في أي دولة تصبح ثرياً؟
في أي دولة تصبح ثرياً؟
فهد عامر الأحمدي
تجولت في كامل أوروبا مرتين في حياتي..
الأولى وحيدا في عام 1999 (قبل ظهور اليورو بسنة). والثانية برفقة العائلة في العام الماضي 2011.
في المرة الأولى كان الريال السعودي - المرتبط بالدولار - قويا وشامخا بحيث بدت لي أوروبا رخيصة نسبيا (خصوصا أنني سافرت وحيدا بحيث سكنت في بيوت الشباب وغرف الجامعات التي تخلو في أشهر الصيف)!!
أما في زيارتي الثانية فكان الوضع مختلفا تماما حيث ضعف الدولار وصعد اليورو وتجاوز سعر صرفه الخمسة ريالات (وزاد الطينة بله سفري برفقة أفراد العائلة حيث السكن في 3 غرف فندقية لائقة وشراء ست وجبات دسمة ست مرات في اليوم)!!
.. ومن خلال هذه المقارنة الفردية..
ومن خلال المقارنة بين ماضي وحاضر الدول التي كنا نعتبرها فقيرة؛ يمكن القول ان ريالنا لم يعد اليوم يتمتع بتلك القوة التي كان يتمتع بها في عقدي الثمانينيات والتسعينيات!!
ومع هذا.. ورغم تراجع قوتنا الشرائية.. ماتزال هناك دول تحتفظ بنعمة الفقر بحيث يمكن للريال فيها أن يشكل ثروة!!
ففي حين ارتفعت تركيا وتايلند وماليزيا إلى مستوى دخل الفرد في السعودية؛ ماتزال أندونيسا ولاوس وفيتنام والهند ونيبال من الدول التي يمكن فيها للريال أن يمشي ملكا.
أما في أفريقيا فما تزال هناك المغرب ومصر، ودول جنوب الصحراء الكبرى إن رغبت بزيارتها..
أما أمريكا فأرى أن أسعارها (وسط) وقريبة مما نعرفه وتعودنا عليه في السعودية بفضل ارتباطنا بالدولار.. هبوطا أو صعودا.
وفي حال اتجهنا جنوبا الى أمريكا اللاتينية نجد المكسيك وغواتيمالا والهندوراس والسلفادور وبوليفيا والبيرو والاكوادور وفنزويلا التي - قد تكون أقل تطورا من أوروبا وأمريكا - إلا أنها غنية من حيث الثقافة وتنوع البيئة وجمال الطبيعة!!
أما أوروبا فأصبحت اليوم حكرا على الأثرياء فقط.. بفضل اليورو وتوسع الاتحاد الأوربي في أوروبا الشرقية (التي كانت تعد رخيصة بالنسبة لنا مثل بلغاريا وبولندا وتشيكيا)!!
.. على أي حال؛ تظل الأمور دائما نسبية وتعتمد على المقارنة بين الدول وقدرة السياح على الدفع.
فرغم مظاهر الغلاء التي تجتاح العالم يمكن مثلا (وبربع التكلفة) استبدال دول غنية مثل ألمانيا وفرنسا وكندا بمجموعة من الدول الآسيوية المتجاروه.. مثل الهند ونيبال واندونوسيا وتايلند.. كما يمكن بسعر ليلة واحدة في فندق خمس نجوم (في باريس أو كان) العيش لمدة أسبوع في فندق بنفس المستوى في الأردن أو الاكوادور.. وفي حين يمكن المساومة والنزول لأفضل سعر في معظم الدول الآسيوية - خصوصا في الصين - لا يمكنك فعل ذلك في أوروبا أو أمريكا مثلا!!
.. ومهما يكن الأمر دعني أخبرك بأربع نصائح عامة من شأنها المساهمة في جعل دول غنية كسويسرا وألمانيا ولوكسمبورغ برخص أندونيسيا وتايلند والهند (بالطبع ما لم تكن ثريا لا تحمل هما للمال):
النصيحة الأولى: ابتعد عن الفنادق المترفة والمنتجعات المشهورة.. فالفرق بين "الخمس نجوم" و"الثلاث نجوم" يعتمد على كماليات لا تحتاجها فعليا (كتوفر حمامات سونا ومواقف سيارات).. وفي المقابل يتجاوز فرق السعر بين الاثنين والثلاثة أو الأربعة أضعاف!!
الثانية: اعقد اتفاق شرف مع زوجتك وأطفالك بعدم التسوق أو تجاوز الميزانية الموضوعة للشراء (فرب فستان يتجاوز كامل إيجار الفندق)!
الثالثة: في معظم البلدان الثرية توجد (بطاقة سائح) تتيح لك ركوب الباصات وقطارات الأنفاق لأسبوع أو اثنين؛ وفي المقابل قد يكلف التاكسي نفس السعر للمشوار الواحد!
أما الرابعة: فهي أن تحدد مسبقا الهدف من زيارتك؛ هل هي لمجرد النزهة والاطلاع؛ حيث السير في أغلى شارع وأجمل حديقة لا يكلف شيئا؛ أم أنها لأغراض أخرى حيث تتحول كافة العملات الخليجية إلى مجرد روبية هندية؟!
