البصل.. القوة العلاجية
البصل.. القوة العلاجية
الاحتفاظ به مقشراً أو مفروماً في الهواء يؤدي إلى تأكسده وتحوله إلى مادة سامة
أ.د. جابر سالم القحطاني
البصل الذي لا يخلو أي بيت ولا أية أكلات من وجوده هو نبات يصل ارتفاعه إلى 80سم، ذو ساق جوفاء وأوراق وأزهار بيضاء أو أرجوانية يعرف باللغة الانجليزية باسم Onion وعلمياً باسم Allium cepa من الفصيلة الزنبقية Lillaceae وهو والثوم من جنس واحد (Allium) .
الموطن الأصلي للبصل نصف الكره الشمالي ويزرع في الشرق الأوسط منذ ألف عام وهو يزرع حالياً في جميع أنحاء العالم دون استثناء كنوع من الخضر .
الجزء المستعمل من البصل جميع أجزائه والذي يحتوي على مركب يعرف باسم اللينز (Allins) وهو عبارة عن الكايل سيستين سلفوأكسايد ( Alkylcystene Sulphoxide) وكذلك مركب فركتوزان ( Polysaccharides ) وسكاروز وسكاكر أخرى ويحتوي كذلك على فلافونيدات ( Flavonoids) والتي تشمل مركب الكويرستين (Quercetin) وهو من أهم المركبات. كما يحتوي على صابونينات ستيرويدية ( Steroid Saponins ). ويحتوي كذلك على معادن أهمها الفوسفور والكالسيوم والحديد والكبريت وكذلك فيتامينات مثل فيتامين أ ، ج وكذلك مركب الجلوكوزين الذي يحدد نسبة السكر في الدم وهو يعادل الأنسولين في مفعوله .
استعمالات البصل :
لقد عرف الفراعنة البصل في مصر وقدسوه وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الأهرامات والمعابد وأوراق البردي. وقد ذكر أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين عملوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدرا للبول. وقد قدسه كذلك اليونانيون ووصفه أطباؤهم لعدة أمراض ونسجت الاعتقادات القديمة حوله خرافات كثيرة منها أن القشور الرفيعة التي تحيط بالبصل تقدم تنبؤات رصدية عن الطقس، فإذا كانت عديدة ورقيقة وشفافة كان الشتاء قاسياً، ويروي بعض مؤرخي القارة الأمريكية أن الهنود الحمر عرفوا البصل وتداولوا استعماله وأطلقوا عليه اسم " شيكاغو " وسميت مدينة " شيكاغو " بأسم البصل ، ومعنى شيكاغو : القوة والعظمة .
لقد أوصت المراجع في كل أنحاء العالم القديم باستعمال البصل للكثير من المشكلات الصحية، وكانت حزم البصل تعلق على الأبواب لدفع الطاعون في أوروبا في القرون الوسطى.
لقد أشاد علماء الطب القديم بفوائد البصل ، فقالوا : إن أكله نيئاً أو مطبوخاً ينفع من ضرر المياه الملوثة ويحمر الوجه ويدفع ضرر السموم ويقوي المعدة ويهيج الباه، ويلطف البلغم ويفتح السدد ويلين المعدة ويشفي من داء الثعلبة ( دلكاً ) والمشوي منه صالح للسعال وخشونة الصدر وينفع من وجع الظهر والورك، وماؤه إذا اكتحل به مع العسل نفع من ضعف البصر والماء النازل في العين وإذا قطر في الأذن نفع من ثقل السمع والطنين وسيلان القيح. إن بعض الجيوش لا يذهبون إلى غزوة ما إلا ويحملون معهم شاحنات من البصل لاستعماله عندما يهاجمهم مرض ما مثل الدسنتاريا والطاعون والانفلونزا وخلاف ذلك فكم من جيوش فازت على الجيوش الأخرى بسبب استعمالها للبصل.
لقد قامت دراسة في هولندا والتي وجد الباحثون أن الرجال ممن تناولوا ربع كوب من البصل يومياً بالإضافة إلى التفاح وأربعة أكواب من الشاي كان خطر وفاتهم جراء الأزمات القلبية يعادل ثلث نفس هذا الخطر لدى هؤلاء ممن تناولوا الكميات الأقل من هذه الأطعمة .
