• ×
admin

زراعة الأسنان.. اختيار الطبيب المتخصص يُوجد فارقاً في نسبة نجاح العملية!

زراعة الأسنان.. اختيار الطبيب المتخصص يُوجد فارقاً في نسبة نجاح العملية!
المسكنات تساعد المريض على التعامل مع الآلام بعد الجراحة.. والوقت اللازم للشفاء يختلف من شخص لآخر

د. عبدالله بن صالح الكريديس

ترقيع العظام يشيع استخدامها في مجال طب الأسنان. ترقيع العظام عادة لزراعة الأسنان المستخدمة عند عظم الفك الضعيفة أو العظام التي عانت بسبب الإصابة والتعرية. وتستخدم لبناء عظم الفك بحيث تزرع الأسنان حيث يمكن وضعها في العظام، ومن ثم الأسنان الاصطناعية أو الأسنان يمكن أن تعلق على زراعة الأسنان.

عادة ما تكون زراعة العظام لزراعة الأسنان تستغرق مدة لا تقل عن 4 أشهر للشفاء، ومع ذلك فإن الوقت اللازم للشفاء يمكن أن يختلف من شخص لآخر. مباشرة بعد هذا الإجراء على المريض استخدام مضادات حيوية ومسكنات، المضادات الحيوية تساعد على ضمان عدم وجود عدوى، في حين أن المسكنات تساعد المريض على التعامل مع الآلام بعد الجراحة.

ويستخدم عادة لعلاج ترقيع العظام ثلاثة أنواع من المواد المستخدمة. واحد هو autograft فيها العظم مأخوذ من فم المريض. والنوع الثاني وهو allograft العظام الاصطناعية حيث يستخدم بعد خلطه مع دم المريض لتعزيز نمو العظام. ونوع من العظام هو xenograft حيث العظام مأخوذة من بقرة واستخدامها لتعزيز نمو العظام في المنطقة.

عمليات زراعة العظم في الجيب الفكي

الجيب الفكي العلوي maxillary sinus تجويف عظمي يقع داخل عظم الفك العلوي فوق جذور الأسنان العلوية الخلفية ويمتد علويا إلى أسفل حجاج العين. يبطن هذا التجويف غشاء بشري ويتصل الجيب الفكي بالحجرة الأنفية عن طريق فتحة تصرف مفرزات الجيب الفكي.

هناك ظاهرة معروفة بعد خلع الأسنان العلوية الخلفية وهي هبوط مستوى قاع الجيب الفكي في كثير من الأحيان بسبب إعادة تشكل العظم فيحتل الجيب جزءا من المكان السابق لجذور الأسنان العلوية الخلفية. تسمى هذه الظاهرة sinus pneumatization وتؤدي إلى نقص المسافة العمودية للعظم وصعوبة غرس زرعة ذات طول مناسب. في هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى عملية تدعى عملية تطعيم الجيب الفكي بعد رفعه Sinus lift

يمكن إجراء هذا الطعم العظمي إما عن طريق الثقب الذي ستوضع فيه الزرعة أو عن طريق فتح نافذة عظمية صغيرة في الجدار الخارجي للجيب الفكي. يتم رفع غشاء الجيب بطرق خاصة وتضاف المادة العظمية المالئة لهذا الفراغ. بعد ذلك يقوم الطبيب بوضع الزرعة السنية في نفس الوقت وأحيانا يؤجل غرس الزرعة عدة أشهر حتى يتم التحام العظم المضاف مع منطقة الطعم.

تعتبر عملية تطعيم الجيب الفكي بعد رفع غشائه من العمليات الناجحة وهي عملية غير مؤلمة ولا تستغرق وقتا طويلا.

هناك عدة تقنيات لرفع غشاء الجيب الفكي وتطعيمه بالعظم، وأشهر هذه العمليات:

* طريقة النافذة الجانبية Lateral window approach: أول من وصف هذه الطريقة Tatum في عام 1986- تشق اللثة في مكان الزراعة وتبعد عن العظم حتى ينكشف الجدار الخارجي للجيب. يتم إحداث نافذة في العظم بشكل بيضوي حتى يظهر غشاء الجيب والذي يبدو كغشاء البيضة. يتم إبعاد الغشاء باتجاه الداخل والأعلى بأدوات خاصة ويتم ملء الفراغ المتشكل بمواد بديلة للعظم. يمكن وضع الزرعات في نفس الوقت إذا كانت سماكة العظم في قمة السنخ كافية لتثبيت الزرعة وإلا فيتم تأجيل الزراعة ستة أشهر على الأقل حتى يتكلس العظم البديل. بعد وضع الطعوم العظمية تغطى النافذة بغشاء عادة ما يكون من الكولاجين ثم يتم رد اللثة المرفوعة وخياطتها وتوصف الأدوية المناسبة للمريض. يحتاج العظم البديل 6-9 أشهر حتى يتكلس وينضج وعندها يمكن البدء بمرحلة التركيبات على الزرعات إن كانت قد زرعت أو غرسها إن لم تكن قد زرعت خلال عملية رفع الجيب وتطعيمه.

