أمراض الغضروف الهلالي
أمراض الغضروف الهلالي.. يبدأ خفيفاً وقد يتطور إلى عدم القدرة على الجلوس على الأرض!
شائع في الرياضيين نتيجة التواء مفاجئ في الركبة وقد يحدث مصاحباً لقطع في الرباط الصليبي
د. ياسر بن محمد البحيري
دائماً ما نسمع عن إصابات الغضروف الهلالي في الركبة لدى الرياضيين. ولكن ما هو الغضروف الهلالي؟ وماهي وظيفته؟ وما هي الإصابات والأمراض التي تحدث له؟
ماهو الغضروف الهلالي
كما هو معرف فإن المفصل الركبة يقع عند التقاء الجزء السفلي من عظمة الفخذ بالجزء العلوي من عظمة الساق. وداخل مفصل الركبة يوجد غضروفان هلاليان هما عبارة عن غضاريف تأخذ شكل الهلال أو حرف C ويقعان في الناحية الداخلية والخارجية من كل ركبة. إذاً ففي كل ركبة يوجد هناك غضروفان هلاليان أحدهما في الناحية الداخلية والآخر في الناحية الخارجية. هذا الغضروف الهلالي يساعد على ثبات الركبة وامتصاص الصدمات ومساندة الحركة في المفصل. وإذا ما علمنا أن الشخص الطبيعي النشط يخطو آلاف الخطوات يومياً هذا بجانب الحركات الأخرى التي تتطلب ثني وفرد مفصل الركبة فإن كمية النشاط والإجهاد الذي يقع على مفصل الركبتين وكذلك الغضاريف الهلالية هي كمية كبيرة من الجهد حيث أن معظم وزن الجسم الواقع فوق مفصل الركبة يتركز على هذين الغضروفين داخل الركبة. هذا الوزن وهذا المجهود والأنشطة كلها تجعل الغضروف الهلالي عرضة للكثير من الأمراض والإصابات. وخصوصاً عند الأشخاص الرياضيين.
خشونة وجفاف الغضروف الهلالي
الغضروف الهلالي الطبيعي مكون من ألياف وبروتينيات وسوائل تساعد على امتصاص الصدمات وتوفير السلاسة للحركة كما ذكرنا سابقاً. ولكن عندما يتعرض على مدى الأعوام لمجهود زائد عند الرياضيين أو الأشخاص ذوي الأوزان الزائدة أو نتيجة العادات الخاطئة مثل الجلوس في وضعية القرفصاء لفترات طويلة أو الجلوس في وضعية التربيعة لفترات طويلة وغير ذلك من العوامل التي تؤثر على الركبتين فإن ذلك يؤدي إلى حدوث خشونة أو جفاف أو تآكل أو تهتك في تركيبة الغضروف الهلالي نفسها مما يؤدي إلى قلة في السوائل داخل الغضروف وتهتك في الألياف الموجودة داخله وموت أجزاء من الخلايا التي تكون الغضروف. هذا بالتالي يؤدي إلى ظهور أعراض ناتجة عن هذا التغير تتمثل في حدوث آلام تتدرج في الشدة مع مرور الوقت وقد تزداد وتحدث في منطقة الغضروف الداخلية أو الخارجية. هذه الآلام تظهر بشكل واضح عند وضع مجهود على الركبتين مثل الجلوس في وضعية القرفصاء أو الجلوس في وضعية التربيعة أو عند الجلوس للتشهد أثناء الصلاة أو عند صعود أو نزول الدرج أو عند ممارسة الرياضة. وعلى الرغم من أن هذه الآلام قد تبدأ خفيفة إلا أنها قد تزداد مع مرور الوقت وتصبح شديدة لدرجة أنها تمنع الرياضي أو الشخص العادي من ممارسة أنشطتها اليومية وتجعله غير قادر على الجلوس أو الصلاة بشكل طبيعي.
