• ×
admin

التدخل الجراحي لعلاج الرعاش وأمراض اضطرابات الحركة الأخرى

التدخل الجراحي لعلاج الرعاش وأمراض اضطرابات الحركة الأخرى

د. فيصل الرويس

يتم علاج أمراض الأضطرابات الحركية بالأدوية ولكن في حالات كثيرة من هذه الأمراض لا يسيطر الدواء في أعراض المرض بشكل جيد مما لا يرضي المريض وفي هذه الحالة يلجأ الفريق المعالج للتدخل الجراحي.

وهناك العديد من التدخلات الجراحية لعلاج أنواع مختلفة من أمراض إضطرابات الحركة التي سوف نستعرض بإيجاز جزءا منها حسب نوع المرض:

1- مرض الرعاش أو الباركنسون: يعتبر التحفيز الكهربائي الدماغي العميق Deep Brain Stimulation

من الإجراءت الجراحية المتفق عليها عالميا والمعترف بها من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكي (FDA)، ويقوم الفريق المعالج بتحديد المرضى الذين سيستفيدون من هذا الإجراء الجراحي والذي يخفف من حدة أعراض المرض وخاصة تصلب الأطراف وبطء الحركة، كما أن التحفيز الكهربائي يساعد على تقليل جرعات الأدوية ومن ثم تقليل الأعراض الجانبية التي عادة ما تحصل بعد أخذ جرعات عالية من هذه الأدوية، فبعد عمل فحوصات طبية للمريض بما فيها التصوير بالأشعة المغناطيسية للدماغ يتم عمل إختبار مدى إستجابة المريض لجهاز التحفيز الكهربائي للدماغ، ولا يتم تركيب الجهاز للمرضى الذين يعانون من أمراض نفسية غير متحكم بها أو المرضى الذين يعانون من زيادة سيولة الدم لأي سبب من الأسباب أو المرضى الذين لا يتحملون الإجراء الجراحي لأسباب صحية.

ويتم تركيب جهاز التحفيز الكهربائي على مرحلتين حيث يتم في المرحلة الأولى تركيب أقطاب كهربائية رقيقة داخل نويات محددة في عمق الدماغ لا يتعدى قطر هذه الأقطاب 1.4 مليميتر، وهذه المرحلة تتم تحت التخدير الموضعي عادة بالإضافة الى التخدير البسيط في مراحل العملية الجراحية لكي يتم التأكد من راحة المريض اثناء تركيب الأقطاب الكهربائية.

في البداية يتم تثبيت جهاز التوجيه الجراحي ثلاثي الأبعاد على رأس المريض وعمل أشعة مغناطيسية لتحديد أبعاد النويات الدماغية وهي الهدف للأقطاب الكهربائية، بعد ذلك يتم وضع أقطاب كهربائية لتخطيط الدماغ لتحديد النويات الدماغية وعمل اختبارات لتحديد مدى استجابة المريض للتحفيز الكهربائي، ومن ثم يتم تركيب الأقطاب الكهربائية الدائمة وتثبت في الجمجمة بعد هذه المرحلة يتم عمل أشعة لتحديد موقع الأقطاب داخل الدماغ وأي تغيرات بعد العمل الجراحي.

المرحلة الثانية يتم فيها تركيب مولد النبض الكهربائي (بطارية) للتحفيز الكهربائي المستمر والتي توضع تحت التخدير العام.

وتوضع البطارية تحت الجلد أسفل عظم الترقوة في أعلى الصدر وتوصل بإسلاك تحت الجلد بالأقطاب الكهربائية، لاحقا يقوم الفريق المعالج بتشغيل وبرمجة الجهاز باستخدام جهاز ريموت خاص، وتحتاج هذه المرحلة تعاون تام من قبل المريض والمواظبة على المواعيد لتحديد البرمجة التي تسيطر بشكل أفضل على أعراض المرض ويتم ايضا تغيير جرعات الأدوية للتقليل من الأعراض الجانبية التي يعتبر حدوثها قليل وهي الالتهابات في الجروح وفي حالات نادرة قد يحصل تجمع دموي حوالي الأقطاب الكهربائية ويعتبر هذا الجهاز ذو فعالية لتخفيف أعراض المرض ولكن لا يمنع تطور المرض بشكل عام.

