• ×
admin

قبل مسرحية الأرجنتين ؟!

قبل مسرحية الأرجنتين ؟!

خلف الحربي

الحياة لا تتوقف عن ابتكار أدواتها البديلة، ففي الوقت الذي غاب فيه المسرح المحلي بسبب رياح التشدد والانغلاق، جاء العوض في منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي تحول بفضل تخبطات الاتحاد (الافتراضي) إلى أهم فرقة مسرحية كوميدية في البلاد، كلما شعرنا بالاكتئاب والنكد جاء الأخضر ليقدم لنا مسرحية كوميدية جديدة تعتمد على ذات السيناريو المضحك: (فريق غير جاهز ما زال يختبر أسماء لاعبيه الأساسيين يريد مناطحة أعتى الفرق بالعالم)!.
المشكلة أن هذه المهازل الكروية بفلوس!، الأخضر يدفع ــ أو أحد ما يدفع بالنيابة عنه ــ كي تتدرب فرق العالم الكبرى على مهارات التصويب في شباكه، والمشجع السعودي ــ الذي تحول إلى جزء من الاستثمار ــ يدفع أيضا ثمن التذكرة التي تمكنه من مشاهدة حارس منتخب بلاده وهو يتمطط في كل الاتجاهات دون فائدة، والقناة الرياضية تدفع كي يستمتع الإخوة العرب بمشاهدة نجوم العالم وهم (يطقطقون) على لاعبي منتخبنا.
نكرر ما قلناه سابقا بأن المنتخب ليس في حاجة إلى هذه المنازلات الدولية الكبرى التي تسحقه معنويا أكثر مما تفيده فنيا، واقع الحال يقول إن منتخبنا اليوم قد يواجه صعوبة كبرى لو واجه الأردن أو لبنان، فلماذا يسعى لملاقاة إسبانيا والأرجتين؟، يبدو لي ــ والله أعلم ــ أننا حتى هذه اللحظة لم نستوعب أن منتخبنا خرج من كأس آسيا من الدور الأول، مثله مثل كل الفرق الضعيفة، بعد أن كان المرشح الدائم للظفر بالكأس، ويبدو أننا لم نستوعب أيضا أن الأخضر خرج من الدور الأول في تصفيات كأس العالم، مثله مثل كل الفرق الضعيفة، بعد أن كان ممثل آسيا شبه الدائم في المونديال، يا سادة.. يا كرام.. كونوا واقعيين، فالمنتخب يحتاج اليوم من يوقف تدهوره كي لا يخرج من الدور الأول في كأس الخليج، فأي وهم هذا الذي يقودكم نحو مباراة مع الأرجنتين؟!.
**
كلمة الأرجنتين مشتقة من مفردة لاتينية تعني الفضة، رغم أن الأرجنتين لا تحتوي على الفضة!، ولكن اكتسبت هذا الاسم؛ لأن الغزاة الأسبان جاؤوا إليها بعد سماعهم شائعات بأن أرضها غنية بالفضة، الشائعات يمكنها أن تصنع بلدا ويمكنها أيضا أن تنهيه!.
**
لماذا حين جاء مارادونا ونجوم البرازيل وأشهر الفرق الأوروبية لم تحدث لهم هذه الفوضى المؤسفة التي شهدتها عملية استقبال ميسى ونجوم الأرجنتين في الرياض؟، فكروا معي في الإجابة ضمن ثلاثة خيارات: خطأ تنظيمي فادح ــ تردٍّ في سلوكيات الناس ــ أن ما حدث كان يحدث دائما، ولكن لم يكن هناك يوتيوب وتويتر وفيس بوك.
**
فرصة منتخبنا الأخضر في الفوز على الأرجنتين ليست مستحيلة، ولكنها تعادل فرصة الأخضر الإبراهيمي في الوصول إلى حل للأزمة السورية!.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1826