مادة «الصفراء» قد تتسبب في تلف خلايا الدماغ
مادة «الصفراء» قد تتسبب في تلف خلايا الدماغ
ظهورها في اليوم الأول لعمر الرضيع، ارتفاع مستواها الحاد و عدم المسارعة في العلاج من عوامل الخطورة
د. خالد بن عبد الله المنيع
اليرقان هو إصفرار يصيب البشرة مع إصفرارالعين. وينتج بسبب زيادة مادة "البيليروبين" في الدم عن الحد الطبيعي، وهي عبارة عن مادة صفراء تنتج من تكسر خلايا الدم الحمراء.
تنقسم المادة الصفراوية الى نوعين الأول يذوب في الماء ويسمى " direct bilirubin " والثاني يذوب في الدهون ويدعى " indirect " .
يحدث ارتفاع النوع الاول في حالة الاصابة بأحد الامراض الالتهابية في الكبد مثل التهاب الكبد الفيروسي بأنواعه A , B,C أو انسداد القنوات الصفراوية . في حين يرتفع النوع الثاني بسبب تكسر كريات الدم الحمراء وتحللها وهو محور حديثنا اليوم .
يرقان حديثي الولادة مرض شائع خاصة في الأطفال الذين يولدون قبل اكتمال فترة الحمل أي قبل الأسبوع 37 حيث يصاب الاطفال الذكور اكثر من الاناث . يلاحظ اليرقان خلال الاسبوع الاول في حوالي 60% من الاطفال مكتملي فترة الحمل، ويحدث عندما يتعذر التخلص من مادة "البيليروبين" الزائدة في الدم ولكنه في الغالب يكون ارتفاع بسيط يختفي خلال ايام و يعتبر تغيرا فسيولوجيا . الارتفاع الشديد لمادة الصفراء في اليوم الاول لعمر الرضيع و استمراره لمدة تتجاوز اسبوعين يرجح سبب مرضي مثل حدوث تكسر في خلايا الدم
الأعراض
تبدأ في الظهور في بداية اليوم الثاني إلى اليوم الخامس من بعد ولادة الطفل، وتشتمل على:
1.اصفرار في الجلد
2.اصفرار في العين
تلاحظ الأعراض أولاً في وجه الطفل، وإذا استمر المرض فقد تلاحظه في العين،الصدر،البطن،اليدين ثم الأرجل على التوالي.
يتم الكشف تلقائياً عند ولادة كل طفل قبل خروجه من المستشفى، ولكن إذا لم يتم الكشف، وكان هناك شك في تغير لون الطفل فيفضل إحضاره إلى المستشفى ليتم الكشف عنه .
علامات تستدعي مراجعة المستشفى على الفور
1.لون الطفل أصبح أكثر اصفراراً
2 امتداد الصفار إلى البطن،اليدين أوالأرجل.
3.اللون الأبيض الطبيعي للعين يتحول إلى أصفر
4.قلة حركة الطفل
5.عدم القدرة على الرضاعة
6.لا يوجد ازدياد في الوزن
7. زيادة بكاء الطفل
أسباب المرض
مادة البيليروبين هي المادة التي تعطي لون إصفرار الجلد في حالة اليرقان وتنتج من تكسر خلايا الدم الحمراء،ومن ثم تقوم الكبد يتحليلها والتخلص منها في البول والبراز حيث تكسب كلا منها لونه الطبيعي . قبل ولادة الطفل يقوم جهاز الكبد لدى الام بالتخلص من مادة البيليروبين الزائدة لدى جنينها. فالطفل حديث الولادة لديه كمية كبيرة من خلايا الدم الحمراء التي تتكسر بسرعة، عندها لايمكن التخلص منها لعدم اكتمال نمو الكبد فترتفع نسبة المادة الصفراوية نتيجة ذلك التكسر مما يؤدي إلى مرض اليرقان. من تلك الاسباب:
الاطفال حديثو الولادة من الخدج
نقص بعض الإنزيمات الضرورية لوظيفة الكبد
خلل في خلايا الدم الحمراء
اختلاف فصيلة دم الطفل عن فصيلة دم الأم
نقص هرمون الغدة الدرقية
قد ينتج اليرقان مع الرضاعة الطبيعية، ولكن هذا النوع في الغالب لاينتج عنه أي تلف للجهاز العصبي، كما يحدث في مسببات المرض الاخرى
مضاعفات المرض
تلف الدماغ " Kernicterus " : مادة البيليروبين هي عبارة عن مادة سمية لخلايا الدماغ وفي حالة ارتفاع نسبتها في الدم، فالبعض منها يصل خلايا الدماغ ما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض العصبية مثل الحركات اللاإرادية والتشنجات ، ضعف السمع وحدوث تلف دائم لبعض خلايا الدماغ. تظهر تلك العلامات مابين اليوم الثاني الى الخامس من عمر الرضيع وقد تتأخر حتى اليوم السابع لدى الاطفال غير مكتملي فترة الحمل. وفي حال عدم معالجة ارتفاع مستوى الصفراء التي تتجاوز 20 مجم /دسل فيقدر أن ثلث هؤلاء الاطفال المصابين تظهر عليهم تلك المضاعفات.
