• ×
admin

المعاناة قديمة

المعاناة قديمة

عبده خال

منذ زمن ونحن نتحدث عن عمال النظافة ومعاناتهم، وما قام به عمال مكة من توقف عن العمل بسبب تأخر رواتبهم لثلاثة أشهر وكذلك توقف الشركة المتعهدة بهم عن تجديد إقاماتهم مما أدى إلى ترحيل بعضهم، يجب أن تتم محاسبة المتسبب في ظلم هؤلاء المساكين وعدم السكوت وتمرير الواقعة وكأن شيئا لم يكن.
وهي معاناة حادثة وتحدث على مرأى ومسمع من أمانة العاصمة المقدسة ومكتب العمل وهيئة وجمعية حقوق الإنسان ولم تتقدم أي جهة لرفع هذه المعاناة.
وكثيرا ما تناول الكتاب حالة هذه العمالة التي تظلم أمام أعيننا من قبل شركات لا تبحث إلا عن المكاسب المالية ولا تعنيها القيم الإنسانية أو الوطنية من تشويه لسمعة البلد من خلال ممارساتها العجيبة، وأذكر أنني كتبت مرة عن رغبتي الملحة في معرفة الجهة المسؤولة عن محاسبة الشركات التي تستقدم كل هذه العمالة من عمال النظافة ولا تتابع استيفاء العمال لحقوقهم من تلك الشركات؛ فالعمالة المعنية بنظافة البلد تهضم حقوقها في وضح النهار من غير أن ترتفع كلمة حق في هؤلاء المساكين.. ويبدأ هضم حقوقهم من الدخول المتواضعة جدا والتي تصل إلى 300 ريال في الشهر، وتجميع هذه العمالة في مساكن حيث يتم قذف عشرة في غرفة واحدة، والمصيبة والطامة الكبرى أن هذا الدخل المتواضع لا يتم إعطاؤهم إياه إلا بعد ستة أشهر، ونتيجة هذه التصرفات غير المسؤولة والتي أشرنا ألف مرة أنها تضر بسمعة البلد خارجيا وداخليا وقبل ذلك دينيا وإنسانيا لا تجد حلا أو أذنا صاغية لما يمكن أن ينتجه هذا التصرف من ضرر داخلي أو خارجي.
طبعا لا يمكن لأي مسؤول من الكبار سواء في الأمانات أو أصحاب الشركات، لا يمكن لهم التنبه لمثل هذه الأوضاع، فهؤلاء المسؤولون لا يرون هذه الفئة وهي تتضور جوعا، ولا يرونهم وهم يتسولون أمام إشارات المرور أو يتركون عملهم لجمع العلب الفارغة في مسابقة محمومة مع بقية النساء الجامعات لهذه العلب الفارغة، ولا يمكن لهذا المسؤول أن يراهم وهم يطالبون المواطنين (بالبخشيش) لكي ينجزوا أعمالهم الموكلة إليهم في تنظيف الأحياء الداخلية والمشبعة بكل أنواع القاذورات، ولا يمكن لذلك المسؤول أن يحس بمرارة غربتهم وانتظارهم لذلك الراتب الذي لا يصل في وقته...... هؤلاء الناس يحق لهم المطالبة بحقوقهم مقابل أن يعيشوا، فالشركات المستقدمة لهم أمنت العقاب، فهي تأتي بهؤلاء الناس من غير أي مسؤولية إنسانية أو وطنية.. وليس مهما أمام أصحاب هذه الشركات سوى إبرام صفقة مناقصة تنظيف أي مدينة من مدن المملكة واستلام الشيك ولتذهب تلك العمالة إلى سقر .. هل يعقل هذا؟
وإذا لم تتحرك الأمانات أو وزارة العمل لضمان حقوق هؤلاء الناس، فأين هي جمعية حقوق الانسان من مثل هذه الأفعال بحق الإنسان وبحق الوطن..
والله قد كتبت هذا وأعدت الكتابة مرات ومرات لكن لا أحد يرى من هو أصغر منه، وأمام هذه الحقيقة علينا أن نتذكر وقفتنا أمام الله حين يسألنا عن هؤلاء الضعفاء المساكين.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1272