قلبك في رمضان
قلبك في رمضان
محمد سامي عودة
لقد شرع الله الصيام وفرضه على أمة الإسلام كما فرضه على من سبقها من الأمم وذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وفي الصيام تتحقق كافة أنواع المنفعة من نفسية وروحية وجسدية وذلك بالإمساك عن الطعام والشراب وسائر ما تم منعه. في هذا الشهر الفضيل هناك أناس ابتلاهم الله عز وجل بأمراض لا يستطيعون معها صيام رمضان نهائياً وهم يتمنون من الله أن يشفيهم ويعافيهم من أمراضهم ليتمكنوا من أداء فريضة الصيام كغيرهم فطوبى لهم.
الصوم نعمة من نعم الله علينا وبه تتحقق المنفعة الجسدية على الصائم، فما يقوم الجسم بتجميعه من سموم خلال العام يقوم الصائم بالتخلص منه في هذا الشهر الفضيل ولكننا للأسف حولنا هذه النعمة إلى نقمة فها هو الصيام يأتي بفوائده الجمة ونحن نأتي بشتى أنواع الإفطار لنضر أنفسنا ونسرف في الأكل بطريقة غير معقولة وننسى قول الخالق تبارك وتعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، وقد اكتشف باحثون من فنلندا مؤخراً معادلة غذائية يمكن أن تزيد من عمر الإنسان بنسبة 20 %، ويقولون إن الإنسان بمجرد أن يتبع نظاماً غذائياً لا يُسرف فيه ويعتمد على نسب محددة من الغذاء وبخاصة الغذاء النباتي فإن ذلك سيساهم في خفض نسبة الكوليسترول ويخفض ضغط الدم اللذين هما سببان رئيسيان للموت المفاجئ.
وفيما يتعلق بمرضى القلب وضغط الدم المرتفع فإنه لا يوجد ما يمنعهم من الصيام ولكن عليهم أولاً استشارة طبيبهم المعالج ومن ثم إتباع الإرشادات الغذائية التي يجب أن يتنبهوا إليها بشكل جيد والتي تعد عاملاً مهماً في العلاج وذلك من حيث تنظيم طريقة تناول الطعام والإقلال من الكمية المتناولة والإقلال كذلك من تناول الأملاح والدهون.
إن الامتناع عن الطعام في وقت الصيام يخفف العبء على عضلة القلب بنسبة 25% على الأقل وبه يقل المجهود الذي يقوم به القلب وبذلك يتقوى القلب تدريجياً، كما أن الصيام يؤدي إلى استهلاك الدهون الزائدة في الجسم في النهار ما يخفض نسبتها ويقي القلب من تصلب الشرايين ومن زيادة نسبة الكوليسترول في الدم.
من النصائح الخاصة بمرضى القلب في رمضان التمييز بين الدهون المشبعة كالزبدة والكريمة والتي تعتبر ضارة والدهون غير المشبعة كزيت الزيتون والذي يعد مفيداً ومحاولة طهي الطعام بالماء بدل الطهي بالمواد الدهنية، وفيما يتعلق بالبروتينات فمن المهم تناول اللحوم مرتين في الأسبوع والأفضل أن تكون لحوماً بيضاء كالسمك والدجاج من دون الجلد وأن تكون مشوية كما يتعين تجنب المقالي وأن يتم استهلاك كميات أكبر من الخضار الطازجة مطبوخة كانت أو مجففة. وبالنسبة للنشويات الغنية بالألياف فهي ضرورية وكذلك الفاكهة الغنية بالفيتامينات مع ضرورة تجنب تناول الحلويات وخصوصاً تلك الغنية بالدهون والسكر. ولا ننسى الإقلال من تناول الأغذية والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية والتي تؤدي إلى رفع سكر الدم مثل المشروبات الغازية والاستعاضة عنها بالماء، وكذلك تجنب العصائر المسبقة الصنع والمربى والعسل والحلوى.
ويُنصح مريض الضغط المرتفع بالإكثار من تناول السوائل في فترة الإفطار حتى لا يصاب بالجفاف وهو صائم وأن يتجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والأملاح والكافيين.
كل هذا مع ضرورة مراعاة تنظيم الأدوية التي يتناولها بمساعدة طبية عند الإفطار وعند السحور.
مما لا شك فيه أن الله لا يمكن أن يفرض على عباده أمراً فيه مضرة لهم بل إن الصيام يمنحهم الكثير من العطايا والفوائد والدليل قوله تعالى: (وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) والصيام له فوائد لا حصر لها بالإضافة إلى الأجر والثواب من الله فما علينا إلا أن نحافظ على هذه النعم وأن نشكر الله على ما وهبنا إياه فالبشكر تدوم النعم.. ورمضانكم مبارك..
