• ×
admin

الأطفال والألعاب النارية

الأطفال والألعاب النارية

د. حافظ دراج

استوقفني كثيراً خبر كنت قد قرأته قبل سنة من الآن وكان ذلك في محايل عسير ويتحدث عن احتراق متجرين نتيجة الألعاب النارية أو ما نسميه الطراطيع.

وفي هذا المقال سأتناول الألعاب النارية والطراطيع وتأثيرها الطبي على الطفل، وقبل ذلك لابد أن يعرف الأب والأم أن جلب الألعاب لأطفالهم بهدف إسعادهم ورسم الفرحة والسرور على محياهم هو الهدف المطلوب لأنه يساعد الطفل على تنمية قدراته الجسدية والعقلية وكذلك النفسية، ولكن إذا كان في ذلك ضرر على الطفل فينبغي تجنب ذلك والبعد عنه.

ومن أهم الألعاب التي تأتي بهذا الضرر هي الألعاب النارية والطراطيع.

وتحتوي هذه الألعاب النارية على مواد مستخدمة تشكل خطرا حقيقيا على الصحة النفسية والجسدية للطفل، ويمتد خطرها للأشخاص المتواجدين في محيط استخدامها وأكثر الفئات العمرية تعرضا للإصابة جراء استخدام الألعاب النارية هم الأطفال والمراهقون.

ونلاحظ في هذه الأيام أنه يكثر ويتنامى بيع الطراطيع مع قلة الرقابة الإدارية على البائع والرقابة الأسرية على المشتري، وبذلك يمكن الحصول عليها بسهولة كبيرة، وخصوصاً من قبل الفئة العمرية الأصغر، وهنا تكمن الخطورة على فلذات أكبادنا.

ويرى بعض الأباء أن في العيد فرحة حقيقية للطفل، وأن هذه الطراطيع جزء لا يتجزأ من تلك الفرحة، ولايريد أن يبخس طفله تلك الفرحة والتي لا تتكرر إلا مرتين في السنة.

وهذا صحيح، ففرحة أطفالنا وجلب السعادة لهم هي مقصد الآباء والمجتمع، ولكن إذا سببت هذه الطراطيع مشاكل صحية تتفاوت خطورتها من لحظية إلى مزمنة، عندها تقلب الموازين، ويصبح الفرح حزناً، ومتعة اليومين تعاسة دهر والله المستعان.

وإذا كان لزاماً وجود هذه الالعاب النارية، فعندها يجب على الأب - وحتى الأم - أن يشارك أحدهما الأولاد في التخطيط واختيار المكان والزمان ولحظة الإشعال والاتجاه والمسافة اثناء وبعد الإشعال ومراعاة شعور وسلامة الآخرين وعدم أذيتهم وتعكير فرحهم بعيدهم.

أما الأضرار الصحية لهذه الألعاب النارية فهي :

أولا: إصابة العين وتشمل حروقا بالجفن والملتحمة ودخول أجسام غريبة في العين وحدوث تجمع دموي في الغرفة الأمامية للعين وانفصال في الشبكية وبعض الإصابات تؤدي إلى فقدان البصر كليا.

ثانيا: حروق وتشوهات بالجسم واستنشاق الأدخنة السامة.

ثالثا: إيذاء السمع بشكل مباشر.

رابعا: الأذى النفسي والفزع والخوف ويبقى الطفل في حالة نفسية سيئة قد تصاحبه مدى الحياة وقد يتأثر الجزء الأمامي من الدماغ وبذاك يعاني الطفل من صعوبة في الفهم وبالتالي يتأثر التحصيل العلمي لديه.

وأخيرا ونحن مقبلون على عيد الفطر المبارك والذي بحلوله تكثر هذه الألعاب، ينبغي علينا مراقبة أطفالنا وتعريفهم بأضرارها المادية والصحية.

وإيجاد الألعاب والبرامج البديلة.

وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وأدام علينا وعليكم نعمة الأمن والأمان.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1255