إذاً ما الذي يوجد بالبصل ليجعله مفيداً هكذا ؟
في أسفل قشرة البصل الورقية يوجد عشرات المركبات التي تساعد على خفض الكوليسترول وترقيق الدم والوقاية من تصلب الشرايين وهي حالات يمكن أن تؤدي جميعاً إلى الإصابة بأمراض القلب. لقد وجد أن أحد أنواع الفلافونيدات بالبصل والذي يسمى كويرستين يساعد في الوقاية من الأزمات القلبية بطريقتين: الأولى عن طريق منع كوليسترول البروتينات المنخفضة الكثافة الضارة من الأكسدة، تلك العملية التي تجعله يلتصق بجدران الشرايين. ثانياً فإنه يحول دون التصاق الصفائح الدموية في الدم ببعضها البعض مكونة تجلطات ضارة. أما المجموعة الثانية من المركبات الواقية في البصل فهي نفسها التي تجعلك تذرف دموعاً عند تقطيعك للبصل هي مركبات الكبريت، حيث يقول الخبراء إن هذه المركبات ترفع معدلات كوليسترول البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة النافع ( H D L )، والذي يساعد في منع الصفائح الدموية من الالتصاق بجدران الشرايين. وفي الوقت نفسه فهي تخفض من معدلات دهون الدم الخطرة التي تسمى بالدهون الثلاثية ( ترايجلسرايد ) والتي ترقق الدم وبالتالي فإنه يبقى ضغط الدم لديك على نطاق آمن. ولست بحاجة إلى تناول الكثير من البصل لكي تحصل على ما به من مركبات واقية، فقد أوضحت الدراسات أن بإمكانك جني فوائد البصل عن طريق تناول بصله متوسطة الحجم نيئة أو مطهوة في اليوم الواحد .
وإذا كنت تنشد حماية نفسك من السرطان فلا تتوقف عن تناول البصل يوماً واحداً حيث إنه يلعب دوراً رئيسياً في الوقاية من السرطان وبالأخص سرطان الجهاز الهضمي كما يؤكد الخبراء. لقد أثبت المركب كويرستين وهو أحد الفلافونيدات في البصل قدرة فائقة على تثبيط نمو الأورام في قولون الحيوانات، وذلك على حد قول دكتور مايكل جيه وارجوفيتش أستاذ الطب بمركز أندرسون الطبي للسرطان بجامعة تكساس في هيوستن وهذا يعني أن البصل يقوم بمهمة مزدوجة في قمع السرطان لأن مركبات الكبريت تحارب السرطان أيضاً، كما يضيف دكتور وارجوفيتش في دراسة كبيرة أجريت في هولندا فحص الباحثون النظام الغذائي لنحو 121,000 رجل وامرأة. وقد وجد أنه كلما ارتفع عدد البصل ذي الرائحة النفاثة الذي يتناوله هؤلاء الهولنديون يومياً انخفض خطر إصابتهم بسرطان المعدة . ويساور الباحثون شك بأن البصل لا يقي من السرطان عن طريق تثبيط نمو الأورام فقط، ولكن أيضاً يسحق البكتريا ( بكتريا جرثومة المعدة ) التي تؤدي إلى بدء الإصابة بسرطان المعدة .