المصدر: صحيفة الرياض
فهد عامر الأحمدي
تجولت في كامل أوروبا مرتين في حياتي..
الأولى وحيدا في عام 1999 (قبل ظهور اليورو بسنة). والثانية برفقة العائلة في العام الماضي 2011.
في المرة الأولى كان الريال السعودي - المرتبط بالدولار - قويا وشامخا بحيث بدت لي أوروبا رخيصة نسبيا (خصوصا أنني سافرت وحيدا بحيث سكنت في بيوت الشباب وغرف الجامعات التي تخلو في أشهر الصيف)!!
أما في زيارتي الثانية فكان الوضع مختلفا تماما حيث ضعف الدولار وصعد اليورو وتجاوز سعر صرفه الخمسة ريالات (وزاد الطينة بله سفري برفقة أفراد العائلة حيث السكن في 3 غرف فندقية لائقة وشراء ست وجبات دسمة ست مرات في اليوم)!!
.. ومن خلال هذه المقارنة الفردية..
ومن خلال المقارنة بين ماضي وحاضر الدول التي كنا نعتبرها فقيرة؛ يمكن القول ان ريالنا لم يعد اليوم يتمتع بتلك القوة التي كان يتمتع بها في عقدي الثمانينيات والتسعينيات!!
ومع هذا.. ورغم تراجع قوتنا الشرائية.. ماتزال هناك دول تحتفظ بنعمة الفقر بحيث يمكن للريال فيها أن يشكل ثروة!!
ففي حين ارتفعت تركيا وتايلند وماليزيا إلى مستوى دخل الفرد في السعودية؛ ماتزال أندونيسا ولاوس وفيتنام والهند ونيبال من الدول التي يمكن فيها للريال أن يمشي ملكا.
أما في أفريقيا فما تزال هناك المغرب ومصر، ودول جنوب الصحراء الكبرى إن رغبت بزيارتها..
أما أمريكا فأرى أن أسعارها (وسط) وقريبة مما نعرفه وتعودنا عليه في السعودية بفضل ارتباطنا بالدولار.. هبوطا أو صعودا.
وفي حال اتجهنا جنوبا الى أمريكا اللاتينية نجد المكسيك وغواتيمالا والهندوراس والسلفادور وبوليفيا والبيرو والاكوادور وفنزويلا التي - قد تكون أقل تطورا من أوروبا وأمريكا - إلا أنها غنية من حيث الثقافة وتنوع البيئة وجمال الطبيعة!!
أما أوروبا فأصبحت اليوم حكرا على الأثرياء فقط.. بفضل اليورو وتوسع الاتحاد الأوربي في أوروبا الشرقية (التي كانت تعد رخيصة بالنسبة لنا مثل بلغاريا وبولندا وتشيكيا)!!
.. على أي حال؛ تظل الأمور دائما نسبية وتعتمد على المقارنة بين الدول وقدرة السياح على الدفع.
فرغم مظاهر الغلاء التي تجتاح العالم يمكن مثلا (وبربع التكلفة) استبدال دول غنية مثل ألمانيا وفرنسا وكندا بمجموعة من الدول الآسيوية المتجاروه.. مثل الهند ونيبال واندونوسيا وتايلند.. كما يمكن بسعر ليلة واحدة في فندق خمس نجوم (في باريس أو كان) العيش لمدة أسبوع في فندق بنفس المستوى في الأردن أو الاكوادور.. وفي حين يمكن المساومة والنزول لأفضل سعر في معظم الدول الآسيوية - خصوصا في الصين - لا يمكنك فعل ذلك في أوروبا أو أمريكا مثلا!!
.. ومهما يكن الأمر دعني أخبرك بأربع نصائح عامة من شأنها المساهمة في جعل دول غنية كسويسرا وألمانيا ولوكسمبورغ برخص أندونيسيا وتايلند والهند (بالطبع ما لم تكن ثريا لا تحمل هما للمال):
النصيحة الأولى: ابتعد عن الفنادق المترفة والمنتجعات المشهورة.. فالفرق بين "الخمس نجوم" و"الثلاث نجوم" يعتمد على كماليات لا تحتاجها فعليا (كتوفر حمامات سونا ومواقف سيارات).. وفي المقابل يتجاوز فرق السعر بين الاثنين والثلاثة أو الأربعة أضعاف!!
الثانية: اعقد اتفاق شرف مع زوجتك وأطفالك بعدم التسوق أو تجاوز الميزانية الموضوعة للشراء (فرب فستان يتجاوز كامل إيجار الفندق)!
الثالثة: في معظم البلدان الثرية توجد (بطاقة سائح) تتيح لك ركوب الباصات وقطارات الأنفاق لأسبوع أو اثنين؛ وفي المقابل قد يكلف التاكسي نفس السعر للمشوار الواحد!
أما الرابعة: فهي أن تحدد مسبقا الهدف من زيارتك؛ هل هي لمجرد النزهة والاطلاع؛ حيث السير في أغلى شارع وأجمل حديقة لا يكلف شيئا؛ أم أنها لأغراض أخرى حيث تتحول كافة العملات الخليجية إلى مجرد روبية هندية؟!
المصدر: صحيفة الرياض