* طريقة الرفع عن طريق حفرة في العظم The Osteotome approach: أول من وصف هذه الطريقة Summer في عام 1994- يتم إحداث حفرة في العظم في قمة السنخ بعد شق وإبعاد اللثة عن العظم وعندما نقترب من قاع الجيب الفكي نقوم بإحداث كسر بسيط فيه بواسطة مطرقة خاصة ثم يتم رفعه ووضع الطعم العظمي المناسب والذي يعمل على رفع غشاء الجيب. يمكن وضع الزرعات في نفس الوقت إذا حصلنا على التثبيت الكافي.

* الطريقة الهيدروليكية Hydraulic Sinus Condensing : اخترع هذه الطريقة تشين Chen في عام 2005- تشق اللثة و يكشف العظم كما في الطريقة السابقة ثم يحفر العظم السنخي مكان وضع الزرعة حتى نصل إلى الجيب. توسع الحفرة قليلا حتى ينفتح هذا النفق على الجيب الفكي ثم باستخدام ضغط الماء يرفع الغشاء قليلا ثم تدك المادة البديلة للعظم (الطعم العظمي) عن طريق هذه الحفرة العظمية ثم تغرس الزرعة.

الجيب الفكي كما يبدو شعاعيا بعد رفع غشائه ووضع الطعوم البديلة للعظم والتي تبدو أكثر بياضا من العظم المجاور في هذه الصورة. في هذه الحالة تم غرس الزرعات بعد وضع الطعم العظمي مباشرة. ثم يتم الانتظار مدة ستة أشهر على الأقل قبل البدء بمرحلة التركيبات.

الطعوم العظمية أو البديلة للعظم

عند وجود ضياع أو نقص في العظم المستقبل للزراعات، قد يقرر طبيبك أن يقوم بزراعة طعم عظمي لإعادة بناء العظم المفقود. ويتم توقيت غرس الزراعة حسب درجة فقدان العظم. ففي حالات فقدان العظم البسيط يمكن إجراء الطعم العظمي مع الزراعة السنية في نفس الجلسة إذا أمكن الحصول على ثبات مبدئي للزراعة من العظم الموجود. أما في حالات نقص العظم الشديد فلا بد من إجراء الطعوم العظمية أولا ثم الانتظار فترة قد تصل إلى تسعة أشهر قبل وضع الزراعات النهائية.

يكون القصور (النقص) العظمي لعظم الفك إما في سماكة العظم أو في ارتفاعه أو في كليهما:

1- في حالات نقص سماكة العظم (عندما تقل سماكة العظم عن 4 مم) يقوم الطبيب بإجراء طعم عظمي يسمى الطعم الطبقي veneer grafting. يكون مصدر هذا العظم إما من الشخص نفسه من منطقة الذقن أو من منطقة أضراس العقل أو يكون مصدره خارجيا. يكون هذا المصدر الخارجي من أشخاص آخرين يؤخذ منهم بعد موتهم ويعالج بطرق معينة أو من مصادر حيوانية كالعظم البقري بعد أن تتم معالجة هذا العظم ونزع المواد العضوية منه و تعقيمه بأشعة خاصة. وهناك مواد زجاجية وصناعية تستخدم كبدائل للعظم الطبيعي. يكون العظم المزروع إما على شكل حبيبات (مسحوق) أو على شكل قطعة عظمية واحدة كبيرة تثبت ببراغي و تترك لمدة 4-6 أشهر.

2- في حالات نقص ارتفاع العظم يقوم الطبيب بإجراء ما يسمى الطعم المغطي (onlay grafting) ونسبة نجاح هذه الطعوم أقل من نسبة نجاح زراعة الطعوم الطبقية السابقة التي تهدف لزيادة سماكة العظم.

3- وتشكل الحالات التي يكون فيها النقص في كلا سماكة العظم وارتفاعه تحديا كبيرا للجراح المعالج وهنا لا بد أن تجرى الطعوم العظمية على مراحل ويجب اختيار طريقة المعالجة وتوقيتها بعناية من قبل طبيب خبير متمرس لأن نسبة نجاح هذه الحالات محدودة أيضا. لا بد للمريض أن يعرف أن علاج مثل هذه الحالات يستغرق وقتا طويلا قد يتجاوز السنة في كثير من الأحيان.

مع أن هناك حالات بسيطة يستطيع طبيب الأسنان غير المختص أن يقوم بها إلا إن الاختلاطات والمفاجآت قد تظهر حتى في أبسط الحالات لذا يفضل أن يكون الطبيب الذي سيقوم بعملية الزراعة من ذوي الاختصاص ممن درسوا علم الزراعات السنية ومارسوه بشكل منهجي خلال فترة اختصاصهم لمدة لا تقل عن السنتين. اختر طبيبا ممن أمضوا عدة سنوات على الأقل في هذا المجال فقد أظهرت الدراسات أن هناك فارقا في نسبة نجاح الزراعة بين من قاموا بزرع أقل من 500 زارعة و بين من قاموا بغرس عدد أكبر من الزراعات.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1697