الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة.. يسهمان في حياة صحية مديدة
الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة.. يسهمان في حياة صحية مديدة
د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
أضحى الاكتشاف المبكر للأمراض والوقاية منها المهمة الأساسية لمهنة الطب، وكذلك علاجها في مراحلها الأولي ما جعل نتائج العلاج أفضل، في هذه الأيام، إذ يسمح التشخيص الدقيق بالوقاية أو منع تطور الأمراض في بداية تاريخها. ولذلك فقد أوصت منظمة الصحة العالمية بتأسيس برامج الفحص الدوري والفحص المبكر للأمراض بما يفيد صحة الفرد والمجتمع.
إن التمتع بحياة صحية يستدعي الالتزام بأسلوب حياة صحي، حتى في مقتبل العمر. ولأغلبية الناس الذين لا يستخدمون التبغ، يكون وزن الجسم والغذاء الصحي والرياضة أهم العوامل التي يمكن تغييرها للحماية من الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة.
ولكن هل يكفي للحصول علي صحة جيدة والوقاية من الأمراض المزمنة والسرطانات أن يحافظ الشخص فقط علي غذاء صحي، بتناول الفواكه والخضراوات حسب الإرشادات الصحية أربع إلى خمس مرات في اليوم وممارسة الرياضة بانتظام؟
سؤال محير وجهناه مع أسئلة أخرى إلى الدكتورة ناهد عبد الحميد قوشماق استشارية الطب الباطني وتخثر الدم والأورام عضوة الجمعية الكندية لأبحاث الصحة العالمية - العيادات الأولى الحديثة - إيتوال بجدة، فأجابت بالنفي وأن كل ذلك يبقى بلا معنى في حال كون الشخص يمارس أسلوبا خاطئا وغير صحي في حياته كأن يكون «مدخنا».
برامج الدعم الصحي
* وأضافت د. ناهد أن التمتع بحياة صحية لا شك أنه يتم بالمحافظة علي وزن صحي والرياضة الصحية والمحافظة علي الحركة والنشاط الدائم في كل يوم من حياتنا. وهي نفس العوامل التي تقلل من نسبة الإصابة بالسكري وأمراض القلب. وعلى الرغم من أن بإمكان كل واحد منا أن يقوم بهذا الاختيار الصحي، إلا أن هذه الاختيارات قد تتأثر بظروفنا الاجتماعية والاقتصادية وعوامل البيئة التي نحيا فيها.
ولذلك لا بد من وجود برامج تدعم الاختيار الصحي في مجتمعاتنا بتوفير الاختيارات الصحية وزيادة وعينا بأهمية الصحة في مجتمع سليم، ومنها:
- الغذاء الصحي المتوازن الذي يتمثل في اختيار الكمية والنوعية من الأكل التي تساهم في الحفاظ علي الصحة دون زيادة في الوزن.
- ممارسة الرياضة بانتظام - رياضة متوسطة لمدة 150 دقيقة متفرقة خلال الأسبوع بمعدل 30 - 40 دقيقة على الأقل 4 مرات يوميا في خلال الأسبوع، أو رياضة قوية لمدة 75 دقيقة متفرقة في خلال الأسبوع.
أهمية الحركة
* وتعتبر الحركة من أهم العوامل التي تحمي من الأمراض المزمنة فمثلا نجد المحافظة علي نشاط يومي يساعد الجسم على:
- التقليل من نسبة الإصابة بأمراض القلب والجلطات والسكري والضغط.
- المحافظة على مرونة المفاصل ومدى حركتها على المدى الطويل مع التقدم في العمر.
- التقليل من هشاشة العظام وخطر الإصابة بالكسور.
- تحسين الحالة النفسية والتقليل من خطر الإصابة بالاكتئاب.
- المحافظة على سلامة الذاكرة مع تقدم العمر.
