• ×
admin

هل من الممكن أن تحدث جلطة في القلب والقسطرة طبيعية؟

هل من الممكن أن تحدث جلطة في القلب والقسطرة طبيعية؟
ثلاث حالات مرضية يجب التمييز بينها لأنها تختلف في طريقة العلاج وفي المستقبل المرضي ..

د. خالد عبد الله النمر

اعزائي القراء اليوم سنتحدث عن موضوع في غاية الأهمية للطبيب والمريض معا وسنعرض معاناة احد المرضى (بكلماته التي اختارها) في هذه الحالة الطبية ثم نتحدث عن مفاهيم هامة تتعلق بهذه الحالة. (عمري ثمان وعشرون سنة كنت ألعب كرة طائرة مع اصحابي وقد أحسست بتعب وارهاق وألم شديد في الصدر وتعرق كثيف جدا حتى أنني أحسست بقليل من الغثيان والدوار وعدم الشعور باليد اليسرى.. وبعد الذهاب للمستشفى قالوا لي انزيمات القلب مرتفعة وأن هذه جلطة قلبية حادة وتم عمل قسطرة لي واتضح أنني سليم ولم يتم تركيب الدعامات ولم يعطني الطبيب مسيلات أو أدوية بتاتا ...فماذا اعمل لأني خائف جدا من تكرارها مرة أخرى )؟!!

أنواع جلطات القلب من ناحية القسطره الشريانية :

الغالبية العظمى من جلطات القلب 90% تكون الخثرة الدموية المغلقة للشريان التاجي واضحة في القسطرة الشريانية ولكن هناك حوالي 10% من جلطات القلب الحادة تكون فيها قسطرة الشرايين طبيعية وهذه حالات تكون محيرة للطبيب من جهة ماهو التشخيص؟ وماهو العلاج؟ ومحيرة للمريض من جهة ماهو مستقبل حالة القلب لديه ؟ وهل من الممكن ان تحدث مرة اخرى؟ .. وفي هذه الحالة يجب التمييز بين الامراض المختلفة التي سببت ذلك الارتفاع في انزيمات القلب والاعراض التي اشتكى منها المريض .

ماهي أهم اسباب حدوث جلطة قلبية مع كون القسطرة طبيعية؟

هناك ثلاث حالات مرضية يجب التمييز بينها لأنها تختلف في طريقة العلاج وفي المستقبل المرضي:

1. جلطة القلب الحادة بسبب الخثرة الدموية على تجمع سابق للدهون في جدار الشريان التاجي.

2. جلطة القلب الحادة بسبب انقباض الشرايين المؤقت.(خصوصا بعد الانفعالات العاطفية من الغضب والحزن...الخ).

3. التهاب عضلة القلب.

وهناك اسباب اخرى ولكنها نادرة جدا مثل زيادة لزوجة الدم بنقص عوامل وراثية للتخثر وكذلك الالتهابات الروماتيزمية المزمنة مثل الذئبة الحمراء والروماتيزم وكذلك الجلطات المنتقلة من اماكن اخرى من الجسم ....الخ.

كيف يمكن التمييز بين الاسباب المختلفة لجلطة القلب؟

ولذلك فمن اساسيات ممارسة طب القلب ان كل مريض جلطة قلبية حادة يحتاج الى معرفة نقطتين هامتين في جلطته :

الاولى: ماهي الطريقة التي حدثت بها الجلطة القلبية الحادة ؟

الثانية :كيفية منع حدوث الجلطة القلبية مرة اخرى ؟

حيث يجب التمييز بين التهاب عضلة القلب الذي غالبا مايكون فيروسياً وبين الجلطة الحادة.. فهما يتشابهان كثيرا في الاعراض وارتفاع الانزيمات وتغيرات تخطيط القلب وتصوير الاشعة الصوتية (سونار القلب) والذي يفرّق بينهما في الغالب هو التصوير النووي باجسام مضادة معينة او تصوير الاشعة المغناطيسية لعضلة القلب بالجادولينيوم الذي يظهر الجلطة قريبا من السطح الداخلي subendocardium لعضلة القلب اما الالتهاب الفيروسي فيكون قريبا من السطح الخارجي للعضلة نفسهاepicardial border .... فاذا ثبت انها جلطة قلبية حادة عندئذ يجب معرفة الطريقه التي حدثت بها وهي في الغالب اما انقباض مؤقت للشرايين spasm او ان هناك تجلطا بسيطا في جدار الشريان soft plaqueلايمكن رؤيته بالقسطرة الشريانية وهذا يحتاج الى اشعة صوتية داخل الشرايين التاجية IVUS ويمكن التمييز بينهما بعمل الاشعة الصوتية في المكان المتوقع به التجلط فان لم يوجد به شيء من الشحوم المترسبة المسببة للخثرة الدموية وبالتالي الجلطة..تم عندئذ استبعاد وجود الخثرة سببا للجلطة ويجب النظر في الاحتمالات الاخرى

كيف يمكن استبعاد انقباض الشرايين كسبب للجلطة؟

يمكن تشخيص ذلك بسهولة عن طريق استخدام تحفيز الشرايين على الانقباض مثل ACH او الايرقونوفين ..والتمييز بينهما مهم جدا لطريقة العلاج اما بأدوية تمنع انقباض الشرايين مثل مضادات الكالسيوم والنيتروجلسرين او بأدوية تمنع تراكم الشحوم والخثرات في الشريان مثل ادوية الكلسترول والاسبرين والبلافكس ومضادات بيتا حتى ولوكانت القسطرة طبيعية.

أخطاء محتملة يجب الابتعاد عنها في علاج الجلطة الحاده؟

1.اكثرها انتشارا واخطرها ان يترك المريض بدون علاج نهائيا كما في حالة المريض اعلاه خصوصا اذا كانت القسطرة طبيعية فاذا ثبت انها جلطة كما اسلفنا اعلاه فيجب اعطاؤه جميع الادوية المهمة لمنع تجمع الكلسترول مثل ادوية الكلسترول والاسبرين والبلافكس ومضادات بيتا ومضادات الانجيوتنسين حتى ولو كانت القسطرة طبيعية لأن ذلك يقلل من احتمالية الاصابة بالجلطات مستقبلا وكذلك الوفيات المستقبلية.

2.في المرضى الذين تكون سبب الجلطة لديهم هو انقباض الشرايين فإن الاسبرين ومضادات بيتا تؤدي الى تدهور حالتهم وحدوث الجلطات المتكررة ولذلك وجب الابتعاد عنهما.

3.اعطاء الأدوية المشهورة للجلطة التي سبق ذكرها لا تفيد المريض في حال كونه يعاني من التهاب عضلة القلب.. وبالتالي يعرض المريض لتكلفة الدواء الغالية ومضاعفاته بدون حصول فائده تذكر.

الخلاصة:

هناك فائدتان هامتان اولاهما: انه ليس كل مرضى الجلطات القلبية يجب ان يعطوا نفس الدواء بدون تفكر وتدبر في الطريقة التي حدثت بها الجلطة.

ثانيهما: أن الجلطة القلبية قد تحدث مع كون شرايين القلب في القسطرة الشريانية طبيعية وهي غالبا ما تحدث في فئة الشباب المدخنين ولكنها تحدث في غيرهم ايضا وبالذات بعد الانفعالات العاطفية..وهذا المفهوم له دور كبير في معرفة طريقة علاج اولئك المرضى.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1311