إن إضافة طبقات قليلة من البصل النيئ لساندويتشك المفضل قد يكسبك نفساً كريهاً، ولكن نفس تلك الطبقة من البصل قد تكسب مرضى الربو أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى مجرى هوائياً سالكاً. يقول دكتور أريك بلوك أستاذ الكيمياء بجامعة الولاية في نيويورك في الباني " إن مركبات الكبريت في البصل تثبط استجابات الحساسية لدى المصابين بالربو " . لقد أثبتت التجارب التي أجريت على البصل في كلية فكتوريا وجامعة نيوكاسل في بريطانيا التي تقول إن أكل البصل طازجاً أو مطهواً بالزيت أو السمن أو مشوياً يقلل من نسبة الإصابة بجلطات الدم، فقد أجريت التجارب الإكلينيكية على 22 مريضاً تتراوح أعمارهم بين 19 و 78 سنة، وكان يقدم لهم مع طعام الإفطار 60 جراماً من البصل بصور مختلفة وكانت النتيجة حصولهم على مناعة ضد الإصابة بالجلطات، وكانوا يجرون باستمرار تحاليل على عينات من دماء المرضى، وقد تبين أن العامل الموجود في تركيب البصل والذي يمنع الجلطة ويقلل من نسبة الإصابة بها لا يتأثر بالحرارة ولا يذوب في الماء. لقد أثبتت الدراسات كذلك أنه يمكن استخدام البصل في تطهير الفم حيث إن مضغ البصل مدة 3 دقائق يعد كافياً لقتل جميع الجراثيم بالفم، وقد ثبت كذلك أن استنشاق بخار البصل أو أكله يؤدي إلى نفاذ الزيت الطيار الكبريتي الموجود فيه إلى دم الإنسان مما يؤدي إلى إبادة الجراثيم المسببة للأمراض وبذلك يمكن استخدام البصل في علاج أمراض الجهاز التنفسي الناتجة من الجراثيم مثل التهاب الأنف الحاد وكذلك التهابات الحلق والقصبة الهوائية والشعب الهوائية مثل النزلات الشعبية .
كما أثبتت الدراسات العلمية أن البصل يحتوي على مادة الجلوكوزين، وهي مادة شبيهة بهرمون الأنسولين، ولها مفعول مماثل أو قريب من مفعول الأنسولين حيث تساعد على تخفيف نسبة السكر في الدم، حيث وجد أن أكل حبة بصلة متوسطة الحجم صباحاً وأخرى مساءً تخفض نسبة السكر في الدم بنسبة 35% .
كما أثبتت الدراسات أن البصل يستعمل في علاج نوبات الربو حيث يستعمل عصير البصل بمقدار ملعقة صغيرة ممزوجة مع ملء ملعقة صغيرة عسل تؤخذ كل 3 ساعات حيث يقوم بطرد البلغم الذي يسبب ضيق الشعب الهوائية مما ينتج عنه الصعوبة في التنفس. كما أثبتت التجارب في نجاح البصل في علاج الزكام والانفلونزا وذلك بعمل شراب من البصل حيث تقطع البصلة إلى حلقات وتوضع في طبق ثم يضاف إليه السكر وتترك مدة 24 ساعة حتى يتم الترشيح ثم تؤخذ من 2 إلى 5 ملاعق من هذه الرشاعة يومياً . وفي دراسة حديثة على السرطان حيث قام الطبيب الفرنسي جورج لاكوفسكي بعمل حقنة شرجية من عصير البصل المستخرج بالضغط للمصابين بالسرطان حيث حصل على نتائج طيبة .
لقد وافق الدستور الألماني للأدوية رسمياً على استخدام البصل لعلاج نقص الشهية وتصلب الشرايين ولعلاج مشاكل سوء الهضم ولعلاج الحمى والبرد ولعلاج الكحة والتهاب الشعب الهوائية ولعلاج ضغط الدم المرتفع ولعلاج الالتهابات الجرثومية والتهابات الفم والحنجرة. كما وجد أن أوراق البصل الأخضر إذا دقت ووضعت كلبخة على الداحس أو الجدجد فإنه يسرع في انضاجها وشفائها بسرعة مذهلة .
ملاحظة : لطرد رائحة البصل بعد أكله تناول غصنين من البقدونس أو حبتي فول منبت أو حبة هيل أو حبة قرنفل أو قطعة صغيرة من جوزة الطيب أو قطعة صغيرة من جوزة الفوفل .
يجب عدم الاحتفاظ بالبصل المقشر أو المفروم حيث أنه يتأكسد مع الهواء ويصبح مادة سامة. وللتخلص من رائحة البصل التي تعلق باليدين فتغسل اليد بماء فاتر فيه كمية من الملح أو ملعقة من الأمونياك .