2- خلل التوتر العضلي: Dystonia

وهو مرض اضطرابات حركية عصبية يسبب حركات غير إرادية في أطراف الجسم حيث قد يحدث حركات التواء متكررة أو شد وتصلب في العضلات مما يصاحبه آلام في نفس منطقة اضطراب الحركة وقد يكون الاضطراب الحركي جزئيا فيصيب عضلات معينة مثل عضلات الجفون أو المضغ أو عضلات العنق أو غيرها أو قد يكون عاما فيصيب عضلات الجسم بالكامل.

وأسبابه قد تكون غير معروفة أو لأسباب وراثية حيث يسمى هذا النوع الوراثي الأولي وهناك النوع الثانوي وهو بسبب اعتلالات في الدماغ من جراء إصابات الدماغ أو جلطة دماغية وغيره من أسباب وجود اعتلال مباشرة في أماكن معينة داخل الدماغ مثل النواة القاعدية Basal ganglia ونواة المهاد Thalamus

عندما يقرر الفريق المعالج الإجراء الجراحي كالخيار الأمثل لعلاج هذا النوع من أمراض اضطرابات الحركة يتم إختيار نوع التدخل الجراحي حسب نوع إضطراب ومكان التوتر العضلي ويعتبر التحفيز الكهربائي لنواة الكرة الشاحبة Globus pallidus

من أكثر العمليات الجراحية المستخدمة حاليا ويتم تركيب الجهاز كما ذكرنا سابقا ولكن في بعض الحالات تتم تحت التخدير العام لجميع مراحل تركيب الجهاز.

في مرحلة برمجة الجهاز عادة ما يكون التحسن تدريجي على مدار أشهر من بداية التحفيز الكهربائي وفي حالة التوتر العضلي الوراثي الأولي قد تصل نسبة التحسن الى الثمانين في المائة بينما قد لا تتجاوز الخمسين في المائة في حالات التوتر العضلي الثانوي.

هناك أنواع أخرى من إضطرابات التوتر العضلي المصاحبة لأمراض نفسية والتي تحتاج الى عناية فائقة في اختيار مكان وضع الأقطاب الكهربائية داخل الدماغ ويجب أن يتم تركيب الجهاز في مركز طبي متخصص في هذه الحالات وأن يكون الفريق المعالج على دراية تامة بهذه الحالات الأقل شيوعا لأن التحفيز الكهربائي لبعض النويات في الدماغ قد يسبب نتائج عكسية تجاه الحالة النفسية والسلوكية للمريض

وبعض التدخلات الجراحية يتم فيها قطع الأعصاب المغذية للعضلات المصابة ولا يجرى هذا النوع من الجراحة إلا في حالات نادرة.

3- الرعاش غير معروف السبب Essential tremor

هذا المرض يصيب اليدين عادة وهو عبارة عن إهتزاز متكرر مما يعيق الحركة والتحكم في مسك الأشياء ولإستعادة التحكم في اليدين وتخفيف الاهتزاز يتم وضع أقطاب التنبيه الكهربائي في مجمع أعصاب يسمى بالمهاد Thalamus ويعتبر التحفيز الكهربائي العميق علاج فعال لهذ المرض

4- التشنج العضلي Spasticity

تستخدم مضخة الباكلوفين والتي تعطي جرعات محددة من مادة الباكلوفين تصل الى سائل النخاع الشوكي حول الحبل الشوكي وتوضع المضخة عادة في منطقة البطن تحت الجلد ومتصلة بأنبوب تحت الجلد يصل الى منطقة الحبل الشوكي في الظهر.

في بعض حالات عدم الإستفادة من مضخة الباكلوفين قد يلجأ الفريق المعالج الى تركيب جهاز التحفيز الدماغي العميق أو أي نوع اخر من التدخلات الجراحية للأعصاب أو العضلات لتخفيف حدة الشد والتيبس في الأطراف.

بشكل عام يتم اتخاذ أي قرار جراحي لكل مريض حسب حالته المرضية من قبل فريق من الأطباء المتخصصين في علاج هذه الأمراض وفي مراكز متخصصة في هذا المجال.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1132