وسائل الإعلام ونوم الطفل
وسائل الإعلام ونوم الطفل
فلاح المنصور
في مجتمعنا العربي عادات لا تتغير حتى وإن علمنا بخطئها، ومنها ساعات النوم وعملية تنظيمه، ولقد كنت أركز كثيراً على ما تطرحه وسائل الإعلام المختلفة عن عادات النوم، وسبب تركيزي على وسائل الإعلام هو معرفتي بأننا شعب لا نقرأ بل نستقي معلوماتنا مما نشاهده وما نسمعه دونما أي تدقيق وكأنها مسلّمات، وقد لاحظت ان في البرامج والأفلام والمسلسلات الأجنبية هناك نوع من التكرار الدائم لموعد نوم الطفل وأنه الساعة الثامنة مساءً، حتى تحس ان كل أطفال الغرب يكونون بعد الساعة الثامنة نياماً، بينما لا تجد مثل هذه المعلومة تذكر ولو على فترات متفاوته في الدراما العربية بل تجد أن هناك أعمالاً درامية عربية تعرض الأطفال يحضرون سهرات فنية أو حفلات، وهو ما تجده متأصلاً في مجتمعاتنا العربية؛ فالزواجات دائماً حفلات ليلية ساهرة تحضرها العائلة بكل أفرادها دونما التفكير في مواعيد نوم الصغار، وحتى الولائم والمناسبات الليلية كلها لا تنتهي قبل العاشرة مساءً، وكأننا مجتمع لا يعير صحة الطفل أي اهتمام يرافق ذلك غياب لمؤسسات المجتمع ودورها التربوي والتوعوي والتثقيفي بما يتعلق بهذا الأمر.
وفي نفس الوقت تجد وسائل الاعلام تتسابق في عرض البرامج الترفيهية المناسبة للأطفال والمراهقين في أوقات ما بعد الثامنة، بل وتتسابق هي والمعلن التجاري على الاستيلاء على إبقائهم ساهرين، لتجد أن هذا المجتمع بأفراده ومؤسساته ووسائل إعلامه تتواطأ في إغراق الأطفال والنشء في السهر والارهاق وبالتالي حياة غير صحية.
تقول السيدة أندريا غريس، خبيرة النوم في كتابها علم طفلك النوم «إن الأطفال ينمون أثناء النوم عقليا وجسديا على حد سواء».
وعلميا فإن أي نوع من أنواع اضطراب النوم التى تصيب الطفل ويعانى منها كالأرق والتكلم أثناء النوم والتقلب والرفس طوال الليل والاستيقاظ دون ان يأخذ كفايته من النوم، كل هذه الاضطرابات تجعله يعانى من سرعة الانفعال والتهيج والقلق الواضح وشدة التوتر مع صعوبة التركيز وكثرة البكاء.
كذلك فإن الكوابيس ومخاوف الليل تحدث نتيجة للتجارب التى يعيشها الطفل، وينطبق الشيء نفسه على ما يشاهده الطفل فى التليفزيون أو القصص التى تحكى له.
هناك عادات اجتماعية لدى بعض الآباء والأمهات مضرة بالاطفال منها وضع الالعاب في متناول الأطفال والسماح لهم بمشاهدة التلفزيون بل ووضعه في غرفته كنوع من الرفاهية أو حسب الاعتقاد السائد (خلهم يلعبون ويفكونا من إزعاجهم!!).. إذا كنت تبحث عن صحة طفلك فعليك بتنظيم وقت نومه بالتشاور مع طبيبه والمثابرة في ذلك حتى يتعود الطفل، لتحظى بطفل صحيح الجسد حاضر الذهن.
المصدر: صحيفة الرياض
فلاح المنصور
في مجتمعنا العربي عادات لا تتغير حتى وإن علمنا بخطئها، ومنها ساعات النوم وعملية تنظيمه، ولقد كنت أركز كثيراً على ما تطرحه وسائل الإعلام المختلفة عن عادات النوم، وسبب تركيزي على وسائل الإعلام هو معرفتي بأننا شعب لا نقرأ بل نستقي معلوماتنا مما نشاهده وما نسمعه دونما أي تدقيق وكأنها مسلّمات، وقد لاحظت ان في البرامج والأفلام والمسلسلات الأجنبية هناك نوع من التكرار الدائم لموعد نوم الطفل وأنه الساعة الثامنة مساءً، حتى تحس ان كل أطفال الغرب يكونون بعد الساعة الثامنة نياماً، بينما لا تجد مثل هذه المعلومة تذكر ولو على فترات متفاوته في الدراما العربية بل تجد أن هناك أعمالاً درامية عربية تعرض الأطفال يحضرون سهرات فنية أو حفلات، وهو ما تجده متأصلاً في مجتمعاتنا العربية؛ فالزواجات دائماً حفلات ليلية ساهرة تحضرها العائلة بكل أفرادها دونما التفكير في مواعيد نوم الصغار، وحتى الولائم والمناسبات الليلية كلها لا تنتهي قبل العاشرة مساءً، وكأننا مجتمع لا يعير صحة الطفل أي اهتمام يرافق ذلك غياب لمؤسسات المجتمع ودورها التربوي والتوعوي والتثقيفي بما يتعلق بهذا الأمر.
وفي نفس الوقت تجد وسائل الاعلام تتسابق في عرض البرامج الترفيهية المناسبة للأطفال والمراهقين في أوقات ما بعد الثامنة، بل وتتسابق هي والمعلن التجاري على الاستيلاء على إبقائهم ساهرين، لتجد أن هذا المجتمع بأفراده ومؤسساته ووسائل إعلامه تتواطأ في إغراق الأطفال والنشء في السهر والارهاق وبالتالي حياة غير صحية.
تقول السيدة أندريا غريس، خبيرة النوم في كتابها علم طفلك النوم «إن الأطفال ينمون أثناء النوم عقليا وجسديا على حد سواء».
وعلميا فإن أي نوع من أنواع اضطراب النوم التى تصيب الطفل ويعانى منها كالأرق والتكلم أثناء النوم والتقلب والرفس طوال الليل والاستيقاظ دون ان يأخذ كفايته من النوم، كل هذه الاضطرابات تجعله يعانى من سرعة الانفعال والتهيج والقلق الواضح وشدة التوتر مع صعوبة التركيز وكثرة البكاء.
كذلك فإن الكوابيس ومخاوف الليل تحدث نتيجة للتجارب التى يعيشها الطفل، وينطبق الشيء نفسه على ما يشاهده الطفل فى التليفزيون أو القصص التى تحكى له.
هناك عادات اجتماعية لدى بعض الآباء والأمهات مضرة بالاطفال منها وضع الالعاب في متناول الأطفال والسماح لهم بمشاهدة التلفزيون بل ووضعه في غرفته كنوع من الرفاهية أو حسب الاعتقاد السائد (خلهم يلعبون ويفكونا من إزعاجهم!!).. إذا كنت تبحث عن صحة طفلك فعليك بتنظيم وقت نومه بالتشاور مع طبيبه والمثابرة في ذلك حتى يتعود الطفل، لتحظى بطفل صحيح الجسد حاضر الذهن.
المصدر: صحيفة الرياض