مرض الزهري.. إيجابية التحاليل لا تعني أنه في حالة نشطة
مرض الزهري.. إيجابية التحاليل لا تعني أنه في حالة نشطة
من أعراضه ظهور طفح جلدي أو تقرحات ومضاعفاته أشد عند الذكور
د. صالح بن صالح
عرف مرض الزهري (السيفلس) في أوروبا في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي. ويعتقد أن بعض التجار أو الرقيق الذين جُلبوا من أفريقيا هم أول من نقل المرض إلى أوروبا. ويقال ان بحارة كروستوفر كولومبس نقلوا مرض الزهري من جزر الهند الغربية عام 1492م وكان يسمى آنذاك (الحصبة الهندية).
ويعتقد البعض بأن جنود شارل الثامن الفرنسي نقلوا المرض عند غزوهم لنابولي حيث انتشر هناك مرض الزهري وكاد يؤدي إلى كارثة للجنود الفرنسيين. وكان الفرنسيون يطلقون عليه (المرض الإيطالي) وبالمقابل سماه الإيطاليون (المرض الفرنسي) ثم أخذ مرض الزهري ينتشر في المدن الأوروبية .
وقد تم اكتشاف الجرثومة المسببة لمرض الزهري عام 1905م على يد (شوديني هوفمان) وفي عام 1906م اكتشف "ألبرت نايزر" طريقة تشخيصية لمرض الزهري.
وقد ازدادت نسبة الإصابة بهذا المرض نتيجة لانتشاره في كثير من المناطق وارتفعت نسبة الإصابة خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، الا انه نتيجة لاكتشاف الطرق المخبرية والتشخيصية للمرض واكتشاف البنسلين انخفضت نسبة المصابين بمرض الزهري بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن رغم هذا فهناك كثير من التقارير تشير إلى أن المرض لا يزال يشكل خطراً كبيراً، ففي عام 1999م تم تسجيل اكثر من 12 مليون حالة في العالم وفي عام 2010م سجلت الولايات المتحدة الامريكية وحدها 45834 حالة جديدة اكثرها بين االرجال المثليين.
ولكن يجب التنبيه إلى أن هذه النسبة قد تكون أقل من الرقم الحقيقي خاصة في المناطق التي لا تصل منها تقارير محددة عن الإصابات بمرض الزهري. كما أن كثيراً من الإصابات بمرض الزهري خاصة في المرحلة الأولى للمرض قد لا تشخص أو أنها تعالج بعيادات أو مراكز لا تبلغ عن تلك الحالات.
طرق العدوى بمرض الزهري:
تنتقل جرثومة الزهري بالطرق الآتية:
- الاتصال الجنسي مع المصابين.
- بالملامسة أو بالاحتكاك بالمصاب تحت ظروف معينة كما يحدث عند التقبيل أو الملامسة المباشرة لمنطقة الإصابة.
- عن طريق الأم الحامل: اذ تنقل الأم المصابة مرض الزهري إلى الجنين عن طريق المشيمة أو مباشرة بالملامسة لأطفالها.
- نقل الدم: إذا كان الدم ملوثاً بجرثومة الزهري فإن المرض ينتقل من المصاب إلى السليم.
أعراض مرض الزهري:
تمر أعراض الزهري بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى:
فترة الحضانة وتكون من 3-4 أسابيع وقد تطول فترة الحضانة أو تقصر، وهذه المرحلة قد تبدأ بارتفاع بدرجة حرارة المصاب وألم المفاصل. وفي أغلب الحالات تبدأ الأعراض الخاصة مثل ظهور قرحة في مكان دخول جرثومة الزهري وتسمى هذه القرحة (شانكر CHANCRE)، وبعد حوالي أسبوع من ظهور القرحة تتضخم الغدد اللمفاوية القريبة من مكان القرحة.
المرحلة الثانية:
تبدأ المرحلة الثانية من مرض الزهري بعد أيام من ظهور القرحة وقد تمتد إلى عدة شهور، وفي هذه الحالة تغزو جرثومة الزهري الجسم وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة ومميتة.
وتبدأ الأعراض عادة بظهور طفح جلدي قرمزي اللون ومتعدد الأشكال غير مصحوب بحكة أو ألم في العادة وينتشر هذا الطفح على معظم أنحاء الجسم بما في ذلك في راحة اليدين والكفين.
ويختلف شكل ولون الطفح الجلدي على الأغشية المخاطية للجهاز البولي التناسلي والفم واللسان إذ يكون مائلاً إلى البياض مع تقرحات وخروج بعض الإفرازات المليئة بجرثومة الزهري وهذه التقرحات شديدة العدوى لاحتوائها على جراثيم مرض الزهري.
