• ×
admin

أمراض الرئة المهيئة.. تكثر في الدول النامية وتقل في الدول الصناعية!

أمراض الرئة المهيئة.. تكثر في الدول النامية وتقل في الدول الصناعية!
كمادات زيت الخروع الدافئ على الصدر والظهر تساعد على الإقلال من المخاط وتعزيز عملية التنفس..

أ.د. جابر سالم القحطاني

أمراض الرئة المهيئة هو نتاج استنشاق غبار الفم والسيليكا والغبار الناتج من الأنسجة مثل القطن والكتان أو خيوط القنب أو السيزال وألياف الأسبتوس وكذلك العفن من روث الطيور أو أحواض الاستحمام بالماء الساخن حيث تسبب هذه المجموعة تلف الرئتين مسببة أمراض الرئة المهيئة. يؤدي ذلك إلى قصور في التنفس وهبوط شديد في الجانب الأيمن من القلب وارتفاع ضغط الدم الرئوي والرئة السوداء، وهو مرض يصيب العمال في مناجم الفحم ويعتبر هذا المرض واحداً من أكثر الحالات المعروفة. ولكن أكثر أشكال المرض شيوعاً هو الربو المهني .

ما هي الأسباب ؟

يؤدي تنفس سموم متعددة بمرور الوقت إلى التهاب أو تورم للحويصلات المعروفة بالأكياس الهوائية والنسيج الخلال أو التركيبات الداعمة لها في الرئة، وينتج عن الالتهاب المتكرر ندوب تجعل الرئتين أقل مرونة وأكياسها الهوائية غير فعالة في نقل الأكسجين إلى الدم.

ذكرنا أن الربو المهني هو أكثر أمراض الرئة شيوعاً ويحدث هذا النوع من الربو نتيجة تعرض الشخص لمثيرات مهيجة في أماكن العمل. ويمكن أن يفاقم كذلك من حالات ربو قائمة.

ويعتبر سرطان الرئة المهني أكثر أنواع السرطان الناتجة من التعرض المهني هو سرطان الرئة، وحوالي 10% من سرطانات الرئة والقصبة الهوائية والشعب تنتج عن سموم في أماكن العمل، وقد تعرض في أنحاء العالم 20-30% من الرجال ، 5-20% من النساء في سن العمل لمواد مسرطنة في العمل.

أما داء الاسبتوس فقد ينشأ هذا الداء عند عمال البناء والصناعة المعرضين لألياف الأسبستوس الذي كان في السابق يستخدم في العزل. وقد يتفاقم هذا المرض ويزداد سوءاً ويمكن أن يكون مميتاً. كما يسبب التعرض لألياف الأسبستوس إلى ما يعرف بورم المتوسطة وهو سرطان نادر ومستعصٍ على الشفاء وهو يحدث في بطانة الصدر ويزداد خطره بشكل خاص في الأفراد المعرضين للتدخين .

أما الناس الذين يتعرضون لألياف القطن والكتان والقنب فإن الغبار الناتج الذي يظهر أثناء معالجة هذه الألياف ويستنشقه العاملين في هذا المجال يصابون بداء الرئة البنية . وقد أصيب الآف من العمال الذين يعملون في الغزل والنسيج بهذا المرض والذي يسبب انسداداً في مسالك الهواء الصغيرة. ويكثر حدوثه في الدول النامية ويقل في الدول الصناعية حيث الرعاية الصحية متوفرة.

أما العمال الذين يعملون في مناجم الفحم ويستنشقون غباره فإنهم عادة يصابون بما يعرف بمرض الرئة السوداء الذي يترسب في الرئتين في النهاية ويصلب الأنسجة ويصيب نحو 3% من عمال مناجم الفحم ويعاني حوالي 0,2% من شكل المرض الأكثر ضراوة. وإذا نظرنا إلى العمال الذين يعملون في المناجم والمسابك والنسف بالمتفجرات وصناعة الأحجار والزجاج فإنهم يصابون بداء السليكية وهذا الداء يزيد من حدوث الدرن النشط .

أما الأشخاص الذين يتعرضون لجراثيم الفطر من القش العفن أو روث الطيور أو غبار عضوي آخر فإنه يحدث لهم ما يسمى " التهاب رئوي بفرط الحساسية ". وهي ناتجة عن التهاب الأكياس الهوائية المعروفة بالحويصلات في الرئتين والذي يؤدي في النهاية إلى حدوث نسيج ندبي ليفي .

وهناك ما يعرف بمرض الرئة لدى صانعي الفشار، حيث يسبب التعرض لثنائي الأستيل Diethy Acetyl وهو مادة تنطلق أو تنبعث من نكهة الزبدة الصناعية التي تستخدم في إعداد الفشار بالميكروويف، يسبب سعالاً مزمناً وقصر نفس إلى جانب التهاب الشعب والربو. أما العمال الذين تعرضوا لمجموعة منوعة من المواد مثلما حدث في انهيار مركز التجارة العالمي وذلك أثناء وبعد الانهيار أصاب الناس سعال مستمر وأعراض تنفسية أخرى وقد يكون غبار الأسمنت مسؤولاً جزئياً على الأقل من إصابة المسالك الهوائية وقد سميت هذه الأعراض " بمرض مركز التجارة العالمي الرئوي " .

علاج أمراض الرئة المهيئة : ينقسم العلاج إلى عدة إجراءات مثل :

1 الأكسجين : من المعروف أن إعطاء الأكسجين قد يخفف من الأعراض.

2 العلاج الطبيعي للصدر : والذي يستخدم فيه وضع معين للجسم من أجل طرد السائل من الرئة والبلغم حيث يقومون بالتريث أو نقر الصدر باليد واستخدام اهتزازات الجسم يمكن أن يزيل البلغم من الرئتين .