ومن الإرشادات البسيطة التي تساعدنا علي الحركة: التقليل من ساعات مشاهدة التلفزيون وممارسة نشاطات بسيطة تساعد الجسم على الحركة، المشي بانتظام، القيام بالأعمال اليومية الحياتية أو المنزلية البسيطة دون الاعتماد على الآخرين إن أمكن.
التدخين
* وأضافت د. ناهد أن عدم التدخين أو عدم التعرض للتدخين يعتبر من أهم الأمور التي ينظر لها عند التحدث عن الحياة الصحية وعند التحدث عن الوقاية من السرطان. ويجب أن نؤكد بعض الحقائق، ومن أهمها:
- التدخين هو المسبب الرئيسي لسرطان الرئتين وأمراض مزمنة أخرى.
- يؤدي التدخين مباشرة إلى حالات كثيرة من الوفاة، وقد ارتبط ارتباطا وثيقا بالسرطانات وأمراض القلب وأمراض الرئتين المزمنة.
- يؤثر التدخين أيضا على مدى طول عمر الإنسان، فعدد الأشخاص الذين يتوفون في عمر أقل من سبعين سنة نتيجة للأمراض الناتجة عن التدخين يفوق العدد الإجمالي للأشخاص الذين يتوفون من أمراض الإيدز وسرطان الثدي والمخدرات.
- تحتوي السيجارة على آلاف المواد الضارة، وهناك على الأقل 400 منها ضارة وسامة للجسم.
ومن هذه المواد الضارة: - مادة التار، وهي المادة المسببة للسرطان.
- النيكوتين، وهي مادة مدمنة وتؤدي إلى ارتفاع الكولسترول في الدم.
- أول أكسيد الكربون الأحادي - وهو يؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم.
- مواد وجزئيات، تؤدي إلى أمراض الرئتين المزمنة للمدخن.
«أمراض التدخين»
* لا شك أن التدخين ارتبط بالكثير من الأمراض ومن أهمهما: أمراض القلب وتصلب الشرايين. ولقد ثبت أن التدخين يسرع من عملية تصلب الشرايين التي عادة تتم ببطء على مر السنين ويؤدي إلى الإصابة بالجلطة القلبية أو الدماغية. كما يؤدي إلى قصور شرايين القلب والكلي ومرض ضغط الدم مما يؤدي إلى أمراض الكلى المزمنة. كما يسرع التدخين بالتبكير بالإصابة بهذه الأمراض بمعدل عشر سنوات مقارنة بغير المدخنين. ويمثل المدخنون نسبة 9 من كل عشر مصابين بقصور الشرايين القلبية. يسبب التدخين أيضا قصور شرايين الأطراف والذي قد يؤدي إلى الغنرغرينا أو البتر أحيانا.
ولا ننسى أن من أهم مسببات سرطان الرئة هو التدخين وارتبط التدخين بأنواع أخرى من السرطان كسرطان الفم، المثانة، البنكرياس، الكلية والمريء وعنق الرحم. وارتبط التدخين بأمراض الرئة المزمنة والربو، كما أنه قد يؤثر على مدى الخصوبة لدى النساء والرجال. ولا ننسى أن التدخين يؤثر أيضا على نضارة البشرة ويعجل من ظهور التجاعيد.
أما أضرار التدخين السلبي فتشمل الأطفال الذين ينشؤون في منزل يدخن فيه أحد الأبوين أو كلاهما إذ يصبحون عرضة لالتهابات الشعب الهوائية المزمنة وأمراض الربو المزمن. وعند الرضع تزيد نسبة خطر الإصابة بأمراض والتهابات الجهاز التنفسي وموت المهد. وأما عند البالغين، فإن التدخين السلبي يعرضهم إلى خطر الإصابة بسرطان الرئتين بينما لم تثبت الدراسات بعد ارتباط التدخين السلبي بأمراض القلب.