قطع الغضروف الهلالي
إن إصابات الغضروف الهلالي شائع جداً خصوصاً في الرياضيين. وهذا القطع قد يحدث نتيجة التواء مفاجئ في الركبة أو قد يحدث مصاحباً لقطع في الرباط الصليبي أو قد يحدث نتيجة السقوط بقوة على إجدى الركبتين. وعادةً ما يكون هناك تاريخ مرضي لهذه الإصابة بالإضافة إلى وجود آلام شديدة ومبرحة تمنع الشخص من الوقوف والمشي وممارسة الرياضة بشكل طبيعي. بالإضافة إلى ذلك فقد يكون هناك تورم وصعوبة في ثني الركبة.
التشخيص والعلاج
عادةً ما يتم التشخيص بعد الفحص السريري الذي يبين وجود آلام عند الضغط على منطقة المفصل المحاذية للغضروف المريض أو المقطوع. بالإضافة إلى ذلك فإن المريض لايستطيع على ثني الركبتين بشكل طبيعي ولايستطيع الجلوس في وضعية القرفصاء بوضع طبيعي. بعد ذلك يأتي دور أشعة الرنين المغناطيسي للركبة والتي هي ذات أهمية قصوى في تشخيص هذه الحالات حيث أنها تبين بوضح تام مكان المرض في الغضروف الهلالي وما إذا كان المرض عبارة عن جفاف وخشونة فقط أو إذا ما كان هناك قطع جزئي في الغضروف أو قطع كامل وتهتك لكامل الغضروف. كما أنها تبين وجود أية إصابات مصاحبة مثل قطع الرباط الصليبي أو قطع الأربطة الجانبية أو وجود إصابات أو كدمات للعظام المكونة للمفصل.
الخطة العلاجية
في حالات تآكل وجفاف وخشونة الغضروف الهلالي وأيضاً في حالات القطع الجزئي البسيط وعندما تكون الأعراض ليست مزمنة وليست شديدة فإن الخطة العلاجية التحفظية يمكن استخدامها وذلك عن طريق تناول الأدوية المضادة لالتهابات المفاصل والأدوية المسكنة والأدوية المرخية للعضلات لفترة قصيرة وكذلك تجنب إجهاد الركبتين وتجنب الجلوس في وضعية القرفصاء أو وضعية التربيعة وأيضاً عمل جلسات طبيعي بهدف تخفيف الألم وتقوية عضلات الركبتين. هذه التقوية مهمة جداً لأنها تجعل العضلات قوية وبالتالي فالعضلات تقوم بامتصاص الجزء الأكبر من المجهود الواقع على الركبتين ممايؤدي إلى تقليص الإجهاد على الغضاريف. يضاف إلى ذلك كله محاولة تخفيف الوزن باستخدام الأجهزة والأحذية الطبية وتغير طريقة الحياة بتجنب الرياضات العنيفة التي تضع ضغوطاً على الركبتين واستبدالها بالرياضات التي لا تضع ضغوطاً على الركبتين مثل رياضة المشي ورياضة السباحة وركوب الدراجة. وفي كثيراً من المرضى فإن الخطة العلاجية التي ذكرناها سابقاً تكون كافية لإزالة الأعراض وإعادة المريض لممارسة الحياة بشكل طبيعي. وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى استخدام الحقن الزلالية التي تحتوي على السائل المشابه في تركيبته للسائل الموجود في الركبة وذلك بهدف توفير السلالة لحركة الركبة وحماية للغضاريف المريضة. وهذه الطريقة تكون مفيدة جداً في الأشخاص الذين هم في مقتبل العمر والذين تكون لديهم أعراض أو جفاف أو خشونة في الغضروف لأن التدخل الجراحي في هذه الحالات لايكون مناسباً.