المصدر: صحيفة الرياض
الاحتفاظ به مقشراً أو مفروماً في الهواء يؤدي إلى تأكسده وتحوله إلى مادة سامة
أ.د. جابر سالم القحطاني
البصل الذي لا يخلو أي بيت ولا أية أكلات من وجوده هو نبات يصل ارتفاعه إلى 80سم، ذو ساق جوفاء وأوراق وأزهار بيضاء أو أرجوانية يعرف باللغة الانجليزية باسم Onion وعلمياً باسم Allium cepa من الفصيلة الزنبقية Lillaceae وهو والثوم من جنس واحد (Allium) .
الموطن الأصلي للبصل نصف الكره الشمالي ويزرع في الشرق الأوسط منذ ألف عام وهو يزرع حالياً في جميع أنحاء العالم دون استثناء كنوع من الخضر .
الجزء المستعمل من البصل جميع أجزائه والذي يحتوي على مركب يعرف باسم اللينز (Allins) وهو عبارة عن الكايل سيستين سلفوأكسايد ( Alkylcystene Sulphoxide) وكذلك مركب فركتوزان ( Polysaccharides ) وسكاروز وسكاكر أخرى ويحتوي كذلك على فلافونيدات ( Flavonoids) والتي تشمل مركب الكويرستين (Quercetin) وهو من أهم المركبات. كما يحتوي على صابونينات ستيرويدية ( Steroid Saponins ). ويحتوي كذلك على معادن أهمها الفوسفور والكالسيوم والحديد والكبريت وكذلك فيتامينات مثل فيتامين أ ، ج وكذلك مركب الجلوكوزين الذي يحدد نسبة السكر في الدم وهو يعادل الأنسولين في مفعوله .
استعمالات البصل :
لقد عرف الفراعنة البصل في مصر وقدسوه وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الأهرامات والمعابد وأوراق البردي. وقد ذكر أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين عملوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدرا للبول. وقد قدسه كذلك اليونانيون ووصفه أطباؤهم لعدة أمراض ونسجت الاعتقادات القديمة حوله خرافات كثيرة منها أن القشور الرفيعة التي تحيط بالبصل تقدم تنبؤات رصدية عن الطقس، فإذا كانت عديدة ورقيقة وشفافة كان الشتاء قاسياً، ويروي بعض مؤرخي القارة الأمريكية أن الهنود الحمر عرفوا البصل وتداولوا استعماله وأطلقوا عليه اسم " شيكاغو " وسميت مدينة " شيكاغو " بأسم البصل ، ومعنى شيكاغو : القوة والعظمة .
لقد أوصت المراجع في كل أنحاء العالم القديم باستعمال البصل للكثير من المشكلات الصحية، وكانت حزم البصل تعلق على الأبواب لدفع الطاعون في أوروبا في القرون الوسطى.
لقد أشاد علماء الطب القديم بفوائد البصل ، فقالوا : إن أكله نيئاً أو مطبوخاً ينفع من ضرر المياه الملوثة ويحمر الوجه ويدفع ضرر السموم ويقوي المعدة ويهيج الباه، ويلطف البلغم ويفتح السدد ويلين المعدة ويشفي من داء الثعلبة ( دلكاً ) والمشوي منه صالح للسعال وخشونة الصدر وينفع من وجع الظهر والورك، وماؤه إذا اكتحل به مع العسل نفع من ضعف البصر والماء النازل في العين وإذا قطر في الأذن نفع من ثقل السمع والطنين وسيلان القيح. إن بعض الجيوش لا يذهبون إلى غزوة ما إلا ويحملون معهم شاحنات من البصل لاستعماله عندما يهاجمهم مرض ما مثل الدسنتاريا والطاعون والانفلونزا وخلاف ذلك فكم من جيوش فازت على الجيوش الأخرى بسبب استعمالها للبصل.
لقد قامت دراسة في هولندا والتي وجد الباحثون أن الرجال ممن تناولوا ربع كوب من البصل يومياً بالإضافة إلى التفاح وأربعة أكواب من الشاي كان خطر وفاتهم جراء الأزمات القلبية يعادل ثلث نفس هذا الخطر لدى هؤلاء ممن تناولوا الكميات الأقل من هذه الأطعمة .
