• ×
admin

سرطان الدم الحاد.. نسبة شفائه تجاوزت 90%

سرطان الدم الحاد.. نسبة شفائه تجاوزت 90%
بفضل الله... التقنية الطبية تكسر حاجز الرعب من الأمراض المستعصية

د. خالد بن عبد الله المنيع

سرطان الدم أو " اللوكيميا "هو مرض يصيب الجملة المكونة للدم ويتصف بزيادة عدد الكريات البيضاء غير الناضجة في الدم ونخاع العظم وغير قادرة على أداء مهامها الدفاعية .

خلية الدم هي إحدى خلايا الدم الرئيسية بالإضافة للخلية الحمراء والصفائح الدموية. الوظيفة الرئيسة للخلايا البيضاء هي الدفاع عن الجسم ضد الأمراض المعدية، هناك عدة أنواع مختلفة ومتنوعة من الكريات البيضاء، لكنها جميعا تتشكل من خلية جذعية متعددة القدرات في نقي العظام. ارتفاع أو انخفاض عدد الكريات البيضاء في الدم غالبا ما تكون مؤشرا على المرض.

أطلق عليها اسم خلايا الدم البيضاء من حقيقة انه بعد إجراء الطرد المركزي لعينة من الدم نلاحظ وجود الكريات البيضاء كطبقة رقيقة بيضاء من الخلايا بين ترسبات خلايا الدم الحمراء وبلازما الدم.

أنواع خلايا الدم البيضاء

هناك عدة أنواع مختلفة من خلايا الدم البيضاء محببة وغير محببة.

المحببة: تتميز الكريات البيضاء بوجود حبيبات مختلفة داخلها عندما ينظر إليها تحت المجهر الضوئي. هذه الحبيبات هي إنزيمات مرتبطة بالغشاء وتقوم بهضم الجسيمات المبتلعة. وهناك ثلاثة أنواع من الكريات البيضاء المحببة: "النيوتروفيل" ، " البيزوفيل" ، " الايزونوفيل" والتي سميت حسب تلون كل منها.وتتكون في نخاع العظام الأحمر.

غير المحببة: تتميز هذه الكريات البيضاء بغياب الحبيبات. هذه الكريات البيضاء تشمل: اللمفاويات، وحيدات النوى، والبلاعم.وتتكون في الأنسجة الليمفاوية كالطحال والكبد والغدد الليمفاوية.

مدة حياتها

قصيرة جداً إذا قورنت بخلايا الدم فعمرها حوالي بضع ساعات في حالة الخلايا الليمفاوية ومن يوم إلى يومين في باقي الخلايا البيضاء، والخلايا البيضاء عادة ما تغادر الجهاز الدوري لتقوم بوظائفها الدفاعية بالأنسجة.

وظائفها

تقوم خلايا الدم البيضاء بالعديد من الوظائف الهامة وهي:

1- الوظيفة الأساسية لها هي الدفاع ضد غزو الميكروبات.

2- تفرز خلايا "الأزينوفيل" مادة الهمستامين التي تؤثر على الأوعية الدموية فتسبب اتساعها كما تزيد في حالات الحساسية بالجسم.

3- تفرز " البيزوفيل" مادة الهيبارين التي تمنع تجلط الدم.

4- تفرز الخلايا الليمفاوية الأجسام المضادة التي إما أن تعادل سموم الميكروبات أو تعمل على ترسيبها .

5- وظيفة وحيدة الخلية: هي مثل " النيتروفيل" تقوم بالتهام البكتريا ولكنها لكبر حجمها تستطيع أيضاً التهام الأجسام المهاجمة المختلفة كالأميبيا وغيرها وكذلك تساعد على التئام الأنسجة.

الخلية المتعادلة (Neutrophil)

تتعامل مع الدفاع ضد العدوى الجرثومية أو الفطرية وغيرها من العمليات الالتهابية الصغيرة. وعادة ما تكون أول المستجيبين إلى العدوى الميكروبية. حيث نشاطها وتلاشيها بأعداد كبيرة يساهم بتشكيل الصديد. لها نواة مفصصة ولذلك قد تبدو مثل خلية متعددة النوى، ومن هنا جاء اسم كرة الدم البيضاء متعددة النواة. وسطها يبدو شفافا بسبب صغر الحبيبات المتلونة باللون الوردي الخفيف.

خلية "البيزوفيل"

خلية ( Basophil) هي المسؤولة بالدرجة الأولى للاستجابة للحساسية وللمستضد عن طريق إفراز مواد كيميائية كالهستامين.

خلية " الايزونوفيل"

خلية ( Eosinophil) تتعامل أساسا مع العدوى الطفيلية. وزيادة عددها يمكن أن يكون مؤشر للإصابة. كما أنها الخلايا الالتهابية عالية القدرة لاستجابات الحساسية. أهم أسباب ارتفاع عددها (تشمل الحساسية مثل الربو،الطفح الجلدي؛ وأيضا الإصابة الطفيلية)

الخلية اللمفاوية

اللمفاويات ( Lymphocyte) هي أكثر الكريات البيضاء شيوعا في الجهاز اللمفاوي. اللمفاويات تتميز بنواتها الغامقة غير مركزية .

أنماط اللمفاويات في الدم :

الخلايا البائية B cells

تنتج الخلايا البائية الأجسام المضادة التي ترتبط بمسببات الأمراض لتدميرها كذلك لها القدرة على إنتاج الأجسام المضادة النوعية لمسبب المرض لتكون بمثابة الذاكرة لجهاز المناعة وتسمى خلايا الذاكرة.

