• ×
admin

بيئات عمل طاردة!!

بيئات عمل طاردة!!

فاطمة آل تيسان

يأتي الاهتمام بإيجاد بيئة جاذبة للموظف آخر ما يشغل تفكيرنا، ما نركز عليه دائما هو كيف نستغل وجوده وطاقته خلال فترات العمل بحيث نقطع عليه جميع الوسائل التي قد تلهيه أو تجذب انتباهه.
في قوانين العمل هذا حق على الموظف أن لا يهدر وقت العمل في أمور خارجية لا تخدم المؤسسة التي ينتسب إليها لكن في مقابل ذلك كفل له الحق في الحصول على بيئة عمل جيدة وصحية تساعده على الإنتاجية وتجذبه للمكان بما يتوفر فيه من تقنية متطورة تعينه على إنجاز ما يوكل إليه من مهام.
السائد لدينا أن على الموظف أو الموظفة القبول بالعمل في أي بيئة حتى وإن كانت ضارة، والاعتراض أو التظلم من الوضع لن يجدي نفعا، لذا تشاهد التكدسات البشرية في أماكن ضيقة ومتهالكة تنعدم فيها وسائل التهوية والإضاءة الجيدة، مع أثاث رث أكل عليه الدهر وشرب.
عبارة عن مكاتب صغيرة الحجم وكراسي تكاد تلامس الأرض لكثر ما استهلكت هياكلها أو خلوات أشبه بزنزانات السجون تصف بجانب بعضها على شكل دوائر مغلقة يدخل الموظف فيها فينعزل بصورة شبه تامة عما يدور حوله.
وعندما تشاهد تلك البيئات لا تلوم الموظف على قلة إنتاجه فحسب وإنما ترأف بحاله لفقدانه أبسط الحقوق في وجود مكتب وكرسي مريح لا توجد تحته أو بالقرب منه تلك الأكوام للتوصيلات والأسلاك الكهربائية التي يستعان بها لتشغيل جهاز الحاسب الذي صرف له قبل سنوات طوال ليبدو في حال لا يسر.
ما يحزنك فعلا أنه على بعد خطوات من تلك البيئات البائسة تكمن مساحات يتبارى فيها النظر أرضيتها وجدرانها مصقولة وأثاثها من أفخم ما وجد في السوق وتهب منها نسائم عليلة تختلط بالبخور ومعطرات الهواء، فتخال أنك انتقلت للتو من النار إلى الجنة..
ولو مددت خطاك أكثر فسترى العجب من أجهزة تعمل باللمس تختفي منها التوصيلات والأسلاك وأدوات مكتبية رائعة مع طقم كنب أنيق يشكل نصف دائرة تفضي بك إلى مرافق أخرى تخدم صاحب المكان الذي علق على باب مكتبه من الخارج لافتة كتب عليها (الإدارة).
ما هو حري بنا الآن ونحن في القرن الواحد والعشرين أن ننفض الغبار عن تلك البيئات الرديئة ونعمل بجد على استبدالها ببيئات عمل آمنة وصحية وتكفل للكل حقوقهم بعيدا عن الاستنسابية التي يستغلها البعض لصالحه ويحرم من هم أقل منه في المنصب أو الدرجة الوظيفية أبسط مزاياها إن وجدت.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  2016