• ×
admin

التقرحات الفموية.. الاضطرابات النفسية تساعد في ظهورها!

التقرحات الفموية.. الاضطرابات النفسية تساعد في ظهورها!
بعضها قد يكون متكرراً ومزعجاً خاصة عندما تصاحب بنوع من الألم والحرقة عند تناول الطعام

د. عبدالله بن صالح الكريديس

التقرحات الفموية متعددة الأسباب قد تحصل نتيجة لالتهابات بكتيرية أو فيروسية أو بيئية وفي أحيانا أخرى غير معروفة. يعاني بعض الناس من ظهور تقرحات في الفم بشكل متكرر ومزعج، حيث انها عادة ما تصاحب بنوع من الألم والحرقة خاصة عند تناول الطعام. وقد تختفي هذه التقرحات وتظهر مرارا وتكرارا مما يوقع الانسان في حيرة وقلق حرج. وأحيانا أخرى يصاب البعض بتقرحات مزمنة ولكنها غير مؤلمة وغير ملحوظة أحيانا ويكتشفها المرء بالصدفة عند زيارة طبيب الأسنان. وبصفة عامة فان التقرحات الفموية متعددة الأسباب قد تحصل نتيجة لالتهابات بكتيرية أو فيروسية أو بيئية وفي أحيانا أخرى غير معروفة. واليوم سنسلط الضوء على التقرحات الأكثر شيوعا وهي التي تظهر بشكل متكرر، ونترك الأخرى المزمنة الى وقت آخر كونها تحتاج الى كثير من التفصيل.

التقرحات القلاعية

ان أكثر التقرحات شيوعا هو ما يعرف بالتقرحات القلاعية (Recurrent Apthous Ulcers) وهي عبارة عن تقرحات تصيب أغشية الفم المبطنة، حيث تظهر في عدة أماكن في الفم مثل اللثة، الغشاء المبطن للخد، اللسان، سقف الحلق وكذلك الشفتين.

ويتراوح عدد التقرحات من واحدة وحتى نحو عشرة موزعة في أجزاء الفم. ويكون شكلها بيضاويا وسطحيا وقد يغطيها غشاء ابيض ويحيطها احمرار في الأنسجة المحيطة. تصيب التقرحات الفموية المتكررة ما يقارب ال 10 الى 12 % من الناس وذلك حسب الاحصائيات المتوفرة وقد تصيب أيا من الجنسيين بالتساوي وقد تحصل في جميع الأعمار.

وأهم ما يجب معرفته هو كيفية التشخيص والعلاج. هناك ثلاثة أنواع من تلك التقرحات وتختلف باختلاف حجم التقرح وهي كالآتي:

- التقرحات الفموية الصغيرة (Minor Apthous Ulcer): وهي الأكثر شيوعا وتحدث عادة في الجزء الأمامي من الفم ويتراوح عددها من 3- 6، وهي صغيرة في الحجم وعادة ما تلتئم خلال عدة أيام.

- التقرحات الفموية الكبيرة ( Major Apthous Ulcer): وهي اقل شيوعا من السابقة ولا يتجاوز عددها عن ثلاثة تقرحات ومدة الشفاء منها أطول من التقرحات الصغيرة.

- التقرحات الصغيرة جدا (Herpitiform Ulcers): وقد يتراوح عددها من 10- 100 وهي الأقل شيوعا.

أما بالنسبة إلى الأسباب المؤدية اليها، فأكثرها غير معروف ومحدد. ولكن يعتقد كثير من علماء طب الأسنان بأن الاضطرابات النفسية لها تأثير كبير في حدوثها وكذلك الوراثة أو اختلال الجهاز المناعي لدى المريض أو تناول بعض الأطعمة التي تسبب تهيجا في الأغشية المخاطية للفم أو التي تسبب الجروح أو الأطعمة الساخنة جدا.

وقد تصاحب العلاج الكيماوي لمرضى السرطان في الوجه والفكين أو العلاج الإشعاعي، ومن الأسباب أيضا تناول الكحول والتدخين بشراهة، ولا ننسى بعض أمراض واضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة وفقر الدم.

ولذلك من المهم جدا إجراء الفحص الطبي الدقيق للتأكد من الأسباب المؤدية للتقرحات، وعادة ما يقوم الطبيب بفحص الدم وكذلك أخذ عينة أو مسحة من التقرح لمعرفة إذا كانت هناك أي التهابات فيروسية أو بكتيرية. يتميز هذا النوع من التقرحات بأنه يزول بسرعة مع الوقت وقد يستغرق الشفاء من التقرحات أسبوعا واحدا أو أكثر ويتركز الألم في أول يومين ومن ثم يختفي تدريجيا من غير أن يسبب الندوب. وعادة ما يكون العلاج في فترة الاصابة وقائيا، هدفه التخفيف من الآلام المصاحبة ومنع تهيجها أثناء الأكل والشرب.

وينصح في تلك الفترة بتكثيف التنظيف بواسطة الفرشاة والمعجون الذي لا يحتوي على الحبيبات التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تفاقم وضع التقرحات.

وكذلك ينصح باستخدام مضمضة للفم تحتوي على المضاد الحيوي (Chlorhexidiene Mouth Wash) وهنالك أيضا أنواع من المراهم الموضعية التي تحتوي على مادة السترويد (Kenelog in Orabase).