يفضل قياس مستوى مادة البيليروبين بعد ولادة الطفل ب يومين إلى خمسة أيام. ثم يقوم الطبيب بفحص الطفل ويحكم على مقدار شدة المرض اعتماداً على الآتي :
1- كمية مادة البيليروبين في الدم
2- ولادة الطفل قبل موعده
3- رضاعة الطفل بشكل جيد
4- عمر الطفل الحالي
5- وجود كدمات نتيجة الولادة
6- وجود أخ أو أخت للطفل مصاب بنفس المرض
كما أن العوامل التالية مهمة لتشخيص الاصابة
تغذية الطفل ؟ - هل الطفل على الرضاعة الطبيعية أو الصناعية؟ - كم هو مقدارالتغذية له ؟ - كم مره يتبول الطفل خلال اليوم؟ وذلك بمعرفة عدد مرات تغيير الحفاض - كم مرة يتبرز الطفل خلال اليوم؟ - هل يستيقظ بسهولة للرضاعة؟ - هل يبدو الطفل مريض أو ضعيف؟ - هل هناك أي تغيير في لون جلد الطفل أو عينيه؟
التشخيص والفحوصات اللازمة
يمكن من تشخيص اليرقان على أساس مظهر الطفل الرضيع، ولكن لا يمكن بذلك تحديد مدى خطورته على أساس ظهوره وحده، عندها يلزم قياس مستوى المادة الصفراوية للطفل في الدم. واعتماداً على مستوى تلك المادة أو شدة اليرقان يتحدد مسار العلاج و الفحوصات المستخدمة لقياس المادة الصفراوية ومعرفة اسباب ارتفاع مستواها تشمل ما يلي :
فحص مستوى مادة الصفراء في دم الطفل
فحص فصيلة دم الطفل وفصيلة دم الام
البحث عن الاجسام المضادة في دم الطفل
معرفة مستوى هرمون الغدة الدرقية
هناك بعض التحاليل الاخرى للبحث عن الأسباب التي أدت إلى اليرقان ويمكن علاجها.
طرق العلاج
غالباً مايكون اليرقان لدى الرضع خفيفاً يختفي من تلقاء نفسه في غضون أيام ، ولكن إذا كانت درجة اليرقان ما بين متوسطة أو شديدة، فإنه يحتاج إلى بقاء الرضيع في المستشفى.
الطرق المستخدمة لخفض مستوى المادة الصفراوية في الدم
العلاج بالضوء
يوضع الطفل تحت ضوء خاص في ظل وتيرة اضاءة تنبعث من طيف " أزرق " فتحدث تغيرات في شكل وتركيب جزيئات المادة الصفراوية بحيث يمكن التخلص منها عن طريق البول أوالبراز.
استخدام بروتينات مناعية
تستخدم البروتينات المناعية في حالة مرض اليرقان الناتج من تكسر خلايا دم الجنين بسبب تكون أجسام مضادة لاختلاف فصيلة دم الأم، فتساعد هذه البروتينات على تقليل مستوى الأجسام المضادة مما يؤدي إلى عدم تكسر خلايا الدم الذي بدوره يؤدي إلى تقليل الصفراء.
تبادل نقل الدم في حالة اليرقان الشديد الذي لايستجيب للعلاج السابق.
يتم سحب كميات قليلة من دم الطفل فيخفض كمية المادة الصفراوية والأجسام المضادة، ثم يعاد تحويله إلى دم الطفل مرة أخرى وهذه العملية التبادلية لاتتم إلا في العناية المركزة للأطفال.
