حصانة ضد الخوف من الموت
حصانة ضد الخوف من الموت
د. هاشم عبده هاشـم
مر يوم أمس.. كما تمر سائر الأيام.. ولم يشهد العالم تغيرا على كوكب الأرض.. وبقينا نحن الأحياء.. في سلامة الله ورعايته وحفظه.. وليس كما توقع «المهووسون» بما يسمونه علم الطبيعة.. وفلسفاتها.. وليس كما تردد في بعض الأوساط العلمية في البداية ثم تراجعت عن توقعاتها تلك كما فعلت «ناسا».. وليس كما أشاع «المرجفون» و«المتكسبون» على حساب طمأنينة الإنسان.. ومستقبل الإنسانية..
ها نحن نجلس في بيوتنا.! ومكاتبنا.. نمارس حياتنا الطبيعية.. ونستمتع بمختلف مظاهر الجمال في هذه الحياة نسعد.. ونشقى.. نتحرك.. ونأكل ونشرب.. ونطلق «النكات» و«الزفرات» ونعبر عن الأحلام والآلام.. كما هي الحياة بطبيعتها.. بمرها.. وبحلوها.. بهناءتها وتعاستها.. لا شيء جديدا.. ولا شيء مختلفا.. ولا شيء غير طبيعي وغير مألوف..
حتى المجتمعات المادية التي عاشت الساعات الفائتة في الملاجئ وكأنها ستقيها من الفناء.. أو تحميها من المصير الأخير كما كانت تتوقع.. حتى هؤلاء غادروا تحصيناتهم تلك.. وهم يتلفتون خلفهم وعن يمينهم ويسارهم فلا يجدون شيئا غير عادي كما كانوا يتوقعون.. وكما عاشوا الساعات الماضية في «هلع» لا مثيل له..
لهؤلاء جميعا..
وللشعوب التي ما زالت ترهن عقولها عند المتاجرين بالظواهر الطبيعية وبالتفسيرات المتجاوزة.. لهؤلاء نقول إن الإيمان وليس غير الإيمان.. بعزة الله.. وقدرته.. وجلاله.. ثم بالعقل الإنساني الذي منحنا الله فيه نعمة التفكر.. والتدبر. هو الذي يحمينا.. ويقينا من الشرور.. والمصائب.. وإن مثل هذه الأمور لا يجب أن نفكر فيها إلا بالقدر الذي تدفعنا فيه إلى إتقان عملنا.. وإلى مخافة الله في أنفسنا.. وفي من اؤتمنا عليهم.. وفيما نحن مكلفون به.. وأن نترك أمر هذا الكون لخالق الكون.. بعد ذلك..
فالعمل الصالح.. والعمل من أجل الدنيا.. إعمارا للكون.. والعمل لصالح الأوطان.. كل هذه تمثل بالنسبة لنا ــ في هذا الكون ــ أكبر حصانة ضد الخوف وضد القلق.. وضد الشعور بالهزيمة من الداخل.
***
ضمير مستتر:
لا يخاف من الموت.. إلا من يعملون ضد الحياة.
المصدر: صحيفة عكاظ
د. هاشم عبده هاشـم
مر يوم أمس.. كما تمر سائر الأيام.. ولم يشهد العالم تغيرا على كوكب الأرض.. وبقينا نحن الأحياء.. في سلامة الله ورعايته وحفظه.. وليس كما توقع «المهووسون» بما يسمونه علم الطبيعة.. وفلسفاتها.. وليس كما تردد في بعض الأوساط العلمية في البداية ثم تراجعت عن توقعاتها تلك كما فعلت «ناسا».. وليس كما أشاع «المرجفون» و«المتكسبون» على حساب طمأنينة الإنسان.. ومستقبل الإنسانية..
ها نحن نجلس في بيوتنا.! ومكاتبنا.. نمارس حياتنا الطبيعية.. ونستمتع بمختلف مظاهر الجمال في هذه الحياة نسعد.. ونشقى.. نتحرك.. ونأكل ونشرب.. ونطلق «النكات» و«الزفرات» ونعبر عن الأحلام والآلام.. كما هي الحياة بطبيعتها.. بمرها.. وبحلوها.. بهناءتها وتعاستها.. لا شيء جديدا.. ولا شيء مختلفا.. ولا شيء غير طبيعي وغير مألوف..
حتى المجتمعات المادية التي عاشت الساعات الفائتة في الملاجئ وكأنها ستقيها من الفناء.. أو تحميها من المصير الأخير كما كانت تتوقع.. حتى هؤلاء غادروا تحصيناتهم تلك.. وهم يتلفتون خلفهم وعن يمينهم ويسارهم فلا يجدون شيئا غير عادي كما كانوا يتوقعون.. وكما عاشوا الساعات الماضية في «هلع» لا مثيل له..
لهؤلاء جميعا..
وللشعوب التي ما زالت ترهن عقولها عند المتاجرين بالظواهر الطبيعية وبالتفسيرات المتجاوزة.. لهؤلاء نقول إن الإيمان وليس غير الإيمان.. بعزة الله.. وقدرته.. وجلاله.. ثم بالعقل الإنساني الذي منحنا الله فيه نعمة التفكر.. والتدبر. هو الذي يحمينا.. ويقينا من الشرور.. والمصائب.. وإن مثل هذه الأمور لا يجب أن نفكر فيها إلا بالقدر الذي تدفعنا فيه إلى إتقان عملنا.. وإلى مخافة الله في أنفسنا.. وفي من اؤتمنا عليهم.. وفيما نحن مكلفون به.. وأن نترك أمر هذا الكون لخالق الكون.. بعد ذلك..
فالعمل الصالح.. والعمل من أجل الدنيا.. إعمارا للكون.. والعمل لصالح الأوطان.. كل هذه تمثل بالنسبة لنا ــ في هذا الكون ــ أكبر حصانة ضد الخوف وضد القلق.. وضد الشعور بالهزيمة من الداخل.
***
ضمير مستتر:
لا يخاف من الموت.. إلا من يعملون ضد الحياة.
المصدر: صحيفة عكاظ