إذاً ما الذي يوجد بالبصل ليجعله مفيداً هكذا ؟
في أسفل قشرة البصل الورقية يوجد عشرات المركبات التي تساعد على خفض الكوليسترول وترقيق الدم والوقاية من تصلب الشرايين وهي حالات يمكن أن تؤدي جميعاً إلى الإصابة بأمراض القلب. لقد وجد أن أحد أنواع الفلافونيدات بالبصل والذي يسمى كويرستين يساعد في الوقاية من الأزمات القلبية بطريقتين: الأولى عن طريق منع كوليسترول البروتينات المنخفضة الكثافة الضارة من الأكسدة، تلك العملية التي تجعله يلتصق بجدران الشرايين. ثانياً فإنه يحول دون التصاق الصفائح الدموية في الدم ببعضها البعض مكونة تجلطات ضارة. أما المجموعة الثانية من المركبات الواقية في البصل فهي نفسها التي تجعلك تذرف دموعاً عند تقطيعك للبصل هي مركبات الكبريت، حيث يقول الخبراء إن هذه المركبات ترفع معدلات كوليسترول البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة النافع ( H D L )، والذي يساعد في منع الصفائح الدموية من الالتصاق بجدران الشرايين. وفي الوقت نفسه فهي تخفض من معدلات دهون الدم الخطرة التي تسمى بالدهون الثلاثية ( ترايجلسرايد ) والتي ترقق الدم وبالتالي فإنه يبقى ضغط الدم لديك على نطاق آمن. ولست بحاجة إلى تناول الكثير من البصل لكي تحصل على ما به من مركبات واقية، فقد أوضحت الدراسات أن بإمكانك جني فوائد البصل عن طريق تناول بصله متوسطة الحجم نيئة أو مطهوة في اليوم الواحد .
وإذا كنت تنشد حماية نفسك من السرطان فلا تتوقف عن تناول البصل يوماً واحداً حيث إنه يلعب دوراً رئيسياً في الوقاية من السرطان وبالأخص سرطان الجهاز الهضمي كما يؤكد الخبراء. لقد أثبت المركب كويرستين وهو أحد الفلافونيدات في البصل قدرة فائقة على تثبيط نمو الأورام في قولون الحيوانات، وذلك على حد قول دكتور مايكل جيه وارجوفيتش أستاذ الطب بمركز أندرسون الطبي للسرطان بجامعة تكساس في هيوستن وهذا يعني أن البصل يقوم بمهمة مزدوجة في قمع السرطان لأن مركبات الكبريت تحارب السرطان أيضاً، كما يضيف دكتور وارجوفيتش في دراسة كبيرة أجريت في هولندا فحص الباحثون النظام الغذائي لنحو 121,000 رجل وامرأة. وقد وجد أنه كلما ارتفع عدد البصل ذي الرائحة النفاثة الذي يتناوله هؤلاء الهولنديون يومياً انخفض خطر إصابتهم بسرطان المعدة . ويساور الباحثون شك بأن البصل لا يقي من السرطان عن طريق تثبيط نمو الأورام فقط، ولكن أيضاً يسحق البكتريا ( بكتريا جرثومة المعدة ) التي تؤدي إلى بدء الإصابة بسرطان المعدة .