التدخل الجراحي
في الأشخاص الذين تكون لديهم إصابات أو قطع جزئي أو قطع كامل للغضروف الهلالي والذين لا يستجيبون للخطة العلاجية التي ذكرناها سابقاً وتستمر لديهم الأعراض فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً. كذلك في الأشخاص الذين تكون لديهم إصابات في أجزاء أخرى من الركبة بالإضافة إلى إصابة الغضروف الهلالي مثل القطع في الرباط الصليبي الأمامي أو الرباط الصليبي الخلفي أو الأربطة الجانبية فإن التدخل الجراحي قد يكون ضرورياً وعادةً مايتم التدخل الجراحي عن طريق المنظار الجراحي وذلك بعمل فتحتين صغيرتين لا يتجاوز طولهما السنتيمتر الواحد وتتم الجراحة المنظارية من خلالهما. وخلال الجراحة وإذا ما كان القطع صغيراً وفي الطرف الداخلي من الغضروف الهلالي فإن كل الذي يلزم عمله هو عمل إزالة للجزء المقطوع وتنعيم للأجزاء المتبقية. أما إذا كان الجزء المقطوع كبيراً ومتهتكاً ولا يمكن إصلاحه فإنه يلزم إزالة جميع الأجزاء المتهتكة من الغضروف الهلالي. وفي بعض الحالات يمكن عمل خياطة لإعادة الجزء المقطوع من الغضروف الهلالي لمكانه باستخدام غرز طبية متخصصة. وبصفة عامة فإن هذا القرار يتم اتخاذه في غالبية المرضى داخل غرفة العمليات وأثناء الجراحة وبعد أن تتم رؤية الغضروف بوضوح من خلال المنظار الطبي. وعادةً ما تستغرق هذه العمليات حوالي الساعة إلى الساعة والنصف ويتم إجرائها من خلال جراحات اليوم الواحد ويمكن للمريض أو المريضة الخروج بعدها من المستشفى في نفس اليوم. وً يتم إرشاد المريض أو المريضة إلى استخدام العكاكيز الطبية لبضعة أيام حسب نوع الجراحة التي تم إجراؤها وكذلك وجوب تجنب الإجهاد على الركبة وعدم الجلوس على الأرض ووجوب الصلاة على الكرسي لعدة أيام. وبعد فترة أسبوع إلى عشرة أيام يمكن البدء بعمل الجلسات الطبيعي بهدف تقوية العضلات وإعادة السلاسة والمرونة حركة مفصل الركبة. وفي الغالبية العظمى من المرضى الذين تتم عمليات جراحة منظارية بسبب أمراض أو قطع الغضروف الهلالي فإن النتائج تكون مرضية وجيدة ولكن يجب تنبيه المريض أو المريضة إلى أن الغضروف الهلالي كانت له ولاتزال له وظيفة مهمة في حماية مفصل الركبة وامتصاص الصدمات كما ذكرنا سابقاً. ولذلك فإن المريض الذي تكون لديه إصابة في الغضروف الهلالي وحتى إذا ما تمت العملية بنجاح يكون معرضاً لحدوث خشونة مبكرة قبل غيره من الأشخاص الطبيعين. ولذلك فإنه من الواجب على هؤلاء المرضى التقيد بالتعليمات اللازمة للمحافظة على سلامة الركبة مثل المحافظة على الوزن المثالي وعمل تمرينات تقوية لعضلات الركبة واستخدام الأحذية الطبية وتفادي التمرينات ذات الطبيعة الخشنة لمفصل الركبة.
النصائح التوصيات
على الرغم من أن الغضروف الهلالي هو غضروف صغير يقع داخل مفصل الركبة إلا أنه ذو أهمية قصوى لعمل هذا المفصل. وتتراوح أمراض وإصابات الغضروف الهلالي وتصيب العديد من الناس في مختلف الفئات العمرية وتؤثر على حياتهم. وهنا تكمن أهمية التشخيص الدقيق ووضع الخطة العلاجية المناسبة لكل مريض أو مريضة حسب حالته والالتزام بها لتفادي حدوث مضاعفات وتفاقم المشكلة وحدوث مرض خشونة الركبة في المستقبل لاسمح الله..
