناء عليه لكي تحظي بحياة صحية وتتجنبي كل هذه المشاكل عليك وكل النساء ببعض النصائح التي سأسردها الآن:
1- مبدئيا التوازن في كل صغيرة وكبيرة وخاصة في الوزن.
2- المشي على الأقل نصف ساعة يوميا.
3- الغذاء الصحي الغني بالعناصر والمعادن المهمة.
4- محاولة اجتناب الأملاح والقهوة قبل الدورة الطمثية للحد من آلام عسر الطمث.
5- شرب الحليب أو تناول الكالسيوم من سن مبكرة.
6- تجنب التدخين.
تمنياتي بدوام الصحة للجميع..
المصدر: صحيفة الرياض