الخلايا التائية T cells :

خلايا CD4 والخلايا المساعدة لها دور تنسيق الاستجابة المناعية وأهميتها في الدفاع ضد الجراثيم داخل الخلوية ، خلايا CD8 قادرة على قتل الخلايا المصابة .

الخلايا القاتلة الطبيعية Natural killer cells قادرة على قتل خلايا الجسم التي ترسل إشارات عند إصابتها من قبل فيروس أو عندما تصبح سرطانية.

وحيدة النواة

الخلية وحيدة النواة ( Monocyte) نواتها لها شكل الكلية وظيفتها تشبه وظيفة "المكنسة الكهربائية" للخلايا المتعادلة، ولكن عمرها أطول بكثير لأن لها دورا إضافيا. حيث تقدم مسببات الأمراض إلى الخلايا "التائية" ليتم تشكيل الجسم المضاد أو حتى يتم تذكر مسبب هذا المرض مرة أخرى عند تعرض الجسم له. كما يمكن للخلايا وحيدة النواة مغادرة مجرى الدم إلى الأنسجة لتتحول إلى خلية بالعة وتزيل حطام الخلايا الميتة فضلا عن مهاجمة الأحياء الدقيقة الممرضة.

الخلايا البالعة

خلايا ( Macrophage) وحيدة النواة تمايزت إلى خلية بالعة بعد مغادرتها مجرى الدم إلى الأنسجة.

أنواع اللوكيميا

ابيضاض الدم النقوي (Myeloid Leukemia): عندما يكون خط إنتاج الخلية النقوية (Myeloid Cell) والمسؤولة عن إنتاج (النيوتروفيل ) و (الايزونوفيل) و (البيزوفيل) و (وحيدة الخلية ) مصاب بالمرض.

أبيضاض الدم الليمفاوي (Lymphoid Leukemia): عندما يكون خط إنتاج الخلية الليمفاوية (Lymphoid cell) مصابا بالمرض.

كذلك تنقسم حسب شدة المرض إلى :

ابيضاض الدم الحاد (Acute Leukemia) : ويتصف بسرعة إنتاج الخلايا غير الناضجة في نخاع العظم والدم.

ابيضاض الدم المزمن (Chronic Leukemia): ويتميز هذا النوع بإنتاج خلايا ناضجة جزئيا ولكنها غير فعّآلة وظيفيا.

أعراض وعلامات اللوكيميا

* التعب وفقدان الشهية.

* ارتفاع حرارة المريض.

* آلام في العظام والمفاصل.

* انتفاخ ونزف من اللثة وظهور بقع زرقاء صغيره تحت الجلد.

* قلة في أعداد كريات الدم الحمراء (Erythrocytes) مما يسبب التعب والإرهاق، وهبوط في أعداد الصفائح الدموية (Platelets) مما يسبب نزف اللثة وظهور بقع صغيرة تحت الجلد ويجعل الشخص المصاب عرضة للنزيف بكثرة وبشكل مطول. مع هبوط في أعداد الكريات الدم البيضاء الناضجة (Leucocytes) مما يجعل المريض عرضة للإصابة بمختلف الأمراض نتيجة الضعف المناعي.

* تضخم في الكبد والطحال.

مسببات المرض

حتى اليوم لا يعرف ماهو المسبب الرئيس للمرض. ولكن هناك عدة عوامل يمكنها أن تجعل الشخص عرضة للإصابة بابيضاض الدم أكثر من غيره وهي:

* التعرض للإشعاعات. حيث تم ملاحظة أن العاملين في اللأشعة من أطباء وفنيين والمرضى الذين تم تعرضهم لمعدلات اشعاع اعلى من المسموح بها أظهروا نسبة أعلى للإصابة بابيضاض الدم.

* التعرض لبعض المركبات الكيميائية مثل البنزين وبعض المضادات الحشرية

* بعض الأمراض الوراثية مثل متلازمة داون ومتلازمة بلووم.

بعض الفيروسات مثل Human T-Lymphocyte بنوعيه الأول HTLV-1 والثاني HTLV-2 وذلك عن طريق إدخال جين ورمي (Oncogene) لخلايا الإنسان مما يجعلها سرطانية.

تشخيص المرض

يتم تشخيص المرض مخبرياً وذلك بإجراء عدة فحوصات ومن أهمها

1.العد الكامل لمكونات الدم (Complete Blood Count CBC) ومن خلال هذا الفحص يمكن إعطاء إشارات أولية باحتمال الإصابة بابيضاض الدم.

2.خزعة من نخاع العظم وذلك بفحص تلك الخزعة تحت المجهر بعد صبغها ببعض الصبغات الخاصة التي تشير إلى وجود أبيضاض في الدم.

العلاج

هناك عدة طرق مستخدمة لعلاج ابيضاض الدم. بناء على حالة المريض وحدة المرض ونوعه حيث يتم اتخاذ العلاج المناسب. ومن أكثر العلاجات استخداما:

العلاج الكيميائي (Chemotherapy): ويتم فيه إعطاء المريض أدوية قاتلة للخلايا السرطانية.

العلاج بالأشعة (Radiotherapy): تعريض المريض للأشعة للقضاء على الخلايا السرطانية.

زراعة نخاع العظم (Bone Marrow Transplantation)

مضادات حيوية (Antibiotics) وإنترفيرون (Interferon): ليتم دعم الجسم مناعيا ويجعله مقاوما للأمراض.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1627