وأخيرا، تؤكد د. ناهد قوشماق على الالتزام بالفحص الدوري والفحص المبكر بقدر الإمكان والمسارعة باتخاذ الاحتياطات التي يوصي بها الطبيب بعد الفحص الدوري للتقليل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والسرطانات أو علاجها في مراحلها المبكرة.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
أضحى الاكتشاف المبكر للأمراض والوقاية منها المهمة الأساسية لمهنة الطب، وكذلك علاجها في مراحلها الأولي ما جعل نتائج العلاج أفضل، في هذه الأيام، إذ يسمح التشخيص الدقيق بالوقاية أو منع تطور الأمراض في بداية تاريخها. ولذلك فقد أوصت منظمة الصحة العالمية بتأسيس برامج الفحص الدوري والفحص المبكر للأمراض بما يفيد صحة الفرد والمجتمع.
إن التمتع بحياة صحية يستدعي الالتزام بأسلوب حياة صحي، حتى في مقتبل العمر. ولأغلبية الناس الذين لا يستخدمون التبغ، يكون وزن الجسم والغذاء الصحي والرياضة أهم العوامل التي يمكن تغييرها للحماية من الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة.
ولكن هل يكفي للحصول علي صحة جيدة والوقاية من الأمراض المزمنة والسرطانات أن يحافظ الشخص فقط علي غذاء صحي، بتناول الفواكه والخضراوات حسب الإرشادات الصحية أربع إلى خمس مرات في اليوم وممارسة الرياضة بانتظام؟
سؤال محير وجهناه مع أسئلة أخرى إلى الدكتورة ناهد عبد الحميد قوشماق استشارية الطب الباطني وتخثر الدم والأورام عضوة الجمعية الكندية لأبحاث الصحة العالمية - العيادات الأولى الحديثة - إيتوال بجدة، فأجابت بالنفي وأن كل ذلك يبقى بلا معنى في حال كون الشخص يمارس أسلوبا خاطئا وغير صحي في حياته كأن يكون «مدخنا».
برامج الدعم الصحي
* وأضافت د. ناهد أن التمتع بحياة صحية لا شك أنه يتم بالمحافظة علي وزن صحي والرياضة الصحية والمحافظة علي الحركة والنشاط الدائم في كل يوم من حياتنا. وهي نفس العوامل التي تقلل من نسبة الإصابة بالسكري وأمراض القلب. وعلى الرغم من أن بإمكان كل واحد منا أن يقوم بهذا الاختيار الصحي، إلا أن هذه الاختيارات قد تتأثر بظروفنا الاجتماعية والاقتصادية وعوامل البيئة التي نحيا فيها.
ولذلك لا بد من وجود برامج تدعم الاختيار الصحي في مجتمعاتنا بتوفير الاختيارات الصحية وزيادة وعينا بأهمية الصحة في مجتمع سليم، ومنها:
- الغذاء الصحي المتوازن الذي يتمثل في اختيار الكمية والنوعية من الأكل التي تساهم في الحفاظ علي الصحة دون زيادة في الوزن.
- ممارسة الرياضة بانتظام - رياضة متوسطة لمدة 150 دقيقة متفرقة خلال الأسبوع بمعدل 30 - 40 دقيقة على الأقل 4 مرات يوميا في خلال الأسبوع، أو رياضة قوية لمدة 75 دقيقة متفرقة في خلال الأسبوع.
أهمية الحركة
* وتعتبر الحركة من أهم العوامل التي تحمي من الأمراض المزمنة فمثلا نجد المحافظة علي نشاط يومي يساعد الجسم على:
- التقليل من نسبة الإصابة بأمراض القلب والجلطات والسكري والضغط.
- المحافظة على مرونة المفاصل ومدى حركتها على المدى الطويل مع التقدم في العمر.
- التقليل من هشاشة العظام وخطر الإصابة بالكسور.
- تحسين الحالة النفسية والتقليل من خطر الإصابة بالاكتئاب.
- المحافظة على سلامة الذاكرة مع تقدم العمر.
ومن الإرشادات البسيطة التي تساعدنا علي الحركة: التقليل من ساعات مشاهدة التلفزيون وممارسة نشاطات بسيطة تساعد الجسم على الحركة، المشي بانتظام، القيام بالأعمال اليومية الحياتية أو المنزلية البسيطة دون الاعتماد على الآخرين إن أمكن.
