الرنين المغناطيسي الظل الحقيقي لصحة أبداننا
الرنين المغناطيسي الظل الحقيقي لصحة أبداننا
اكتشافه أضفى خدمات مميزة في المجال الطبي ولا يزال الأدق في التشخيص..
د. خالد عبد الله المنيع
فحص الرنين المغناطيسي عبارة عن وسيلة تصوير طبية آمنة لا تصدر أي إشعاعات تستخدم لتشخيص التغييرات المرضية في الأنسجة. يعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي من الفحوص المكلفة ولكنه يحظى باهتمام واسع في المجال الطبي نظرا لقدرته التشخيصية حيث يشكل نافذة الى داخل الجسم البشري . بداية ولادة فكرة الرنين المغناطيسي كانت بين عامي 1945-1946م عندما حصل العالمان " فليكس بلوخ" و"إدوارد بورسيل" على جائزة نوبل لاكتشافهما الرنين المغناطيسي. تطورت الفكرة على يد العالم "إرون هان" عام 1950م . طُورت بعدها للاستخدام الطبي عام 1973م على يد العالمين البريطاني والأمريكي " بيتر مانسفيلد" و " بول لاوتربر" ... في عام 1976 م نشرت أول صورة لمقطع جزئي للرنين المغناطيسي. و في عام 1977م نشر أول تصوير كامل للجسم بواسطة تلك التقنية الذكية. سميت في البداية بالرنين المغناطيسي النووي، ولكن غير الاسم لاحقا لخوف وحساسة العامة من كلمة نووي وقد قصد بها نواة الذرة لا الأشعة النووية ذاتها.
تعتمد فكرة الرنين المغناطيسي على تحفيز البروتونات في ذرات العناصر الموجودة في الجسم على إطلاق إشارة، ومن ثم التقاطها وتحديد موقعها في الجسم وعرضها على تدرج من الألوان الرمادية يشير إلى قوة الأشارة، والتدرج يكون باختلاف الأنسجة الموجودة بالجسم. أكثر هذه العناصر تحفيزاً هو الهيدروجين وذلك لتواجده بكثرة في الأجسام الحية ووجود بروتون واحد في النواة الذرية، مما يعطيه قوة أكثر من بقية العناصر على إصدار الإشارات المستخدمة في الرنين المغناطيسي.
جهاز الرنين المغناطيسي بشكل عام يحتوي على جزء يعطي الحقل المغناطيسي القوي و جزء آخر يصدر موجات الراديو لتحفيز البروتونات ويلتقط الإشارات القادمة منها وجزء ثالث لتسجيل النظام المتدرج.
يتكون الجهاز من مغناطيس كهربائي لولبي ضخم للقيام بتشكيل مجال مغناطيسي حول المريض ينتج مجالا مغناطيسيا عاليا.
هذا المجال يجعل ذرات الهيدروجين تتمغنط وتتجه جميعها إلى جزئها المغناطيسي الشمالي فتتوحد باتجاه واحد. بعد ذالك يعرض الجسم لذبذبات تؤدي إلى زيادة طاقة هذه الذرات ولذالك يتغير اتجاهها بدرجة معينة ليبقي ذرة من كل مليون ذرة يتم بها عملية التصوير بالرنين المغناطيسي وهو عدد كبير من الذرات يكفي لظهور صورة واضحة للجزء المراد تصويره وتبعث عكسيا بمقدار من الطاقة. هذه الطاقة تستقبل من الجهاز وتتكون على شكل صورة توضح شدة الهيدروجين في كل منطقة من مناطق الجسم. عن طريق تلك الصورة يتمكن الأطباء اكتشاف الكثير من الأمراض داخل الجسم البشري .
استخدامات الرنين المغناطيسي
يستخدم لاغراض تشخيصية مثل تصوير الأوردة والشرايين، تصوير التغيرات العصبية في الدماغ، كامل الاعضاء الداخلية ... الكليتي، الكبد، الطحال، الجهاز الهضمي والامعاء، المفاصل وغيرها من أعضاء الجسم المختلفة اذ يعتبر الرنين المغناطيسي أفضل أنواع التصوير في توضيح الأنسجة وسوائل الجسم .