إن إضافة طبقات قليلة من البصل النيئ لساندويتشك المفضل قد يكسبك نفساً كريهاً، ولكن نفس تلك الطبقة من البصل قد تكسب مرضى الربو أو أمراض الجهاز التنفسي الأخرى مجرى هوائياً سالكاً. يقول دكتور أريك بلوك أستاذ الكيمياء بجامعة الولاية في نيويورك في الباني " إن مركبات الكبريت في البصل تثبط استجابات الحساسية لدى المصابين بالربو " . لقد أثبتت التجارب التي أجريت على البصل في كلية فكتوريا وجامعة نيوكاسل في بريطانيا التي تقول إن أكل البصل طازجاً أو مطهواً بالزيت أو السمن أو مشوياً يقلل من نسبة الإصابة بجلطات الدم، فقد أجريت التجارب الإكلينيكية على 22 مريضاً تتراوح أعمارهم بين 19 و 78 سنة، وكان يقدم لهم مع طعام الإفطار 60 جراماً من البصل بصور مختلفة وكانت النتيجة حصولهم على مناعة ضد الإصابة بالجلطات، وكانوا يجرون باستمرار تحاليل على عينات من دماء المرضى، وقد تبين أن العامل الموجود في تركيب البصل والذي يمنع الجلطة ويقلل من نسبة الإصابة بها لا يتأثر بالحرارة ولا يذوب في الماء. لقد أثبتت الدراسات كذلك أنه يمكن استخدام البصل في تطهير الفم حيث إن مضغ البصل مدة 3 دقائق يعد كافياً لقتل جميع الجراثيم بالفم، وقد ثبت كذلك أن استنشاق بخار البصل أو أكله يؤدي إلى نفاذ الزيت الطيار الكبريتي الموجود فيه إلى دم الإنسان مما يؤدي إلى إبادة الجراثيم المسببة للأمراض وبذلك يمكن استخدام البصل في علاج أمراض الجهاز التنفسي الناتجة من الجراثيم مثل التهاب الأنف الحاد وكذلك التهابات الحلق والقصبة الهوائية والشعب الهوائية مثل النزلات الشعبية .
كما أثبتت الدراسات العلمية أن البصل يحتوي على مادة الجلوكوزين، وهي مادة شبيهة بهرمون الأنسولين، ولها مفعول مماثل أو قريب من مفعول الأنسولين حيث تساعد على تخفيف نسبة السكر في الدم، حيث وجد أن أكل حبة بصلة متوسطة الحجم صباحاً وأخرى مساءً تخفض نسبة السكر في الدم بنسبة 35% .
كما أثبتت الدراسات أن البصل يستعمل في علاج نوبات الربو حيث يستعمل عصير البصل بمقدار ملعقة صغيرة ممزوجة مع ملء ملعقة صغيرة عسل تؤخذ كل 3 ساعات حيث يقوم بطرد البلغم الذي يسبب ضيق الشعب الهوائية مما ينتج عنه الصعوبة في التنفس. كما أثبتت التجارب في نجاح البصل في علاج الزكام والانفلونزا وذلك بعمل شراب من البصل حيث تقطع البصلة إلى حلقات وتوضع في طبق ثم يضاف إليه السكر وتترك مدة 24 ساعة حتى يتم الترشيح ثم تؤخذ من 2 إلى 5 ملاعق من هذه الرشاعة يومياً . وفي دراسة حديثة على السرطان حيث قام الطبيب الفرنسي جورج لاكوفسكي بعمل حقنة شرجية من عصير البصل المستخرج بالضغط للمصابين بالسرطان حيث حصل على نتائج طيبة .
لقد وافق الدستور الألماني للأدوية رسمياً على استخدام البصل لعلاج نقص الشهية وتصلب الشرايين ولعلاج مشاكل سوء الهضم ولعلاج الحمى والبرد ولعلاج الكحة والتهاب الشعب الهوائية ولعلاج ضغط الدم المرتفع ولعلاج الالتهابات الجرثومية والتهابات الفم والحنجرة. كما وجد أن أوراق البصل الأخضر إذا دقت ووضعت كلبخة على الداحس أو الجدجد فإنه يسرع في انضاجها وشفائها بسرعة مذهلة .
ملاحظة : لطرد رائحة البصل بعد أكله تناول غصنين من البقدونس أو حبتي فول منبت أو حبة هيل أو حبة قرنفل أو قطعة صغيرة من جوزة الطيب أو قطعة صغيرة من جوزة الفوفل .
يجب عدم الاحتفاظ بالبصل المقشر أو المفروم حيث أنه يتأكسد مع الهواء ويصبح مادة سامة. وللتخلص من رائحة البصل التي تعلق باليدين فتغسل اليد بماء فاتر فيه كمية من الملح أو ملعقة من الأمونياك .
المصدر: صحيفة الرياض