العلاج الإشعاعي لأورام الأطفال.. المهمة والتحديات
العلاج الإشعاعي لأورام الأطفال.. المهمة والتحديات
د. محمد الدحيم
الأورام هي مجموعة من الأمراض المختلفة في طبيعتها والتي تصيب أعضاء مختلفة من الجسم بتأثير عوامل داخلية وخارجية مختلفة مما يؤدي إلى انقسام غير طبيعي وشاذ في خلايا المنطقة المصابة وتؤدي استمرارية انقسام هذه الخلايا إلى تكوين الورم السرطاني، وهذا قد يحدث لكل من الصغار والكبار على حد سواء.
وتمثل أورام الأطفال ما نسبته 6-8% من إجمالي الأورام، ويشكل سرطان الدم «اللوكيميا» وأورام المخ والجهاز العصبي المركزي أكثر من نصف عدد حالات الإصابة.
وفي مملكتنا الحبيبة وبحسب تقرير السجل السعودي للأورام الصادر في عام 2008 أن هنالك حوالي 770 حالة إصابة وهذا ما يشكل ٦.٤% من إجمالي الأورام في المملكة، وتشير الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن أورام الأطفال هي السبب الثاني للوفاة لمن هم دون سن الرابعة عشرة.
وعلى الرغم مما أظهرته الدراسات على أن هنالك زيادة مضطردة في عدد الحالات إلا أن هناك قلة ملحوظة في عدد الوفيات بسبب هذا المرض وقد يرجع السبب في ذلك إلى وجود مراكز متخصصة في علاج هذه الحالات والتطور المذهل في العلاج والذي لا يزال يشكل تحديا كبيرا للأطباء نظرا للتدخلات الجراحية والعلاج بالأدوية الكيميائية وأخيرا العلاج الإشعاعي وما يصاحب العلاج من مضاعفات.
العلاج الإشعاعي ما هو إلا عبارة عن استخدام أشعة سينية «X-ray» بطاقة عالية وذلك للقضاء على قدرة الخلايا السرطانية على النمو والتكاثر وإعطاء الخلايا السليمة المحيطة بالورم القدرة على التعافي وإعادة بناء نفسها.
ويلعب العلاج الإشعاعي دورا هاما في القضاء على الأورام وزيادة فرص الشفاء عند الأطفال. وعلى الرغم من هذا الدور الهام إلا أن هنالك بعضاً من المضاعفات وذلك حسب المكان الخاضع للإشعاع والتي قد تؤثر على نمو الأنسجة السليمة القريبة من الورم وتكون نسب حدوث هذه المضاعفات أكثر عند الأطفال من الكبار.
ومما نود الإشارة إليه أن العلاج الإشعاعي عبارة عن أنواع كثيرة من العلاج والتقنيات الحديثة والتي تطورت بشكل لافت في العقد الأخير ولعل من أبرزها العلاج الإشعاعي المكثف التضمين «IMRT» وكذلك العلاج الإشعاعي رباعي الأبعاد الموجه «IGRT».
وبفضل وجود هذه التقنيات الجديدة أعطيت مساحة أوفر للقضاء على الورم وتجنب العديد من المضاعفات الجانبية، وإن اختيار نوعية العلاج تعتمد على عوامل كثيرة منها طبيعة المرض ونوعيته ومرحلته ومكان تواجده في جسم الطفل.
ولأجل أن يتم العلاج بأفضل صورة ممكنة يوجد فريق طبي متكامل هو المسؤول عن علاج الطفل ويضم كلاً من: طبيب العلاج الإشعاعي، ممرضة، فيزيائي طبي، أخصائيي قياس الجرعات، تقنيين مدربين لإيصال العلاج للمريض وأخيراً المثقفة الصحية.
يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري وإجراء التحاليل المخبرية والصور التشخيصية اللازمة للتأكد من التشخيص وقدرة المريض للخضوع للعلاج الإشعاعي، وقبل بداية العلاج يخضع الطفل إلى عمل أشعة مقطعية تخطيطية يكون الغرض منها وضع الطفل في نفس وضعية العلاج وقد يستخدم لذلك وضع علامات وأقنعة أو أجهزة وضعت خصيصا لضمان دقة وصول العلاج الإشعاعي.
عادة يخضع المريض لجلسات العلاج الإشعاعي خمسة أيام في الأسبوع لمدة ربع ساعة يوميا في فترة تتراوح من أسبوع إلى ستة أسابيع كل مريض على حسب حالته، وتكمن الصعوبة في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات في الثبات وعدم الحركة إذ يخضعون وبشكل يومي إلى أخذ العلاج الإشعاعي عن طريق التخدير العام.
وبعد الانتهاء من الجلسات يتم إعادة تقييم المريض للتأكد من استجابته للعلاج ومدى حاجته لجلسات علاج أخرى أو لأي نوع آخر من العلاج.