ومن الأعراض الاخرى للمرحلة الثانية من مرض الزهري:
- ارتفاع درجة الحرارة وآلام المفاصل والعضلات وأشد ما يكون الألم خلال فترات الليل.
- تضخم بالطحال.
- فقر الدم.
- التهاب بالكبد.
- التهاب بأغشية المخ.
وتكون إمكانية العدوى كبيرة في المرحلة الثانية من مرض الزهري. ويرجع ذلك إلى تعدد أماكن الإصابة بالجلد والأغشية المخاطية وتكون طريقة العدوى بالاتصال الجنسي مع المصاب أو مباشرة بالاحتكاك أو الملامسة لأماكن التقرحات أو باستعمال أدواته الملوثة. وفي هذه الحالة قد ينتقل المرض تحت ظروف معينة إلى أفراد العائلة خاصة إلى الزوجة والأطفال.
مضاعفات المرحلة الثانية لمرض الزهري:
تكون المضاعفات أشد في الذكور كما أنها قد تؤدي إلى الوفاة عند الأطفال واليك عزيزي القارئ بعض الأمراض المتصاحبة مع المرحلة الثانية من هذا المرض:
ففي العين:
- التهاب بالقرنية.
- التهاب بحدقة العين والقزحية.
- فقدان البصر وذلك عند قفل الأوعية الدموية للشبكية وتؤدي هذه إلى ألم واحمرار بالعين وكثرة الدمع مع صعوبة الرؤيا بالضوء والخوف من التعرف له.
وفي الجهاز الهضمي:
- تقرحات الجهاز الهضمي وقد يؤدي إلى القيء مع ألم شديد في البطن.
وفي العظام والمفاصل:
- ألم بالصدر والظهر قد يكون مصحوباً بارتفاع درجة الحرارة وتشتد وطأة الألم بالليل ويزداد كذلك عند الحركة والدفء.
- التهاب بعظام الجمجمة يؤدي إلى صداع شديد خاصة بالليل.
المرحلة الثالثة من مرض الزهري:
تظهر هذه الحالة إذا لم يعالج مرض الزهري مبكراً في المرحلة الأولى أو الثانية وتكون مرحلة متأخرة من المرض وتبدأ عادة بعد سنتين أو أكثر وقد تمتد إلى عشر سنوات أو أكثر من بداية المرحلة الأولى.
أعراض المرحلة المتأخرة من مرض الزهري:
ظهور طفح جلدي أو تقرحات في مجموعات على شكل قوس أو دائرة غير مصحوبة بألم أو حكة عادة وتزداد مساحة البقع عند مركزها.
أما في الكف والكعب فيكون الطفح الجلدي مغطى بطبقة كثيفة من القشور أو المادة القرنية الصلبة.
وفي الأغشية المخاطية تظهر بها تدرنات خاصة على سقف الحلق والحاجز الأنفي من الداخل ونتيجة لذلك يحدث تشوه بالأنف مع تدمير الحاجز بين فتحتي الأنف. ومع تقدم المرض يتم تدمير خلايا القلب والجهاز العصبي كليا.
ملاحظة : عند فحص عينة الدم لإجراء تحاليل لمرض الزهري، فإن النتيجة الإيجابية خاصة تحليل (V.D.R.L) لا تعني بالضرورة أن الشخص مصاب بمرض الزهري، لهذا يجب إجراء اختبارات تأكيدية خاصة بالكشف عن مرض الزهري مثل اختبار (TPHA) و (FTA-ABS).
كما أن إيجابية التحاليل لا تعني أيضاً أن مرض الزهري في حالة نشطة، إذ انها فقط تبين أن المريض يكون قد أصيب بمرض الزهري سابقاً أو أن المرض لا يزال يؤثر على المصاب أو أن المريض قد شفي من مرض الزهري بعد العلاج.
لهذا يجب الانتباه جيداً لهذه الملاحظات إذ نلاحظ أحياناً بعض المرضى الذي يتناولون علاجات مرض الزهري لمدة طويلة ومتكررة دون داعٍ، إذ أن اخذ أربعة حقن من البنسلين ذي المفعول الطويل او تناول التتراسيكلين أو الإريثرومايسين تكفي لعلاج مرض الزهري، ويجب مراجعة الطبيب المختص حتى يستطيع أن يبين ما يلزم للمريض ويقدم له النصائح الضرورية خاصة إذا أثر المرض على الزوجة أو الأطفال.
