• ×
admin

رحلة العذاب اليومية

رحلة العذاب اليومية

د. هاشم عبده هاشـم

احتجت للوصول إلى منزلي بحي الشاطئ رقم «1» بجدة.. منطلقا من مقر هذه الجريدة في حي الرحاب.. احتجت منذ ليلتين إلى ساعتين بالوفاء والتمام بسبب الاختناق التام لحركة السير بشارع التحلية متجها من الشرق إلى الغرب.
وقد شاركني المئات من العابرين لهذا الشارع «المختنق» بحركة السير.. ومروا بما مررت به من «عناء» لا تحتمله طاقة الإنسان وقدراته العصبية.. والنفسية.. والعقلية..
ولم تكن هذه هي حال هذا الشارع الوحيدة في المدينة، التي لم يعد إنسان عاقل يفكر في مغادرة بيته إلى خارجه مهما كانت حاجته إلى هذا المشوار المكلف.. والمتعب.. والمرهق.. وإنما هو حال «99,9» من شوارع مدينة جدة المحاصرة.. وغير المقبولة على الإطلاق..
ولعل أصعب ما في الأمر هو.. أن يكون «1 %» من هؤلاء العابرين في وضع صحي صعب.. أو تكون سيدة على وشك الولادة.. أو مصابا في أحد حوادث السير التي تجري أمامنا على مدى الساعة..
صحيح أن المشاريع التي تتم في طول المدينة وعرضها تشكل سببا رئيسيا في هذا الاختناق.. لكن الأكثر صحة هو أن المبالغة في الاعتماد على الإشارات الضوئية في مثل شهر رمضان لا مبرر لها.. وأنه لا بد وأن تكون هناك مجموعات مرورية متحركة مسؤولة عن فك هذه الاختناقات وإسعاف ومساعدة أصحاب الحالات الحرجة وتيسير عملية وصولهم إلى الأماكن المرادة.. وإنقاذ حياتهم.
وبصراحة نحن مجتمع متعب.. لأننا نتسبب في مثل هذه الاختناقات.. وربما في موت بعض المرضى لأننا نستمتع بالدوران في الشوارع دون حاجة أو مبرر أو داع، وبالذات في أيام الإجازات حتى أصبح سكان مدينة جدة يكرهون هذه الإجازات ويفكرون في مغادرة المدينة.. وتركها لمن يضاعفون عناء سكانها عناء..
وإذا قررت وقرر الآلاف سواي ترك أعمالهم.. والجلوس في منازلهم.. حتى وإن تسبب ذلك في قطع عيشهم.. فإنه لا إدارات المرور.. ولا هواة «اللف والدوران».. سوف يدفعون رواتبنا.. ويؤكلون أطفالنا.. سامحهم الله..

***
ضمير مستتر:

هناك من يسعون لإراحتنا.. في تطوير أوجه حياتنا.. لكن هناك من يفقدوننا صبرنا ويحطمون أعصابنا بعبثهم.. ولا مبالاتهم.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1352