• ×
admin

بالشمع الأحمر !

بالشمع الأحمر !

خلف الحربي

حسنا فعلت وزارة الصحة بإغلاق مستشفى عرفان وباقدو بالشمع الأحمر، ويا ليت وزارات الدولة كلها تستورد أطنانا من الشمع الأحمر كي يتم إغلاق كل منشأة تستهتر بحياة البشر، أغلقوا بالشمع الأحمر كل شركة لا تحترم القانون مهما كان حجمها.. بل كل مطعم وكل دكان وكل بسطة.. التراخي في استخدام الشمع الأحمر ضد من لا يحترمون الأنظمة والقوانين هو الفساد بعينه، فلا تشحوا علينا بالشمع الأحمر.. جزاكم الله خيرا!.
لا تقولوا لنا اقتصاد واستثمار وكلام طويل عريض ليس له طعم ولا رائحة ولا لون، هذه البلاد كلها خير وبركة وودائع لرجال الاقتصاد.. نحن كلنا خير لرجال الاقتصاد.. أصلا كل ما في جيوبنا لهم، وهم يكسبون في هذا البلد بأفضل السبل الممكنة ودون ضرائب، والله يزيدهم من فضله ونعمه.. ولكن هذا لا يمنع أن بعضا منهم جيوبنا معهم وقلوبهم علينا.
**
سؤال واضح وبسيط جدا: المستشفى في حالتين على الأقل (ماجد القرني وصلاح الدين جميل ــ رحمهما الله ) قام بتسهيل سفر المتسبب بالخطأ الطبي، رغم تلقي إدارته إخطارا من الشؤون الصحية في جدة بمنعه من السفر إلى بلاده.. ألا تعد هذه مخالفة ترقى إلى المشاركة بالخطأ الطبي؟!.
**
سؤال أبسط من السابق: لماذا تلجأ الشؤون الصحية في جدة إلى إدارة المستشفى الخاص لتطلب منها منع الطبيب المقيم المتسبب في الخطأ الطبي من السفر كإجراء ضروري قبل بدء التحقيق؟.. لماذا لا تلجأ إلى وزارة الداخلية مباشرة كي تمنع سفره حتى استكمال التحقيق؟
**
كأب، لا أستطيع أن أشرح لكم درجة تأثري بصورة في جوالي للطفل محمد ماجد القرني في المسجد الحرام، وهو ينظر إلى جثمان والده الذي توفي بخطأ طبي فادح تحدثنا عنه في مقال سابق تحت عنوان (أغلقوا هذا المستشفى)، حين توفي ماجد ــ رحمه الله ــ كان مديونا لصندوق المئوية، وقد قام الصندوق بإعفائه بتوجيه من سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، والموت والحياة بيد الله ــ عز وجل.. ولكن محمد القرني يكبر اليوم يتيما بسبب جشع أو إهمال العديد من الأشخاص الذين لا يعرفون القيمة الحقيقية لحياة البشر.
**
لا أعرف كم سيطول قرار الإغلاق بالشمع الأحمر.. ونسأل الله أن يعين معالي وزير الصحة على الاتصالات التي تربك القرارات.. ولو كنت مكان معاليه لأغلقت جوالي وتواصلت مع العالم عبر الفيس بوك!.
**
تحية للخالة الكريمة أم الدكتور طارق الجهني ــ رحمه الله ــ التي لم تكن سيدة سلبية حين فجعت بوفاة ابنها الدكتور طارق بخطأ طبي في هذا المستشفى، بل نشطت في مجال مواجهة الأخطاء الطبية وما وراءها من فساد عظيم ومتشعب، فكانت تتابع وتشجع الشباب ــ وخصوصا من أسر المتضررين ــ وتتواصل مع وسائل الإعلام؛ كي تخدم القضية التي اتخذتها عنوانا ساميا لحياتها.. وتحية أخرى ــ بالطبع ــ للأخت خلود القحطاني، والله يجبر مصابها.
**
وزارة العمل يجب أن لا تغفل عن أوضاع العاملين في المستشفى وحقوقهم الوظيفية، من الظلم أن تكون هذه المسألة خاضعة للتلاعب أو المماطلة تحت حجة إغلاق المستشفى.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1831