المصدر: صحيفة الرياض
من أعراضه ظهور طفح جلدي أو تقرحات ومضاعفاته أشد عند الذكور
د. صالح بن صالح
عرف مرض الزهري (السيفلس) في أوروبا في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي. ويعتقد أن بعض التجار أو الرقيق الذين جُلبوا من أفريقيا هم أول من نقل المرض إلى أوروبا. ويقال ان بحارة كروستوفر كولومبس نقلوا مرض الزهري من جزر الهند الغربية عام 1492م وكان يسمى آنذاك (الحصبة الهندية).
ويعتقد البعض بأن جنود شارل الثامن الفرنسي نقلوا المرض عند غزوهم لنابولي حيث انتشر هناك مرض الزهري وكاد يؤدي إلى كارثة للجنود الفرنسيين. وكان الفرنسيون يطلقون عليه (المرض الإيطالي) وبالمقابل سماه الإيطاليون (المرض الفرنسي) ثم أخذ مرض الزهري ينتشر في المدن الأوروبية .
وقد تم اكتشاف الجرثومة المسببة لمرض الزهري عام 1905م على يد (شوديني هوفمان) وفي عام 1906م اكتشف "ألبرت نايزر" طريقة تشخيصية لمرض الزهري.
وقد ازدادت نسبة الإصابة بهذا المرض نتيجة لانتشاره في كثير من المناطق وارتفعت نسبة الإصابة خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، الا انه نتيجة لاكتشاف الطرق المخبرية والتشخيصية للمرض واكتشاف البنسلين انخفضت نسبة المصابين بمرض الزهري بعد الحرب العالمية الثانية. ولكن رغم هذا فهناك كثير من التقارير تشير إلى أن المرض لا يزال يشكل خطراً كبيراً، ففي عام 1999م تم تسجيل اكثر من 12 مليون حالة في العالم وفي عام 2010م سجلت الولايات المتحدة الامريكية وحدها 45834 حالة جديدة اكثرها بين االرجال المثليين.
ولكن يجب التنبيه إلى أن هذه النسبة قد تكون أقل من الرقم الحقيقي خاصة في المناطق التي لا تصل منها تقارير محددة عن الإصابات بمرض الزهري. كما أن كثيراً من الإصابات بمرض الزهري خاصة في المرحلة الأولى للمرض قد لا تشخص أو أنها تعالج بعيادات أو مراكز لا تبلغ عن تلك الحالات.
طرق العدوى بمرض الزهري:
تنتقل جرثومة الزهري بالطرق الآتية:
- الاتصال الجنسي مع المصابين.
- بالملامسة أو بالاحتكاك بالمصاب تحت ظروف معينة كما يحدث عند التقبيل أو الملامسة المباشرة لمنطقة الإصابة.
- عن طريق الأم الحامل: اذ تنقل الأم المصابة مرض الزهري إلى الجنين عن طريق المشيمة أو مباشرة بالملامسة لأطفالها.
- نقل الدم: إذا كان الدم ملوثاً بجرثومة الزهري فإن المرض ينتقل من المصاب إلى السليم.
أعراض مرض الزهري:
تمر أعراض الزهري بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى:
فترة الحضانة وتكون من 3-4 أسابيع وقد تطول فترة الحضانة أو تقصر، وهذه المرحلة قد تبدأ بارتفاع بدرجة حرارة المصاب وألم المفاصل. وفي أغلب الحالات تبدأ الأعراض الخاصة مثل ظهور قرحة في مكان دخول جرثومة الزهري وتسمى هذه القرحة (شانكر CHANCRE)، وبعد حوالي أسبوع من ظهور القرحة تتضخم الغدد اللمفاوية القريبة من مكان القرحة.
المرحلة الثانية:
تبدأ المرحلة الثانية من مرض الزهري بعد أيام من ظهور القرحة وقد تمتد إلى عدة شهور، وفي هذه الحالة تغزو جرثومة الزهري الجسم وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة ومميتة.
وتبدأ الأعراض عادة بظهور طفح جلدي قرمزي اللون ومتعدد الأشكال غير مصحوب بحكة أو ألم في العادة وينتشر هذا الطفح على معظم أنحاء الجسم بما في ذلك في راحة اليدين والكفين.
ويختلف شكل ولون الطفح الجلدي على الأغشية المخاطية للجهاز البولي التناسلي والفم واللسان إذ يكون مائلاً إلى البياض مع تقرحات وخروج بعض الإفرازات المليئة بجرثومة الزهري وهذه التقرحات شديدة العدوى لاحتوائها على جراثيم مرض الزهري.