قبل الفحص بالرنين المغناطيسي يجب مراجعة التاريخ المرضي والتأكد بشكل تام من عدم وجود جراحات سابقة أو كسور أدت الى تثبيت أي من المعادن في الجسم مثل الجبيرة المعدنية الداخلية للعظام، كذلك يتم التأكد من ذلك عبر الفحص بالأشعة العامة الروتينية ومرور المريض من خلال كاشف معادن. يجب التأكد من عدم وجود منظمات القلب الصناعية المزروعة داخل الجسم. قد يعطي المريض صبغة خاصة تحقن في الجسم وذلك لزيادة التباين وتوضيح الأجزاء المتقاربة وتجاويف الجهاز الهضمي والأمعاء . تتكون صورة الرنين المغناطيسي من عدة أعمدة وصفوف تدعى matrix، كل عمود وصف يحتوي على مربعات تدعى pixel، توزع الأشارات الملتقطة من الجسم على هذه المربعات بحيث ترتب حسب ترتيبها في الجسم، وهذه الآلية تعتمد على جهاز متدرج يعطي كل شريحة من شرائح الجسم قوة إشارة معينة، وقوة الإشارة الملتقطة تعطي لونا على التدرج الرمادي، فتتكون لنا صورة الرنين المغناطيسي متدرجة اللون .
السلامة خلال الفحص بالرنين المغناطيسي
حيث إن منطقة جهاز الرنين تحتوي على مجال مغناطيسي عال فان ذلك يحمل خطر تمغنط المعادن وجذبها للجهاز بقوة كبيرة قد تصيب من يتعرض لذلك للأذى الشديد. لذا فانه من المهم الحرص أن كل ما هو موجود في غرفة الرنين المغناطيسي هي مواد مقاومة للمغنطة ولا يسمح بتعدي حدود معينه قرب غرفة الرنين المغناطسي بأي معدن ممغنط، ويجب فحص كل ما يتم دخوله لغرفة الرنين المغناطيسي مثل الكراسي المتحركة ومساند المحاليل والأجهزة الخاصة بالمرضى وأسرتهم .
هناك قلق كبير من الزيادة الهائلة في عدد الحوادث المبلغ عنها بسبب التصوير بالرنين المغناطيسي والتي تصل لمنظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) فمنذ عام 2004م وهو العام الأخير الذي سجل انخفاضا في عدد حوادث التصوير بالرنين المغناطيسي أفادت التقارير أن حوادث التصوير بالرنين المغناطيسي ازدادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة حيث كانت الزيادة حتى عام 2008 م 277 ٪ عن معدل عام 2004 م .
سلبيات الفحص
الأصوات العالية الناتجة خلال الفحص يمكن التغلب عليها باستعمال غطاء الأذن للمريض أو لأي شخص داخل غرفة التصوير بالرنين المغناطيسي .
قد يتبادر الخوف لبعض المرضى وخصوصا الاطفال بسبب تصميم بعض أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي في بعض النماذج القديمة والتي تكون مغلقة كأنبوب طويل إلى حد ما أو أشبه بالنفق. وفد يكون الجزء من الجسم الذي يحتاج إلى تصوير لا بد أن يتم تصويره في مركز النفق. اضافة انه قد يكون وقت الفحص طويلا جدا في بعض تلك الأجهزة القديمة (قد يصل أحيانا إلى 40 دقيقة) . في الأجهزة الحديثة قد يكون الوقت أقصر. وهذا يعني التقليل من هذه المشكلة. ويمكن حل هذه المشكله أيضا باستخدام التخدير وطمأنة المريض وشرح الفحص له. في الاعوام الاخيرة تم تطوير اجهزة الرنين المفتوحة والتي تعطي تقريبا نفس النتائج دون تلك السلبيات خاصة لدى الاطفال وبعض البالغين ممن لديهم الخوف من الاماكن الضيقة والمغلقة .
حيث إنه لا يسمح نهائيا بدخول كافة القطع المعدنية إلى غرفة الفحص بواسطة الرنين المغناطيسي فان ذلك يشمل اسطوانات الأوكسجين التي يحتاجها بعض المرضي ذوي الحالات الحرجة مما يجعل استعمال تلك التقنية لمثل حالاتهم متعذرا. في حالات الأطفال وخاصة الأصغر سنا ممن لا يمكنه التعاون مع الطبيب خلال الفحص قد يحد من استعمال الفحص بالرنين المغناطيسي نظرا لطول الوقت رغم انه يمكن التغلب على ذلك بتنويم الطفل باستعمال الأدوية المخصصة لذلك . ولكن قد تكون حاجة بعض الاطفال ذوي الحالات الحرجة للملاحظة المباشرة ضرورية مما يحد أيضا من استعمال هذا الفحص والاستعاضة بالتصوير الطبقي الإشعاعي الذي يستغرق وقتا اقصر دون مراعاة المحاذير السابقة في الفحص بالرنين المغناطيسي.