ومن الممكن أيضا استخدامالمسكنات الموضعية المخدرة (Topical Anesthesia).

التقرحات الفيروسية

التقرحات الفيروسية والتهابات اللثة والفم (Gingivostomatitis) هي تقرحات محتوية على سوائل وتصيب منطقة الشفاه والأنف والذقن أحيانا.

وسبب هذا المرض هو الإصابة ي البداية بفيروس الهربيس (Herpes Virus Type I) وعادة ما يحصل قبل سن البلوغ وينتقل عن طريق الملامسة المباشرة للأشخاص المصابين.

وتكون فترة حضانة الفيروس من 2-12 يوما، حيث يصاب الطفل بتقرحات عديدة منتشرة في كثير من أجزاء الفم ويكون مصاحبا بارتفاع في درجة الحرارة وصداع واعياء شديدين أثناء فترة الاصابة.

وقد يبقى هذا الفيروس في الجسم لسنوات عديدة مسببا عدة إصابات في فترات قريبة وفي بعض الأحيان يبقى خاملا في الجسم لفترات طويلة.

واذا تكررت الاصابة به نتيجة لتنشيط الفيروس مرة أخرى يسمى بالتهاب البرد (cold sore) حيث تكون التقرحات صغيرة ومملوءة بالسوائل وتصيب حواف الشفتين.

ومن أهم اسباب تكرار الإصابة بهذه التقرحات:

ارتفاع درجة الحرارة، ونقص في مناعة الجسم والاضطرابات النفسية وحروق الشمس.

يماثل علاج هذه التقرحات علاج التقرحات القلاعية، حيث انها تتماثل للشفاء خلال أسبوع واحد من غير علاج وكل ما تحتاجه نوع من العلاج الوقائي يتلخص في استخدام المسكنات الموضعية في حالة الألم والإكثار من شرب الماء والسوائل واستخدام المضمضة المحتوية على المضاد الحيوي كما وينصح بالابتعاد عن الأطعمة الحامضة والمالحة وأحيانا يتم وصف مضادات الفيروسات التي قد تخفف من شدة الالتهابات.

التهاب فطر الكانديدا

التهاب فطر الكانديدا (candidiasis)، التهاب فطري يحدث بسبب تكاثر فطر الكانديدا (Candida Albican) في الفم, وعادة ما يصيب الأشخاص الذين لديهم أطقم أسنان متحركة كما وأنه يصيب الأطفال الرضع والمتقدمين في العمر وكذلك المصابين بأمراض معدية ومتفاقمة. كما وأن كثرة تناول المضادات الحيوية تسبب نقصا في عدد البكتيريا الطبيعية في الفم (Normal Flora) وبالتالي تؤدي إلى نمو الفطريات بكثرة.

أما بالنسبة لشكل الالتهاب فيظهر بعدة أشكال بالرغم من أن السبب هو نفس النوع من الفطريات فقد يظهر بصورة مساحة من الغشاء أو على شكل تقرحات بيضاء منتشرة في الأغشية المخاطية المبطنة للفم وقد لا تكون مسببة للألم.

وأحيانا تظهر بصورة تقرحات حمراء كالتي تصيب مرضى أطقم الأسنان وتكون مؤلمة في بعض الأحيان. ويتم العلاج بعد الفحص الدقيق ومعرفة سبب المرض، ويمكن القول ان الوقاية خير من العلاج فمن المهم اتباع إرشادات العناية الصحيحة للفم والأسنان، حيث يجب استخدام الفرشاة الناعمة بانتظام وذلك لتنظيف الأسنان والمناطق المصابة. وكذلك إرشاد الأشخاص الذين لديهم أطقم الأسنان بالعناية الشديدة وتنظيف الأطقم بالفرشاة والمعجون وإزالتها بالليل ووضعها في محلول محتو على الماء وسائل مضمضة الأسنان.

أما بالنسبة للعلاج الموضعي للتقرحات فيتم باستخدام الأدوية المضادة للفطريات، إما بشكل كريم موضعي أو أدوية تأخذ عن طريق الفم.

واذا كان هناك مسبب رئيسي لظهور الفطريات فان علاج المسبب هو خير علاج للقضاء عليها.

واشارت دراسة أميركية حديثة تم نشرها مجلة طب الأسنان العام اخيرا، الى ان المواد المستخرجة من جذور عرق السوس تساعد كثيرا في القضاء على تقرحات الفم.

حيث تم استخدام لاصقات تحتوي على مستخلصات تلك الجذور على عينة من المرضى المصابين وكانت النتيجة مدهشة حيث ان ذلك خفف من الآلام المصاحبة بشكل كبير وقلل من حجم التقرحات مقارنة بمن لم يستخدم تلك اللاصقات بل بالعكس فان حجم التقرحات لديهم قد زاد بنسبة 13%.

وأخيرا فان زيارة طبيب الأسنان لمن لديه أي نوع من تلك التقرحات الفموية ضرورة أساسية وذلك لتشخيصها التشخيص الصحيح وعلاج أي أمراض مصاحبة يمكن علاجها في مراحلها المبكرة وذلك قبل فوات الأوان.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1521