المصدر: صحيفة الرياض
ظهورها في اليوم الأول لعمر الرضيع، ارتفاع مستواها الحاد و عدم المسارعة في العلاج من عوامل الخطورة
د. خالد بن عبد الله المنيع
اليرقان هو إصفرار يصيب البشرة مع إصفرارالعين. وينتج بسبب زيادة مادة "البيليروبين" في الدم عن الحد الطبيعي، وهي عبارة عن مادة صفراء تنتج من تكسر خلايا الدم الحمراء.
تنقسم المادة الصفراوية الى نوعين الأول يذوب في الماء ويسمى " direct bilirubin " والثاني يذوب في الدهون ويدعى " indirect " .
يحدث ارتفاع النوع الاول في حالة الاصابة بأحد الامراض الالتهابية في الكبد مثل التهاب الكبد الفيروسي بأنواعه A , B,C أو انسداد القنوات الصفراوية . في حين يرتفع النوع الثاني بسبب تكسر كريات الدم الحمراء وتحللها وهو محور حديثنا اليوم .
يرقان حديثي الولادة مرض شائع خاصة في الأطفال الذين يولدون قبل اكتمال فترة الحمل أي قبل الأسبوع 37 حيث يصاب الاطفال الذكور اكثر من الاناث . يلاحظ اليرقان خلال الاسبوع الاول في حوالي 60% من الاطفال مكتملي فترة الحمل، ويحدث عندما يتعذر التخلص من مادة "البيليروبين" الزائدة في الدم ولكنه في الغالب يكون ارتفاع بسيط يختفي خلال ايام و يعتبر تغيرا فسيولوجيا . الارتفاع الشديد لمادة الصفراء في اليوم الاول لعمر الرضيع و استمراره لمدة تتجاوز اسبوعين يرجح سبب مرضي مثل حدوث تكسر في خلايا الدم
الأعراض
تبدأ في الظهور في بداية اليوم الثاني إلى اليوم الخامس من بعد ولادة الطفل، وتشتمل على:
1.اصفرار في الجلد
2.اصفرار في العين
تلاحظ الأعراض أولاً في وجه الطفل، وإذا استمر المرض فقد تلاحظه في العين،الصدر،البطن،اليدين ثم الأرجل على التوالي.
يتم الكشف تلقائياً عند ولادة كل طفل قبل خروجه من المستشفى، ولكن إذا لم يتم الكشف، وكان هناك شك في تغير لون الطفل فيفضل إحضاره إلى المستشفى ليتم الكشف عنه .
علامات تستدعي مراجعة المستشفى على الفور
1.لون الطفل أصبح أكثر اصفراراً
2 امتداد الصفار إلى البطن،اليدين أوالأرجل.
3.اللون الأبيض الطبيعي للعين يتحول إلى أصفر
4.قلة حركة الطفل
5.عدم القدرة على الرضاعة
6.لا يوجد ازدياد في الوزن
7. زيادة بكاء الطفل
أسباب المرض
مادة البيليروبين هي المادة التي تعطي لون إصفرار الجلد في حالة اليرقان وتنتج من تكسر خلايا الدم الحمراء،ومن ثم تقوم الكبد يتحليلها والتخلص منها في البول والبراز حيث تكسب كلا منها لونه الطبيعي . قبل ولادة الطفل يقوم جهاز الكبد لدى الام بالتخلص من مادة البيليروبين الزائدة لدى جنينها. فالطفل حديث الولادة لديه كمية كبيرة من خلايا الدم الحمراء التي تتكسر بسرعة، عندها لايمكن التخلص منها لعدم اكتمال نمو الكبد فترتفع نسبة المادة الصفراوية نتيجة ذلك التكسر مما يؤدي إلى مرض اليرقان. من تلك الاسباب:
الاطفال حديثو الولادة من الخدج
نقص بعض الإنزيمات الضرورية لوظيفة الكبد
خلل في خلايا الدم الحمراء
اختلاف فصيلة دم الطفل عن فصيلة دم الأم
نقص هرمون الغدة الدرقية
قد ينتج اليرقان مع الرضاعة الطبيعية، ولكن هذا النوع في الغالب لاينتج عنه أي تلف للجهاز العصبي، كما يحدث في مسببات المرض الاخرى
مضاعفات المرض
تلف الدماغ " Kernicterus " : مادة البيليروبين هي عبارة عن مادة سمية لخلايا الدماغ وفي حالة ارتفاع نسبتها في الدم، فالبعض منها يصل خلايا الدماغ ما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض العصبية مثل الحركات اللاإرادية والتشنجات ، ضعف السمع وحدوث تلف دائم لبعض خلايا الدماغ. تظهر تلك العلامات مابين اليوم الثاني الى الخامس من عمر الرضيع وقد تتأخر حتى اليوم السابع لدى الاطفال غير مكتملي فترة الحمل. وفي حال عدم معالجة ارتفاع مستوى الصفراء التي تتجاوز 20 مجم /دسل فيقدر أن ثلث هؤلاء الاطفال المصابين تظهر عليهم تلك المضاعفات.