المصدر: صحيفة الرياض
اكتشافه أضفى خدمات مميزة في المجال الطبي ولا يزال الأدق في التشخيص..
د. خالد عبد الله المنيع
فحص الرنين المغناطيسي عبارة عن وسيلة تصوير طبية آمنة لا تصدر أي إشعاعات تستخدم لتشخيص التغييرات المرضية في الأنسجة. يعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي من الفحوص المكلفة ولكنه يحظى باهتمام واسع في المجال الطبي نظرا لقدرته التشخيصية حيث يشكل نافذة الى داخل الجسم البشري . بداية ولادة فكرة الرنين المغناطيسي كانت بين عامي 1945-1946م عندما حصل العالمان " فليكس بلوخ" و"إدوارد بورسيل" على جائزة نوبل لاكتشافهما الرنين المغناطيسي. تطورت الفكرة على يد العالم "إرون هان" عام 1950م . طُورت بعدها للاستخدام الطبي عام 1973م على يد العالمين البريطاني والأمريكي " بيتر مانسفيلد" و " بول لاوتربر" ... في عام 1976 م نشرت أول صورة لمقطع جزئي للرنين المغناطيسي. و في عام 1977م نشر أول تصوير كامل للجسم بواسطة تلك التقنية الذكية. سميت في البداية بالرنين المغناطيسي النووي، ولكن غير الاسم لاحقا لخوف وحساسة العامة من كلمة نووي وقد قصد بها نواة الذرة لا الأشعة النووية ذاتها.
تعتمد فكرة الرنين المغناطيسي على تحفيز البروتونات في ذرات العناصر الموجودة في الجسم على إطلاق إشارة، ومن ثم التقاطها وتحديد موقعها في الجسم وعرضها على تدرج من الألوان الرمادية يشير إلى قوة الأشارة، والتدرج يكون باختلاف الأنسجة الموجودة بالجسم. أكثر هذه العناصر تحفيزاً هو الهيدروجين وذلك لتواجده بكثرة في الأجسام الحية ووجود بروتون واحد في النواة الذرية، مما يعطيه قوة أكثر من بقية العناصر على إصدار الإشارات المستخدمة في الرنين المغناطيسي.
جهاز الرنين المغناطيسي بشكل عام يحتوي على جزء يعطي الحقل المغناطيسي القوي و جزء آخر يصدر موجات الراديو لتحفيز البروتونات ويلتقط الإشارات القادمة منها وجزء ثالث لتسجيل النظام المتدرج.
يتكون الجهاز من مغناطيس كهربائي لولبي ضخم للقيام بتشكيل مجال مغناطيسي حول المريض ينتج مجالا مغناطيسيا عاليا.
هذا المجال يجعل ذرات الهيدروجين تتمغنط وتتجه جميعها إلى جزئها المغناطيسي الشمالي فتتوحد باتجاه واحد. بعد ذالك يعرض الجسم لذبذبات تؤدي إلى زيادة طاقة هذه الذرات ولذالك يتغير اتجاهها بدرجة معينة ليبقي ذرة من كل مليون ذرة يتم بها عملية التصوير بالرنين المغناطيسي وهو عدد كبير من الذرات يكفي لظهور صورة واضحة للجزء المراد تصويره وتبعث عكسيا بمقدار من الطاقة. هذه الطاقة تستقبل من الجهاز وتتكون على شكل صورة توضح شدة الهيدروجين في كل منطقة من مناطق الجسم. عن طريق تلك الصورة يتمكن الأطباء اكتشاف الكثير من الأمراض داخل الجسم البشري .
استخدامات الرنين المغناطيسي
يستخدم لاغراض تشخيصية مثل تصوير الأوردة والشرايين، تصوير التغيرات العصبية في الدماغ، كامل الاعضاء الداخلية ... الكليتي، الكبد، الطحال، الجهاز الهضمي والامعاء، المفاصل وغيرها من أعضاء الجسم المختلفة اذ يعتبر الرنين المغناطيسي أفضل أنواع التصوير في توضيح الأنسجة وسوائل الجسم .