المصدر: صحيفة الرياض
شائع في الرياضيين نتيجة التواء مفاجئ في الركبة وقد يحدث مصاحباً لقطع في الرباط الصليبي
د. ياسر بن محمد البحيري
دائماً ما نسمع عن إصابات الغضروف الهلالي في الركبة لدى الرياضيين. ولكن ما هو الغضروف الهلالي؟ وماهي وظيفته؟ وما هي الإصابات والأمراض التي تحدث له؟
ماهو الغضروف الهلالي
كما هو معرف فإن المفصل الركبة يقع عند التقاء الجزء السفلي من عظمة الفخذ بالجزء العلوي من عظمة الساق. وداخل مفصل الركبة يوجد غضروفان هلاليان هما عبارة عن غضاريف تأخذ شكل الهلال أو حرف C ويقعان في الناحية الداخلية والخارجية من كل ركبة. إذاً ففي كل ركبة يوجد هناك غضروفان هلاليان أحدهما في الناحية الداخلية والآخر في الناحية الخارجية. هذا الغضروف الهلالي يساعد على ثبات الركبة وامتصاص الصدمات ومساندة الحركة في المفصل. وإذا ما علمنا أن الشخص الطبيعي النشط يخطو آلاف الخطوات يومياً هذا بجانب الحركات الأخرى التي تتطلب ثني وفرد مفصل الركبة فإن كمية النشاط والإجهاد الذي يقع على مفصل الركبتين وكذلك الغضاريف الهلالية هي كمية كبيرة من الجهد حيث أن معظم وزن الجسم الواقع فوق مفصل الركبة يتركز على هذين الغضروفين داخل الركبة. هذا الوزن وهذا المجهود والأنشطة كلها تجعل الغضروف الهلالي عرضة للكثير من الأمراض والإصابات. وخصوصاً عند الأشخاص الرياضيين.
خشونة وجفاف الغضروف الهلالي
الغضروف الهلالي الطبيعي مكون من ألياف وبروتينيات وسوائل تساعد على امتصاص الصدمات وتوفير السلاسة للحركة كما ذكرنا سابقاً. ولكن عندما يتعرض على مدى الأعوام لمجهود زائد عند الرياضيين أو الأشخاص ذوي الأوزان الزائدة أو نتيجة العادات الخاطئة مثل الجلوس في وضعية القرفصاء لفترات طويلة أو الجلوس في وضعية التربيعة لفترات طويلة وغير ذلك من العوامل التي تؤثر على الركبتين فإن ذلك يؤدي إلى حدوث خشونة أو جفاف أو تآكل أو تهتك في تركيبة الغضروف الهلالي نفسها مما يؤدي إلى قلة في السوائل داخل الغضروف وتهتك في الألياف الموجودة داخله وموت أجزاء من الخلايا التي تكون الغضروف. هذا بالتالي يؤدي إلى ظهور أعراض ناتجة عن هذا التغير تتمثل في حدوث آلام تتدرج في الشدة مع مرور الوقت وقد تزداد وتحدث في منطقة الغضروف الداخلية أو الخارجية. هذه الآلام تظهر بشكل واضح عند وضع مجهود على الركبتين مثل الجلوس في وضعية القرفصاء أو الجلوس في وضعية التربيعة أو عند الجلوس للتشهد أثناء الصلاة أو عند صعود أو نزول الدرج أو عند ممارسة الرياضة. وعلى الرغم من أن هذه الآلام قد تبدأ خفيفة إلا أنها قد تزداد مع مرور الوقت وتصبح شديدة لدرجة أنها تمنع الرياضي أو الشخص العادي من ممارسة أنشطتها اليومية وتجعله غير قادر على الجلوس أو الصلاة بشكل طبيعي.