3 الأدوية قد توصف الكوتيكو ستيرويدات للحالات الشديدة من أمراض الرئة ولكن لها أضرار جانبية غير المريحة والخطيرة على المدى القصير والبعيد. وتعطى المضادات الحيوية في حالات العدوى التنفسية عند الحاجة مثل الأوجماتية أو Azithromycine وهو مضاد حيوي جديد من مشتقات Erethromycine ويعرف بالاسم التجاري لهذا المضاد الجديد باسم Zithromax ويعتبر من أفضل العلاجات. يمكن لهذه الأدوية جميعها أن تحسن من تدفق الهواء سواء أخذت هذه الأدوية عن طريق الفم أو عن طريق الاستنشاق كما يمكن استخدام مستحضر Clear lungs من إنتاج Natural Alternative وهو مركب عشبي يساعد على الراحة من قصر النفس والشعور بضيق الصدر والأزيز التنفسي نتيجة لضيق الشعب الهوائية وهذا العلاج متوفر في تركيبتين مع الإفدرا أو بدونها وقد وجد أن تأثير كليهما متساوٍ. كما أن البرسيم الحجازي له فائدة عظمى في هذا الصدد وكذلك الحلبة والفجل الحار وأكليل الجبل ( حصا البان ). كما يمكن استعمال المكمل الغذائي الكلوروفيل المعروف باسم Kyo green من إنتاج Wokunaga وهو مصدر جيد يساعد على التنفس بسهولة بالإضافة إلى المكمل الغذائي المعروف باسم ثنائي ميثيل جلايسين حيث يزيد من درجة التحمل. بالإضافة إلى مساعد الإنزيم Qio وهو مضاد قوي للأكسدة ويعزز وجود الأكسجين في الرئتين. وكذلك يمكن استخدام مركب الأنزيمات المتعددة من أجل إيقاف العدوى عن طريق تنظيف الرئتين. كما يمكن استخدام كمادات من زيت الخروع الدافئ على الصدر والظهر للمساعدة على الإقلال من المخاط وتعزيز عملية التنفس.

4 نقل الرئة : قد يكون إزالة الرئة هو الخيار الوحيد في بعض الحالات المتقدمة والشديدة.

5 التوقف عن التدخين: حيث إن التدخين يفاقم أي نوع من أمراض الرئة.

6 الرياضة : قد يفيد النشاط البدني وتمرينات التنفس وهناك الكثير من برامج تعليم المرضى متاحة للمصابين بأمراض الرئة المزمنة .

7 مجموعات الدعم : قد يفيد الالتحاق بمجموعة دعم لتشارك الآخرين الخبرات .

ما هي الوقاية من أمراض الرئة المهنية ؟

يمكن وضع قناع أو كمامات أو أي وسيلة أخرى تحد من كمية السموم المستنشقة. ويمكن عمل أشعة سينية على الصدر سنوياً للعمال المعرضين للخطر من أجل التعرف على المرض في مراحله المبكرة. وقد يكون ضرورياً تغيير المهنة. وحيث إن التدخين يسبب زيادة خطر التعرض للإصابة بأنواع كثيرة من أمراض الرئة المهنية أو يمكن أن يزيد الأعراض سوءاً فمن المهم الإقلاع عن التدخين. كما يجب تجنب الاقتراب من المدخنين فهو أخطر الأشياء التي يمكن أن يواجهها المصاب بمرض الرئة المهنية. يجب على المصاب تناول طعام يمثل غير المطهو منه النصف على أن يتكون النصف الثاني من الحساء والدجاج بعد سلخ جلدها والأرز البني والحبوب الكاملة . وعند الاستيقاظ من النوم تناول ملء ملعقة صغيرة من زيت الزيتون الخالص الذي تم عصره على البارد مخلوطاً بعصير التفاح. سيوفر هذا المزيج الأحماض الدهنية الأساسية ويساعد على التخلص من النفايات السامة التي تتكون في الحويصلة المرارية والأمعاء الغليظة. أكثر من تناول البصل والثوم وتجنب الأطعمة المقلية والدهنية والملح وكل الأطعمة التي تؤدي إلى زيادة إفراز المخاط في الرئتين والجيوب الأنفية والتجويف الأنفي.

كما يجب تجنب الأطعمة التي تؤدي إلى تكون الغازات مثل البقول والكرنب والقرنبيط فهذه الأطعمة تؤدي إلى انتفاخ البطن الذي بدوره يمكن أن يعيق التنفس. تجنب العطور وكل ما له رائحة وتجنب مواقد الغاز أيضاً. انتق الأرضيات المصنوعة من الخشب الصلب أو السيراميك أو الحجارة بدلاً من فرشة السجاد والتي تتلوث بالأتربة والفطريات والكثير من المواد الكيميائية التي تنتقل إلى الهواء ويمكن أن تؤدي إلى استشارة الرئتين . تجنب كذلك استخدام ستائر النوافذ والتي يمكن أن تتحمل هي بالأتربة . استخدم الطلاء لديكور المنزل وهناك منتجات عديمة الرائحة متوفرة في الأسواق، وليس ورق الحائط فالصمغ المستخدم في لصق الورق قد يحتوي مواد طيارة فيؤذي بعض المرضى. تجنب كذلك الأطباق والمقاعد البلاستيكية والأغراض البلاستيكية الأخرى عند تأثيث منزلك ولا تستعمل المنتجات التي تخرج على هيئة رذاذ البخاخات. قم بتغيير عملك إذا كانت بيئته متسخة ومتربة أو بها غازات سامة.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1704