قبل الفحص بالرنين المغناطيسي يجب مراجعة التاريخ المرضي والتأكد بشكل تام من عدم وجود جراحات سابقة أو كسور أدت الى تثبيت أي من المعادن في الجسم مثل الجبيرة المعدنية الداخلية للعظام، كذلك يتم التأكد من ذلك عبر الفحص بالأشعة العامة الروتينية ومرور المريض من خلال كاشف معادن. يجب التأكد من عدم وجود منظمات القلب الصناعية المزروعة داخل الجسم. قد يعطي المريض صبغة خاصة تحقن في الجسم وذلك لزيادة التباين وتوضيح الأجزاء المتقاربة وتجاويف الجهاز الهضمي والأمعاء . تتكون صورة الرنين المغناطيسي من عدة أعمدة وصفوف تدعى matrix، كل عمود وصف يحتوي على مربعات تدعى pixel، توزع الأشارات الملتقطة من الجسم على هذه المربعات بحيث ترتب حسب ترتيبها في الجسم، وهذه الآلية تعتمد على جهاز متدرج يعطي كل شريحة من شرائح الجسم قوة إشارة معينة، وقوة الإشارة الملتقطة تعطي لونا على التدرج الرمادي، فتتكون لنا صورة الرنين المغناطيسي متدرجة اللون .
السلامة خلال الفحص بالرنين المغناطيسي
حيث إن منطقة جهاز الرنين تحتوي على مجال مغناطيسي عال فان ذلك يحمل خطر تمغنط المعادن وجذبها للجهاز بقوة كبيرة قد تصيب من يتعرض لذلك للأذى الشديد. لذا فانه من المهم الحرص أن كل ما هو موجود في غرفة الرنين المغناطيسي هي مواد مقاومة للمغنطة ولا يسمح بتعدي حدود معينه قرب غرفة الرنين المغناطسي بأي معدن ممغنط، ويجب فحص كل ما يتم دخوله لغرفة الرنين المغناطيسي مثل الكراسي المتحركة ومساند المحاليل والأجهزة الخاصة بالمرضى وأسرتهم .
هناك قلق كبير من الزيادة الهائلة في عدد الحوادث المبلغ عنها بسبب التصوير بالرنين المغناطيسي والتي تصل لمنظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) فمنذ عام 2004م وهو العام الأخير الذي سجل انخفاضا في عدد حوادث التصوير بالرنين المغناطيسي أفادت التقارير أن حوادث التصوير بالرنين المغناطيسي ازدادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة حيث كانت الزيادة حتى عام 2008 م 277 ٪ عن معدل عام 2004 م .
سلبيات الفحص
الأصوات العالية الناتجة خلال الفحص يمكن التغلب عليها باستعمال غطاء الأذن للمريض أو لأي شخص داخل غرفة التصوير بالرنين المغناطيسي .
قد يتبادر الخوف لبعض المرضى وخصوصا الاطفال بسبب تصميم بعض أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي في بعض النماذج القديمة والتي تكون مغلقة كأنبوب طويل إلى حد ما أو أشبه بالنفق. وفد يكون الجزء من الجسم الذي يحتاج إلى تصوير لا بد أن يتم تصويره في مركز النفق. اضافة انه قد يكون وقت الفحص طويلا جدا في بعض تلك الأجهزة القديمة (قد يصل أحيانا إلى 40 دقيقة) . في الأجهزة الحديثة قد يكون الوقت أقصر. وهذا يعني التقليل من هذه المشكلة. ويمكن حل هذه المشكله أيضا باستخدام التخدير وطمأنة المريض وشرح الفحص له. في الاعوام الاخيرة تم تطوير اجهزة الرنين المفتوحة والتي تعطي تقريبا نفس النتائج دون تلك السلبيات خاصة لدى الاطفال وبعض البالغين ممن لديهم الخوف من الاماكن الضيقة والمغلقة .
حيث إنه لا يسمح نهائيا بدخول كافة القطع المعدنية إلى غرفة الفحص بواسطة الرنين المغناطيسي فان ذلك يشمل اسطوانات الأوكسجين التي يحتاجها بعض المرضي ذوي الحالات الحرجة مما يجعل استعمال تلك التقنية لمثل حالاتهم متعذرا. في حالات الأطفال وخاصة الأصغر سنا ممن لا يمكنه التعاون مع الطبيب خلال الفحص قد يحد من استعمال الفحص بالرنين المغناطيسي نظرا لطول الوقت رغم انه يمكن التغلب على ذلك بتنويم الطفل باستعمال الأدوية المخصصة لذلك . ولكن قد تكون حاجة بعض الاطفال ذوي الحالات الحرجة للملاحظة المباشرة ضرورية مما يحد أيضا من استعمال هذا الفحص والاستعاضة بالتصوير الطبقي الإشعاعي الذي يستغرق وقتا اقصر دون مراعاة المحاذير السابقة في الفحص بالرنين المغناطيسي.
المصدر: صحيفة الرياض