قطع الغضروف الهلالي
إن إصابات الغضروف الهلالي شائع جداً خصوصاً في الرياضيين. وهذا القطع قد يحدث نتيجة التواء مفاجئ في الركبة أو قد يحدث مصاحباً لقطع في الرباط الصليبي أو قد يحدث نتيجة السقوط بقوة على إجدى الركبتين. وعادةً ما يكون هناك تاريخ مرضي لهذه الإصابة بالإضافة إلى وجود آلام شديدة ومبرحة تمنع الشخص من الوقوف والمشي وممارسة الرياضة بشكل طبيعي. بالإضافة إلى ذلك فقد يكون هناك تورم وصعوبة في ثني الركبة.
التشخيص والعلاج
عادةً ما يتم التشخيص بعد الفحص السريري الذي يبين وجود آلام عند الضغط على منطقة المفصل المحاذية للغضروف المريض أو المقطوع. بالإضافة إلى ذلك فإن المريض لايستطيع على ثني الركبتين بشكل طبيعي ولايستطيع الجلوس في وضعية القرفصاء بوضع طبيعي. بعد ذلك يأتي دور أشعة الرنين المغناطيسي للركبة والتي هي ذات أهمية قصوى في تشخيص هذه الحالات حيث أنها تبين بوضح تام مكان المرض في الغضروف الهلالي وما إذا كان المرض عبارة عن جفاف وخشونة فقط أو إذا ما كان هناك قطع جزئي في الغضروف أو قطع كامل وتهتك لكامل الغضروف. كما أنها تبين وجود أية إصابات مصاحبة مثل قطع الرباط الصليبي أو قطع الأربطة الجانبية أو وجود إصابات أو كدمات للعظام المكونة للمفصل.
الخطة العلاجية
في حالات تآكل وجفاف وخشونة الغضروف الهلالي وأيضاً في حالات القطع الجزئي البسيط وعندما تكون الأعراض ليست مزمنة وليست شديدة فإن الخطة العلاجية التحفظية يمكن استخدامها وذلك عن طريق تناول الأدوية المضادة لالتهابات المفاصل والأدوية المسكنة والأدوية المرخية للعضلات لفترة قصيرة وكذلك تجنب إجهاد الركبتين وتجنب الجلوس في وضعية القرفصاء أو وضعية التربيعة وأيضاً عمل جلسات طبيعي بهدف تخفيف الألم وتقوية عضلات الركبتين. هذه التقوية مهمة جداً لأنها تجعل العضلات قوية وبالتالي فالعضلات تقوم بامتصاص الجزء الأكبر من المجهود الواقع على الركبتين ممايؤدي إلى تقليص الإجهاد على الغضاريف. يضاف إلى ذلك كله محاولة تخفيف الوزن باستخدام الأجهزة والأحذية الطبية وتغير طريقة الحياة بتجنب الرياضات العنيفة التي تضع ضغوطاً على الركبتين واستبدالها بالرياضات التي لا تضع ضغوطاً على الركبتين مثل رياضة المشي ورياضة السباحة وركوب الدراجة. وفي كثيراً من المرضى فإن الخطة العلاجية التي ذكرناها سابقاً تكون كافية لإزالة الأعراض وإعادة المريض لممارسة الحياة بشكل طبيعي. وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى استخدام الحقن الزلالية التي تحتوي على السائل المشابه في تركيبته للسائل الموجود في الركبة وذلك بهدف توفير السلالة لحركة الركبة وحماية للغضاريف المريضة. وهذه الطريقة تكون مفيدة جداً في الأشخاص الذين هم في مقتبل العمر والذين تكون لديهم أعراض أو جفاف أو خشونة في الغضروف لأن التدخل الجراحي في هذه الحالات لايكون مناسباً.
