• ×
admin

أبو كلبشة

أبو كلبشة!


خالد حمد السليمان

قبل 15 عاما لاحظ صديقي الشاب الموظف حديثا في مؤسسة استثمارية مالية عمليات اختلاس مشبوهة من بعض الموظفين فكتب ورقة صغيرة بما يجري ودفعها إلى مديره الأعلى، نظر المدير في الورقة ثم شكره وقال له يصير خير، عاد الشاب إلى بيته ذلك اليوم سعيدا، وفي اليوم التالي توجه إلى مكتبه ووجد على سطحه مغلفا مغلقا من المؤسسة باسمه فتملكه شعور بالفرح وأمسك بالمغلف ليفتحه وهو يمني النفس بشيك مكافأة أو إشعار ترقية أو على الأقل خطاب شكر يحصل عليه تقديرا على أمانته، لكن المغلف لم يكن يحوي غير خطاب فصله من العمل!
ذلك الشاب تلقى في ذلك اليوم درسه الأول في الحياة بأن محاربة الفساد ليست بالضرورة محمودة بل إنها قد تكون سببا في الابتلاء!
وفي أمانة جدة لاحظ موظف شريف أن هناك مبالغة في تقدير تكاليف بعض المشتريات وتجهيزات بعض المناسبات الاحتفالية فكتب إلى رئيسه الأعلى ينبهه إلى شبهة الاحتيال والاختلاس، فكان جزاؤه النقل من وظيفته القيادية في قسمه إلى وظيفة أدنى ومهمشة تماما، وظن أنه نال أقصى عقوبة على أمانته أو ما اعتبره خصومه «لقافته»، لكن معاناته الحقيقية ابتدأت بعد ذلك عندما بدأوا يحاصرونه ويضيقون عليه في كل شيء ظلما وابتلاء لجعل أيامه في العمل كابوسا لا يحتمل!!
صبر الرجل على الظلم والابتلاء والتهميش ولم يكن يملك غير الصبر والاحتساب على من ظلموه وابتلوه، لكن قبل يومين جاءني صوته فرحا عبر الهاتف : «خالد هل تدري ماذا أرى الآن في ساحة الأمانة؟! أرى من ظلموني يقتادون إلى العدالة»!!
هؤلاء لم يظلموك وحدك يا عزيزي وإنما ظلموا مدينة بأكملها!!

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1283