المصدر: صحيفة الرياض
د. محمد الدحيم
الأورام هي مجموعة من الأمراض المختلفة في طبيعتها والتي تصيب أعضاء مختلفة من الجسم بتأثير عوامل داخلية وخارجية مختلفة مما يؤدي إلى انقسام غير طبيعي وشاذ في خلايا المنطقة المصابة وتؤدي استمرارية انقسام هذه الخلايا إلى تكوين الورم السرطاني، وهذا قد يحدث لكل من الصغار والكبار على حد سواء.
وتمثل أورام الأطفال ما نسبته 6-8% من إجمالي الأورام، ويشكل سرطان الدم «اللوكيميا» وأورام المخ والجهاز العصبي المركزي أكثر من نصف عدد حالات الإصابة.
وفي مملكتنا الحبيبة وبحسب تقرير السجل السعودي للأورام الصادر في عام 2008 أن هنالك حوالي 770 حالة إصابة وهذا ما يشكل ٦.٤% من إجمالي الأورام في المملكة، وتشير الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أن أورام الأطفال هي السبب الثاني للوفاة لمن هم دون سن الرابعة عشرة.
وعلى الرغم مما أظهرته الدراسات على أن هنالك زيادة مضطردة في عدد الحالات إلا أن هناك قلة ملحوظة في عدد الوفيات بسبب هذا المرض وقد يرجع السبب في ذلك إلى وجود مراكز متخصصة في علاج هذه الحالات والتطور المذهل في العلاج والذي لا يزال يشكل تحديا كبيرا للأطباء نظرا للتدخلات الجراحية والعلاج بالأدوية الكيميائية وأخيرا العلاج الإشعاعي وما يصاحب العلاج من مضاعفات.
العلاج الإشعاعي ما هو إلا عبارة عن استخدام أشعة سينية «X-ray» بطاقة عالية وذلك للقضاء على قدرة الخلايا السرطانية على النمو والتكاثر وإعطاء الخلايا السليمة المحيطة بالورم القدرة على التعافي وإعادة بناء نفسها.
ويلعب العلاج الإشعاعي دورا هاما في القضاء على الأورام وزيادة فرص الشفاء عند الأطفال. وعلى الرغم من هذا الدور الهام إلا أن هنالك بعضاً من المضاعفات وذلك حسب المكان الخاضع للإشعاع والتي قد تؤثر على نمو الأنسجة السليمة القريبة من الورم وتكون نسب حدوث هذه المضاعفات أكثر عند الأطفال من الكبار.
ومما نود الإشارة إليه أن العلاج الإشعاعي عبارة عن أنواع كثيرة من العلاج والتقنيات الحديثة والتي تطورت بشكل لافت في العقد الأخير ولعل من أبرزها العلاج الإشعاعي المكثف التضمين «IMRT» وكذلك العلاج الإشعاعي رباعي الأبعاد الموجه «IGRT».
وبفضل وجود هذه التقنيات الجديدة أعطيت مساحة أوفر للقضاء على الورم وتجنب العديد من المضاعفات الجانبية، وإن اختيار نوعية العلاج تعتمد على عوامل كثيرة منها طبيعة المرض ونوعيته ومرحلته ومكان تواجده في جسم الطفل.
ولأجل أن يتم العلاج بأفضل صورة ممكنة يوجد فريق طبي متكامل هو المسؤول عن علاج الطفل ويضم كلاً من: طبيب العلاج الإشعاعي، ممرضة، فيزيائي طبي، أخصائيي قياس الجرعات، تقنيين مدربين لإيصال العلاج للمريض وأخيراً المثقفة الصحية.
يقوم الطبيب بأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري وإجراء التحاليل المخبرية والصور التشخيصية اللازمة للتأكد من التشخيص وقدرة المريض للخضوع للعلاج الإشعاعي، وقبل بداية العلاج يخضع الطفل إلى عمل أشعة مقطعية تخطيطية يكون الغرض منها وضع الطفل في نفس وضعية العلاج وقد يستخدم لذلك وضع علامات وأقنعة أو أجهزة وضعت خصيصا لضمان دقة وصول العلاج الإشعاعي.
عادة يخضع المريض لجلسات العلاج الإشعاعي خمسة أيام في الأسبوع لمدة ربع ساعة يوميا في فترة تتراوح من أسبوع إلى ستة أسابيع كل مريض على حسب حالته، وتكمن الصعوبة في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات في الثبات وعدم الحركة إذ يخضعون وبشكل يومي إلى أخذ العلاج الإشعاعي عن طريق التخدير العام.
وبعد الانتهاء من الجلسات يتم إعادة تقييم المريض للتأكد من استجابته للعلاج ومدى حاجته لجلسات علاج أخرى أو لأي نوع آخر من العلاج.
المصدر: صحيفة الرياض