يفضل قياس مستوى مادة البيليروبين بعد ولادة الطفل ب يومين إلى خمسة أيام. ثم يقوم الطبيب بفحص الطفل ويحكم على مقدار شدة المرض اعتماداً على الآتي :
1- كمية مادة البيليروبين في الدم
2- ولادة الطفل قبل موعده
3- رضاعة الطفل بشكل جيد
4- عمر الطفل الحالي
5- وجود كدمات نتيجة الولادة
6- وجود أخ أو أخت للطفل مصاب بنفس المرض
كما أن العوامل التالية مهمة لتشخيص الاصابة
تغذية الطفل ؟ - هل الطفل على الرضاعة الطبيعية أو الصناعية؟ - كم هو مقدارالتغذية له ؟ - كم مره يتبول الطفل خلال اليوم؟ وذلك بمعرفة عدد مرات تغيير الحفاض - كم مرة يتبرز الطفل خلال اليوم؟ - هل يستيقظ بسهولة للرضاعة؟ - هل يبدو الطفل مريض أو ضعيف؟ - هل هناك أي تغيير في لون جلد الطفل أو عينيه؟
التشخيص والفحوصات اللازمة
يمكن من تشخيص اليرقان على أساس مظهر الطفل الرضيع، ولكن لا يمكن بذلك تحديد مدى خطورته على أساس ظهوره وحده، عندها يلزم قياس مستوى المادة الصفراوية للطفل في الدم. واعتماداً على مستوى تلك المادة أو شدة اليرقان يتحدد مسار العلاج و الفحوصات المستخدمة لقياس المادة الصفراوية ومعرفة اسباب ارتفاع مستواها تشمل ما يلي :
فحص مستوى مادة الصفراء في دم الطفل
فحص فصيلة دم الطفل وفصيلة دم الام
البحث عن الاجسام المضادة في دم الطفل
معرفة مستوى هرمون الغدة الدرقية
هناك بعض التحاليل الاخرى للبحث عن الأسباب التي أدت إلى اليرقان ويمكن علاجها.
طرق العلاج
غالباً مايكون اليرقان لدى الرضع خفيفاً يختفي من تلقاء نفسه في غضون أيام ، ولكن إذا كانت درجة اليرقان ما بين متوسطة أو شديدة، فإنه يحتاج إلى بقاء الرضيع في المستشفى.
الطرق المستخدمة لخفض مستوى المادة الصفراوية في الدم
العلاج بالضوء
يوضع الطفل تحت ضوء خاص في ظل وتيرة اضاءة تنبعث من طيف " أزرق " فتحدث تغيرات في شكل وتركيب جزيئات المادة الصفراوية بحيث يمكن التخلص منها عن طريق البول أوالبراز.
استخدام بروتينات مناعية
تستخدم البروتينات المناعية في حالة مرض اليرقان الناتج من تكسر خلايا دم الجنين بسبب تكون أجسام مضادة لاختلاف فصيلة دم الأم، فتساعد هذه البروتينات على تقليل مستوى الأجسام المضادة مما يؤدي إلى عدم تكسر خلايا الدم الذي بدوره يؤدي إلى تقليل الصفراء.
تبادل نقل الدم في حالة اليرقان الشديد الذي لايستجيب للعلاج السابق.
يتم سحب كميات قليلة من دم الطفل فيخفض كمية المادة الصفراوية والأجسام المضادة، ثم يعاد تحويله إلى دم الطفل مرة أخرى وهذه العملية التبادلية لاتتم إلا في العناية المركزة للأطفال.
المصدر: صحيفة الرياض