صهريج الموت!
صهريج الموت!
خالد السليمان
إذا كانت مسؤولية كارثة صهريج غاز الرياض ستحمل على تهور قيادة السائق، فإن الأكثر تهورا من السائق هو من سلمه قيادة سيارة بهذه الخطورة دون أن يكون مؤهلا، ومن غفل عن وضع ومراقبة تطبيق الشروط الحازمة لاختيارة. فقد اتضح أن مدة خبرة السائق في الشركة لا تتجاوز ستة أشهر، والتحق بالعمل عن طريق نقل كفالة محلية !
وكنت أظن أن قيادة مثل هذه السيارات في أي مكان في العالم تتطلب تدريبا وتأهيلا وخبرة لقيادة السيارة، وكيفية التعامل مع حمولتها الشديدة الخطورة، لكن عندنا يبدو أن الأمر مختلف لأن لا أحد يسأل، و لا أحد يراقب، ولا أحد يحاسب !
الغاز المشتعل لم يكن الشيء السلبي الوحيد الذي انفجر في وجوهنا، بل كالعادة حضرت «اللقافة» في أقبح صورها. و إذا كان هناك من تطوع لتقديم المساعدة فإن هناك من تطوع لتقديم الفرجة، وتسحيب قدميه وعرقلة جهود الإغاثة، وتعريض حياته وحياة غيره للخطر بدلا من الانضمام للمثاليين الذين اتجهوا إلى المستشفيات للتبرع بدمائهم !
أما اللصوص الذين استغلوا الفاجعة فقد خرجوا من الدرك الأسفل للدناءة لينهلوا من آلام الناس، ويتجولوا مع شبح الموت في الأرجاء الدامية، وهم كدود الأرض الذي يتغذى على جراح الآخرين في كل كارثة أينما وقعت على سطح المعمورة عندما تغيب العين الساهرة، و ترتخي القبضة الصارمة !
المصدر: صحيفة عكاظ
خالد السليمان
إذا كانت مسؤولية كارثة صهريج غاز الرياض ستحمل على تهور قيادة السائق، فإن الأكثر تهورا من السائق هو من سلمه قيادة سيارة بهذه الخطورة دون أن يكون مؤهلا، ومن غفل عن وضع ومراقبة تطبيق الشروط الحازمة لاختيارة. فقد اتضح أن مدة خبرة السائق في الشركة لا تتجاوز ستة أشهر، والتحق بالعمل عن طريق نقل كفالة محلية !
وكنت أظن أن قيادة مثل هذه السيارات في أي مكان في العالم تتطلب تدريبا وتأهيلا وخبرة لقيادة السيارة، وكيفية التعامل مع حمولتها الشديدة الخطورة، لكن عندنا يبدو أن الأمر مختلف لأن لا أحد يسأل، و لا أحد يراقب، ولا أحد يحاسب !
الغاز المشتعل لم يكن الشيء السلبي الوحيد الذي انفجر في وجوهنا، بل كالعادة حضرت «اللقافة» في أقبح صورها. و إذا كان هناك من تطوع لتقديم المساعدة فإن هناك من تطوع لتقديم الفرجة، وتسحيب قدميه وعرقلة جهود الإغاثة، وتعريض حياته وحياة غيره للخطر بدلا من الانضمام للمثاليين الذين اتجهوا إلى المستشفيات للتبرع بدمائهم !
أما اللصوص الذين استغلوا الفاجعة فقد خرجوا من الدرك الأسفل للدناءة لينهلوا من آلام الناس، ويتجولوا مع شبح الموت في الأرجاء الدامية، وهم كدود الأرض الذي يتغذى على جراح الآخرين في كل كارثة أينما وقعت على سطح المعمورة عندما تغيب العين الساهرة، و ترتخي القبضة الصارمة !
المصدر: صحيفة عكاظ