التدخل الجراحي
في الأشخاص الذين تكون لديهم إصابات أو قطع جزئي أو قطع كامل للغضروف الهلالي والذين لا يستجيبون للخطة العلاجية التي ذكرناها سابقاً وتستمر لديهم الأعراض فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً. كذلك في الأشخاص الذين تكون لديهم إصابات في أجزاء أخرى من الركبة بالإضافة إلى إصابة الغضروف الهلالي مثل القطع في الرباط الصليبي الأمامي أو الرباط الصليبي الخلفي أو الأربطة الجانبية فإن التدخل الجراحي قد يكون ضرورياً وعادةً مايتم التدخل الجراحي عن طريق المنظار الجراحي وذلك بعمل فتحتين صغيرتين لا يتجاوز طولهما السنتيمتر الواحد وتتم الجراحة المنظارية من خلالهما. وخلال الجراحة وإذا ما كان القطع صغيراً وفي الطرف الداخلي من الغضروف الهلالي فإن كل الذي يلزم عمله هو عمل إزالة للجزء المقطوع وتنعيم للأجزاء المتبقية. أما إذا كان الجزء المقطوع كبيراً ومتهتكاً ولا يمكن إصلاحه فإنه يلزم إزالة جميع الأجزاء المتهتكة من الغضروف الهلالي. وفي بعض الحالات يمكن عمل خياطة لإعادة الجزء المقطوع من الغضروف الهلالي لمكانه باستخدام غرز طبية متخصصة. وبصفة عامة فإن هذا القرار يتم اتخاذه في غالبية المرضى داخل غرفة العمليات وأثناء الجراحة وبعد أن تتم رؤية الغضروف بوضوح من خلال المنظار الطبي. وعادةً ما تستغرق هذه العمليات حوالي الساعة إلى الساعة والنصف ويتم إجرائها من خلال جراحات اليوم الواحد ويمكن للمريض أو المريضة الخروج بعدها من المستشفى في نفس اليوم. وً يتم إرشاد المريض أو المريضة إلى استخدام العكاكيز الطبية لبضعة أيام حسب نوع الجراحة التي تم إجراؤها وكذلك وجوب تجنب الإجهاد على الركبة وعدم الجلوس على الأرض ووجوب الصلاة على الكرسي لعدة أيام. وبعد فترة أسبوع إلى عشرة أيام يمكن البدء بعمل الجلسات الطبيعي بهدف تقوية العضلات وإعادة السلاسة والمرونة حركة مفصل الركبة. وفي الغالبية العظمى من المرضى الذين تتم عمليات جراحة منظارية بسبب أمراض أو قطع الغضروف الهلالي فإن النتائج تكون مرضية وجيدة ولكن يجب تنبيه المريض أو المريضة إلى أن الغضروف الهلالي كانت له ولاتزال له وظيفة مهمة في حماية مفصل الركبة وامتصاص الصدمات كما ذكرنا سابقاً. ولذلك فإن المريض الذي تكون لديه إصابة في الغضروف الهلالي وحتى إذا ما تمت العملية بنجاح يكون معرضاً لحدوث خشونة مبكرة قبل غيره من الأشخاص الطبيعين. ولذلك فإنه من الواجب على هؤلاء المرضى التقيد بالتعليمات اللازمة للمحافظة على سلامة الركبة مثل المحافظة على الوزن المثالي وعمل تمرينات تقوية لعضلات الركبة واستخدام الأحذية الطبية وتفادي التمرينات ذات الطبيعة الخشنة لمفصل الركبة.
النصائح التوصيات
على الرغم من أن الغضروف الهلالي هو غضروف صغير يقع داخل مفصل الركبة إلا أنه ذو أهمية قصوى لعمل هذا المفصل. وتتراوح أمراض وإصابات الغضروف الهلالي وتصيب العديد من الناس في مختلف الفئات العمرية وتؤثر على حياتهم. وهنا تكمن أهمية التشخيص الدقيق ووضع الخطة العلاجية المناسبة لكل مريض أو مريضة حسب حالته والالتزام بها لتفادي حدوث مضاعفات وتفاقم المشكلة وحدوث مرض خشونة الركبة في المستقبل لاسمح الله..
المصدر: صحيفة الرياض