• ×
admin

الارتجاع البلعـومي الحنجري

الارتجاع البلعـومي الحنجري


د. عبد العزيز عاشور

بدأ العالم يتعرف على هذا المرض أو على الأمراض الناشئة من هذا الارتجاع منذ فتره قريبه جداً- في التسعينات- حينما بدأت أمراضه تنتشر انتشاراً واسعاً على مستوى العالم- فبدأت البحوث تنهال يمنة ويسرة ومن كل حدب للتعرف على هذه المشكلة الجديدة- أسبابها- وكيفية تكوينها- الكشف عليها- علاجها- مضاعفاتها وطرق الوقاية منها .
تعتبر أمراض الارتجاع البلعومي الحنجري كأمراض الارتجاع المريئي من الأمراض الحديثة،بل من أمراض الطفرة- أمراض الرفاهية- لذا فانها تنتشر في معظم المجتمعات المترفه،الثرية وخاصة عند اولئك ذي الوزن الزائد والسمنة المفرطة،كثيري الأكل قليلي الحركة- مثلها مثل أمراض الرفاهية الأخرى- كالسمنة والسكر وإرتفاع الضغط وجلطات القلب والدماغ وغيرها .
إذا ولاعجب فهي أكثر انتشارا ًًفي مجتمعاتنا عنها في أي مجتمع آخر- لاحول ولاقوة إلا بالله.
وقبل أن ندخل في التفاصيل دعنا نتعرف على أعضاء الارتجاع تشريحياً ثم نشرح بأسلوب مبسط كيف تنشأ المشكلة؟وما هي أسبابها؟ ثم ندرس سوياً ما هي أعراض هذا الارتجاع ؟وطرق تشخيصه وعلاجه ثم طرق الوقاية منه- ربما نحتاج إلى أكثر من مقالة لتغطية مثل هذا الموضوع الهام المتشعب .
تشريحياً ترتبط الأمعاء الدقيقة بالمعدة وترتبط المعدة بالمريء عن طريق فتحة محكمة الاغلاق بعضلات دائرية قوية تمنع إرتجاع محتوى المعدة إلى أعلى المريء بعد دخوله المعدة و إلى أعلى يرتبط المريء بالبلعوم ويتحكم في هذا الاتصال هنا أيضا حلقات عضلية دائرية قوية تمنع إرتجاع محتوى المريء إلى البلعوم ومن ثم انتشار هذا المحتوى إلى كل ماهو مرتبط بالبلعوم من حنجرة وأنف وجيوب أنفية وبلعوم أنفي وأذن وسطى ولوز وغيره.
يتكون المريء من أنبوبة عضلية طويلة تمتد داخل القفص الصدري مغطاة بغشاء مخاطي قوي ومتين يقاوم كثيراً من الأحماض والأنزيمات إلى حد ما ، أما البلعوم وما يتصل به من أعضاء فأنها مبطنة بأغشية مخاطية ناعمة جداً لا تتحمل قوى وتأثير الأحماض والأنزيمات المرتجعة من المعدة و المريء.
يتكون محتوى المعدة عادةً من أحماض قوية وكثيرة و قليل من الأنزيمات اللازمة لعملية الهضم الأول .
■ كيف يتم الارتجاع؟
كما أسلفنا المفروض لا يمكن أن يكون هناك إرتجاع لأن العضلات الكثيفة المتواجدة عند اتصال المعدة بالمريء والأخرى المتواجدة عند إتصال المريء بالبلعوم تمنع أي إرتجاع في الاتجاه المعاكس أي من المعدة إلى أعلى- ولكن كما هو معروف ليس كل شيء يعمل (مئة في المئة)- فهناك أحوال كثيره وأمراض تؤثرعلى هذه العملية الدقيقة وتخل بوظيفتها وأدائها وهنا تبدأ عملية الارتجاع وتبدأ المشاكل والشكوى. ومن هذه الأسباب أو العوامل المساعدة للاصابة بالارتجاع :
- السمنة (سبب رئيسي لارتخاء العضلات القابضة)
- إرتفاع ضغط التجويف البطني مثلاً لدى الحوامل .
- رياضه رفع الأثقال.
- الامساك المزمن.
- الاكثار من الوجبات الدهنية الدسمة.
- العشاء المتأخر الدسم .
- الاكثار من تناول القهوة والشاي وخاصة في الليل.
- التدخين بجميع أنواعه.
- النوم على مخدة لينة ومنخفضة الارتفاع.
- النوم على البطن أو الظهر .
- تناول الفلافل والحمضيات بكثرة وخاصة مع وجبة العشاء .
- أمراض خلقية .
- ارتخاء في العضلات التي من واجبها منع الارتجاع (كما ذكرنا سلفنا) وأسباب أخرى.
■ ماهي شكوى المريض ذي الارتجاع البلعومي الحنجري؟
عادة ما يشتكي المريض من :
- بحة وضعف بالصوت.
- كحة جافة متكررة.
- الشعور بتنظيف الحلق والحنجرة .
- كثرة المخاط واللعاب بالبلعوم والحنجرة
- شرقة قوية ومتكررة.
- الشعور بحموضة وحرقان (في المريء) خلف الصدر.
■ كيف يتم التشخيص؟
- عن طريق قصة المرض وشكوى المريض.
- الفحص الشامل من طبيب الأنف والأذن والحنجرة (وليس الباطنية) بما في ذلك الحنجرة.
- تنظير الحنجرة كاملة من أعلى إلى أسفل وخاصة الحبال الصوتية.
■ بعد ذلك يبدأ العلاج والذي يجب أن يتكون:
- من الحمية ضد كل ما هو حامض ومفلفل ودهن ومنبه.
- ضبط السلوكيات بما في ذلك الاقلاع عن التدخين والمشروبات الروحية - تخفيف الوزن والاقلاع عن شرب القهوة والشاي وخاصة بعد العشاء.
-أخذ الأدوية الضابطة والمخفضة لكمية الحامض المعوي.
وعادةً مايكون العلاج طويل المدى(من ستة- اثني عشر شهراً) يتم خلالها مراجعة المريض للطبيب كل شهرين.
وفي حاله فشل العلاج وهو ما يكون نادراً إذا ما التزم المريض بالجدول السابق،ففي هذه الحالات يجب إتخاذ الآتي :
- قياس نسبة الحامض في المريء والبلعوم .
- تنظير شامل( للمعدة والمريء والبلعوم والحنجرة).
- وعليه يتم تغيير نمط العلاج،وعادةً ما يكفي ذلك.
في حالات نادره جداً وعند فشل كل الطرق السلمية السابق ذكرها يجب مساهمة العلاج الجراحي في عمليه العلاج.
شافاكم الله

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  17752