ومن الأعراض الاخرى للمرحلة الثانية من مرض الزهري:
- ارتفاع درجة الحرارة وآلام المفاصل والعضلات وأشد ما يكون الألم خلال فترات الليل.
- تضخم بالطحال.
- فقر الدم.
- التهاب بالكبد.
- التهاب بأغشية المخ.
وتكون إمكانية العدوى كبيرة في المرحلة الثانية من مرض الزهري. ويرجع ذلك إلى تعدد أماكن الإصابة بالجلد والأغشية المخاطية وتكون طريقة العدوى بالاتصال الجنسي مع المصاب أو مباشرة بالاحتكاك أو الملامسة لأماكن التقرحات أو باستعمال أدواته الملوثة. وفي هذه الحالة قد ينتقل المرض تحت ظروف معينة إلى أفراد العائلة خاصة إلى الزوجة والأطفال.
مضاعفات المرحلة الثانية لمرض الزهري:
تكون المضاعفات أشد في الذكور كما أنها قد تؤدي إلى الوفاة عند الأطفال واليك عزيزي القارئ بعض الأمراض المتصاحبة مع المرحلة الثانية من هذا المرض:
ففي العين:
- التهاب بالقرنية.
- التهاب بحدقة العين والقزحية.
- فقدان البصر وذلك عند قفل الأوعية الدموية للشبكية وتؤدي هذه إلى ألم واحمرار بالعين وكثرة الدمع مع صعوبة الرؤيا بالضوء والخوف من التعرف له.
وفي الجهاز الهضمي:
- تقرحات الجهاز الهضمي وقد يؤدي إلى القيء مع ألم شديد في البطن.
وفي العظام والمفاصل:
- ألم بالصدر والظهر قد يكون مصحوباً بارتفاع درجة الحرارة وتشتد وطأة الألم بالليل ويزداد كذلك عند الحركة والدفء.
- التهاب بعظام الجمجمة يؤدي إلى صداع شديد خاصة بالليل.
المرحلة الثالثة من مرض الزهري:
تظهر هذه الحالة إذا لم يعالج مرض الزهري مبكراً في المرحلة الأولى أو الثانية وتكون مرحلة متأخرة من المرض وتبدأ عادة بعد سنتين أو أكثر وقد تمتد إلى عشر سنوات أو أكثر من بداية المرحلة الأولى.
أعراض المرحلة المتأخرة من مرض الزهري:
ظهور طفح جلدي أو تقرحات في مجموعات على شكل قوس أو دائرة غير مصحوبة بألم أو حكة عادة وتزداد مساحة البقع عند مركزها.
أما في الكف والكعب فيكون الطفح الجلدي مغطى بطبقة كثيفة من القشور أو المادة القرنية الصلبة.
وفي الأغشية المخاطية تظهر بها تدرنات خاصة على سقف الحلق والحاجز الأنفي من الداخل ونتيجة لذلك يحدث تشوه بالأنف مع تدمير الحاجز بين فتحتي الأنف. ومع تقدم المرض يتم تدمير خلايا القلب والجهاز العصبي كليا.
ملاحظة : عند فحص عينة الدم لإجراء تحاليل لمرض الزهري، فإن النتيجة الإيجابية خاصة تحليل (V.D.R.L) لا تعني بالضرورة أن الشخص مصاب بمرض الزهري، لهذا يجب إجراء اختبارات تأكيدية خاصة بالكشف عن مرض الزهري مثل اختبار (TPHA) و (FTA-ABS).
كما أن إيجابية التحاليل لا تعني أيضاً أن مرض الزهري في حالة نشطة، إذ انها فقط تبين أن المريض يكون قد أصيب بمرض الزهري سابقاً أو أن المرض لا يزال يؤثر على المصاب أو أن المريض قد شفي من مرض الزهري بعد العلاج.
لهذا يجب الانتباه جيداً لهذه الملاحظات إذ نلاحظ أحياناً بعض المرضى الذي يتناولون علاجات مرض الزهري لمدة طويلة ومتكررة دون داعٍ، إذ أن اخذ أربعة حقن من البنسلين ذي المفعول الطويل او تناول التتراسيكلين أو الإريثرومايسين تكفي لعلاج مرض الزهري، ويجب مراجعة الطبيب المختص حتى يستطيع أن يبين ما يلزم للمريض ويقدم له النصائح الضرورية خاصة إذا أثر المرض على الزوجة أو الأطفال.
المصدر: صحيفة الرياض