التدخين
* وأضافت د. ناهد أن عدم التدخين أو عدم التعرض للتدخين يعتبر من أهم الأمور التي ينظر لها عند التحدث عن الحياة الصحية وعند التحدث عن الوقاية من السرطان. ويجب أن نؤكد بعض الحقائق، ومن أهمها:
- التدخين هو المسبب الرئيسي لسرطان الرئتين وأمراض مزمنة أخرى.
- يؤدي التدخين مباشرة إلى حالات كثيرة من الوفاة، وقد ارتبط ارتباطا وثيقا بالسرطانات وأمراض القلب وأمراض الرئتين المزمنة.
- يؤثر التدخين أيضا على مدى طول عمر الإنسان، فعدد الأشخاص الذين يتوفون في عمر أقل من سبعين سنة نتيجة للأمراض الناتجة عن التدخين يفوق العدد الإجمالي للأشخاص الذين يتوفون من أمراض الإيدز وسرطان الثدي والمخدرات.
- تحتوي السيجارة على آلاف المواد الضارة، وهناك على الأقل 400 منها ضارة وسامة للجسم.
ومن هذه المواد الضارة: - مادة التار، وهي المادة المسببة للسرطان.
- النيكوتين، وهي مادة مدمنة وتؤدي إلى ارتفاع الكولسترول في الدم.
- أول أكسيد الكربون الأحادي - وهو يؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم.
- مواد وجزئيات، تؤدي إلى أمراض الرئتين المزمنة للمدخن.
«أمراض التدخين»
* لا شك أن التدخين ارتبط بالكثير من الأمراض ومن أهمهما: أمراض القلب وتصلب الشرايين. ولقد ثبت أن التدخين يسرع من عملية تصلب الشرايين التي عادة تتم ببطء على مر السنين ويؤدي إلى الإصابة بالجلطة القلبية أو الدماغية. كما يؤدي إلى قصور شرايين القلب والكلي ومرض ضغط الدم مما يؤدي إلى أمراض الكلى المزمنة. كما يسرع التدخين بالتبكير بالإصابة بهذه الأمراض بمعدل عشر سنوات مقارنة بغير المدخنين. ويمثل المدخنون نسبة 9 من كل عشر مصابين بقصور الشرايين القلبية. يسبب التدخين أيضا قصور شرايين الأطراف والذي قد يؤدي إلى الغنرغرينا أو البتر أحيانا.
ولا ننسى أن من أهم مسببات سرطان الرئة هو التدخين وارتبط التدخين بأنواع أخرى من السرطان كسرطان الفم، المثانة، البنكرياس، الكلية والمريء وعنق الرحم. وارتبط التدخين بأمراض الرئة المزمنة والربو، كما أنه قد يؤثر على مدى الخصوبة لدى النساء والرجال. ولا ننسى أن التدخين يؤثر أيضا على نضارة البشرة ويعجل من ظهور التجاعيد.
أما أضرار التدخين السلبي فتشمل الأطفال الذين ينشؤون في منزل يدخن فيه أحد الأبوين أو كلاهما إذ يصبحون عرضة لالتهابات الشعب الهوائية المزمنة وأمراض الربو المزمن. وعند الرضع تزيد نسبة خطر الإصابة بأمراض والتهابات الجهاز التنفسي وموت المهد. وأما عند البالغين، فإن التدخين السلبي يعرضهم إلى خطر الإصابة بسرطان الرئتين بينما لم تثبت الدراسات بعد ارتباط التدخين السلبي بأمراض القلب.
وأخيرا، تؤكد د. ناهد قوشماق على الالتزام بالفحص الدوري والفحص المبكر بقدر الإمكان والمسارعة باتخاذ الاحتياطات التي يوصي بها الطبيب بعد الفحص الدوري للتقليل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والسرطانات أو علاجها في مراحلها المبكرة.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط