• ×
admin

20 % نسبة احتمالات حدوث الحمل الشهرية!

20 % نسبة احتمالات حدوث الحمل الشهرية!
متى يجب على الزوجين القلق واللجوء إلى المساعدة والمشورة الطبية؟

أ.د. محمد حسن عدار

يتساءل العديد من الزوجين الاصحاء عن مدى احتمالات حدوث الحمل في كل شهر خصوصاً حديثي الزواج وتحديداً عندما يحدث تأخر لحدوث الحمل دون وجود موانع طبيعية او صناعية لحدوث الحمل.

لقد طرح هذا السؤال منذ عدة سنوات على العديد من المختصين في هذا المجال و قد وجد ان الاجابة على هذا التساؤل بعد قضاء الله وقدره بالغ الصعوبة الا انه من الممكن فهم توقع مدى وقوع الحمل الطبيعي باذن الله تعالى في كل شهر بين الازواج ذوي الخصوبة الطبيعية لأن مثل هذه الإحصائيات قد تمكن اي زوجين لديهما تأخر في الحمل ان يعرفا بالمقارنة مع هذه الاحصائيات ان كان لديهما مشكلة ام لا. في السنين الماضية وبعد عدة دراسات اجريت في المملكة المتحدة تبين ان النساء في السن المبكرة يحملن بسرعة اكبر من النساء في السن المتأخرة و تبين من هذه الدراسات ان نسبة العقم عند النساء في سن دون 25 سنة من العمر هو 7% فقط وفي عمر 30 سنة ترتفع نسبة العقم الى 13% واذا بلغن سن 35 عاماً تزداد نسبة عدم الانجاب الى 20% وهكذا كلما زاد عمر المرأة قلت فرص الانجاب وازدادات نسبة العقم.

في الغالب ينجح 40 الى 50% من الازواج في تحقيق الحمل في الشهور الاربعة الاولى من محاولتهم ذلك. فهل الازواج الذين لم ينجحوا في تحقيق ذلك في الشهور الاربعة الاولى يعتبرون اقل خصوبة منهم؟ من المعروف انه مع استمرار المحاولة سيبقى حوالي 9% بدون حمل حتى بعد انتهاء عامين كاملين, فهل لدى هؤلاء مشكلة كبيرة تمنعهم من الحمل؟ و هل يمكن اعتبار هؤلاء عقيمين؟ ام انهاء فقط صدفة الاحتمالات الاحصائية وتستمر التساؤلات كم من هؤلاء النساء سيحملن بمجرد الصبر والانتظار وفي نفس الوقت من منهن يجب عليه ان لا ينتظر بل يجب عليه ان يجد المساعدة الطبية.

اظهرت الدراسات الحديثة انه في اكثر المجموعات خصوبة اي الازواج الذين لديهم عدد كبير من الاطفال تكون فرصة الحمل لديهم حوالي 20% في الشهر واذا لم تحمل في الاشهر الستة الاولى تكون فرصتها في الشهر السابع هي 20% ايضاً. ومن المعروف طبياً انه لا يجب الاستقصاء لسبب عدم حدوث الحمل الى بعد مرور سنة من المعاشرة الطبيعية دون وجود موانع للحمل اما طبيعية او اصطناعية. و لكن بشكل عام فانه يبدو ان النساء المخصبات يحمل معظمهن في الشهور الستة الاولى من المحاولات إلا ان نسبة قليلة منهن تمتد محاولاتهن لمدة قد تصل الى سنتين ولكن بالرغم من ذلك فاننا نلاحظ ان نسبة النجاح في الحمل كل شهر هي حوالي 20% وهي نسية ثابتة تقريباً وقد لوحظ شيء آخر ان النساء اللواتي يحملن مبكراً في المحاولة الاولى قد يتأخرن في المحاولة الثانية والعكس صحيح.

ويتبين من الدراسات ان المرأة في بدايات العشرينات من العمر لها فرصة حمل كل شهر تعادل 20 الى 25% وبعد مرور اربعة اشهر من المحاولات سيكون احتمال الحمل حوالي 50% في هذه المجموعة العمرية., وبفرض احتمال الحمل هو 20% لكل شهر فانه تكون فرصة الحمل عند اي امرأة مخصبة 94% في العام الاول من الزواج بشرط ان يكون الزوج يحمل حيوانات منوية طبيعية.

اما بالنسبة للنساء في نهاية العشرينيات وأوائل الثلاثنيات من العمر فاحتمالات الحمل لديهن في الشهر تتراوح بين 10 الى 15% وفي هذه المجموعة العمرية ستكون فرص الحمل في مدى سنة هي 70 الى 80%. بالنسبة للاعمار المتقدمة ونعني بذلك نهاية الثلاثنيات فان الاحتمالات الشهرية للحمل لا تزيد على 8% وفي هذه المجموعة المتقدمة في السن فان الفشل في حدوث الحمل لمدة عام يكون كبيرا وهذا يعني انه ربما لا داعي للانتظار اكثر من ذلك بدون اللجوء الى المساعدة الطبية. هنا نطرح السؤال متى يجب ان يقلق الزوجان من عدم حدوث الحمل؟ ومتى عليهما ان يلجأ الى المساعدة والمشورة الطبية ؟

في الحقيقة انه من الصعب معرفة احتمالات الحمل عند أي امرأة ولكن كما ذكرنا سابقاً فانه كلما تقدم العمر عند المرأة قلّت نسبة الحمل عندها، وبعد اجراء احصاءات دقيقة وجد ان 60% من النساء الشابات المخصبات سيكون لديهن فرصة لحدوث الحمل تصل إلى 80% في مدى عام كامل وتصل الى نسبة 90% بمرور سنة ونصف بدون اي تدخلات طبية. والخلاصة هي ان النساء في سن مبكرة اي بداية العشرينات واللاتي ليس لديهن عيب اخصابي واضح مثل انسداد قناتي فالوب او ضعف النطاف لدى الزوج قد يحتجن الى سنتين او ربما اكثر لحدوث الحمل.

وبالرغم من ذلك يجب اخد المشورة الطبية اذا تمت المحاولة لمدة سنتين عند هؤلاء ولم يحدث الحمل ولكن من المعروف وخصوصاً في مجتمعنا بعد مرور احياناً اقل من سنة من الزواج يشرع الزوجان في البحث واخذ المشورة الطبية مبكراً وهذا يعود لاسباب خاصة في مجتمعنا ولا حرج في ذلك و لكن عليهما عدم الاستعجال في الحمل اذا كانت امورهم الصحية سليمة.

بعض الازواج الذين يعانون من تأخر الانجاب تكون مشكلتهم الاساسية ان مرات الجماع او اوقاته غير مناسبة و هؤلاء الازواج لا يحتاجون الا الى تنظيم اوقات جماعهم بحيث تتناسب مع اوقات الإباضة عند الزوجة دونما حاجة الى اي مداخلات طبية.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1916