المصدر: صحيفة الرياض
محمد سامي عودة
لقد شرع الله الصيام وفرضه على أمة الإسلام كما فرضه على من سبقها من الأمم وذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وفي الصيام تتحقق كافة أنواع المنفعة من نفسية وروحية وجسدية وذلك بالإمساك عن الطعام والشراب وسائر ما تم منعه. في هذا الشهر الفضيل هناك أناس ابتلاهم الله عز وجل بأمراض لا يستطيعون معها صيام رمضان نهائياً وهم يتمنون من الله أن يشفيهم ويعافيهم من أمراضهم ليتمكنوا من أداء فريضة الصيام كغيرهم فطوبى لهم.
الصوم نعمة من نعم الله علينا وبه تتحقق المنفعة الجسدية على الصائم، فما يقوم الجسم بتجميعه من سموم خلال العام يقوم الصائم بالتخلص منه في هذا الشهر الفضيل ولكننا للأسف حولنا هذه النعمة إلى نقمة فها هو الصيام يأتي بفوائده الجمة ونحن نأتي بشتى أنواع الإفطار لنضر أنفسنا ونسرف في الأكل بطريقة غير معقولة وننسى قول الخالق تبارك وتعالى: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ، وقد اكتشف باحثون من فنلندا مؤخراً معادلة غذائية يمكن أن تزيد من عمر الإنسان بنسبة 20 %، ويقولون إن الإنسان بمجرد أن يتبع نظاماً غذائياً لا يُسرف فيه ويعتمد على نسب محددة من الغذاء وبخاصة الغذاء النباتي فإن ذلك سيساهم في خفض نسبة الكوليسترول ويخفض ضغط الدم اللذين هما سببان رئيسيان للموت المفاجئ.
وفيما يتعلق بمرضى القلب وضغط الدم المرتفع فإنه لا يوجد ما يمنعهم من الصيام ولكن عليهم أولاً استشارة طبيبهم المعالج ومن ثم إتباع الإرشادات الغذائية التي يجب أن يتنبهوا إليها بشكل جيد والتي تعد عاملاً مهماً في العلاج وذلك من حيث تنظيم طريقة تناول الطعام والإقلال من الكمية المتناولة والإقلال كذلك من تناول الأملاح والدهون.
إن الامتناع عن الطعام في وقت الصيام يخفف العبء على عضلة القلب بنسبة 25% على الأقل وبه يقل المجهود الذي يقوم به القلب وبذلك يتقوى القلب تدريجياً، كما أن الصيام يؤدي إلى استهلاك الدهون الزائدة في الجسم في النهار ما يخفض نسبتها ويقي القلب من تصلب الشرايين ومن زيادة نسبة الكوليسترول في الدم.
من النصائح الخاصة بمرضى القلب في رمضان التمييز بين الدهون المشبعة كالزبدة والكريمة والتي تعتبر ضارة والدهون غير المشبعة كزيت الزيتون والذي يعد مفيداً ومحاولة طهي الطعام بالماء بدل الطهي بالمواد الدهنية، وفيما يتعلق بالبروتينات فمن المهم تناول اللحوم مرتين في الأسبوع والأفضل أن تكون لحوماً بيضاء كالسمك والدجاج من دون الجلد وأن تكون مشوية كما يتعين تجنب المقالي وأن يتم استهلاك كميات أكبر من الخضار الطازجة مطبوخة كانت أو مجففة. وبالنسبة للنشويات الغنية بالألياف فهي ضرورية وكذلك الفاكهة الغنية بالفيتامينات مع ضرورة تجنب تناول الحلويات وخصوصاً تلك الغنية بالدهون والسكر. ولا ننسى الإقلال من تناول الأغذية والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية والتي تؤدي إلى رفع سكر الدم مثل المشروبات الغازية والاستعاضة عنها بالماء، وكذلك تجنب العصائر المسبقة الصنع والمربى والعسل والحلوى.
ويُنصح مريض الضغط المرتفع بالإكثار من تناول السوائل في فترة الإفطار حتى لا يصاب بالجفاف وهو صائم وأن يتجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والأملاح والكافيين.
كل هذا مع ضرورة مراعاة تنظيم الأدوية التي يتناولها بمساعدة طبية عند الإفطار وعند السحور.
مما لا شك فيه أن الله لا يمكن أن يفرض على عباده أمراً فيه مضرة لهم بل إن الصيام يمنحهم الكثير من العطايا والفوائد والدليل قوله تعالى: (وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) والصيام له فوائد لا حصر لها بالإضافة إلى الأجر والثواب من الله فما علينا إلا أن نحافظ على هذه النعم وأن نشكر الله على ما وهبنا إياه فالبشكر تدوم النعم.. ورمضانكم مبارك..
المصدر: صحيفة الرياض